حال اهل البدع عند القدرة والعجز
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
«كثيرا ما يكون أهل البدع مع القدرة يشبهون الكفار في استحلال قتل المؤمنين وتكفيرهم كما يفعله الخوارج والرافضة والمعتزلة والجهمية وفروعهم، .. ومنهم من يسعى في قتل المقدور عليه من مخالفيه؛ إما بسلطانه، وإما بحيلته، ومع العجز يشبهون المنافقين يستعملون التقية والنفاق كحال المنافقين، وذلك لأن البدع مشتقة من الكفر؛ فإن المشركين وأهل الكتاب هم مع القدرة يحاربون المؤمنين ومع العجز ينافقونهم.
والمؤمن مشروع له مع القدرة أن يقيم دين الله بحسب الإمكان بالمحاربة وغيرها، ومع العجز يمسك عما عجز عنه من الانتصار، ويصبر على ما يصيبه من البلاء من غير منافقة، بل يشرع له من المداراة ومن التكلم بما يكره عليه ما جعل الله له فرجا ومخرجا.
ولهذا كان أهل السنة مع أهل البدعة بالعكس، إذا قدروا عليهم لا يعتدون عليهم بالتكفير والقتل وغير ذلك، بل يستعملون معهم العدل الذي أمر الله به ورسوله، كما فعل عمر بن عبد العزيز بالحرورية والقدرية، وإذا جاهدوهم فكما جاهد علي رضي الله عنه الحرورية بعد الإعذار وإقامة الحجة، وعامة ما كانوا يستعملون معهم الهجران والمنع من الأمور التي تظهر بسببها بدعتهم، مثل ترك مخاطبتهم ومجالستهم؛ لأن هذا هو الطريق إلى خمود بدعتهم، وإذا عجزوا عنهم لم ينافقوهم بل يصبرون على الحق الذي بعث الله به نبيه كما كان سلف المؤمنين يفعلون، وكما أمرهم الله في كتابه حيث أمرهم بالصبر على الحق، وأمرهم أن لا يحملهم شنآن قوم على أن لا يعدلوا».
التسعينية ص698.
رد: حال اهل البدع عند القدرة والعجز
رحم الله شيخ الاسلام ابن تيمية ،. كانت هناك طالبة علم على منهج الأشاعرة كثيرة الجدال ، وبفضل من الله ومنه وكرمه جاءها رد مفحم صارم أصبحت بعد ذلك هادئة ودودة لا تجادل !!!!
رد: حال اهل البدع عند القدرة والعجز
قال شيخ الاسلام- رحمه الله- في الرد على البكري ص 256
(وأئمة السنة والجماعة وأهل العلم والإيمان فيهم العلم والعدل والرحمة، فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة، ويعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم كما قال تعالى: كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المائدة: 8].
ويرحمون الخلق فيريدون لهم الخير والهدى والعلم، لا يقصدون الشر لهم ابتداء، بل إذا عاقبوهم وبينوا خطأهم وجهلهم وظلمهم، كان قصدهم بذلك بيان الحق ورحمة الخلق)
وقال في موطن اخر -رحمه الله تعالى -
" أهل السنة نقاوة المسلمين , وهم خير الناس للناس "
منهاج السنة ج1 ص158
وهذا كله لاقتدائهم بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي امر بالرحمة كما ثبت في سنن أبو داود ( 4941 ) و الترمذي ( 1 / 350 ) و أحمد ( 2 / 160 )و الحاكم ( 4 / 159 ) و صححه و وافقه الذهبي
" الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك و تعالى ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في
السماء ( و الرحم شجنة من الرحمن ، فمن وصلها وصله الله و من قطعها قطعه الله )
"السلسلة الصحيحة" 2 / 630
رد: حال اهل البدع عند القدرة والعجز
أحسن الله إليكم ونفع الله بكم وزادكم علما ،، قال تعالى : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حولك }
وقال صلى الله عليه وسلم : ( .. فاللهُ أشدُّ فرحًا بتوبةِ العبدِ المؤمنِ من هذا براحلتِه..) الحديث .