طريقة السيوطي في التأليف. بدر الدين الحلبي
وقد تكلم محمود شكري الألوسي [ت:1342هـ] على التفسير كلام منصف واقف على الحقيقة العلامة السيد محمد بدر الدين الحلبي- فسح الله تعالى في مدته وبارك في حياته- في كتاب (التعليم والإرشاد) فقال- سلمه الله تعالى بعد أن تكلم على علم التفسير وأن أهل العلم لم يعطوه حقه-:
قال العلامة بدر الدين الحلبي" إن من علم طريقة السيوطي في التأليف لم يستنكر هذا الذي قلناه، وطريقته- على ما علمنا من استقراء كتبه- أنه كلما وقع إليه كتاب من الكتب في أي فن من الفنون واستحسنه اختصره ونسبه إلى نفسه بدون تمييز بين غث وسمين، ولا وقوف على حقائق العلوم، ولذلك تراه مضطراً في كتبه، لأنه لا يُحَكّم فِكْرَ نفسه، وإنما يُحكّم في كل كتاب فكر ملفه هو، فيضيفه إلى نفسه ببعض تصرف يحدثه في الكتاب.
وإن كنت قد قرأت في كتابه الذي سماه (الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير) وكتابه الذي سماه (اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) ورأيت في (الجامع الصغير) كثيراً من الأحاديث التي نصّ في كتابه اللآلىء على أنها موضوعة على لسان رسول الله(ص) لم تصح عنه بطريق من الطرق، جزمت بصحة هذا الذي قلنا، وعلمت أنه لا يؤلف، وإنما يلخص كتب الناس وينسبها لنفسه."
رد: طريقة السيوطي في التأليف. بدر الدين الحلبي
السيوطي رحمه الله تعالى حفظ لنا نصوصا نادرة ، فجزاه الله خيرا
رد: طريقة السيوطي في التأليف. بدر الدين الحلبي
رد: طريقة السيوطي في التأليف. بدر الدين الحلبي
كتاب محمد بدر الدين الحلبي مطبوع في طبعة السعادة مصر وهي طبعة قديمة
وهو كتاب مفيد يتكلم على التعليم، وكلام على المؤلفات وبيان الجيد منها من غيره، ويشرح فيه سبب انحطاط العلوم الشرعية، وذكر فيه الطرق النافعة في التعليم
وصاحب الكتاب ترجم له صاحب "معجم المؤلفين" (12/ 29):
(1881 - 1943 م) محمد بن مصطفى بن رسلان النعساني، الحلبي (أبو فراس، بدر الدين) اديب، كاتب، شاعر، صحافي.
ولد بحلب، وتعلم بالازهر، ورحل إلى الهند، وعاد إلى مصر، فعمل في تصحيح بعض الكتب، ورحل إلى تونس والجزائر وطرابلس الغرب والقسطنطينية، ودرس الادب العربي في مدارس حلب، وعهدت إليه السلطة العسكرية العثمانية في خلال الحرب
العالمية الاولى باصدار جريدة الحجاز بالمدينة ورجع إلى دمشق، فكتب في جريدة الشرق، واستقر بعد الحرب العامة الاولى في حلب، محررا لجريدتها الرسمية مدة قصيرة، ومدرسا في مدرستها التجهيزية، وانتخب عضوا بالمجمع العلمي العربي بدمشق.
من آثاره: التعليم والارشاد في اصلاح التعليم في الازهر، المفضل في شرح ابيات المفصل، القواعد الجلية في دروس اللغة العربية، نهاية الارب في شرح معلقات العرب، وشرح أسماء أهل بدر وأحد
رد: طريقة السيوطي في التأليف. بدر الدين الحلبي
والكلام الذي ذكره عنه الألوسي في كتابه المطبوع (ص 92 - 94)
ورأيت أن أنقل لكم باقي الكلام _وخصوصا لمن قال أنه مبالغة!!!_
قال رحمه الله _بعد كلامه السابق الذي ذكره الألوسي_:
ولقد كان رحمه الله [يقصد السيوطي] محافظا على هذه الطريقة، ملازما لها، لا يصده عنها صاد، ولا يمنعه منها مانع، ولا يرحم فيها مؤلفا، ولا يشفق على مؤلف، ولشدما بالغ ياقوت في خطبة كتابه "معجم البلدان" -في "اللطف" للسيوطي، وأمثاله- وأكثر من الاسترحام لهم أولا، ثم تخويفهم ثانيا، لئلا يمسخوا له كتابه،
فقال (1): ولي على ناقل هذا الكتاب والمستفيد منه أن لا يضيع نصبي، ونصب نفسي له وتعبي، بتبديد ما جمعت، وتشتيت ما لفقت، وتفريق ملتئم محاسنه، ونفي كل علق نفيس عن معادنه ومكامنه، باقتضابه واختصاره، وتعطيل جيده من حليه وأنواره، وغصبه إعلان فضله وأسراره، فرب راغب عن كلمة غيره متهالك عليها، وزاهد عن نكتة غيره مشعوف بها، ينضي الركاب إليها.
فإن أجبتني فقد بررتني، جعلك الله من الأبرار، وإن خالفتني فقد عققتني والله حسيبك في عقبى الدار.
ثم اعلم أن المختصر لكتاب كمن أقدم على خلق سوي، فقطع أطرافه فتركه أشل اليدين، أبتر الرجلين، أعمى العينين، أصلم الأذنين، أو كمن سلب امرأة حليها فتركها عاطلا، أو كالذي سلب الكمي سلاحه فتركه أعزل راجلا. أهـ
فمارق السيوطي لاستعطافه، ولا رثى لبكائه، ولا خاف عاقبة ما حذره منه، فاختصر كتاب "معجم البلدان" بكتاب سماه "مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع" اختصارا فاحشا، تركه كفهرس لأسماء البلدان، والمواضع، وجرده من كل الفوائد التي ملأ بهاصاحب المعجم كتابه كضبط أسماء البلدان، وبيان معانيها، وبيان اشتقاقها، وذكر قسم من تاريخها، وخواصها وعجائبها، ومن فتحها من المسلمين، وكيف كان فتحها صلحا أو عنوة،ومن نسب إليها من أهل العلم والصلاح، وما قيل فيها من الأشعار، فكان مختصر السيوطي خلوا من كل فائدة.
______________________________ _______________
(1) معجم البلدان (1/ 13 - 14)
رد: طريقة السيوطي في التأليف. بدر الدين الحلبي
ولكن دافع عن السيوطي الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله
جاء في كتاب المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري (رحمه الله) (2/ 618):
153ـ وسمعته يقول: "إن الحافظ السيوطي يعتبر موسوعة علمية كبيرة ويندر علم إلا وقد ألف فيه كتاباً ماعدا علم الحساب، وقد استفيد منه أكثر مما استفيد من غيره
وبعض أهل العلم يطلق عليه الخيوطي بدلاً من السيوطي ويقصدون بقولهم الخيوطي: لتمسكه بالخيوط أي أنه ضعيف وهو ليس كما زعموا".