من أحكام الحج وأخطاء الحجاج
من أحكام الحج وأخطاء الحجاج
الخطبة الأولى
أما بعد:
فأوصي نفسي وإياكم معاشر المسلمين بتقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين. قال - تعالى -: (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله)[النساء: 131].
إخوة الإيمان: وحديثي إليكم عن شيء من أحكام الحج وأخطاء الحجاج.
وأبدأ الحديث مذكراً بأهم أمر ينبغي أن يتذكره المسلم ويتمثله في كل عبادة لله ومنها الحج ألا وهو إخلاص العمل لله، والمتابعة لرسوله - صلى الله عليه وسلم -، وعبادة الله وفق ما شرع الله، فلا رياء ولا سمعة، ولا جهل، ولا إخلال بالسنة، أولئك هم الذين يرجون لقاء ربهم، وأولئك هم الذين يتقبل الله أعمالهم. قال تعال: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) [الكهف: 110]. (إنما يتقبل الله من المتقين)[المائدة: 27].
وحري بمن عزم على السفر على الحج أن يوصي أهله بتقوى الله، وأن يكتب وصيته، وماله وما عليه، وأن يبادر التوبة النصوح، ورد المظالم وقضاء الديون، لأنه لا يدرى ما يعرض له، كما أن عليه اختيار الرفقة الصالحة، ومعرفة أحكام السفر والحج.
فإذا وصل الميقات سن له أن يغتسل ويتنظف، ويأخذ من شعره وأظافره ما يحتاج إلى أخذ، ليس هذا من خصائص الإحرام، ولكنه مطلوب عند الحاجة، وهو سنة، ولذا قال بعض أهل العلم، أما من كانت له أضحية وعزم على الحج فإنه لا يأخذ من شعره وأظافره إذا أراد الإحرام، لأن هذا سنة، فيرجح جانب الترك المنهي عنه على جانب الأخذ المسنون، وهذا بخلاف التقصير أو الحلق للعمرة أو للحج فإن ذلك نسك فلا بد منه(1).
فإذا اغتسل، وتنظف، وتطيب في جسده دون إحرامه ولبس ثياب الإحرام استحب له أن يحرم عقيب صلاة مفروضة إن كانت، وإلا فيس للإحرام صلاة تخصه كما رجح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - يرحمه الله -(2).
واستحب له كذلك قبل الدخول في الإحرام أن يحمد الله، ويسبحه، ويكبره، لحديث أنس - رضي الله عنه -، وفيه: ((ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى استوت به راحلته على البيداء، حمد الله، وسبح، وكبر، ثم أهل بحج وعمرة))(3).
وهذا من السنن التي قلّ من يتفطن لها، ولذا قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: (وهذا الحكم وهو استحباب التسبيح، وما ذكر معه قبل الإهلال قلّ من تعرض لذكره مع ثبوته(4)).
ثم ينوي بقلبه الدخول في النسك الذي يريد، فإن كان قارناً قال: لبيك عمرة وحجاً، وإن كان متمتعاً قال: لبيك عمرة متمتعا بها إلى الحج، وإن كان مفرداً قال: لبيك حجة (5).
ومعنى التمتع أن يحرم بالعمرة ثم يفرغ منها، ثم يحرم بالحج في عامه، وعليه هدي كما أن عليه طوافاً وسعياً للعمرة، وطوافاً وسعياً آخر للحج، ولكثرة أعماله وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - به أصحابه، اعتبره عدد من العلماء أفضل أنواع النسك(6).
أما القران فمعناه أن يحرم بالحج والعمرة جميعاً، وعليه هدي كالمتمتع، وليس عليه إلا سعي واحد بين الصفا والمروة، فإن سعى مع طواف القدوم كفاه عن سعي الحج مع طواف الحج أيام التشريق، لأن هذا الطواف ركن في الحج لجميع الحجاج لا يبدأ إلا في يوم العيد.
أما الإفراد فهو أن يحرم بالحج وحده، وليس عليه هدي، أما في الطواف والسعي فهو مثل القارن ليس عليه إلا سعي واحد، أما الطواف فيلزمه طواف الحج في أيام التشويق، ولو طاف للقدوم(7).
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الحجاح إعلانهم النية، كأن يقول: اللهم إني نويت الإحرام بالحج متمتعاً أو قارناً أو مفرداً، فهذا لا ينبغي لأن النية محلها القلب، والتلفظ بها بدعة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: تنازع العلماء هل يستحب أن يتكلم بذلك، كما تنازعوا هل يستحب التلفظ بالنية في الصلاة؟ والصواب المقطوع به أنه لا يستحب شيء من ذلك، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يشرع للمسلمين شيئاً من ذلك، ولا كان يتكلم قبل التكبير بشيء من ألفاظ النية، لا هو ولا أصحابه(8).
وهذا التلفظ بالنية المنهي عنه غير رفع الصوت بالتلبية في النسك الذي يريد كما تقدم فهذا مطلوب، فيكتفي الحاج المتمتع بالقول لبيك عمرة متمتعا بها إلى الحج، والقارن: لبيك عمرة وحجاً، والمفرد: لبيك حجاً.
ويسن رفع الصوت بالتلبية للرجال، وتخفيها النساء، وهي من شعائر الحج، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ((مامن ملب يلبي إلا لبى ما عن يمينه وعن شماله من شجر وحجر حتى تنقطع الأرض من هنا وهناك))(9).
قال - عليه الصلاة والسلام -: ((أمرني جبريل برفع الصوت في الإهلال فإنه من شعائر الحج)) (10).
فإذا وصل الحاج إلى البيت قدم رجله اليمنى، وقال ما ورد عند دخول المسجد، ثم قصد الحجر إن تيسر له ذلك دون مزاحمة، وإيذاء الآخرين، وقبله وإلا استلمه بيده اليمنى، فإن لم يتيسر له يبدأ الطواف قائلا: (بسم الله، والله اكبر) اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاء بعهدك واتباعا لسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -.
ويكثر من الدعاء والذكر وتلاوة القرآن بقلب خاشع متأمل، وليس للطواف أدعية مخصوصة بكل شوط.
ومن أخطاء الحجاج أنهم يصطحبون معهم حال الطواف أدعية مكتوبة قد لا يفقهون معناها، بل ولا يحسنون نطقها، ولو أنهم دعوا بما عرفوا ويفقهون لكان أولى لهم وأحرى باستجابة دعائهم.
فإذا وصل إلى الركن اليماني استلمه من غير تقبيل إن تيسر، يقول بين الركنين: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
وكلما مر بالحجر الأسود كبر مرة واحدة، وأشار إليه بيده اليمنى إن لم يتيسر تقبيله ولا استلامه.
وهنا خطأ يقع فيه كثير من الحجاج وهم يقبلون أو يستلمون أنهم يتمسحون بجوانب من البيت أو المقام، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: ولا يستلم من الأركان إلا الركنين اليمانيين دون الشاميين فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - استلمهما لأنهما على قواعد إبراهيم، والآخران هما في داخل البيت..وأما سائر جوانب البيت ومقام إبراهيم، وسائر ما في الأرض من المساجد وحيطانها، ومقابر الأنبياء والصالحين كحجرة نبينا - صلى الله عليه وسلم -، ومغارة إبراهيم..وصخرة بيت المقدس فلا تستلم ولا تقبل باتفاق الأئمة(11).
ويستحب في طواف القدوم الاضبطاع والرمل والاضطباع أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفه على عاتقه الأيسر، فيكون المنكب الأيمن مكشوفا إظهارا للجلادة في مقام العبادة، ويظن البعض أن الاضبطاع من حيث يحرم إلى أن يخلع ثياب الإحرام، وإنما محله الطواف فقط، قال ابن عابدين: (والمسنون الاضطباع قبيل الطواف إلى انتهائه لا غير(12)).
أما الرمل فهو إسراع المشي مع تقارب الخطا من غير وثب، وهو في الأشواط الثلاثة الأولى فقط إن تسير، فإذا فرغ من الطواف سوى رداءه وصلى ركعتي الطواف خلف المقام، أو في أي مكان من البيت إن لم يتيسر، يقرأ في الأولى (الكافرون) وفي الثانية (قل هو الله احد) ويرقى عليه، ويستقبل القبلة ويوحد الله ويكبره ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير، لا إله إلا الله وشريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده يكرر هذا ثلاث مرات، ويدعو بين ذلك رافعا يديه كما ثبت ذلك من حديث جابر - رضي الله عنه - في صحيح مسلم رقم (1218).
وهذا الذكر والدعاء قلّ من يتمسك به مع ثبوته، ثم يسعى إلى المروة، ويسرع بين العلمين الأخضرين، ويدعو ويذكر الله بما شاء، أو يتلو القرآن، ومن الأدعية الثابتة في السعي عن ابن عمر وابن عباس - رضي الله عنهما -: ((رب اغفر وارحم إنك أنت الأعز الأكرم))(13).
وعلى الحاج أن يتذكر بشكل عام عظمة هذه المشاعر وهو يؤديها، فلا يتحرك جسمه، وقلبه سارح عن الهدف والحكمة منها، وفي السعي مثلا، قال أهل العلم في حكمته:
1- أن يشعر الساعي بأن حاجته إلى الله وفقره إلى خالقه كحاجة وفقر أم إسماعيل - عليه السلام - في ذلك الوقت الضيق والكرب العظيم.
2- وليتذكر أن من كان يطيع الله كإبراهيم - عليه السلام -، لا يضيعه، ولا يخيب دعاءه، وهذه حكمة بالغة ظاهرة دل عليها حديث صحيح، كما قال الشنقيطي - رحمه الله -(14).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوف ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب) [البقرة: 197].
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين أحمده - تعالى - وأشكره وأثني عليه الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإيمان: فإذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن، أحرم من لم يكن محرما بالحج، فإذا كان فجر التاسع تحرك الحجاج إلى عرفات ((والحج عرفة)) كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، والوقوف بها يبدأ من زوال الشمس إلى تحقق الغروب، وينبغي التأكد من الوقوف بعرفة، فإن بطن عرنة ليست من الموقف، ولا يجوز للحاج أن ينصرف إلا بعد تحقق الغروب وينبغي استشعار عظمة هذا اليوم واستثماره بالذكر والدعاء وتلاوة القرآن مع حضور القلب وخضوعه، فما رئي الشيطان أحقر ولا أذل منه في يوم عرفة إلا ما يروى في يوم بدر، ويخطئ بعض الحجاج في عدم استثمار هذا اليوم وإضاعته بكثرة الأحاديث التي لا قيمة لها، أو غيرها أولى منها، ويخطئ آخرون بإضاعة وقتهم في صعود جبل الرحمة، فهو لا أصل له ولا فضيلة فيه، قال الشنقيطي: وما قاله الطبري والماوردي في استحباب ذلك لا يعول عليه(15).
قال - عليه الصلاة والسلام - مبينا قيمة الدعاء في هذا اليوم: ((خير الدعاء دعاء عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير))(16).
فإذا تحقق الغروب سار الحجاج إلى مزدلفة ملبين بسكينة ووقار، فإذا وصلوا مزدلفة صلوا بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا ثم يبيتون بها، حتى إذا أصبحوا صلوا الفجر في أول وقتها كما جاء عن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم يستقبلون القبلة يذكرون الله - تعالى - ويدعونه حتى يسفروا جدا، ثم يدفعون إلى منى قبل طلوع الشمس ملبين وعليهم السكينة، والمبيت بمزدلفة واجب لا ينبغي التساهل فيه، وقد أذن النبي - صلى الله عليه وسلم - للضعفاء أو أصحاب الأعذار بالدفع منها بعد مغيب القمر.
فإذا وصل الحجاج إلى منى رموا جمرة العقبة وهي أقرب الجمرات إلى مكة بسبع حصيات، ولا يرمون غيرها في هذا اليوم.
أما اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر لمن تأخر فيرمي الجمرات الثلاث مبتدئا بالصغرى ثم الوسطى ثم العقبة، وهنا عدة أمور يحسن التنبيه عليها في الرمي:
- أن الرمي كغيره من أعمال الحج لإقامة ذكر الله كما ورد في الحديث وهنا حكمة خاصة ألا وهي تذكر موقف إبراهيم - عليه السلام - حين أتى المناسك فاعترض له الشيطان في جمرة العقبة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له في الجمرة الثالثة، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (الشيطان ترجمون وملة أبيكم تتبعون).
فالاقتداء بأبينا إبراهيم - عليه السلام - مطلب، واستشعار عداوة الشيطان مطلب، كذلك الرمي بالحجارة من أكبر مظاهر العداوة(17).
من السنة بعد رمي الجمرة الأولى والثانية التوقف بعدهما للدعاء، فتلك من السنن المهملة عند كثير من الحجاج، أما جمرة العقبة فلا دعاء عندها لا يوم للنحر ولا أيام التشريق.
- ينبغي أن يتأكد الرامي من وقوع الحصى في المرمى (موضع الرمي) مجتمع الحصى لا ما سال منه ولا الشاخص، ويخطئ من الحجاج من يرمي من بعد، وقد تقع في المرمى وقد لا تقع، ويظهر آخرون أصواتا عند الرمي لم ترد، ويستخدم البعض النعال عند الضرب، وكل هذا من الجهل.
- ومن أشد الأخطاء التي تمارس حال الرمي إظهار القوة واستخدام العنف مع المسلمين مما يتسبب في مضايقة المسلمين، وربما أدى إلى هلاكهم، فليتق الله الحجاج، وليرفقوا بأنفسهم وإخوانهم المسلمين.
- ويتسامح بعض الحجاج في التوكيل بالرمي، ولو لم يكن هناك حاجة، والأدهى والأمّر أن بعضهم يوكل ويسافر عائدا إلى بلده، والأَولى عدم التوكيل إلا لحاجة شرعية.
ويجوز تأخير الرمي في اليوم الحادي عشر إلى اليوم الثاني عشر أو الثالث عشر، لأن أيام التشريق كلها وقت للرمي، فيرمي عن الحادي عشر ثم يرجع ويبدأ الرمي عن اليوم الثاني عشر، وهذا أولى من التوكيل.
كما يجوز الرمي ليلاً قال النووي: (الرمي في الليل فيه وجهان أصحهما الجواز)(18).
وبعد رمي جمرة العقبة ينحر المتمتع والقارن هديه وكل أيام التشريق وقت للهدي لكن هنا ينبغي التنبيه لكون النحر في الحرم، فمن ذبح هديه خارج حدود الحرم في عرفة أو غيرها من الحل لم يجزئه على المشهور(19).
وينتبه للسنن المشروعة في الهدي، ويأكل ويهدي ويتصدق منها ثم يحلق رأسه أو يقصر والحلق أفضل، فإذا أتم الحجاج رمي الجمار في اليوم الثاني عشر لمن تعجل، وفي الثالث عشر لمن تأخر، وعلى من أراد التعجل أن يخرج قبل غروب الشمس.
ثم يغدوا إلى البيت ليطوفوا طواف الوداع لمن طاف للحج وسعى، ومن أخر طواف الإفاضة وهو طواف الحج فطافه عند الخروج أجزأ عن الوداع، لكن ينويه للحج لأنه ركن، وطواف الوداع يدخل ضمنه.
وعلى الحاج أن يسال الله ويبتهل إليه دائما بالدعاء وطلب القبول، ومغفرة الذنوب … فتلك مواطن تسكب فيها العبرات، وتستجاب فيها الدعوات، ويكفر الله بها السيئات.
وعلى الحاج كذلك أن يتعرف على إخوانه المسلمين، ويعاون المحتاج منهم، ويعلم الجاهل، فالحج فرصة لتعارف المسلمين، وتآلفهم، وتعاونهم على البر والتقوى.
وإطعام الطعام من بر الحج، وإهداء الأشرطة أو الكتيبات النافعة من سبيل الدعوة إلى الله.
أيها المسلمون جميعاً: وستظلكم هذه الأيام أيام فاضلة عند الله، ألا وهي عشر ذي الحجة، أقسم الله بها في كتابه، فقال: (والفجر * وليال عشر) [الفجر: 1-2].
وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن فضلها بقوله: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، ولم يرجع من ذلك بشيء)) (20).
فاغتنموا هذه الأيام رحمكم الله بأنواع الطاعات، ولا تكن الأيام عندكم سواء، واسألوا الله التوبة والمغفرة والقبول، وألحوا على الله بإصلاح أحوال المسلمين، ونصرة هذا الدين، فان الله سميع مجيب.
واعلموا رحمكم الله أنه يجب على من أراد أن يضحى أن يمسك عن الأخذ من شعره وظفره وبشرته، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ويخطئ بعض المضحين، ولا سيما النساء، حين يوكل قريبا له في أضحيته حتى يأخذ أو تأخذ هي من شعرها، وهذا غير صحيح، فالحكم متعلق بالمضحي، سواء وكل غيره أم لا، والذي يظهر كما قال أهل العلم أن هذا الحكم يخص صاحب الأضحية، ولا يعم الزوجة ولا الأولاد إذا أراد أن يشركهم في الثواب، إلا إن كان لأحدهم أضحية تخصه(21).
اللهم هيئ للمسلمين في حجهم يسراً، ويسر للمسلمين عباداتهم.. وتقبلها منهم إنك سميع الدعاء.
___________
(1) مجالس عشر ذي الحجة، الفوزان / 17 ـ 37، وأحال إلى الشيخ العثيمين في مفيد الأيام 1 / 319.
(2) الفتاوى 26 / 108.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه / ح1551.
(4) الفتح 3 / 412.
(5) الفتاوى 26/ 104.
(6) الفتاوى 26 / 34، 54، مجالس عشر ذي الحجة / 41، 42.
(7) مجالس عشر ذي الحجة ص 55.
(8) الفتاوى 26 / 105.
(9) رواه ابن خزيمة والبيهقي بسند صحيح، مناسك الحج للألباني / 17، مجالس الفوزان / 41.
(10) رواه احمد وابن خريمة وسنده صحيح، الفوزان / 40.
(11) الفتاوى 26 / 1211.
(12) الفوزان ص 51.
(13) صححه الألباني، كما نقل الفوزان / 54
(14) أضواء البيان 5 / 318.
(15) أضواء البيان 5 / 263، 264.
(16) حديث حسن رواه الترمذي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - (صحيح سنن الترمذي 2/184 صحيح الجامع الصغير 121).
(17) ذكره الشنقيطي - رحمه الله -، أضواء البيان 5/316.
(18) شرح المهذب عن مجالس عشر ذي الحجة ص 63، ويجوز الرمي ليلاً، وقد صدر قرار هيئة كبار العلماء، نقله ابن بسام في: نيل المآرب 2/438، الفوزان والمجالس ص 64.
(19) شرح المهذب 8/190، 191، الفوزان / 60.
(20) أخرجه البخاري وغيره.
(21) ابن عثيمين: أحكام الأضحية والذكاة ص 55
رد: من أحكام الحج وأخطاء الحجاج