سائل يقول : هل حلت العزلة في هذه الأيام بسبب كثرة الفتن ؟ .

سائل يقول : هل حلت العزلة في هذه الأيام بسبب كثرة الفتن ؟ .

قلت : مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ، لكن لعل السائل يجد بغيته في تبويب الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :

بَابٌ: مِنَ الدِّينِ الفِرَارُ مِنَ الفِتَنِ

19 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ وَمَوَاقِعَ القَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ» .
__________
[تعليق الدكتور مصطفى ديب البغا]
19 (1/15) -[ ش (يوشك) يقرب. (غنم) اسم جنس يقع على الذكور والإناث جميعا وعلى الذكور وحدها والإناث وحدها. (شغف الجبال) رؤوس الجبال والمفرد شعفة. (مواقع القطر) مواضع نزول المطر. (يفر بدينه من الفتن) يهرب خوفا من أن يفتن في دينه ويخوض في الفساد مع الخائضين]
[3124، 3405، 6130، 6677، وانظر 584]

قال الإمام أبو العباس شهاب الدين أحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبد الملك القسطلاني القتيبي المصري رحمه الله (المتوفى: 923هـ) في إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري :

(يفرّ بدينه) أي يهرب بسببه أو مع دينه (من الفتن) طلبًا لسلامته لا لقصد دنيوي، فالعزلة عند الفتنة ممدوحة إلا لقادر على إزالتها فتجب الخلطة عينًا أو كفاية بحسب الحال والإمكان، واختلف فيها عند عدمها، فمذهب الشافعي تفضيل الصحبة لتعلمة وتعليمه وعبادته وأدبه وتحسين خلقه بحلم واحتمال وتواضع ومعرفة أحكام لازمة، وتكثير سواد المسلمين وعيادة مريضهم وتشييع جنازتهم وحضور الجمعة والجماعات، واختار آخرون العزلة للسلامة المحققة، وليعمل بما علم ويأنس بدوام ذكره، فبالصحبة والعزلة كمال المرء، نعم تجب العزلة لفقيه لا يسلم دينه بالصحبة، وتجب الصحبة لمن عرف الحق فاتبعه والباطل فاجتنبه، وتجب على من جهل ذلك ليعلمه فافهم .

والعلم عند الله ياشيخ خالد انها تجوز عند الفتن عموما وتقيدها بأخر الزمان للغالب لان الصحابه رضوان الله عليهم منهم من اعتزل زمن فتنه عثمان وكذلك على رضى الله عن الجميع كما فعل سعد بن ابى وقاص وكما لم يحارب كثير من الصحابه فى حرب على ومعاويه رضى الله عن الجميع ...فالعلم عند الله انها تتنزل على الواقعه بعينها ...وانتظر احدا من مشياخنا وعلمائنا وطلبه العلم يوجهونا فى هذا او يقرونا على فهمنا هذا ....وهذا الطرح مهم ياشيخ خالد جزاك الله خيرا.

جزاك الله خيرا شيخ خالد كنت كتبت التعليق السابق قبل ان ارى ردك الثانى جزاك الله خيرا

منقول من خالد بن وليد

بارك الله فيكم، وهذا هو المذهب اللي نحن عليه الآن والله المستعان

منقول من عمر يعقوبن الجزائري / هكذا وجدت الاسم

إذا كان ولابد من العزلة فينبغي ملاحظة أمرين إثنين وهما موجودان في الكلمة نفسها في عينها وزائها
العين بمعمى لا بد للمعتزل من العلم الذي يصونه من الزلل والوقوع في البدع كالصوفية
والزاي بمعنى الزهد حتى يصبر ويصابر على شضف العيش
وبدون هذين الحرفين تصير العزلة علة

والحديث أخرجه الإمام البخاري رحمه الله في عدة مواضع من صحيحه ، وبوب عليه هذه التبويبات :

بَاب خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ .

بَاب عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ فِي الْإِسْلَامِ .

بَاب الْعُزْلَةُ رَاحَةٌ مِنْ خُلَّاطِ السُّوءِ .

بَاب التَّعَرُّبِ فِي الْفِتْنَةِ .

منقول من أبي عبد الله المالكي

لماذا ذكر الحافظ العلاّمة محدّث الإسلام محمّد بن إسماعيل البخاري-رحمه الله- هذا الباب(باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال) في كتاب (بدء الخلق)

قال الإمام القرطبي رحمه الله في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم :

وحديث أنس وسهلٍ يدلان على أن التزويج أفضل من التفرغ للعبادة ، وهو أحد القولين المتقدمين ، ويمكن أن يقال : كان ذلك في أول الإسلام لما كان النساء عليه من المعونة على الدِّين والدنيا ، وقلّة الكلف ، والتعاون على البر والتقوى ، والحنوّ ، والشفقة على الأزواج ، وأمَّا في هذه الأزمان فنعوذ بالله من الشيطان والنسوان ،فوالله الذي لا إله إلا هو لقد حلَّت العزلة والعزبة ، بل وتعيّن الفِرار من فتنتهنَّ والرحلة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله اهـ .

والقرطبي توفي سنة 656 هـ ، وهو حافظ المغرب ، والمنذري توفي بنفس السنة ، وهو حافظ المشرق .

قلت : كلامه فيه نظر بالنسبة للعزبة ، والله تعالى أعلم وأحكم .

وفي صحيح البخاري :

3600 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ المَاجِشُونِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ لِي: إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ، وَتَتَّخِذُهَا، فَأَصْلِحْهَا وَأَصْلِحْ رُعَامَهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، تَكُونُ الغَنَمُ فِيهِ خَيْرَ مَالِ المُسْلِمِ، يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ، أَوْ سَعَفَ الجِبَالِ فِي مَوَاقِعِ القَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ» .
__________
[ تعليق الدكتورمصطفى ديب البغا ]
3405 (3/1317) -[ ش (أبيه) هو عبد الله بن أبي صعصعة وعبد الرحمن ابنه ومنسوب هنا إلى جده. (قال قال لي) أي قال عبد الله قال لي أبو ذر رضي الله عنه. (تتخذها) تقتنيها. (رعامها) هو ما يجري من أنفها أي المخاط ويروى (رعاتها) وفي العسقلاني وفي نسخة (رغامها) بالغين المعجمة وهو الشراب فكأنه قال في الأول داو مرضها وفي الثاني أصلح مريضها. (سعف الجبال) جمع سعفة وهي في الأصل غصن النخل إذا يبس والمراد رؤوس الجبال].

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الشافعي

منقول من عمر يعقوبن الجزائري / هكذا وجدت الاسم

إذا كان ولابد من العزلة فينبغي ملاحظة أمرين إثنين وهما موجودان في الكلمة نفسها في عينها وزائها

العين- بمعمى لا بد للمعتزل من العلم الذي يصونه من الزلل والوقوع في البدع كالصوفية

والزاي- بمعنى الزهد حتى يصبر ويصابر على شضف العيش
وبدون هذين الحرفين تصير العزلة علة

---

قلت لعلي أزيد:
له- تألُّه -أي تعبد وتنسك وإقبال على الله بالكليه إذ لا شاغل يشغلك عن الله فانقطع إليه

جزاكم الله خيرا ونفع بكم

قال بن عيينة قال الثوري
أقلل من معرفة الناس فإن التخاص منهم شديد
ولا أحسب أني رأيت ما أكره إلا ممن عرفت"

معذرة سبق كتابة
فإن التخلص منهم شديد

جزآكم الله خير ونفع بكم ..

منقول من حسن صالح ربيع‏

قال رجل لسفيان الثوري : أوصني ، قال :

هـــــــذا زمــــــــان الســـــــكوت ولــــــــزوم البيـــــوت .
---
العزلة لابن أبى الدنيا ص 45