كلمات ذهبية لابن دقيق العيد في مقدمة شرحه على مختصر ابن الحاجب في الفقه.
نقل الشيخ الإمام سيدي عبد الرحمان بن مخلوف الثعالبي الجزائري المالكي في مقدمة شرحه على مختصر ابن الحاجب عن الشيخ ابن فرحون اليعمري المالكي -وذلك في معرض كلامه على ما تعقبه العلماء والأئمة من شراح المختصر الفقهي على الإمام ابن الحاجب- قوله: "واعلم أنّ التّنبيهات المتعقّبة على المؤلّف في هذا الكتاب منها ما يمكن الجواب عنها فتحمل أحسن محمل، ومنها ما انسدّت فيها الطّرق الواضحة فقلّ أن تأوّل، ومع ذلك فقال الشّيخ تقيّ الدّين بن دقيق العيد: وإنّا لا نستحل أن نقيم ذلك في حقّ المؤلّف سببا إلى ارتكاب مركب الذّمّ، ولا نجعل ذلك ذريعة إلى ترك الصّواب الجمّ، والذّنب الواحد لا يهجر له حبيب، والرّوضة الحسناء لا تترك لموضع شبر منها مريب، ومن عثر على سهو يسير فسيقف على إحسان كثير، ولقد نفع الله الأمّة بكتب كالأمطار، وجاوزت أحواز الفلوات وأثياج البحار، وما منها كتاب إلّا وقع فيه عيب، وعرف فيه غلط من غير شكّ ولا ريب، ولم يجعل النّاس ذلك سببا لرفضها وهجرها، ولا توقّف عن الاستضاءة بأنوار فجرها، فينبغي أن يكون ما وقع في هذا الكتاب من ذلك القبيل، وأن يسلك به عند الإنصاف تلك السّبيل" رحم الله المشايخ الكرام والأئمة الأعلام.