بَرَامِجِيْ ... مَعَ صَحِيْحِ الْإِمَاْمِ اْلبُخَاْرِيْ رَحِمَهُ الْلَّهُ.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه:
أما بعد:
فلا أزال بحمد الله أرسم لنفسي منهجية لضبط وسماع وقراءة متون وشروح الكتب السنة الستة وأرجو من الله وحده المدد والمعونة....

ومن هذا المنبر العالمي والصرح العلمي أناشد إخواني في الله وأحبتي لله:
العناية بكتب السنة الحديثية ...
لا سيما الكتب الستة
لا سيما الصحيحين ...
اللذين هما أصح الكتب المصنفة الحديثية...

وأنا في نظري القاصر-وإخواني معي إن شاء الله تسديدا وتقويما-
أن الكتب الحديثية بحاجة إلى برامج متنوعة قد تكون ثلاثة برامج:
-وتجعل الأصل في جميع البرامج صحيح الإمام البخاري رحمه الله...وتشركه بقية الستة في البرنامج الثالث فقط...
لأنه في نظري والعلم عند الله: أن من استوفى حق صحيح البخاري..أعانه الصحيح نفسه على بقية الكتب الحديثية-
واسمحوا لي بذكر البرامج الثلاثة...



-----------------------------------

1-برنامج السرد المجرد..ويعتنى بضبط الأسماء التي تحتاج إلى ضبط مثل (عبيدة-سليم-عبيد-كهبل-)
وغيرها مما يسمى بالمؤتلف والمختلف والمتفق والمفترق...
وأيضا يعنى في هذه المرحلة: ضبط الكلمات الغريبة..
بالإستعانة بــــ(فتح الباري) مجرد استعانة للمشكل !
هذه المرحلة تحتاج لشهر واحد إن شاء الله -بشرط التفرغ لثلاثة- أربعة ساعات يوميا-
جرب...تجد...
-----------------------------------------

2- البرنامج الثاني:القراءة المتوسطة تعنى بهذه المرحلة:
1- بالرجال وضبط كلهم والتفريق بينهم
2-وأيضا يقرأ فيه فتح الباري قراءة جيدة وحدرة ...
يعني بحمد الله تدقق على الشرح لأن المتن كله مع ألفاظه قد هضمته في البرنامج الأول...
فيمكن تقرأ في اليوم 50-100 صفحة من الفتح !
وقد يستغرق لأكثر شيئ (سنتين) كما يقول شيخنا الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله...
-------------------------------------

3- البرنامج الثالث: برنامج متكامل يتكون من :
1- قراءة شروح صحيح البخاري كابن حجر والقسطلاني والعيني والكرماني رحمهم الله وسائر المسلمين
2- عملية اختصار لصحيح البخاري من تأليفك أنت ...
لا من تأليف الإمام الزبيدي ولا من تأليف الإمام الألباني رحمهما الله -لأن من اختصر فقد اختصر لنفسه-
وقد يتغير الإختصار...إلى الإعتصار...

وكيف تختصر ؟
تقرأ الحديث الأول مثلا من الصحيح وقد تكرر في الصحيح نفسه سبع مرات فتجمع كلها في مكان واحد وتنظر الفروق -السندية أو المتنية-بينها لأن الإمام رحمه الله لا يكرر الحديث إلا لفائدة سندية أو متنية
وبهذا تعمل أنت مختصرا لصحيح البخاري رحمه الله والمحذوف منه كالموجود عندك
(وحذف ما يعلم جائز)

----------------------------------

ولا تستكثر أخي الكريم لأن المسألة متعلقة بالصحيحين وهما أكبر دوواوين الإسلام بعد كتاب الله عز وجل...
وأنت مستعد لطلب العلم إلى الممات والحمد لله
كما قال أحمد رحمه الله: مع المحبرة إلى المقبرة!
أخي الكريم: قد تطلب العلم عشر سنوات...وقد تجلس للفتوى والتدريس فتسأل عن حديث في صحيح البخاري أو مسلم فتشك في صحته ! مع أنه في الصحيح !
هذه المشكلة الآن: نقول الطلاب غير متمكنين في كذا وكذا ...والله إن المدرسين-بعضهم-لم يقرأ الكتب المعتمدة في فنه الذي تخصص فيه.
يقول شيخنا الشيخ حامد البخاري حفظه الله : سويت (فعلت) استبيان من بعض المشايخ (سماهم لكن حذفت للمصلحة العامة) -بطريقة لا شعورية-
شيخ فلان: قرأت الكتب الستة؟ لا
طيب الصحيحين؟ لا
طيب صحيح البخاري؟ لا
يقول: والله لم أجد من قرأ الكتب الستة منهم إلا شيخا واحدا من الهند ...(وسماه)
وكذلك لبعض مدرسي الفقه: لم يقرؤوا المغني ولا المقنع..ولا الكافي..بعضهم والله ولا العمدة-عمدة الفقه-)) اهـ كلامه وفقه الله.
فالله الله إخواني على ضبط العلوم فأنتم غدا إن شاء الله علماء الأمة
فمن لم يحرق بدايته اليوم...لن يشرق نهايته غدا...
------------------------------------
إذا وفقت لهذه البرامج الثلاثة -ولعلها منصبة في صحيح البخاري رحمه الله- فاحمد الله عز وجل ...

ولعل هذه البرامج الثلاثة كلها بالإضافة إلى الطريقة المنوية في الأمهات الأربعة تستغرق خمس سنوات فقط...نعم (فقط) !
وإن غدا لناظره قريب !

--------------------------------------
وستعلن بحمد الله عز وجل وبفضل منه سبحانه -بعد هذا-: بأنه سيبدأ درس في مسجد كذا في صحيح البخاري !
وأنا إن شاء الله أول من يعلنه في منتدانا الحبيب (ابتسامة)

وهذا عمل طويل وجهد جهيد لكن ابدأ وأرد فإنما الإستطاعة في أن ترد !
وتوكل على الله بعزم قوي ...
ولا بد من المنهجية المنضبطة لأن الحماس والعاطفة لا تبقي لصاحبها أثرا...بعد هذا...

هذا كل ماعندي...ويعلم الله أني كنت مترددا في كتابة مثل هذا العنوان الضخم ! وكنت أنوي أن أتفرغ لكتابة مثل هذا الموضوع في شوال 1434هـــ بعد سنة من الآن ...
لكن الله عز وجل هيأ هذه الفرصة بحمده ...فلا تبخلوا أحبتي بتعليقاتكم

-------------------------------------

جزاك الله خيرا على نصحك لاخوانك
وحرصك على الحديث وضبطه
ولكن نقطة الاختصار التي ذكرتها تتجاوز لان ثثم مختصرات كثيرة للصحيح

أنبه إلى أمرين:
1- أني عرضت هذه الفكرة على شيخ مشايخنا العلامة الشيخ أبي محمد وأحمد عبدالكريم بن عبدالله بن عبدالرحمن الخضيــــــــــ ــــر حفظه اللــــــــــــ ـــــــــــــــ ــه تعالى ونفع به,,فشيد بهذه الفكرة واستحسنها,,وهذا مسجل في آخر سؤال من الدرس الثاني في صحيح مسلم (شرح المسجد النبوي).
2- أن مما يعين على هذه الطريقة ويساعد عليها جدا -إن لم تكن أفضل- مجالس سماع الحديث النبوي الشريف,,
فاحرص على هذه المجالس العلمية وباردر إليها وستتعود عليها بين فترة وأخرى -إن شاء الله- فقط (اصبر عليها) ثم مامر عليك من الفوائد سجل عليها علامة لترجع إليها بعد ذلك,,(لأنك سمعت المسألة الحديثية: حكم من نسخ في درس السماع هل يصح سماعه أم لا؟!),,فما أشكل عليك من الأحاديث ضع عليها علامة في داخل الكتاب مثل # أو نحوها..
وأسأل الله لي ولك التوفيق...