كلمات في العقيدة حوار من القرآن
كلمات في العقيدة حوار من القرآن (1)
- (الحور).. الرجوع إلى الشيء وعنه، والمحاورة: مراجعة الكلام، حاورت فلانا وأحرت إليه جوابا، والحوير: المحاورة وكذلك الحوار والحِوَر والمحورة.
بعد عشاء الخميس في منزل العائلة.. سألني أخي الأصغر عن أصحاب الأعراف.
- ورد ذكر أصحاب الأعراف في سورة الأعراف.. في قوله عز وجل: {وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} (الأعراف: 46-49).
وهذا الحوار يجب أن نفصله حتى يتضح المعنى، فإن الأعراف حاجز مرتفع بين الجنة والنار عليه أناس هم (أصحاب الأعراف) يرون أهل الجنة وأهل النار.. فينادي أصحاب الأعراف أهل الجنة:
- سلام عليكم.
ويأمل أصحاب الأعراف أن يأمر الله بهم إلى الجنة فلم يفقدوا الأمل في ذلك. وإذا التفتوا فرأوا أصحاب النار قالوا:
- {ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين}.
وبينما هم ينظرون إلى النار رأوا رجالا كانوا في الدنيا من ذوي الأبهة والشرف والمكانة.. فقالوا لهم:
- {ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون}.
فيعايرهم هؤلاء الذين في النار بأنهم -أي أصحاب الأعراف- لم يدخلوا الجنة.. مع ما كانوا فيه من بعض الصلاح.
وهنا ينادي الملائكة أصحاب النار:
- {أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة }(أي أصحاب الأعراف)؟{ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}.
فينتهي هذا المشهد بفرحة أصحاب الأعراف أن دخلوا الجنة وغيظ أصحاب النار أن خاب ظنهم.
قاطعني ابن أختي:
- ومن أصحاب الأعراف هؤلاء؟
- هؤلاء قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم.. فلم يؤمر بهم إلى الجنة أو إلى النار.
سأل زوج أختي:
- ألم يرد قول غير هذا في أصحاب الأعراف؟
- هذا قول أكثر علماء التفسير، وورد تفصيل لذلك أنهم قوم خرجوا للغزو دون إذن آبائهم أو أنهم أناس رضي عنهم آباؤهم دون أمهاتهم أو أمهاتهم دون آبائهم.. وأقوال أخرى، ولكن الصحيح هو القول الأول وهو ثابت عن ابن عباس وابن مسعود.. وغيرهما من كبار علماء الأمة.
- وبعد أن يدخل أصحاب الأعراف الجنة؟!
- بعدها يبدأ بعض من كان في النار بالخروج منها.. إما بأنهم نالوا جزاءهم.. فيخرجون.. أو بشفاعة الأنبياء.. فيخرجون.. أو بشفاعة الملائكة.. فيخرجون.. أو بشفاعة إخوانهم المؤمنين فيخرجون.. وهكذا تخرج أفواج عظيمة من النار.. حتى يخرج آخرهم.. يحبو حبوا في حديث مفصل صحيح.. بعد ذلك.. كما في الحديث المتفق عليه.. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي مناد، يأهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا، فيقولون: نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، ثم ينادي: يأهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيُذبح، ثم يقول: يأهل الجنة خلود فلا موت، ويأهل النار خلود فلا موت، ثم قرأ: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة} وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا {وهم لا يؤمنون}».
اعداد: د. أمير الحداد