استقبال الحجاج والاحتفاء بهم عند عودتهم
أخرج البخاري في صحيحه قال :باب اسْتِقْبَالِ الْحَاجِّ الْقَادِمِينَ وَالثَّلاثَةِ عَلَى الدَّابَّةِ
عن ابْن عَبَّاس رضي الله عنه قال (لَمَّا قَدِمَ النَّبِىُّ عليه السَّلام مَكَّةَ اسْتَقْبَلَتْهُ أُغَيْلِمَةُ بَنِى عَبْدِالْمُطَّل ِبِ فَحَمَلَ وَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَآخَرَ خَلْفَهُ )
... قال ابن بطال في شرحه على البخاري كتاب الحج "فيه من الفقه : جواز تلقى القادمين من الحج تكرمة لهم وتعظيمًا ؛ لأن النبى (صلى الله عليه وسلم ) لم ينكر تلقيهم له ، بل سُرَّ به لحمله لهم بين يديه وخلفه ، ويدخل في معنى ذلك من قدم من الجهاد أو من سفر فيه طاعة لله ، فلا بأس بالخروج إليه وتلقيه ، تأنسًا له وصلةً..."
وعند مسلم رحمه الله( كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدَمَ مِنْ سَفَر تُلُقِّيَ بِصِبْيَانِ أَهْل بَيْته)
قال النووي رحمه الله :هَذِهِ سُنَّةٌ مُسْتَحَبَّةٌ أَنْ يَتَلَقَّى الصِّبْيَان الْمُسَافِر ، وَأَنْ يُرْكِبَهُمْ وَأَنْ يُرْدِفَهُمْ ، وَيُلَاطِفَهُمْ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
قلت : هذا إذا كان في مطلق السفر والحج من السفر ولا شك
وعند البخاري : باب : اسْتِقْبَال الغُزَاةِ عن ابْنُ الزُّبَيْر ، قلت لابْنِ جَعْفَرٍ : أَتَذْكُرُ إِذْ لَقَّيْنَا النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم، أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ - قَالَ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ : ذَهَبْنَا نَتَلَقَّى النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم مَعَ الصِّبْيَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ .
قال ابن بطال في شرحه على البخاري : قال المهلب : " التلقى للمسافرين والقادمين من الجهاد والحج بالبشر والسرور أمر معروف ، ووجه من وجوه البر وبهذا الحديث ثبت تشييعهم ؛ لأن ثنية الوداع إنما سميت بذلك ؛ لأنهم كانوا يشيعون الحاج والغزاة إليها ويودعونهم عندها ، وإليها كانوا يخرجون صغارًا وكبارًا عند التلقي ، وقد يجوز تلقيهم بعدها وتشييعهم إلى أكثر منها ، وفيه الفخر بإكرام النبي صلى الله عليه وسلم" .
وأخرج البخاري :باب الطَّعَامِ عِنْدَ الْقُدُومِ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُفْطِرُ لِمَنْ يَغْشَاهُ
عن جَابِر (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، نَحَرَ جَزُورًا أَوْ بَقَرَةً . وقال مرة : فَلَمَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، أَمَرَنِى أَنْ آتِىَ الْمَسْجِدَ ، فَأُصَلِّىَ فيه) .
قال ابن بطال : فيه : إطعام الإمام والرئيس أصحابه عند القدوم من السفر ، وهو مستحب ومن فعل السلف . وقال أبو عبد الله بن أبى صفرة : قوله (كان ابن عمر يفطر لمن يغشاه ) أي : إذا قدم من سفر أطعم من يغشاه وأفطر معهم .
رد: استقبال الحجاج والاحتفاء بهم عند عودتهم
موضوع مهم جزاك الله خيرا فنحن في المغرب من عادتنا الخروج لاستقبال الحجيج وتوديعهم وهناك من ينكر علينا ذلك بدعوى ان الحاج كان في عبادة كسائر العبادات فلا داعي لاستقباله او توديعه.