أبحث عن قصيدة لابن تيمية رحمه الله .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم . أما بعد :
سمعت من أحد الشيوخ أن رجلاً يهودياً جاء إلى شيخ الإسلام وألقى عليه قصيدة فيها بضعة أبيات يتنقص الإسلام فيها . فرد عليه ابن تيمية رحمه الله تعالى بقصيدة من البحر نفسه .
فهل أستطيع الحصول عليها جزاكم الله خيراً ؟
وهل لديه قصائد أخرى أو أبيات أخرى ؟....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
رد: أبحث عن قصيدة لابن تيمية رحمه الله .
تقصد قصيدته التائية في القدر
فقد عمل أحدهم أبياتا على لسان ذمي قائلا :
يا علماء الدين ذمي دينكم === تحير دلوه بأوضح حجة
إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم ** ولم يرضه مني، فما وجه حيلتي ؟
دعاني، وسد الباب عني، فهل إلى ** دخولي سبيل ؟ بينوا لي قضيتي
قضى بضلالي، ثم قال: ارض بالقضا ** فما أنا راض بالذي فيه شقوتي
فإن كنت بالمقضي يا قوم راضيا ** فربي لا يرضى بشؤم بليتي
فهل لي رضا، ما ليس يرضاه سيدي ** فقد حرت دلوني على كشف حيرتي
إذا شاء ربي الكفر مني مشيئة ** فهل أنا عاص في اتباع المشيئة ؟
وهل لي اختيار أن أخالف حكمه ؟ ** فبالله فاشفوا بالبراهين علتي
فلما وقف عليها شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ثنى إحدى ركبتيه على الأخرى وأجاب في مجلسه قبل أن يقوم بمائة وتسعة عشر بيتاً :
سؤالك يا هذا سؤال معاند = مخاصم رب العرش بارى البرية
فهذا سؤال خاصم الملأ العلا = قديما به إبليس أصل البلية
و من يك خصما للمهيمن يرجعن = على أم رأس هاويا فى الحفيرة
ويدعى خصوم الله يوم معادهم = الى النار طرا معشر القدرية
سواء نفوه أو سعوا ليخاصموا = به الله أو مارواد به للشريعة
وأصل ضلال الخلق من كل فرقة = هو الخوض في فعل الإله بعلة
فإنهموا لم يفهموا حكمة له = فصاروا على نوع من الجاهلية
فإن جميع الكون أوجب فعله = مشيئة رب الخلق بارى الخليقة
وذات إله الخلق و اجبة بما = لها من صفات و اجبات قديمة
مشيئته مع علمه ثم قدرة = لوازم ذات الله قاضي القضية
وإبداعه ما شاء من مبدعاته = بها حكمة فيه و أنواع رحمة
ولسنا إذا قلنا جرت بمشيئة = من المنكري آياته المستقيمة
بل الحق أن الحكم لله و حده = له الخلق و الأمر الذي في الشريعة
هو الملك المحمود فى كل حالة = له الملك من غير إنتقاص بشركة
فما شاء مولانا إلا له فإنه= يكون و مالا لا يكون بحيلة
وقدرته لا نقص فيها و حكمه = يعم فلا تخصيص فى ذي القضية أريد
بذا أن الحوادث كلها = بقدرته كانت و محض المشيئة
و ماكنى فى كل ماقد أراده = له الحمد حمدا يعتلى كل مدحة
فإن له فى الخلق رحمته سرت = و من حكم فوق العقول الحكيمة
أمورا يحار العقل فيها إذا أرى = من الحكم العليا و كل عجيبة
فنؤمن أن الله عز بقدرة = و خلق و إبرام لحكم المشيئة
فنثبت هذا كله لا لهنا = و نثبت مافى ذاك من كل حكمة
وهذا مقام طالما عجز الأولى = نفوه و كروا راجعين بحيرة
وتحقيق ما فيه بتبيين غوره = و تحرير حق الحق فى ذي الحقيقة
هو المطلب الأقصى لوراد بحره = و ذا عسر في نظم هذى القصيدة
لحاجته الى بيان محقق = لأوصاف مولانا الإله الكريمة
وأسمائه الحسنى و أحكام دينه = و أفعاله في كل هذى الخليقة
وهذا بحمد الله قد بان ظاهرا = و إلهامه للخلق أفضل نعمة
وقد قيل فى هذا و خط كتابه = بيان شفاء للنفوس السقيمة
فقولك لم قد شاء مثل سؤال من = يقول فلم قد كان فى الأزلية
وذاك سؤال يبطل العقل و جهه = و تحريمه قد جاء فى كل شرعة
و فى الكون نخصيص كثير يدل من = له نوع عقل أنه بإرادة
وإصداره عن و احد بعد و احد = أو القول بالتجويز رمية حيرة
و لا ريب فى تعليق كل مسبب = بما قبله من علة موجبية
بل الشأن فى الأسباب أسباب ما ترى = و إصدارها عن حكم محض المشيئة
وقولك لم شاء الاله هو الذي = أزل عقول الخلق فى قعر حفرة
فإن المجوس القائلين بخالق = لنفع و رب مبدع للمضرة
سؤالهم عن علة السر أو قعت = أوائلهم فى شبهة الثنوية
و أن ملاحيد الفلاسفة الأولى = يقولون بالفعل القديم لعلة
بغوا علة للكون بعد إنعدامه = فلم يجدوا ذاكم فضلوا بضلة
وأن مبادى الشر فى كل أمة = ذوى ملة ميمونة نبوية
بخوضهمو فى ذاكم صار شركهم = جاء دروس البينات بفترة
ويكفيك نقضا أن ما قد سألته = من العذر مردود لدى كل فطرة
فأنت تعيب الطاعنين جميعهم = عليك و ترميهم بكل مذمة
وتنحل من و الاك صفو مودة = و تبغض من ناواك من كل فرقة
وحالهم فى كل قول و فعلة = كحالك يا هذا بأرجح حجة
وهبك كففت اللوم عن كل كافر = و كل غوى خارج عن محجة
فيلزمك الاعراض عن كل ظالم = على الناس فى نفس مال وحرمة
و لا تغضبن يوما على سافك دما = و لا سارق مالا لصاحب فاقة
ولا شاتم عرضا مصونا و إن علا = و لا ناكح فرجا على و جه غية
ولا قاطع للناس نهج سبيلهم = و لا مفسد فى الأرض فى كل و جهة
ولا شاهد بالزور إفكا و فرية = و لا قاذف للمحصنات بزنية
ولا مهلك للحرث و النسل عامدا = و لا حاكم للعالمين برشوة
وكف لسان اللوم عن كل مفسد = و لا تأخدن ذا جرمة بعقوبة
و سهل سبيل الكاذبين تعمدا = على ربهم من كل جاء بفرية
وإن قصدوا إضلاك من يستجيبهم = بروم فساد النوع ثم الرياسة
و جادل عن الملعون فرعون إذ طغى = فأغرق فى أليم إنتقاما بغضبة
وكل كفور مشرك بإلهه = و آخر طاغ كافر بنبوة
كعاد و نمروذ و قوم لصالح = و قوم لنوح ثم أصحاب الأئكة
وخاصم لموسى ثم سائر من أتى = من الأنبياء محييا للشريعة
على كونهم قد جاهدوا الناس إذ بغوا = و نالوا من المعاصى بليغ العقوبة
و إلا فكل الخلق فى كل لفظة = و لحظة عين أو تحرك شعرة
وبطشة كف أو تخطى قديمة = و كل حراك بل و كل سكينة
همو تحت أقدار الإله و حكمه = كما أنت فيما قد أتيت بحجة
وهبك رفعت اللوم عن كل فاعل = فعال ردى طردا لهذى المقيسة
فهل يمكن رفع الملام جميعه = عن الناس طرا عند كل قبيحة
و ترك عقوبات الذين قد إعتدوا = و ترك الورى الإنصاف بين الرعية
فلا تضمنن نفس و مال بمثله = و لا يعقبن عاد بمثل الجريمة
و هل فى عقول الناس أو فى طباعهم = قبول لقول النذل ما و جه حيلتى
و يكفيك ما بجسم نقضا بن آدم صبى = و مجنون و كل بهيمة
من الألم المقضى فى غير حيلة = و فيما يشاء الله أكمل حكمة
إذا كان فى هذا له حكمة فما = يظن بخلق الفعل ثم العقوبة
وكيف و من هذا عذاب مولد = عن الفعل فعل العبد عند الطبيعة
كآكل سم أوجب الموت أكله = وكل بتقدير لرب البرية
فكفرك يا هذا كسم أكلته = و تعذيب نار مثل جرعة غصة
ألست ترى فى هذا الدار من جنى = يعاقب إما بالقضا أو بشرعة
ولا عذر للجاني بتقدير خالق = كذلك في الأخرى بلا مثنوية
و تقدير رب الخلق للذنب موجب = لتقدير عقبى الذنب إلا بتوبة
و ما كان من جنس المتاب لرفعه = عواقب أفعال العباد الخبيثة
كخير به تمحى الذنوب و دعوة = تجاب من الجاني و رب شفاعة
وقول حليف الشر إنى مقدر = علي كقول الذئب هذى طبيعتى
وتقديره للفعل يجلب نقمة = كتقديره الأشياء طرا بعلة
فهل ينفعن عذر الملوم بأنه = كذا طبعه أم هل يقال لعثرة
أم الذم و التعذيب أوكد للذي = طبيعته فعل الشرور الشنيعة
فإن كنت ترجوا أن تجاب بما عسى = ينجيك من نار الإله العظيمة
فدونك رب الخلق فاقصده ضارعا = مريدا لأن يهديك نحو الحقيقة
و ذلل قياد النفس للحق و اسمعن = و لا تعرضن عن فكرة مستقيمة
و ما بان من حق فلا تتركنه = و لا تعص من يدعو لأقوم شرعة
ودع دين ذا العادات لا تتبعنه = و عج عن سبيل الأمة الغضبية
و من ضل عن حق فلا تقفونه = و زن ما عليه الناس بالمعدلية
هنالك تبدو طالعات من الهدى = تبشر من قد جاء بالحنيفية
بملة إبراهيم ذاك إمامنا = و دين رسول الله خير البرية
فلا يقبل الرحمن دينا سوى الذى = به جاءت الرسل الكرام السجية
وقد جاء هذا الحاشر الخاتم الذي = حوى كل خير في عموم الرسالة
وأخبر عن رب العباد بأن من = غدا عنه فى الأخرى بأقبح خيبة
فهذى دلالات العباد لحائر = و أما هداه فهو فعل الربوبة
و فقد الهدى عند الورى لا يفيد من = غدا عنه بل يجزى بلا و جه حجة
و حجة محتج بتقدير ربه = تزيد عذابا كإحتجاج مريضة
و أما رضانا بالقضاء فإنما = أمرنا بأن نرضى بمثل المصيبة
كسقم و فقر ثم ذل و غربة = و ما كان من مؤذ بدون جريمة
فأما الأفاعيل التى كرهت لنا = فلا ترتضى مسخوطة لمشيئة
وقد قال قوم من أولى العلم لأرضا = بفعل المعاصي و الذنوب الكبيرة
وقال فريق نرتضى بقضائه = ولا نرتضي المقضى أقبح خصلة
وقال فريق نرتضي بإضافة = إليه و ما فينا فنلقى بسخطة
كما أنها للرب خلق و أنها = لمخلوقة ليست كفعل الغريزة
فنرضى من الوجه الذي هو خلقه = ونسخط من و جه إكتساب الخطيئة
ومعصية العبد المكلف تركه = لما أمر المولى و إن بمشيئة
فإن إله الخلق حق مقاله = بأن العباد فى جحيم و جنة
كما أنهم فى هذه الدار هكذا = بل البهم فى الآلام أيضا و نعمة
وحكمته العليا إقتضت ما إقتضت من = الفروق بعلم ثم أيد و رحمة
يسوق أولى التعذيب بالسبب الذي = يقدره نحو العذاب بعزة
و يهدي أولى التنعيم نحو نعيمهم = بأعمال صدق في رجاء و خشية
وأمر إله الخلق بين ما به يسوق = أولى التنعيم نحو السعادة
فمن كان من أهل السعادة أثرت = أوامره فيه بتيسير صنعة
ومن كان من أهل الشقاوة لم ينل = بأمر و لا نهى بتقدير شقوة
ولا مخرج للعبد عما به قضى = ولكنه مختار حسن و سوأة
فليس بمجبور عديم الإرادة = و لكنه شاء بخلق الإرادة
و من أعجب الأشياء خلق مشيئة = بها صار مختار الهدى بالضلالة
فقولك هل إختار تركا لحكمة = كقولك هل إختار ترك المشيئة
وإختار أن لا إختار فعل ضلالة = و لو نلت هذا الترك فزت بتوبة
وذا ممكن لكنه متوقف = على ما يشاء الله من ذي المشيئة
فدونك فافهم ما به قد أجبت من ** معان إذا انحلت بفهم غريزة
أشارت إلى أصل يشير إلى الهدى ** ولله رب الخلق أكمل مدحة
وصلى إله الخلق جل جلاله ** على المصطفى المختار خير البرية
رد: أبحث عن قصيدة لابن تيمية رحمه الله .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حواري الرسول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم . أما بعد :
وهل لديه قصائد أخرى أو أبيات أخرى ؟....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
له أبيات أخرى تعجبني كثيرا.
سئل رحمه الله :
ماذا يقول أهل العلم في رجل * * * آتاه ذو العرش مالا حج واعتمرا
فهزه الشوق نحو المصطفى طربا * * * أترون الحج أفضل أم إيثاره الفقرا
أم حجة عن أبيه ذاك أفضل أم * * * ماذا الذي يا سادتي ظهرا
فأفتوا محبا لكم فديتكمو * * * وذكركم دأبه إن غاب أو حضرا
فأجاب رضي الله عنه :
نقول فيه بأن الحج أفضل من * * * فعل التصدق والإعطاء للفقرا
والحج عن والديه فيه برهما * * * والأم أسبق في البر الذي ذكرا
لكن إذا الفرض خص الأب كان إذا * * * هو المقدم فيما يمنع الضررا
كما إذا كان محتاجا إلى صلة * * * وأمه قد كفاها من برا البشرا
هذا جوابك يا هذا موازنة * * * وليس مفتيك معدودا من الشعرا .
مجموع الفتاوى (26 / 10-11)
رد: أبحث عن قصيدة لابن تيمية رحمه الله .
جزاكما الله خيراً يا أخي المقدادي ويا أخي ابراهيم الأنباري . جعله الله في ميزان حسناتكما .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .