في رثاء الشيخ محمد السبيَل
كتب الله تعالى على عباده الفناء, ولم يأذن لأحد بالبقاء إلَا لوجهه الكريم جلَ جلاله, فهذه الدنيا لا تُبقي على أحدٍ ولا يدوم لها حال. وإنَ من أقدار الله المؤلمة تناقص العلماء وموت الفضلاء, ونجوم الهدى.
وقد أصيبت الأمة بفقد عالم كبير, وشيخ جليل الشيخ محمد بن عبدالله السبيَل -رحمه الله- الذي وافته المنية يوم الاثنين 4/ 2/ 1434ه وكان لوفاته أثرٌ كبير على الناس عامَتهم وخاصتهم, ونعاه الديوان الملكي.
وُلِد الشيخ محمد -رحمه الله- في مدينة البكيرية سنة 1345ه ونشأ بها, وقرأ القرآن وحفظه على يد خاله الشيخ محمد بن علي المحمود, واستظهر العديد من المتون العلمية, ثم انتقل إلى بريدة ودرس بها على الشيخ العلامة عبدالله ابن حميد وأدرك قدراً جيَداً من العلوم, وكان إماماً في البكيرية من عام 1363ه حتى 1372ه, ثم إماماً في بريدة حتى عام 1385ه.
وفي عام 1385ه عُيَن إماماً وخطيباً في المسجد الحرام ورئيساً للمدرسين والمشرفين فيه, ثم عُيَن نائباً للإشراف الديني في المسجد الحرام سنة 1390ه , ثم رئيساً لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عام 1411ه, كما تمَ تعيينه عضواً في المجمع الفقهي, وعضواً في هيئة كبار العلماء, وبقي في رئاسة المسجد الحرام والمسجد النبوي حتى تقاعد سنة 1421ه, واستمرَ في الإمامة والتدريس في المسجد الحرام حتى أعياه المرض.
وكان -رحمه الله- متواضعاً قليل الكلام, عليه وقار العلماء, وسمت الفضلاء, رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته, وخلف الأمَة فيه بخير.
أ.د/ عبدالعزيز بن محمد الفريح
5 / 2 / 1434ه
رد: في رثاء الشيخ محمد السبيَل
إنا لله وإنا إليه راجعون رحمه الله رحمة واسعة وتقبله في الصالحين ورفع درجته في المهديين.