http://majles.alukah.net/attachment....id=10497&stc=1
عرض للطباعة
خاطرة:
الثرثرة بالنعم:
ينبغي لمن تظاهرت نعم الله عليه
أن يظهر منها ما يبين أثرها،
ولا يكشف جملتها،
وإن كان إظهارها حلوا عند النفس،
إلا أنها إن أظهرت لوديد
لم يؤمن تشعث باطنه بالغيظ،
وإن أظهر لعدو فالظاهر إصابته لموضوع الحسد،
وإن شر الحسود في حال البلاء يتشفى،
وفي حال النعم يصيب بالعين.
ولا تكن من المذاييع الغر الذين لا يحملون أسرارهم
حتى يفشونها إلى من لا يصلح،
ورب كلمة جرى بها اللسان
هلك بها الإنسان([1]).
===========
([1]) صيد الخاطر ـ ابن الجوزي ـ (122 – 123).
الاستعانة بالنعم ـ على طاعة الله،
هو ما يقتضيه الشرع والعقل،
فإن من أحسن إليك بشيء
لا يجوز أن تقابله بالإساءة إليه،
ومن فعل ذلك فهو في نظر الناس ناكر للجميل،
فكيف إذا استعان بإحسانه على الإساءة إليه،
فهو أشد جحودا للجميل([1]).
==========
([1]) النهج الأسمى ـ المجلد الأول ـ محمد النجدي ـ (297 – 304) بتصرف.
ولعلنا نقف مع آية عظيمة
وهي قوله تعالى:
{ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }
[الذاريات: 21]،
ولننظر إلى عالم هذا الإنسان المكرم،
وما وهبه الله من النعم،
وكيف نستعين بها على طاعته؟
1- نعمة الإسلام:
إن أجل نعم الله على الإطلاق
هي نعمة الدخول في هذا الدين،
هذه أم النعم،
وبغيرها فإنه لا فلاح ولا سعادة
في الدنيا ولا في الآخرة.
ومن المعلوم أن الله لا يقبل عمل عامل
إلا بشرط الإسلام،
قال تعالى:
{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ
وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
[آل عمران: 85].
فهل تذكرت هذه النعمة؟!
وكيف فضلك الله على كثير من خلقه،
فهل حمدت الله على نعمة الإسلام
والتي بها سيكتب لك ـ إن شاء الله ـ النجاة من النيران،
حقا إنها أم النعم!! ([1]).
=============
([1]) التذكرة في شكر النعم ـ عبد العزيز الخطابي ـ (9 – 10).
ما أحوجنا أن نحمد الله دائما على
نعمة الإسلام ، كما قال تعالى:
{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا
وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ }
[الأعراف: 43].
والله سبحانه وتعالى يدعونا إلى المحافظة على
نعمة الهداية للإسلام
حتى نلقى الله عليها،
قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
[آل عمران: 102]
ولأن الأمور بخواتيمها،============
ها هو ذا سيدنا يوسف عليه السلام
بعد ما آتاه الله من الملك
يدعو الله أن يتوفاه مسلما
كما قال تعالى:
{ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا
وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }
[يوسف: 101]([1]).
([1]) زاد على الطريق ـ مصطفى مشهور ـ (44 – 45).
قال تعالى:
{ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَنُبَوِّئَنَّـ ـهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا }
[العنكبوت: 58].
فهل شكرنا الله على نعمة الإيمان؟
نعمة الأخوة والصحبة الحسنة:============
هل علمت ما أعد الله للمتحابين فيه
والمتزاورين فيه ؟
قال صلى الله عليه وسلم :
«إن الله تعالى يقول يوم القيامة:
أين المتحابون بجلالي،
اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»([1])،
وقال:
«المتحابون في جلالي
لهم منابر من نور
يغبطهم النبيون والشهداء»([2]).
([1]) أخرجه مالك في الموطأ 2/952، ومسلم (2566)،
وأحمد (7231)، وابن حبان (574)،
والدارمي (2757) من حديث أبي هريرة.
([2]) أخرجه أحمد (22080)،
والترمذي (2390) والهاشمي في مسنده (1385).
جزاكم الله خيرا
وبفضل الله ثم بسبب هؤلاء الجلساء الصالحين==============
نلت المراتب العالية.
كم كنت تغفل فيذكرونك!
وكم كنت تخطئ فيوجهونك!
وكم هم الذين استزلهم الشيطان
بسبب بعدهم عن مجالس الذكر وصحبة الأخيار!!
ثم كان مصيرهم في النهاية مؤلما!
فلنعرف قدر هذه النعمة،
ولنحرص عليها،
كما قال ربنا تبارك وتعالى:
{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا
وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }
[الكهف: 28]([1]).
([1]) التذكرة في شكر النعم ـ (11 – 16).
وقال تعالى :===========
{ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا }
[آل عمران: 103].
وإن حياة وسط قوم
يملأ قلوبهم الحقد والغل والشحناء والبغضاء
حياة لا تطاق،
كلها هم وغم وكرب والعياذ بالله ([1]).
فالحمد لله على نعمة الأخوة في الله.
([1]) زاد على الطريق ـ (45 – 46).
نعمة البصر:
هل تتذكر كل يوم هذه النعمة الجليلة؟
فإذا قلت: نسيت،
فليكن لك عبرة في غيرك
من الذين حرمهم الله هذه النعمة.
فلتلهج الألسنة بحمد الله،
ولتكفها عما حرم الله من النظر
فيما لا يجوز النظر إليه،
قال تعالى:
{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ }
[النور: 30].
نعمة السمع:
هل تعلم أن من لم يسمع من مولده لا يتكلم؟
فنعمة السمع نسمع بها من يخاطبنا،
نسمع بها آيات ربنا سبحانه.
تصور لو أنك حرمت هذه النعمة،
كيف سيكون حالك إذا الناس حضروا لسماع محاضرة قيمة مهمة،
وأنت تأتي لتجالسهم
لتعمك رحمة وسكينة ترجوها مع القوم فقط؟!