أرجو أن تصغى القُلوبُ لكلماتِي اليسيرات:
بسمِ الله الرّحمنِ الرّحيم
فقهُ التّوبة
لكم تمنّيتُ أن أكتُبَ تحتَ هذا العنوانِ لكنّي لم أُوفّق، وكُلّما رفعتُ قَلَمِي وضعتُهُ، هذا رغمَ أنّ قرارَ البَدءِ
يكونُ نتاجًا لحالةٍ منَ الهيجانِ الشُّعوريّ، وكُلّ ما أودّ تدوينَهُ قد دارَ في عقلِي!
ولا أطلبُ الآنَ سردَ أسبابٍٍ قد تكونُ وراءَ ما أُعانِي، وإنّما أرجو أن تصغى القُلوبُ لكلماتِي اليسيرات
منَ النّاسِ من يُقيمُ على ذُنوبٍ، هوَ لهَا مُستسلِمٌ، لكنّهُ ما مرّ عليه يومٌ إلّا وفكّرَ في المتاب، و كُلّما حاولَ الرُّجوعَ عنها إليها عاد، يُقارفُها وهُوَ مُحتقرٌ لها ولنفسِهِ معَها، ويبكي واللهِ ويبكي، لكن ما هيَ إلّا لحظاتٌ ويجفُّ الدّمعُ، ويعُودُ لسابِقِ العهد...
فتتولّدُ لديهِ قناعاتٌ:
أنا ضعيفٌ
أنا كافرٌ لنعمة الله
أنا كاذبٌ لا أعرفُ الصّدق
أنا لا أخافُ الله
هوَ يعلمُ أنّه سيكونُ يومًا ما في عدادِ الأمواتِ، ولا يُحبُّ أن يلقَى ربّهُ على هذهِ الحال، فتضيقُ عليهِ نفسُه، وتضيقُ الدُّنيا بهمّه...
يبحَثُ عمّن يُساعدُه، يُرسلُ بسؤالٍ هُنا، وسؤالٍ هُناك، والكُلّ يُجبيبُ، لكن تُراهُ انتَفَع؟!
لا والله، فلم يتزحزَح خُطوةً للأمامِ...
ألم يكُن يبحثُ عن الحقّ، ويُريدُ النُّصيحةَ؟
وطالَما لم يستَجِب إذًا هوَ كاذب!!
لا والله ما كانَ كاذبًا...
لقد عاشَ فترةً طويلةً منَ الزّمَنِ يُحاوِلُ ويُحاوِلُ، وبحَثَ وسمِعَ من القُرآنِ، ومن حدِيثِ رسولِ الله، ومن كلامِ العُلماءِ الأجلّاء، ولمّا رَغِبَ بالعونِ لم يرغَب بتَكرارٍ لما سَمِعَ، لا لأنّهُ ليسَ ذو فائدة حاشَا لله، ومعاذَ الله!
بل لأنّ اليأسَ الّذي ملأَ قلبَهُ جعلَ من قولِ اللهِ تعالى:
"قُل يا عِبادِيَ الّذينَ أسرَفُوا على أنفُسِهِم لا تقنَطُوا من رحمةِ اللهِ إنّ اللهَ يغفرُ الّذُنوبَ جميعًا إنّهُ هوَ الغَفُورُ الرّحيمُ"
لا ينطَبِقُ عليهِ هوَ
وكذلِكَ:
حديثُ قاتِلِ المئةِ لا ينطبِقُ عليه
وكذلِكَ:
حديثُ: علمَ عبدِي
كُلّها لا تنطَبِقُ عليه،
حتّى قولُ اللهِ تعالى:"كتبَ ربُّكُم على نفسِهِ الرّحمةَ أنهُ من عمِلَ منكُم سوءًا بجهالةٍ..." الآية
لا يأخذُ من تفسِيرهِ إلّا ما يتّفقُ وقناعَتَه!
هوَ ليسَ كأولئك، ولا ذنوبُهُ كذنوبُهُم، هم تابُوا لأوّل مرّة، أمّا هوَ فمرارًا وعاد، وكُانَ يعلمُ بالحُرمة، وكانَ يعلمُ الحلّ ولم يلتزِمهُ، فليسَ من يعلمُ كمن لا يعلم، وتلكَ كانت حالةٌ خاصّة و و و
يضَعُ كُلّ الحواجِزَ والعقَبات الوهميّةِ الّتي لا وُجُودَ لها أمامَ عينَيهِ فيطرُدُ نفسَهُ من رحمَةِ اللهِ بنفسِه!!
فمثلُ هذا لا يحتاجُ لأن تتلَوَ عليهِ النُّصوصَ، وتُطمئِنُهُ بكلماتٍ تدُلّ على سعةِ رحمةِ الله، وإنّما تحتاجُ لتغوصَ معهُ إلى الأعماق وتُعلّمَهُ فقهَ التّوبةِ
وفقهَ أنّهُ بشر
وفقهَ المُجاهدَة
وفقهَ الذُّلّ والافتقار
وفقهَ... وفقهَ...
أرجو أن أكونَ قد استطعتُ التّعبير عن مُرادِي، وما استخدمتُ مُصطلحاتٍ هيَ عليّ كبيرة، وليسَت في محلّها، وأعتذرُ إن فعلت...
والسّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاته
رد: أرجو أن تصغى القُلوبُ لكلماتِي اليسيرات:
بارك الله فيك وانار الله بصيرتك للحق
أصبتي والله وكلماتك تلامس الفؤاد
جعلنا الله من المخلصين له ومن التوابين دائما
رد: أرجو أن تصغى القُلوبُ لكلماتِي اليسيرات:
أحسن الله إليكِ وجزاكِ كل خير
كلمات يسيرات بيد أنهن مؤثرات, وكذلك ما ينبع من القلب!
رد: أرجو أن تصغى القُلوبُ لكلماتِي اليسيرات:
والنفس مابين الإدبار والإقبال !
نسأل الله أن يجعل ما بعد الذنب والإدبار؛ إقبال وتوبة وخير كثير..
بارك الله في الأمة الفقير إلى الله
رد: أرجو أن تصغى القُلوبُ لكلماتِي اليسيرات:
جزاكُنّ اللهُ خيرًا جميعًا
هدانِي اللهُ وتفضّلَ وتكرّمَ فوصَلتُ إلى هذا المَقطع، ما أعظمَ منّةَ اللهِ على هذا الشّيخِ الكريم!
المقطعُ بعُنوان: يعصِي اللهُ ويتوبُ ويخشَى سوءَ الخاتِمة
http://www.safeshare.tv/w/yDajTXlbNC
من هُنا المَصدَر:
مواعظ ودرر منثورة من دروس الشيخ محمد الشنقيطي حفظه الله
ليتَكِ أُختِي المُشرفة الفاضلة تُضيفِينَ رابطَ المَقطع في نهايةِ مُشارَكَتي أكونُ شاكرةً لكِ... وسامِحِيني إن أتعبتُكِ مَعي (ابتسامة)
رد: أرجو أن تصغى القُلوبُ لكلماتِي اليسيرات:
قال بعض السلف الصالح: أنذركم سوف، فإنها أكبر جنود إبليس، ومثل المؤمن الحازم الذي يتوب إلى الله من كل ذنب وفي كل وقت خوفا من سوء الخاتمة ومحبة لله، والمفرط المسوف الذي يؤخر توبته، كمثل قوم في سفر دخلوا قرية، فاما الحازم فاشترى ما يصلح لتمام سفره وجلس متأهبا للرحيل. أما المفرط فإنه يقول كل يوم: سأتأهب غدا،حتى أعلن أمير القافلة الرحيل ولا زاد معه، وهذا مثل للناس في الدنيا، فإن المؤمن الحازم متى ما جاء الموت لم يندم، أما العاصي
المفرط فإنه يقول ربي ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت...
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر، { يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية } )
وقال الحسن: إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته.
وقال مالك بن دينار: رحم الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثم ألزمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل، فكان لها قائداً.