الناس اليوم معارف

من علل هذه الأزمنة أنك لا تكاد تجد أخاً لك تصافيه بحق وأنت منشرح الصدر إليه ، تعلم أنه يريد الخير لك كما يريده لنفسه ، ولا تتحفظ من طرح رأي قد لا يوافقك عليه ، إن الأخوة التي عاشها سلف هذه الأمة بشموليتها أضحت شحيحة في هذه الأزمنة ، ولا عجب ، فمن أهل العلم من زمن طويل من قال ذلك .

قال الإمام ابن الجوزي في صيد الخاطر :

جمهور الناس اليوم معارف ، و يندر فيهم صديق في الظاهر ، فأما الأخوة و المصافات فذاك شيء نسخ ، فلا يطمع فيه .

فدع الطمع في الصفا ، و خذ عن الكل جانباً ، و عاملهم معاملة الغرباء .
و إياك أن تنخدع بمن يظهر لك الود ، فإنه مع الزمان يبين لك الحال فيما أظهره ، و ربما أظهر لك ذلك لسبب يناله منك .

طبعاً الإمام ابن الجوزي توفي سنة 597

شكرا لك على هذه الفائدة القيمة .

حيا الله فضيلة الشيخ ...

عبد الله بن أحمد بن حنبل : سُئل أبي : لم لا تصحب الناس ؟
قال : لوحشة الفراق.

طبقات الحنابلة

قال أبو الدرداء رضي الله عنه :

إني لأستغفر لسبعين من إخواني في سجودي ، أسميهم بأسمائهم.

قال ابن عباس رضي الله عنهما : وقد صارت مؤاخاة الناس اليوم -أو عامتهم- في الدنيا, وذلك لا يجزىء عن أهله شيئاً , ثم قرأ : ( الأخلاء يؤمئذٍ بعضهم لبعض عدوٌ إلا المتقين ).

والله المستعان