يقول ابن عباس :
لو أطبقت السماء على الأرض
لجعل الله للمتقين فتحات يخرجون منها
ألا ترون قول الحق تبارك و تعالى
“ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ”
ما صحة هذا الأثر؟
يقول ابن عباس :
لو أطبقت السماء على الأرض
لجعل الله للمتقين فتحات يخرجون منها
ألا ترون قول الحق تبارك و تعالى
“ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ”
ما صحة هذا الأثر؟
لا إخاله يصح ، والله أعلم .
إنما هو كلام لعبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أمير الأندلس من قبل عبيدة بن عبد الرحمن السلمي، ونصه:
" فإن السماوات والأرض لو كانتا رتقا لجعل الله للمتقين منها مخرجا " الكامل في التاريخ 5/ 174.
بارك الله فيك ونفع بك .
جزاكم الله خيرا
جزاكم الله خيرا مشايخنا .
لم نعثر على هذا الكلام منسوبا إلى ابن عباس
رقم الفتوى: 195581
التصنيف: أحاديث نبوية مع شرحها
**
السؤال
ما مدى صحة القول المنسوب إلى ابن عباس: "لو انطبقت السموات على الأرض لجعل الله للمتقين فتحات يخرجون منها"؟ وفي حديث زينب بنت جحش أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من نومه فزعًا وهو يقول: "لا إله إلا الله, ويل للعرب من شر قد اقترب, فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا – وحلق بين إصبعيه السبابة والإبهام – فقالت له زينب - رضي الله عنها -: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث" وهل الأمر متعلق بأحداث النهاية فقط؟ جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا لم نقف على هذا الكلام منسوبًا إلى* ابن عباس*- رضي الله عنه -.
لكن إذا كنت تتصور* أن* بين معنى هذا الكلام - لو صح - وبين حديث زينب * المذكور تعارضًا، * فلا تعارض * بينهما؛ إذ لا يتواردان على محل، فالأول يعنى أن الله تعالى يجعل لعباده المتقين فرجًا ومخرجًا من كل نازلة, وهو في معنى قول الله عز وجل:*وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * { الطلاق:2 }.
قالابن كثير: *ومن يتق الله فيما أمره به، وترك ما نهاه عنه، يجعل له من أمره مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، أي: من جهة لا تخطر بباله.
وقال القرطبي: وقال أبو العالية: مخرجًا من كل شدة, وقال الربيع ابن خيثم : يجعل له مخرجًا من كل شيء ضاق على الناس .
ولكن هذا لا يعني السلامة المطلقة , فهم يمرضون ويفتقرون ويبتلون، وقضاء الله تعالى إذا حق نزل.
أما حديث زينب فهو بيان منه صلى الله عليه وسلم لشؤم المعصية, وأنها تلحق من لا كسب له فيها من خيار الناس وصالحيهم, وهو قضاء * لا مرد له إذ نفذ، وليس في جملة هذا الحديث حط من مكانة الصالحين, ولا عقوبة لهم، قال الإمام النووي : ومعنى الحديث أن الخبث إذا كثر فقد يحصل الهلاك العام, وإن كان هناك صالحون.
والله أعلم.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=195581
لكنه روي عن صحابي آخر باسناد صحيح هو الحكم بن عَمْرو الْغِفَارِيّ
روى ابن أبي شيبة
حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كتب زِيَاد إِلَى الحكم بن عَمْرو الْغِفَارِيّ وَهُوَ على خُرَاسَان أَن أَمِير الْمُؤمنِينَ كتب إليّ أَن يصطفى لَهُ الصَّفْرَاء والبيضاء فَلَا يقسم بَين النَّاس ذهب وَلَا فضَّة فَكتب إِلَيْهِ: بَلغنِي كتابك وَإِنِّي وجدت كتاب الله قبل كتاب أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإنَّهُ وَالله لَو أَن السَّمَوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رتقاً على عَبده ثمَّ اتَّقى الله جعل لَهُ مخرجا وَالسَّلَام عَلَيْك.)
وهذا اسناد صحيح ورواه عبد الغني المقدسي من طريق ابن سيرين أيضا
وروي بمعناه أيضا عن التابعي وهب بن منبه ذكره السيوطي في الدر المأثور قال
وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن وهب بن مُنَبّه رَضِي الله عَنهُ قَالَ: وجدت فِي كتاب من كتب الله الْمنزلَة أَن الله عز وَجل يَقُول: إِنِّي مَعَ عَبدِي الْمُؤمن حِين يطيعني أعْطِيه قبل أَن يسألني واستجيب لَهُ قبل أَن يدعوني وَمَا ترددت فِي شَيْء ترددي عَن قبض عَبدِي الْمُؤمن إِنَّه يكره ذَلِك ويسوءه وَأَنا أكره أَن أسوءه وَلَيْسَ لَهُ مِنْهُ بُد وَمَا عِنْدِي خير لَهُ إِن عَبدِي إِذا أَطَاعَنِي وَاتبع أَمْرِي فَلَو أجلبت عَلَيْهِ السَّمَوَات السَّبع وَمن فِيهِنَّ والأرضون السَّبع بِمن فِيهِنَّ جعلت لَهُ من بَين ذَلِك الْمخْرج ...))
أخي الحبيب، استوقفتني كلمة (من قِبلِ) فماذا يعني كلام فلان من قِبل فلان ... فلما فتحت الكتاب المذكور، وجدت أنه لا علاقة للعبارة بالمكتوب، وهو مجرد تدليس منتشر على الإنترنت، وأنقل لك الفقرة كاملة من الجزء الخامس الصفحة 174 من كتاب الكامل في التاريخ:
( ذكر قتل عبد الرحمن أمير الأندلس وولاية عبد الملك بن قطن في هذه السنة وهي سنة ثلاث عشرة ومائة، (((غزا عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أمير الأندلس من قبل عبيدة بن عبد الرحمن السلمي))) وكان هشام بن عبد الملك قد استعمل عبيدة على إفريقية والأندلس سنة عشر ومائة فلما قدم إفريقية رأى المستنير بن الحرث الحريثي غازيا بصقلية وأقام هناك حتى هجم عليه الشتاء ثم فقل راجعا ففرق من معه وسلم المستنير في مركبه فحبسه عبيدة عقوبة له وجلده وشهره بالقيروان.)
فلا تنقل أخي الحبيب شيء دون تثبت بوركت :)
أخي الكريم بارك الله فيك , كلمة (من قبل) المقصود بها أنه عين أميرا من قبل عبيدة , وليس المعنى أن هذا الكلام من قبل فلان , فعبد الرحمن هو الذي كتبه وأرسله الى عبيدةاقتباس:
أخي الحبيب، استوقفتني كلمة (من قِبلِ) فماذا يعني كلام فلان من قِبل فلان ... فلما فتحت الكتاب المذكور، وجدت أنه لا علاقة للعبارة بالمكتوب، وهو مجرد تدليس منتشر على الإنترنت،
وهو من التابعين الذين رووا عن عبد الله بن عمر , والقصة مروية في كتاب فتوح مصر والأندلس وغيره
قال أبو القاسم المصري ((المتوفى: 257هـ) في فتوح مصر والأندلس
وكان عبيدة قد ولّى عبد الرحمن بن عبد الله العكّىّ على الأندلس، وكان رجلا صالحا، فغزا عبد الرحمن إفرنجة، وهم أقاصى عدوّ الأندلس فغنم غنائم كثيرة، وظفر بهم، وكان فيما أصاب رجل من ذهب مفصّصة بالدرّ والياقوت والزّبرجد، فأمر بها فكسرت، ثم أخرج الخمس، وقسم سائر ذلك فى المسلمين الذين كانوا معه، فبلغ ذلك عبيدة، فغضب غضبا شديدا، فكتب إليه كتابا يتواعده فيه، فكتب إليه عبد الرحمن: إنّ السماوات والأرض لو كانتا رتقا لجعل الرحمن للمتّقين منهما مخرجا،...))
رواه أيضا يعقوب بن سفياناقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي
لكنه روي عن صحابي آخر باسناد صحيح هو الحكم بن عَمْرو الْغِفَارِيّ
روى ابن أبي شيبة
حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كتب زِيَاد إِلَى الحكم بن عَمْرو
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: غَنِمَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو بِخُرَاسَانَ غَنَائِمَ فِيهَا ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ، فَكَتَبَ زِيَادٌ أَوِ ابْنُ زِيَادٍ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ أَنِ اسْتَصْفِي كُلَّ صَفْرَاءَ بَيْضَاءَ. قال: فقال الحكم: لو ان السموات وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا عَلَى رَجُلٍ فَاتَّقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، لَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ من ذلك مخرجا.
قال: فدعا القوم فقسم بَيْنَهُمْ غَنَائِمُهُمْ. قَالَ الْحَسَنُ: فَمَاتَ الْحَكَمُ فِي الطريق ولم يلتق معه.))
وهذا اسناد في غاية الصحة على شرط الصحيحين
أكمل يا أخي بقية الكلام :
الكامل (ج4 صـــ 210 ) اسْتَعْمَلَ عُبَيْدَةَ عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ (وَالْأَنْدَلُس سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، فَلَمَّا قَدِمَ إِفْرِيقِيَّةَ رَأَى) الْمُسْتَنِيرَ بْنَ الْحَارِثِ الْحُرَيْثِيَّ غَازِيًا بِصِقِلِّيَّةَ، وَأَقَامَ هُنَاكَ حَتَّى هَجَمَ عَلَيْهِ الشِّتَاءُ ثُمَّ قَفَلَ رَاجِعًا، فَغَرِقَ مَنْ مَعَهُ وَسَلِمَ الْمُسْتَنِيرُ فِي مَرْكَبِهِ، فَحَبَسَهُ عُبَيْدَةُ عُقُوبَةً لَهُ وَجَلَدَهُ وَشَهَّرَهُ بِالْقَيْرَوَان ِ.
ثُمَّ إِنَّ عُبَيْدَةَ اسْتَعْمَلَ عَلَى الْأَنْدَلُسِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَغَزَا إِفْرِنْجَةَ وَأَوْغَلَ فِي أَرْضِهِمْ وَغَنِمَ غَنَائِمَ كَثِيرَةً، وَكَانَ فِيمَا أَصَابَ رِجْلٌ مِنْ ذَهَبٍ مُفَصَّصَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّدِ، فَكَسَرَهَا وَقَسَّمَهَا فِي النَّاسِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ عُبَيْدَةُ، فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَتَهَدَّدُهُ، فَأَجَابَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَوْ كَانَتْ رَتْقًا لَجَعَلَ اللَّهُ لِلْمُتَّقِينَ مِنْهَا مَخْرَجًا. ثُمَّ خَرَجَ غَازِيًا (بِبِلَادِ الْفِرِنْجِ هَذِهِ السَّنَةَ، وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ) ، فَقُتِلَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ شُهَدَاءَ.
جزاكم الله خيرا على التحقيق والتخربج المفيد .
بارك الله فيكم
أثر مكذوب على ابن عباس : [ لَو انطبقَت السّماء عَلى الأرضِ لَجعل الله للمُتقِين فُتحات يَخرجون مِنها ] ...!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فانتشرت بين الناس هذه العبارة ينسبونها لابن عباس رضي الله عنه :
[ لو انطبقت السّماء على الأرض لجعل الله للمُتقِين فتحات يخرجون منها ]
قلنا : هذا الكلام – وإن كان حسناً – لكنه كذب على ابن عباس لا أصل له عنه ولا إسناد
فلا يجوز نشره منسوباً إليه إلا لبيان أنه مكذوب.
وإنما المعنى ورد عن غيره :
1- روي عن الحكم بن عمرو الغفاري رضي الله عنه أنه قال : لو ان السموات وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا عَلَى رَجُلٍ فَاتَّقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، لَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ من ذلك مخرجا. [ تاريخ يعقوب بن سفيان ]
وعنه نحوه ذكره ابن أبي حاتم في التفسير بإسناده
2- وروي عن وهب بن منبه أنه وجد في بعض الكتب السماوية : وإن عبدي إذا أطاعني لو أن أهل السموات والارض أجلبوا عليه جعلت له مخرجا من ذلك [ حلية الأولياء ]
3- وعن وهب نفسه أن نبي الله داود ذكر مثل معنى هذا الكلام [ حلية الأولياء ترجمته ]
والذي يبدوا أن بعض الناس مرّ على هذا الكلام فغير صيغته إلى صيغة عصرية بسيطة ثم نسبه إلى ابن عباس عمداً أو توهماً , لذا لزم التنبيه
والله تعالى أعلى و أعلم
لا تـنـشـر - أحاديث وآثار وقصص وحكايات لا تصح : أثر مكذوب على ابن عباس : [ لَو انطبقَت السّماء عَلى الأرضِ لَجعل الله للمُتقِين فُتحات يَخرجون مِنها ] ...!