المدخل إلى علم أصول الفقه – الدرس الرابع: المبادئ العشرة للفن: المبدأ الأول: اسم الفن

المدخل إلى علم أصول الفقه - الدرس الرابع: المبادئ العشرة للفن: المبدأ الأول: اسمه:


بسم الله الرحمن الرحيم




1- اسمه:
واسم هذا الفن كما هو معلوم: أصول الفقه.


متى ظهرت هذه التسمية:


بالرغم أن كلمتي (أصول) و (الفقه) كانتا معروفتان في اللغة، إلا أن مصطلح (أصول الفقه) لم يكن معروفا في العصور الأولى.
وقد ظهرت هذه التسمية في القرن الثاني الهجري.
ولعل أول نص وردت فيه هذه التسمية قول الإمام أبي يوسف، تلميذ الإمام أبي حنيفة، في الرد على الإمام الأوزاعي: وأما قول الأوزاعي على هذا كانت أئمة المسلمين فيما سلف فهذا كما وصف من أهل الحجاز أو رأي بعض مشايخ الشام ممن لا يحسن الوضوء ولا التشهد ولا أصول الفقه( ).
ورغم أن الإمام أبا يوسف لم يبين مراده بهذه العبارة (أصول الفقه) إلا أن الظاهر أنه أراد بها معرفة قواعد الاستنباط والاجتهاد والفتوى، وبذلك يكون – رحمه الله – قد ألمح إلى مفهوم (أصول الفقه) كما هو معروف عند المتأخرين( ).
إلا أن هذه التسمية لم تشتهر كاسم متعارف عليه لهذا الفن المعروف إلا في القرن الثالث الهجري( )، فأصبح لفظ (أصول الفقه) هو الاسم المعروف لهذا الفن إلى الآن.
إلا أنه قد يقع الاشتباه بين علم (أصول الفقه) وبين بعض العلوم الأخرى، للتشابه في التسمية، ومن العلوم التي تشتبه بهذا العلم بسبب التشابه في التسمية:
أ*- علم العقيدة (علم الكلام)، فإنه يسمى أيضا: أصول الدين، وقد يطلق أحيانا فيقال: الأصول، فيقع الاشتباه بينه وبين أصول الفقه.
وقد يجمع بينهما فيقال: الأصلان.
وكثيرا ما يرد في تراجم بعض العلماء أنه كان عالما بالأصلين( ).
وعلى الشبكة العنكبوتية (الانترنت) هنالك منتدى يعرف بمنتدى الأصلين: أصول الدين وأصول الفقه( ).
ب*- علم القواعد الفقهية:
ومن أمثلته كتاب (أصول الكرخي)، مع أنه يعتبر من كتب القواعد الفقهية.
ولعل منشأ هذا التشابه في التسمية تعدد معاني الأصل، فإن الأصل يطلق بمعنى القاعدة المستمرة، كما سيأتي.
ت*- علم الفقه:
ومع أن علم الفقه لا يسمى أصولا عند أحد، إلا أن بعض المصنفات فيه قد توهم أسمائها أنها مصنفات في علم الأصول، مع أنها في الواقع مصنفات في علم الفقه.
ومثال ذلك: كتاب (الأصل) والذي يسمى أيضا (المبسوط) للإمام محمد بن الحسن الشيباني، فإنه كتاب في الفقه، ومع هذا فإن تسميته بـ (الأصل) تسببت في توهم البعض أنه كتاب في أصول الفقه، وقد تسبب ذلك في توهم أن الإمام محمد بن الحسن سبق الإمام الشافعي في التصنيف في علم الأصول.


لكن، إذا أطلق لفظ (الأصول) فإنه ينصرف إلى علم (أصول الفقه) دون غيره من العلوم التي قد تشتبه به في التسمية، أما غيره فيذكر مقيدا، كأصول الدين، وأصول التفسير، وأصول الحديث، ونحوها.

بإمكان الإخوة الكرام تحميل الدرس بصيغة وورد من الرابط: http://www.2shared.com/file/zli2yTWv/_____-____-__.html

وللمزيد من الدروس والفوائد الأصولية انضموا لنا في (ملتقى الأصوليين) على الفيسبوك: http://www.facebook.com/groups/osol33/

بارك الله فيك أخي على الفوائد.
من من العلماء نص على أن (الأصلين) المقصود بها أصول الدين و أصول الفقه.
كنت قديما أقرءها عند شيخ الإسلام في المجموع و كنت أتأولها على الكتاب و السنة، لكن مع شك في صحة الفهم. حتى وقفت على فائدتك، جزاء الله خيرا.

و هنا تنبيه: فيما يخص المنتدى المذكور (منتدى الأصلين) هو منتدا سيئ يطعن في العلماء و يصف المثبتة من أهل السنة مجسمة و حشوية و نحوه.
أما ابن تيمية فحدث و لا حرج فهو في نظرهم أضلُ أهل الأرض، نسأل الله العافية من الخذلان، الذي يظهر من منتداهم أنه معادٍ لأهل السنة بل كأنه أنشيء خصيصا للطعن في أهل السنة و الجماعة على مفهومنا لا على مفهومهم.

بارك الله فيكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم (القارئ المجتهد): بداية أسأل الله أن يبارك في علمك، وأن ينفع بك الإسلام والمسلمين.
أما ما سألت عنه من نص العلماء على أن المراد بـ (الأصلين) أصول الفقه وأصول الدين، فهذه بعض النقولات التي تثبت ذلك:
قال المرداوي: للمسألة تعلق بالأصلين: أما أصول الدين ... أما أصول الفقه (التحبير شرح التحرير 3 / 1131)
وقال الشيخ بكر أبو زيد: هذا اللقب: " أصول الفقه " لا يزاحمه فيه علم آخر سوى: " علم أصول الدين " أي: التوحيد والاعتقاد، وقضاياهما في إطار أركان الإيمان الستة. وكثيرا ما ترى قولهم في التراجم: " ودرس الأصلين " أي: أصول الدين، وأصول الفقه. (المدخل المفصل إلى مذهب الإمام أحمد 2 / 938 ).
وفي تقريظ الإمام وشيخ الإسلام التفهني الحنفي لشيخ الإسلام ابن تيمية الذي نقله مرعي الكرمي في الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية ص82: عالما بالأصلين أصول الدين وأصول الفقه.
ولسراج الدين البلقيني كتاب اسمه: منهج الأصلين في مسائل أصول الدين وأصول الفقه.
هذا ما حضر من كلام أهل العلم، وفيه الكفاية إن شاء الله تعالى.
أما ما ذكرت بالنسبة لملتقى الأصلين، فذكري له إنما هو من باب التمثيل، وليس مقصودا منه أبدا الدعاية لهذا الموقع أو الترويج له.
وأما طعنهم في أهل السنة، فلن يضر أهل السنة شيئا بإذن الله تعالى، ويأبى الله إلا أن يتم نوره.
وأما شيخ الإسلام ابن تيمية، فيكفي في مدحه أنه شيخ الإسلام، ولن يضره شيئا طعنهم.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لهداه والعمل برضاه.