-
كيف تجعل حياتك مباركة؟
كيف تجعل حياتك مباركة
هناك بعض النقاط العملية العامة التي تساعد بمشيئة الله تعالى على جعل حياة الإنسان زاخرة بالأعمال الصالحة التي تنفعه بإذن الله في الآخرة، منها:
1- الإكثار من سؤال الله عز وجل التوفيق و الإعانة في جميع الأعمال و الأقوال، مع مراعاة وجوب الإخلاص لله عز وجل و المتابعة لرسوله صلى الله عليه و سلم فيها، و هذا مطلب مهم في كل عمل يراد به وجه الله عز وجل في هذه الدنيا، قال تعالى:" فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا"
2- فعل الأسباب التي تبارك في العمر و تطيله، من كثرة الصلاة و قراءة القرآن و الذكر و الصيام و الصدقة والعلم و حسن الخلق و قضاء الحوائج و صلة الرحم و غيرها. وقد ثبت عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال:" من سره أن يبسط له في رزقه، و أن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه" متفق عليه. و روى الإمام أحمد في مسنده عنة عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إنه من أعطي من الرفق فقد أعطي حظه من الدنيا و الآخرة، و صلة الرحم و حسن الخلق و حسن الجوار، يعمران الديار، و يزيدان في الأعمار"-الصحيحة519-. وثبت في صحيح مسلم من حديث أبي أمامه الباهلي مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم:" اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة و تركها حسرة و لا تستطيعها البطلة"
3- من الأسباب الكبرى في ذلك: الحرص على القيام بالأعمال التي تبقى للإنسان بعد موته، و وصفها بعض العلماء بالعمر الثاني للإنسان...وهي كثيرة جدا وجامعها قول الرسول صلى الله عليه و سلم:" من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، و من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه و زرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء"- ص.مسلم- و هذا يدخل فيه الميت بلا شك فيستمر له الأجر و الثواب إلى يوم القيامة، نسأل الله من فضله. و جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا:" إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"- أخرجه مسلم-
4- الارتقاء و العلو بالهمة، و الإنسان الطموح هو الذي ينتج غالبا. قال ابن القيم:" العامة تقول: قيمة كل امرئ ما يحسنه، و الخاصة تقول: قيمة المرء ما يطلبه، و خاصة الخاصة تقول: همة المرء إلى مطلوبه"
5- الصبر و عدم استعجال النتائج و الثمار في أي عمل يعمله المسلم، قال تعالى:" و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآيتنا يوقنون"
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته* و مدمن القرع للأبواب أن يلجا.
6- توظيف الطاقات و الملكات، فقد يفتح الله تعالى على إنسان في الصلاة، وآخر في الصوم، و آخر في صلة الأرحام، و آخر في كتابة و تعليم...و لهذا كانت أبواب الجنة الثمانية مقسمة على أنواع الخير. فينبغي على كل مسلم أن يستغل ما فتح الله عليه، و يوظفه توظيفا إيجابيا ينفعه في الآخرة....
7- ترتيب الأوليات و المهام في الأعمال التي يريد أن يعملها المسلم، فالمشروع تقديم الفاضل على المفضول، و الواجب على المستحب، و هكذا حتى يكون المسلم مرتبا منتجا...و من المؤسف أن تجد بعض الناس من أهدر عمره في بعض الأمور المفضولة وترك الفاضلة، أو اشتغل بما لا ينفع، وهؤلاء غالبا يقل نفعهم و يضعف نتاجهم. و قد ذكر ابن الجوزي في كتابه النفيس المسمى بتلبيس إبليس كلاما جميلا في ذلك فقال في ذكر تلبيس إبليس على بعض القراء:" من ذلك أن أحدهم يشتغل بالقراءات الشاذة و تحصيلها، فينفي أكثر عمره في جمعها، و تصنيفها و الإقراء بها، و يشغله ذلك عن معرفة الفرائض و الواجبات".
8- من الأسباب المهنة: استثمار الأيام و المواسم الفاضلة، كشهر رمضان و خاصة العشر الأواخر منه، و عشر ذي الحجة و غيرها من الأعمال التي تضاعف أجورها.
9- وجود البيئة الصالحة التي تشجع الإنسان و تعينه على القيام بأعمال الخير، قال تعالى:" و اصبر نفسك مع الذين يدعون ر بهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا"
10- الزهد في أمور الدنيا ابتغاء الآخرة. و تيقن أن الراحة الحقيقية لن تكون إلا في الجنة، قال تعالى:" تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين"
ختاما، أسأل الله أن يجعل حياتنا مباركة طيبة، و أن يجعلنا مباركين أينما كنا و حيث توجهنا.
من مجلة البيان عدد242 -ص:48-49-
المصدر منتدى القران بمراكش