(ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا)
- القول هو الكلمة
وأحسن الكلام، الدعوة الى الله.
وهل الدعوة لله تكون بون الدعوة لطاعته؟
ولكن هل هذا يكفي؟
أو ليس للذي يدعو الى الله صفات يجب أن تلازمه ليكون للدعوة هدى في النفوس؟
وهل يجب أن يكون الداعي الا قدوة لمن يدعوهم؟
واذا كانت أعمال وتصرفات هذا الداعي تتنافى مع أوامر الدين ونواهيه، أفلا تكون هذه الدعوة، فتنة للآخرين بدل أن تكون هداية لهم؟
لهذا نجد كيف قرنت الآية الكريمة الدعوة الى الله بالعمل الصالح.
وهذا يلقي مسؤولية اضافية على عاتق الدعاة ورجال الدين تحديدا. فعلى هؤلاء وأولئك المبادرة بالعمل الصالح، وحينئذ فقط تلقى دعواهم آذانا صاغية، وتصل إلى قلوب السامعين.
يحكى أن صبيا كان يكثر من أكل الترمس. وقد حاول والده مرارا أن يثنيه عن هذا، ولكن دون جدوى.
وبعد تفكير ملي اهتدى الى أن شيخ الكتاب، اقدر منه على منع الصبي من الاستمرار على هذه العادة نظرا لما لهذا الشيخ من مهابة في نفوس تلاميذه، وبالتالي كلمة مسموعة لديهم، فضلا عن تأثير "الفلقلة" المعلقة على الحائط أمام أنظار الجميع.
اصطحب الرجل ابنه معه وتوجها الى مركز الكتاب حيث اسر الوالد في اذن الشيخ "ان اطلب من الصبي ان يمتنع عن أكل الترمس" فأجاب الشيخ "عليك أن تخضره لي غدا"
وفي اليوم التالي اصطحب الرجل ابنه مجددا ابنه الى مركز الكتاب، ووقفا امام الشيخ الذي بادر الولد قائلا" يا ابني لا تأكل الترمس من الآن فصاعدا"
فتعجب الوالد من تصرف الشيخ هذا، وقال بلهجة لا تخلو من الانفعال: لماذا لم تقل له هذه الجملة عند زيارتنا الآولى؟
فرد الشيخ بكل برود وثقة: كنت امضغ بعضا من هذه المادة حينما احضرت لي الولد بالامس ولم يكن بإمكاني ان اصرفه عن شيء كنت أفعله، والا فإن كلماتي ستذهب سدى. ثم أنشد قائلا: لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم