https://www.youtube.com/watch?v=k4lnOr0xkEY
في صحيح البخاري بسنده إلى ابن شهاب :
3906 - قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيُّ ، وَهْوَ ابْنُ أَخِي سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ - أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ يَقُولُ جَاءَنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَنْ قَتَلَهُ ، أَوْ أَسَرَهُ فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ فَقَالَ يَا سُرَاقَةُ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ - أُرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ قَالَ سُرَاقَةُ فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلاَنًا وَفُلاَنًا انْطَلَقُوا بِأَعْيُنِنَا ثُمَّ لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ سَاعَةً ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِي وَهْيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ وَأَخَذْتُ رُمْحِي فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ فَحَطَطْتُ بِزُجِّهِ الأَرْضَ وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا فَرَفَعْتُهَا تُقَرَّبُ بِي حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ فَعَثَرَتْ بِي فَرَسِي فَخَرَرْتُ عَنْهَا فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ يَدِي إِلَى كِنَانَتِي فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الأَزْلاَمَ فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا أَضُرُّهُمْ أَمْ لاَ فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ فَرَكِبْتُ فَرَسِي وَعَصَيْتُ الأَزْلاَمَ تُقَرِّبُ بِي حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ لاَ يَلْتَفِتُ ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الاِلْتِفَاتَ سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الأَرْضِ حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ فَخَرَرْتُ عَنْهَا ثُمَّ زَجَرْتُهَا فَنَهَضَتْ فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً إِذَا لأَثَرِ يَدَيْهَا عُثَانٌ سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ فَاسْتَقْسَمْتُ بِالأَزْلاَمِ فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ فَنَادَيْتُهُمْ بِالأَمَانِ فَوَقَفُوا فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنَ الْحَبْسِ عَنْهُمْ أَنْ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ وَأَخْبَرْتُهُم ْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الزَّادَ وَالْمَتَاعَ فَلَمْ يَرْزَآنِي وَلَمْ يَسْأَلاَنِي إِلاَّ أَنْ قَالَ أَخْفِ عَنَّا فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ أَمْنٍ فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ فَكَتَبَ فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
حديث العنبر الذي قذف به ميتا البحر على الشاطئ ألا يدل على إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للبحر؟ فإن لم يكن عليه الصلاة والسلام قد رأى البحر بعينه واخبر بما صح عنه فيه من خبر فهو دليلٌ من دلائل نبوته. فهل من ألف في الدلائل من العلماء قد أشار إلى شيء من ذلك؟ أفيدونا.
بارك الله في الجميع .
وفيك بارك الله أخانا الفاضل أبا أنس.
ما روي فيما أخبر به سيدنا سراقة: (أسودة بالساحل) لا يراد بها ساحل البحر كما يعرفه كم تتبع مهجره صلى الله عليه وسلم.
أما رؤيته صلى الله عليه وسلم البحر فليست بعيدة، ويستدل لها بأمور:
1) مسراه ومعراجه، فصعوده في معراجه تصغر له الدنيا، وتظهر بحارها.
2) حديث: ((إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ فرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا))، وفي لفظ: ((زُوِيَتْ لِي الْأَرْضُ، حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا))
رواه: مسلم في صحيحه (8/ 171، 8- بَابُ هَلاَكِ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، رقم: 7361- [19-2889])، وابن ماجه في سننه (5/ 97، رقم: 3952)، وأبو داود والترمذي، والطبراني في المعجم الأوسط (8/ 200، رقم: 8397)، ومسند الشاميين (4/ 45، رقم: 2690)، وبحشل في تاريخ واسط (ص: 157 في ترجمة أَحْمَد بن مُحَمَّد بن ماهان)، والتمهيد (19/ 198) وغيرهم.
ويشهد له حديثُ وفد عبدالقيس، وفيه إخباره صلى الله عليه وسلم عبدالقيس بأسماء قراهم، حتى قال قائله: (بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، لَأَنْتَ أَعْلَمُ بِأَسْمَاءِ قُرَانَا مِنَّا)، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: ((إِنِّي قَدْ وَطِئْتُ بِلَادَكُمْ، وَفُسِحَ لِي فِيهَا))، رواه أحمد ط الرسالة (24/ 327، رقم: 15559، 29/ 365، رقم: 17831)
قال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 373): (هذا الحديث بطوله رواه أحمد بإسناد صحيح).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 178): (رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ).
أقول: ولا يُعلَم من سيرته صلى الله عليه وسلم أنه دخل البحرين بلاد عبدالقيس.
فإذا كان وطئها مع بعدها عن مكة والمدينة (تبعد قرابة 1200 كلم): فلرؤيته للبحر الذي يبعد عن مكة أقل من 70 كلم، ومن المدينة 140 كلم أقرب.
تنبيه: الرؤية شيء، ومعرفة البحار وأسرارها شيء آخر
فأنت ترى الإنسان، ولكنك لست بطبيب
وترى النبات، ولكنك لست بنباتيّ
وترى السيارة، ولكنك لست بميكانيكي
فمجرد الرؤية لا تقتضي العلم
ولا يشك من له عقل: أن ما أوتيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم ليس من قدرة البشر
والله أعلم