-
لا خير فيكم
قال سعد بن الربيع لزيد بن ثابت رضي قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في غزوة أحد : " يا زيد احفظ عني هذه الكلمات لاخير فيكم إن أصيب رسول الله بشوكة وفيكم رجل واحد على قيد الحياة "
هذه القصة لعلها رويت بالمعنى ، فلم أقف عليها بهذا اللفظ مسندة ، وقد سمعت الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله بواسطة الأشرطة يذكرها في خطبة الجمعة التي هي بعنوان : مع سعد بن الربيع ، والخطبة كانت بتاريخ 3 /11 / 1972م .
وفي الموطأ :
لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا يَا رَسُولَ الله فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَطُوفُ بَيْنَ الْقَتْلَى فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ مَا شَأْنُكَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ بَعَثَنِي إِلَيْكَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِآتِيَهُ بِخَبَرِكَ قَالَ فَاذْهَبْ إِلَيْهِ فَاقْرَأْهُ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُ أَنِّي قَدْ طُعِنْتُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ طَعْنَةً وَأَنِّي قَدْ أُنْفِذَتْ مَقَاتِلِي وَأَخْبِرْ قَوْمَكَ أَنَّهُ لَا عُذْرَ لَهُمْ عِنْدَ الله إِنْ قُتِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَاحِدٌ مِنْهُمْ حَيٌّ .
قال الشيخ عبد القادرالأرناؤوط رحمه الله في تحقيقه لجامع الأصول في أحاديث الرسول :
أخرجه مالك 2 / 466 في الجهاد ، باب الترغيب في الجهاد ، وإسناده معضل ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : قال ابن عبد البر : هذا الحديث لا أحفظه ، ولا أعرفه مسنداً ، وهو محفوظ عند أهل السير ، وقد ذكره محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صعصعة المازني ، قال الزرقاني : قال الحافظ : وفي الصحيح من حديث أنس ما يشهد لبعضه .
وقال الدكتور سليم الهلالي في ضعيف الموطأ : ضعيف .
-
رد: لا خير فيكم
هذا الحديث: رواه مالك في الموطأ (2/465 – 466 – تحقيق فؤاد عبد الباقي) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَأْتِنِي بِخَبَرِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَطُوفُ بَيْنَ الْقَتْلَى فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ مَا شَأْنُكَ فَقَالَ الرَّجُلُ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِآتِيَهُ بِخَبَرِكَ قَالَ فَاذْهَبْ إِلَيْهِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُ أَنِّي قَدْ طُعِنْتُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ طَعْنَةً وَأَنِّي قَدْ أُنْفِذَتْ مَقَاتِلِي وَأَخْبِرْ قَوْمَكَ أَنَّهُمْ لَا عُذْرَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ إِنْ قَتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَاحِدٌ مِنْهُمْ حَيٌّ.
قال ابن عبد البر في التمهيد: «هَذَا الْحَدِيثُ لَا أَحْفَظُهُ وَلَا أَعْرِفُهُ إِلَّا عِنْدَ أَهْلِ السِّيَرِ فَهُوَ عِنْدَهُمْ مَشْهُورٌ مَعْرُوفٌ».
ومن طريق مالك رواه ابن سعد في الطبقات (3/523).
ورواه ابن إسحاق – كما في سيرة ابن هشام (1/38 – تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد) – قَالَ: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – كما حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَازِنِيُّ، أَخو بَنِي النَّجَّارِ -: «مَنْ رَجُلٌ يَنْظُرُ مَا فَعَلَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ؟» فَنَظَرَ رَجُلٌ فَوَجَدَهُ جَرِيحًا فِي الْقَتْلَى وَبِهِ رَمَقٌ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ فِي الْأَحْيَاءِ أَنْتَ أَمْ فِي الْأَمْوَاتِ، فَقَالَ: أَنَا فِي الْأَمْوَاتِ، فَأَبْلِغْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِّي السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: إِنَّ سَعْدَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: جَزَاكَ اللهُ عَنِّي خَيْرَ مَا يَجْزِي نَبِيًّا عَنْ أُمَّتِهِ، وَأَبْلِغْ قَوْمَكَ عَنِّي السَّلَامَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّ سَعْدَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: لَا عُذْرَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ إِنْ خُلِصَ إِلَى نَبِيِّكُمْ وَفِيكُمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ. ثُمَّ لَمْ أَبْرَحْ حَتَّى مَاتَ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأَخْبَرْتُهُ خَبَرَهُ».
ومن طريق ابن إسحاق رواه ابن جرير الطبري في تاريخه (2/528).
ورواه محمد بن سعد في الطبقات (/) عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَنْظُرُ لِي ... الحديث».
ومن طريق ابن سعد رواه ابن المبارك في الجهاد رقم (94) ، ومن طريقهما الحاكم في المستدرك (3/201).
ومن طريق ابن إسحاق وابن سعد جميعا رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/201) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا محمد بن موسى البصري ثنا أبو صالح عبد الرحمن بن عبد الله الطويل ثنا معن بن عيسى عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن أبي حازم عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد لطلب سعد بن الربيع وقال لي إن رأيته فأقرئه مني السلام وقل له يقول لك رسول الله كيف تجدك قال فجعلت أطوف بين القتلى فأصبته وهو في آخر رمق وبه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم فقلت له يا سعد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول لك خبرني كيف تجدك قال على رسول الله السلام وعليك السلام قل له يا رسول الله أجدني أجد ريح الجنة وقل لقومي الأنصار لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم شفر يطرف قال وفاضت نفسه رحمه الله.
قال الحاكم: « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
قال الشيخ الألباني في تعليقه على «فقه السيرة» للغزالي : « وفي سنده أبو صالح عبد الرحمن بن عبد الله الطويل، ولم أجد الآن ترجمته».
الخلاصة : أن طرق هذا الحديث لا يخلو شيء منها من ضعف.
والأمر يحتاج إلى مزيد تفصيل في الكلام على أسانيده وتخريجه ، لعل الله ييسر ذلك لاحقًا.
لكن سؤال على هامش الموضوع يا أخ خالد : متى حصل الشيخ سليم الهلالي على الدكتوراه ومن أي جامعة وما هو موضوع بحثه بارك الله فيك ؟
ليس للسؤال غرض غير المعرفة فقط ، بارك الله فيك.
-
رد: لا خير فيكم
جزاكم الله خيرا
( أفزعني العنوان في الحقيقة - ابتسامة- )
-
رد: لا خير فيكم
جزاك الله يا شيخنا ، ووفقك الله لكل خير .
وإن شاء الله تعالى سأرد عليك قريبا بخصوص كلمة الدكتور لسليم الهلالي .
-
رد: لا خير فيكم
قال سعد بن الربيع لزيد بن ثابت رضي الله عنهما قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في غزوة أحد : " يا زيد احفظ عني هذه الكلمات : " لاخير فيكم إن أصيب رسول الله بشوكة واحدة ، وفيكم رجل واحد على قيد الحياة "
الكلمة جميلة جدا ، ومعناها مقبول شرعا ، لكنها لم تثبت سندا .
-
رد: لا خير فيكم
منقول خير الدين الجزائري
جزاك الله خيرا على هذه اللفتة . ولكن أخي! كيف السبيل إلى نصرته فداه أبي وأمي صلى الله عليه وسلم؟
أخي الحبيب كيف تنصر الأمة نبيها وفيهم من يسب ربها ورب نبيها ولا أحد يحرك ساكنا ؟
أرى الخطباء هذه الأيام في حماسة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم وحق لهم ذلك بل يجب ولكن كثيرا منهم من عقود يخطب ولم تسجل له خطبة في نصرة الدين ممن يسب الدين من بني جلدته وهي ظاهرة عمت في كثير من البلدان ، بل في بلدنا يتجرأ السفهاء على الله ولا يحرك الخطباء ساكنا .أخي الكريم لا خير فينا إن كانت قومتنا لأجل الإعلام نتحرك حين يحركنا ونسكن عند سكونه ولا تكون النصرة لله .
والله ما جرأ أعداءنا على ديننا إلا لما تجرأ عليه من هو من بني جلدتنا .
-
رد: لا خير فيكم
والله ما جرأ أعداءنا على ديننا إلا لما تجرأ عليه من هو من بني جلدتنا .
ما اصدق هذه العبارة!
علينا ان نحاسب انفسنا وان نراجعها وان نغير ما فينا ، وان نجاهد في نصرة حبيب قلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم، وان نتمسك بسنته وان لا نحيد عنها ،فهذا اعظم نصر.