تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: دعوة للنقاش الجاد : كيف نعلّم الصم والبكم العقيدة الصحيحة ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي دعوة للنقاش الجاد : كيف نعلّم الصم والبكم العقيدة الصحيحة ؟

    كيف نعلّم الصم والبكم العقيدة الصحيحة عموما ؟

    خاصة أسماء الله وصفاته بحيث لا يقع المعلّم في التشبيه أو التمثيل أو التعطيل ، خاصة أن معظم الإشارات عندهم تحتاج إلى ربط بمثال .

    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  2. #2

    افتراضي رد: دعوة للنقاش الجاد : كيف نعلّم الصم والبكم العقيدة الصحيحة ؟

    فعلاً موضوع مهم ويستحق النقاش .

  3. #3

    افتراضي رد: دعوة للنقاش الجاد : كيف نعلّم الصم والبكم العقيدة الصحيحة ؟

    فعلاً موضوع مهم ويستحق النقاش .

    كيف نعلّم الصم والبكم العقيدة الصحيحة عموما ؟

    خاصة أسماء الله وصفاته بحيث لا يقع المعلّم في التشبيه أو التمثيل أو التعطيل ، خاصة أن معظم الإشارات عندهم تحتاج إلى ربط بمثال .
    فاتقوا الله مااستطعتم .
    نقلاً عن مركز الفتوى بتصرف :
    سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن الأصم الأبكم هل هو مكلف مثل غيره من المسلمين؟ فأجاب رحمه الله:
    الأصم الأبكم من فقد حاستين من حواسه، وهما السمع والنطق، ولكن بقي عليه النظر، فما كان يدركه من دين الإسلام بالنظر؛ فإنه لا يسقط عنه، وما كان لا يدركه؛ فإنه يسقط عنه، أما ما كان طريقه السمع إذا كان لا يدركه بالإشارة فإنه يسقط عنه، وعلى هذا فإذا كان لا يفهم شيئاً من الدين فإننا نقول: إذا كان أبواه مسلمين أو أبوه أو أمه فهو مسلم تبعاً لهما، وإن كان بالغاً عاقلاً مستقلاً بنفسه فأمره إلى الله، لكنه ما دام يعيش بين المسلمين فإننا نحكم له ظاهراً بالإسلام، يُعلم بعض الأشياء بالإشارة، وأنا أعرف الذين في معهد الصم والبكم في الرياض يعرفون بالإشارة أسرع من النطق؛ لأن هناك أناساً يترجمون لهم بالإشارة فيفهمون منهم مباشرة. اهـ.
    وقد جاء ما يدل على أن الأصم الأبكم يدلي يوم القيامة بحجته فيما لم يبلغه من الدين، ففي في مسند إسحاق بن راهويه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربعة كلهم يدلي على الله يوم القيامة بحجة وعذر: رجل مات في الفترة، ورجل أدركه الإسلام هرما، ورجل أصم أبكم، ورجل معتوه. فيبعث الله إليهم ملكا رسولا فيقول: اتبعوه فيأتيهم الرسول فيؤجج لهم نارا ثم يقول: اقتحموها فمن اقتحمها كانت عليه بردا وسلاما، ومن لا حقت عليه كلمة العذاب. اهـ. والحديث صححه الألباني .



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    54

    افتراضي رد: دعوة للنقاش الجاد : كيف نعلّم الصم والبكم العقيدة الصحيحة ؟

    لا تحتاج إلى ذلك ، فعقيدتهم صافية على الفطرة . ولايحتاجون إلى التعقيدات العقدية . يؤمنون إيمان العجائز.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    3

    افتراضي رد: دعوة للنقاش الجاد : كيف نعلّم الصم والبكم العقيدة الصحيحة ؟

    أنا إلى الأن لم أفهم الإشكال ما الذي يمنع الصم والبكم من تعلم العقيدة الصافية بالإشارة, بل مالذي يمنع أن يكون منهم طلبة للعلم دارسين للمسائل العقدية المعقدة ؟عدد الصم والبكم في بلادنا كثير ومنهم من يدرس في الأزهر ويشرح له عقائد الأشاعرة, فما الذي يمنع السلفي من إنقاذ هذا الطالب بتوضيح عقيدة السلف مستخدما لغة الإشارة مادام متقنا لها؟

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: دعوة للنقاش الجاد : كيف نعلّم الصم والبكم العقيدة الصحيحة ؟

    أنا إلى الأن لم أفهم الإشكال ما الذي يمنع الصم والبكم من تعلم العقيدة الصافية بالإشارة,
    في نظري ليس هناك إشكال ، سوى أن المتفرض إيصال الخطوط العريضة والمسائل العامة دون إغراق أمور المتخصصين.
    بل مالذي يمنع أن يكون منهم طلبة للعلم دارسين للمسائل العقدية المعقدة ؟
    يمنع من دراسة المسائل العقدية الدقيقة أفق تلك الفئة حيث ، الإدراك لتعلم مثل هذا صعب للغاية خاصة مع معلمين لا يعرفون العقيدة الصحيحة ، فكيف يتم نقلها إلى جيل من الصم والبكم .. فاقد الشيء لا يعطيه!
    ومنهم من يدرس في الأزهر ويشرح له عقائد الأشاعرة,
    أرجو أن توضح لي أين وجدت ما يدّل على ذلك في مقرراتهم الدراسية. (مهم جدا).
    فما الذي يمنع السلفي من إنقاذ هذا الطالب بتوضيح عقيدة السلف مستخدما لغة الإشارة مادام متقنا لها؟
    وهذا ما نبحث عنه في موضوعنا هنا ، فحبذا لو تتحفنا بما عندك ، بارك الله فيك ، وفي الجميع..
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    3

    افتراضي رد: دعوة للنقاش الجاد : كيف نعلّم الصم والبكم العقيدة الصحيحة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الحمراني مشاهدة المشاركة
    أرجو أن توضح لي أين وجدت ما يدّل على ذلك في مقرراتهم الدراسية. (مهم جدا)...
    متن جوهرة التوحيد

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    3

    افتراضي رد: دعوة للنقاش الجاد : كيف نعلّم الصم والبكم العقيدة الصحيحة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الحمراني مشاهدة المشاركة
    فحبذا لو تتحفنا بما عندك ، بارك الله فيك ، وفي الجميع..
    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خير النبيين وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين.
    أما بعد, فقد كثر السؤال في الآونة الأخيرة حول نصوص الصفات هل يمكن استعمال الإشارة فيها لتقريب المعنى على الأذهان؟ فإذا قيل بالجواز فعلى أي شيء يحمل كلام من نهى عنه من السلف كمالك وأحمد رحمهما الله تعالى؟ وإذا قيل بالمنع فكيف يتعلم الصم والبكم هذه النصوص؟
    وللجواب على هذه الأسئلة نقول وبالله التوفيق:
    قد أنكر بعض أهل السنة الإشارة في هذه النصوص التي تسمى بنصوص الصفات وقال أن هذا من التمثيل والتشبيه, وفي بعض المواضع جعلها من التكييف, وعلى رأس هؤلاء شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى, فعلى سبيل المثال انظر لقاءات الباب المفتوح [7/33], و[32 / 17], وأنا ألخص ما استند إليه الشيخ رحمه الله في المنع من استعمال الإشارة فيما يلي:
    أنه ليس من عادة النبي r الإشارة إذا تكلم عن الصفات, وأن ما صح عن النبي r من إشارة هذا لتحقيق معنى الصفة, ولكل مقام مقال, وأن الصحابة عندهم وعي، أما العامة ولا سيما في وقتنا هذا فإنهم لو حدثوا بوصف كل الصفات بالفعل لكان لبعضهم فتنة, لأنه يوهم التشبيه والتمثيل.
    ثم وضع الشيخ ضابطا وهو الاقتصار على ما ورد عن النبي r في هذا الباب.
    ومن أهل العلم من أنكر الإشارة بشدة وعلل ذلك بإنكار السلف على من فعل هذا, وعلى سبيل المثال أنظر شرح الفتوى الحموية [1/171] لحمد التويجري وقد ذكر أثرا عن الإمام أحمد.
    أما ما ذكره الشيخ العثيمين من كون النبي r لم يكن من عادته أن يستعمل الإشارة فيكفي في الرد عليه([1]) ما ورد عن نبينا r ومن ذلك:
    * ما رواه الإمام أحمد في مسنده قال: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر، أن رسول الله r قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر: } وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ{ [الزمر:67] ورسول الله rيقول هكذا بيده يحركها، ويقبل بها ويدبر، يمجد الرب تعالى نفسه: "أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الملك، أنا العزيز، أنا الكريم"، فرجف برسول الله r المنبر حتى قلنا: ليخرّن به.([2])
    ورواه ابن بطة, عن جَعْفَر بن مُحَمَّد القافلائي قَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ أنبا حجاج بن منهال قَالَ ثَنَا حَمَّاد عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن عبيد الله ابْن مقسم عَن ابن عمر أَن رَسُول الله r قَرَأَ ذَات يَوْم على الْمِنْبَر هَذِه الآيات } وَمَا قدرُوا الله حق قدره وَالْأَرْض جَمِيعًا قَبضته يَوْم الْقِيَامَة{ فَقَالَ رَسُول الله r بِيَدِهِ هَكَذَا وبسطهما وَجعل باطنهما إِلَى السَّمَاء (يمجد الرب نَفسه أَنا الْجَبَّار أَنا الْملك أَنا الْعَزِيز أَنا الْكَرِيم فزحف بِهِ الْمِنْبَر حَتَّى قُلْنَا ليخرن بِهِ) ([3])
    وقال : حَدَّثَنَا الْقَافْلَائِيُ ّ، ثنا الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: أنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: كَيْفَ صَنَعَ؟ كَيْفَ أَخْبَرَ؟ يَحْكِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " يَأْخُذُ اللَّهُ سَمَوَاتِهِ وَأَرْضَهُ بِيَدِهِ، فَيَقُولُ: أَنَا اللَّهُ، وَيَقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا أَنَا الرَّحْمَنُ، أَنَا الْمَلِكُ " حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ حَتَّى أَقُولُ: أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللَّهِ r ؟([4])
    والروايات كلها متفقة, فالرسول r بسط يده, وجعل باطنهما إلى السماء, وحركهما يقبل بهما ويدبر, وحرك أصابعه أيّ قبضها وبسطها, ولشدة التحريك تزلزل المنبر به r.
    * وما رواه الإمام أبو داود في سننه , قال:حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ نَصْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ النَّسَائي - الْمَعْنَى - قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ - يَعْنِى ابْنَ عِمْرَانَ - حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ } إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا{ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى } سَمِيعًا بَصِيرًا{ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقْرَؤُهَا وَيَضَعُ إِصْبَعَيْهِ قَالَ ابْنُ يُونُسَ قَالَ الْمُقْرِئُ يَعْنِى } إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ{ يَعْنِى أَنَّ لِلَّهِ سَمْعًا وَبَصَرًا. قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَهَذَا رَدٌّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ.([5])
    * وما رواه الطبري: حدثني المثنى قال: حدثني الحجاج بن المنهال قال: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس: أن النبي r قرأ هذه الآية: } فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا{, قال هكذا بإصبعه، ووضع النبي r الإبهام على المفصل الأعلى من الخنصر، فساخ الجبل([6])
    وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو المثنى معاذ بن معاذ العنبري قال حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي r في قوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل قال: هكذا يعني أنه أخرج طرف الخنصر
    قال أبي([7]): أرانا معاذ,فقال([8]): فقال له حميد الطويل: ما تريد إلى هذا يا أبا محمد([9])؟
    قال: فضرب صدره ضربة شديدة وقال: من أنت يا حميد؟ وما أنت يا حميد؟ يحدثني به أنس بن مالك عن النبي r فتقول أنت: ما تريد إليه؟([10])
    ورواه الترمذي قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس به وفيه: وأمسك سليمان بطرف إبهامه على أنملة إصبعه اليمنى قال: فساخ الجبل وخر موسى صعقا.
    قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة.([11])
    * ما رواه الإمام البخاري في صحيحه قال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ النَّبِيِّ r، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنِهِ - وَإِنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ العَيْنِ اليُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ»([12]).
    * ورواه الإمام أحمد قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ زَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:" مَا كَانَتْ فِتْنَةٌ، وَلَا تَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أَكْبَرَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَلَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ حَذَّرَهُ أُمَّتَهُ، وَلَأُخْبِرَنَّ كُمْ بِشَيْءٍ مَا أَخْبَرَهُ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ قَبْلِي "، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَشْهَدُ أَنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ", ومن طريق أحمد أخرجه ابنه في السنة.([13])
    * وقال الترمزي: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ يَهُودِيٌّ بِالنَّبِيِّ r فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ r: «يَا يَهُودِيُّ حَدِّثْنَا» فَقَالَ: كَيْفَ تَقُولُ يَا أَبَا القَاسِمِ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ عَلَى ذِهْ، وَالأَرْضَ عَلَى ذِهْ، وَالمَاءَ عَلَى ذِهْ، وَالجِبَالَ عَلَى ذِهْ، وَسَائِرَ الخَلْقِ عَلَى ذِهْ - وَأَشَارَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ بِخِنْصَرِهِ أَوَّلًا، ثُمَّ تَابَعَ حَتَّى بَلَغَ الإِبْهَامَ - فَأَنْزَلَ اللَّهُ } وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ{ [الأنعام: 91] : " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وَأَبُو كُدَيْنَةَ اسْمُهُ: يَحْيَى بْنُ المُهَلَّبِ " رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، رَوَى هَذَا الحَدِيثَ عَنِ الحَسَنِ بْنِ شُجَاعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ([14])
    * وقال عبد الله بن أحمد في السنة: سَمِعْتُ أَبِيَ رَحِمَهُ اللَّهُ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، بِحَدِيثِ سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ r: «أَنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ عَلَى أُصْبُعٍ» قَالَ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ: جَعَلَ يَحْيَى يُشِيرُ بِأَصَابِعِهِ وَأَرَانِي أَبِي كَيْفَ جَعَلَ يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ يَضَعُ أُصْبُعًا أُصْبُعًا حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهَا ([15])
    * قال ابن بطة العكبري حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الزِّيَادِيُّ، ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» فَنَقُولُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَخْشَى عَلَيْنَا وَقَدْ آمَنَّا بِكَ وَآمَنَّا بِمَا جِئْتَ بِهِ؟ فَقَالَ: «إِنَّ قُلُوبَ الْخَلَائِقِ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، إِنْ شَاءَ هَكَذَا، وَإِنْ شَاءَ هَكَذَا»([16]),
    وعن أم المؤمنين أم سلمة مثله ([17]).
    * ورواه ابن ماجة عن مُحَمَّدٍ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَخَافُ عَلَيْنَا وَقَدْ آمَنَّا بِكَ، وَصَدَّقْنَاكَ بِمَا جِئْتَ بِهِ، فَقَالَ: «إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ يُقَلِّبُهَا» وَأَشَارَ الْأَعْمَشُ بِإِصْبَعَيْهِ([18]).
    * ورواه ابن منده في الرد على الجهمية عن الْحسن بن مُحَمَّد بن النَّضر، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن يزِيد، ثَنَا خَلاد بن يحي، ثَنَا سُفْيَان، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي سُفْيَان، عَن جَابر, وفيه: إِن الْقُلُوب بَين إِصْبَعَيْنِ من أَصَابِع الرَّحْمَن جلّ وَعز يقلبها كَيفَ يَشَاء"، هَكَذَا، وَوصف سُفْيَان الثَّوْريّ بالسبابة وَالْوُسْطَى فحركهما([19]).
    * وأخرجه الخرائطي عن سَعْدَانَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. وَحَدَّثَنَا التَّرْقُفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى طَاعَتِكَ» ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُكْثِرُ أَنْ تَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ، هَلْ تَخْشَى؟ قَالَ: «وَمَا يُؤَمِّنُنِي يَا عَائِشَةُ، وَقُلُوبُ الْعِبَادِ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، إِذَا أَرَادَ أَنْ يُقَلِّبَ قَلْبَ عَبْدٍ لَهُ قَلَّبَهُ، وَقَلَّبَ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةَ » اللَّفْظُ لِسَعْدَانَ ([20]), قال أبو حاتم: صدوق.
    وهذا ما تيسر لي جمعه, واستفدته من جمع شيخنا الشيخ عيد فهمي وبعض إخواننا كصاحب جزء الإشارة.
    هذا وفي كتب السنة الكثير من الأحاديث التي على هذا المنوال, والتي تناقلها الرواة قولا وفعلا. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فَهَلْ امْتَنَعَ الْأَئِمَّة مِنْ قِرَاءَةِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَلَى عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ مَنَعُوا مِنْ ذَلِكَ. أَمْ مَا زَالَتْ هَذِهِ الْكُتُبُ يَحْضُرُ قِرَاءَتَهَا أُلُوفٌ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ عَوَامِّ الْمُؤْمِنِينَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا، وَأَيْضًا فَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ لَمَّا حَدَّثَ بِهَا الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ مِنْ الْمُخَالِفِينَ ، هَلْ كَانُوا يُخْفُونَهَا عَنْ عُمُومِ الْمُؤْمِنِينَ وَيَتَكَاتَمُون َهَا وَيُوصُونَ بِكِتْمَانِهَا، أَمْ كَانُوا يُحَدِّثُونَ بِهَا كَمَا كَانُوا يُحَدِّثُونَ بِسَائِرِ سُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ r وَإِنْ نُقِلَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ امْتَنَعَ مِنْ رِوَايَةِ بَعْضِهَا فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ فَهَذَا كَمَا قَدْ كَانَ هَذَا يَمْتَنِعُ عَنْ رِوَايَةِ بَعْضِ أَحَادِيثَ فِي الْفِقْهِ وَالْأَحْكَامِ وَبَعْضِ أَحَادِيثِ الْقَدْرِ وَالْأَسْمَاءِ وَالْأَحْكَامِ وَالْوَعِيدِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ لَيْسَ ذَلِكَ عِنْدَهُ مَخْصُوصًا بِهَذَا الْبَابِ، وَهَذَا كَانَ يَفْعَلُهُ بَعْضُهُمْ وَيُخَالِفُهُ فِيهِ غَيْرُهُ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ قَدْ يَرَى أَنَّ رِوَايَتَهَا تَضُرُّ بَعْضَ النَّاسِ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ، وَيَرَى الْآخَرُ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَضُرُّ بَلْ يَنْفَعُ، فَكَانَ هَذَا مِمَّا قَدْ يَتَنَازَعُونَ فِيهِ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ.
    فَأَمَّا الْمَنْعُ مِنْ تَبْلِيغِ عُمُومِ أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ لِعُمُومِ الْأُمَّةِ، فَهَذَا مَا ذَهَبَ إلَيْهِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ." ([21])
    ولم يقل أحد من السلف أن هذا من التشبيه أو التمثيل, وأما ما نقل عن بعض السلف بالمنع من ذلك ما قاله ابن عبد البر:"رَوَى حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ مَنْ وَصَفَ شَيْئًا مِنْ ذَاتِ اللَّهِ مِثْلَ قَوْلِهِ: }وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ{ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عُنُقِهِ, وَمِثْلَ قَوْلِهِ: } وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{ فَأَشَارَ إِلَى عَيْنَيْهِ أَوْ أُذُنِهِ أَوْ شَيْئًا مِنْ بَدَنِهِ قُطِعَ ذَلِكَ مِنْهُ لِأَنَّهُ شَبَّهَ اللَّهَ بِنَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ مَالِكٌ أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الْبَرَاءِ حِينَ حَدَّثَ أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ لا يضحى بأربع من الضحايا وأشار الْبَرَاءُ بِيَدِهِ كَمَا أَشَارَ النَّبِيُّ r بِيَدِهِ قَالَ الْبَرَاءُ وَيَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ r فَكَرِهَ الْبَرَاءُ أَنْ يَصِفَ رَسُولَ اللَّهِ r إِجْلَالًا لَهُ وَهُوَ مَخْلُوقٌ فَكَيْفَ الْخَالِقُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" ([22])
    قلت: سنده فيه انقطاع بين ابن عبد البر وحرملة, ولا يعقل أن يثبت الإمام مالك يد رسول الله r والإشارة إليها وينفي عنها التشبيه, ثم ينفي ما وصف الله به نفسه أو الإشارة إليها الثابتة عن الرسول r, دون أن يثبت ذلك وينفي عنه التشبيه.
    وأيضا: روى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة : سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ جَابِرٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنَ زَاذَانَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، قَرَأَ عَلَيْهِ رَجُلٌ } وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ{ [الزمر: 67] قَالَ: ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ , فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ: قَطَعَهَا اللَّهُ قَطَعَهَا اللَّهُ قَطَعَهَا اللَّهُ ثُمَّ حَرَدَ وَقَامَ . ([23])
    قلت: وهذه القصة ـ إن ثبتت ـ يحمل إنكار الإمام أحمد فيها على أن هذا الرجل كان يقرأ القرآن فقط ولا حاجة فيما فعل, لكن هذه القصة لم تثبت فقد ذكرها أبو نصر بلاغا.
    3 ــ وقال الشهرستاني: " فأما أحمد بن حنبل وداود بن علي الأصفهاني وجماعة من أئمة السلف فجروا على منهاج السلف المتقدمين عليهم من أصحاب الحديث مثل: مالك بن أنس، ومقاتل بن سليمان، وسلكوا طريق السلامة فقالوا: نؤمن بما ورد به الكتاب والسنة، ولا نتعرض للتأويل بعد أن علم قطعا أن الله عز وجل لا يشبه شيئا من المخلوقات، وأن كل ما تمثل في الوهم فإنه خالقه ومقدره. وكانوا يحترزون عن التشبيه إلى غاية أن قالوا: من حرك يده عند قراءة قوله تعالى: }خَلَقْتُ بِيَدَيَّ{ أو أشار بأصبعيه عند روايته: "قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن" وجب قطع يده وقلع أصبعيه." ([24])
    قلت: ويكفي في الرد أن ناقل هذا الكلام هو الشهرستاني الأشعري, ثم أين إسناده لهؤلاء, وقد بينت ضعف ما نسب إلى الإمامين مالك وأحمد رحمها الله تعالى.
    هذا من جهة الآثار ونقل السلف لها في هذه المسألة, أما من جهة العقل فنقول:
    كما أن قوله r لا يوجد فيه تشبيه, فكذلك فعله, وإلا ما الفرق بيننا وبين من أوّل؟!!هم قالوا: إن ظاهر قول السنة يضر لأنه يؤدى إلى التشبيه, ونحن نقول: إن ظاهر فعل السنة يضر لأنه يؤدى إلى التشبيه, فما هو فضلنا عليهم؟!!.
    ثم إن العقل يقول: إن وقوع شبهة التشبيه والتمثيل في قلب من كان حديث عهد بعبادة الأصنام التي هي حجارة يصنعها بيده ويعتقد أنها آلهة أقرب ممن ولد في اٍلإسلام يعلم أن الله } I ليس كمثله شيء{ , ومع هذا حرك النبي r يده وأشار بها, وإنما فعل ذلك لتوضيح المعنى فقط تماما كإشارة الأبكم التي تفيد المعنى.
    وهنا يأتي الموضع محل الدراسة وهو إشارة الصم والبكم, فهذا كلاما لشيخ الإسلام أنقله لكم ومنه أنطلق إن شاء الله تعالى.
    قال رحمه الله تعالى:"فتأويل الصفات هو الحقيقة التي انفرد الله بعلمها، وهو الكيف المجهول الذي قال فيه السلف كمالك وغيره: «الاستواء معلوم، والكيف مجهول» فالاستواء معلوم يعلم معناه وتفسيره ويترجم بلغة أخرى، وأما كيفية ذلك الاستواء، فهو التأويل الذي لا يعلمه إلا الله تعالى." ([25])
    ومعلوم أن لغة الإشارة لغة معترف بها في العالم, لها ضوابطها وقواعدها المعلومة عند أربابها, وحتى أقرب الفرق بين إشارة الصم والبكم وبين التشبيه أناقش ما ذكره الشيخ العثيمين معترضا على استعمال الإشارة بقوله: "وهل الرسول r قدم رجله ليرى الناس كيف ينزل الله؟ أبداً "([26])
    حديث النزول الذي ذكره الشيخ, لم يرد فيه فعل, لا للنبي r ولا لغيره, لأنه فعل لا داعي له, وحاول أيها القارئ الكريم أن تفعل هذا: تخيل نفسك خطيبا على المنبر ثم اذكر الحديث وعند ذكرك للنزول انزل درجة, لم تجد لنزولك نفعا, وقلت لك: "حاول" لأن الفطرة لا تساعدك أن تقوم بهذا الفعل, بخلاف الأحاديث الأخرى التي تشير فيها بشكل تلقائي, بل إنني رأيت أحد الأخوة وهو يكلمني -وذكر حديث التقليب- فقلب بين أصابعه, ثم تذكر فتوى الشيخ العثيمين –رحمه الله-, فرأيته يتجشم لمنع أصابعه من الحركة ثم استغفر الله من هذه الفعلة!!
    وهنا يتضح الفرق بين التمثيل وتوضيح المعنى, فمن أراد أن يمثل النزول فعل كما ذكر الشيخ لأن ذلك يفتقر لرؤية بالعين, ومن أراد أن يوضح المعنى أشار بيده كما يشير الأبكم بما يفيد معنى النزول.
    ولو ابتعدنا عن النصوص الشرعية تجد ذلك جليا, فإذا أردت أن تصف لي –مثلا- إعراض أحد الناس عنك وأنت تكلمه, فإنك ستولي لي ظهرك وتمشي خطوات, فأنا أفهم منك أنك شاهدت ذلك بعينيك, فإذا لم تشاهده بعينك ستشير كإشارة الأبكم بما يفيد ذلك المعنى.
    أكتفي بهذا القدر وأصلي وأسلم علي نبينا وآله وصحبه,
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    كتبه: أبو أنس محمد بن سعيد, غفر الله له ولوالديه ومشايخه.


    ([1]) ولا أقصد بطبيعة الحال أن أنتقص من شيخنا شيئا, فالشيخ حشمته أكبر من أن يخوض فيه مثلي وفضله علينا وعلى أهل السنة معلوم محفوظ.

    ([2]) مسند أحمد [7/247-248]

    ([3]) الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية (3 / 286)

    ([4]) الإبانة الكبرى لابن بطة (7 / 286)

    ([5]) أبو داود [4730], وابن خزيمة في كتاب التوحيد (46, 47), وابن حبان (265), والحاكم في المستدرك [1/75], واللالكائي (688), والتوحيد لابن منده (401), والدارمي في الرد على المريسي (47), وصححه الحاكم واللالكائي والذهبي وابن حجر في الفتح [13/385] والألباني رحمهم الله

    ([6]) تفسير الطبري (15087)

    ([7]) هو الإمام أحمد، وقائل ذلك عنه هو ابنه عبد الله راوي المسند

    ([8]) القائل هو حماد بن سلمة راوي الحديث عن ثابت

    ([9]) المقصود ثابت البناني، و"أبو محمد" كنيته

    ([10]) رواه الإمام أحمد في المسند (3/125)

    ([11]) قلت: وهو ثقة، أثبت الناس في ثابت، وهذا الإسناد من أصح الأسانيد

    ([12]) صحيح البخاري (9 / 121), صحيح مسلم (4 / 2147).

    ([13]) مسند أحمد ط الرسالة (22 / 9), السنة لعبد الله بن أحمد (138)

    ([14])سنن الترمذي ت شاكر (5 / 371), وأصله في الصحيحين

    ([15]) السنة لعبد الله بن أحمد (1 / 353)

    ([16]) الإبانة الكبرى لابن بطة (7 / 274)

    ([17]) الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية (1 / 285)

    ([18]) الرد على الجهمية (1 / 225)

    ([19]) سنن ابن ماجه (2 / 1260), ويزيد الرقاشي ضعيف

    ([20]) اعتلال القلوب للخرائطي (1 / 18)

    ([21]) الفتاوى الكبرى لابن تيمية (6 / 332)

    ([22]) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (7/145)

    ([23]) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3 / 479)

    ([24]) الملل والنحل (1 / 104)

    ([25]) الفتوى الحموية الكبرى (1 / 291)

    ([26]) انظر لقاءات الباب المفتوح (32 / 17)

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: دعوة للنقاش الجاد : كيف نعلّم الصم والبكم العقيدة الصحيحة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أنس الغريب مشاهدة المشاركة
    متن جوهرة التوحيد
    هل من الممكن أن توثّق لي أين يدرسون هذا ؟
    فأنا لي قريب في إحدى مدارس الصم والبكم ولا يدرسون له سوى الوضوء والصلاة والصوم فقط.
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  10. #10

    افتراضي رد: دعوة للنقاش الجاد : كيف نعلّم الصم والبكم العقيدة الصحيحة ؟

    وأما ما نقل عن بعض السلف بالمنع من ذلك ما قاله ابن عبد البر:"رَوَى حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ مَنْ وَصَفَ شَيْئًا مِنْ ذَاتِ اللَّهِ مِثْلَ قَوْلِهِ: }وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ{ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عُنُقِهِ, وَمِثْلَ قَوْلِهِ: } وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{ فَأَشَارَ إِلَى عَيْنَيْهِ أَوْ أُذُنِهِ أَوْ شَيْئًا مِنْ بَدَنِهِ قُطِعَ ذَلِكَ مِنْهُ لِأَنَّهُ شَبَّهَ اللَّهَ بِنَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ مَالِكٌ أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الْبَرَاءِ حِينَ حَدَّثَ أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ لا يضحى بأربع من الضحايا وأشار الْبَرَاءُ بِيَدِهِ كَمَا أَشَارَ النَّبِيُّ r بِيَدِهِ قَالَ الْبَرَاءُ وَيَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ r فَكَرِهَ الْبَرَاءُ أَنْ يَصِفَ رَسُولَ اللَّهِ r إِجْلَالًا لَهُ وَهُوَ مَخْلُوقٌ فَكَيْفَ الْخَالِقُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" ([22])
    قلت: سنده فيه انقطاع بين ابن عبد البر وحرملة, ولا يعقل أن يثبت الإمام مالك يد رسول الله r والإشارة إليها وينفي عنها التشبيه, ثم ينفي ما وصف الله به نفسه أو الإشارة إليها الثابتة عن الرسول r, دون أن يثبت ذلك وينفي عنه التشبيه.
    وأيضا: روى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة : سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ جَابِرٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنَ زَاذَانَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، قَرَأَ عَلَيْهِ رَجُلٌ } وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ{ [الزمر: 67] قَالَ: ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ , فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ: قَطَعَهَا اللَّهُ قَطَعَهَا اللَّهُ قَطَعَهَا اللَّهُ ثُمَّ حَرَدَ وَقَامَ . ([23])
    قلت: وهذه القصة ـ إن ثبتت ـ يحمل إنكار الإمام أحمد فيها على أن هذا الرجل كان يقرأ القرآن فقط ولا حاجة فيما فعل, لكن هذه القصة لم تثبت فقد ذكرها أبو نصر بلاغا.
    3 ــ وقال الشهرستاني: " فأما أحمد بن حنبل وداود بن علي الأصفهاني وجماعة من أئمة السلف فجروا على منهاج السلف المتقدمين عليهم من أصحاب الحديث مثل: مالك بن أنس، ومقاتل بن سليمان، وسلكوا طريق السلامة فقالوا: نؤمن بما ورد به الكتاب والسنة، ولا نتعرض للتأويل بعد أن علم قطعا أن الله عز وجل لا يشبه شيئا من المخلوقات، وأن كل ما تمثل في الوهم فإنه خالقه ومقدره. وكانوا يحترزون عن التشبيه إلى غاية أن قالوا: من حرك يده عند قراءة قوله تعالى: }خَلَقْتُ بِيَدَيَّ{ أو أشار بأصبعيه عند روايته: "قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن" وجب قطع يده وقلع أصبعيه." ([24])
    قلت: ويكفي في الرد أن ناقل هذا الكلام هو الشهرستاني الأشعري, ثم أين إسناده لهؤلاء, وقد بينت ضعف ما نسب إلى الإمامين مالك وأحمد رحمها الله تعالى.
    هذا من جهة الآثار ونقل السلف لها في هذه المسألة, أما من جهة العقل فنقول:
    كما أن قوله r لا يوجد فيه تشبيه, فكذلك فعله, وإلا ما الفرق بيننا وبين من أوّل؟!!هم قالوا: إن ظاهر قول السنة يضر لأنه يؤدى إلى التشبيه, ونحن نقول: إن ظاهر فعل السنة يضر لأنه يؤدى إلى التشبيه, فما هو فضلنا عليهم؟!!.
    ثم إن العقل يقول: إن وقوع شبهة التشبيه والتمثيل في قلب من كان حديث عهد بعبادة الأصنام التي هي حجارة يصنعها بيده ويعتقد أنها آلهة أقرب ممن ولد في اٍلإسلام يعلم أن الله } I ليس كمثله شيء{ , ومع هذا حرك النبي r يده وأشار بها, وإنما فعل ذلك لتوضيح المعنى فقط تماما كإشارة الأبكم التي تفيد المعنى.

    ...
    رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •