من أقوال القرطبي رحمه الله

قال القرطبي -رحمه الله - :

فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس لينا ووجه منبسطا طلقا مع البر والفاجر و السني و المبتدع، مداهنة أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضي مذهبه، لأن الله تعالى قال لموسى وهارون:"فقولا له قولا لينا"

فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون ، والفاجر ليس بأخبث من فرعون ، وقد أمرهما الله تعالى باللين معه !

الجامع لأحكام القرآن (16/2)

[
اقول رحم الله الامام القرطبي اما البر فعلمناه والفاجر كذلك لقوله صل الله عليه وسلم انا لنكشر في وجوه اقوام وقلوبنا تلعنهم وعن عائشة رضي الله عنها ان رجلا استاذن على النبي فقال ائذنوا له بئس اخوا العشيرة هو فلما دخل انبسط له وقضى له حاجته فلما انصرف سألته رضي الله عنها في ذلك فقال متى علمتني فاحشا ان شر الناس من يدعه الناس اتقاء فحشه فهذا في الفاجر والبر اولى منه اما المبتدع فقد نهى السلف قديما وحديثا عن مجالستهم فضلا عن التبسم واللين لهم وهذا عمر يضرب صبيغا على راسه حتى ادماه وشجه وهذا الامام القحطاني في نونيته يقول
لا تلق مبتدعا ولا متزندقا الا........بعبثة مارد غضبان
وهذا رجل يأتي الى بن سيرين مبتدعا يسأله فقال اما ان تقوم عن مجلسنا او اقوم انا والامثلة كثيرة في ذلك
فلا كرامة ولا نعمى عين للمبتدعة فافسادهم للدين اشد من استيلاء العدو من الروم على حصون المسلمين لانهم اذا تمكنوا افسدوا الاديان وفسادهم اشد كما ذكره بن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى وما قصة الامام احمد مع بن ابي دؤاد الجهمي ببعيدة ولا تكلمه في المحاسبي عنا ببعيد
وقانا الله واياكم شر البدع واهلها وما تحدثه في الاسلام من افساد والله متم نوره ولو كره الكافرون



[/quote]