الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على سيد الاولين والاخرين المبعوث رحمه للعالمين وعلى اله وصحبه الاطهار الميامين ومن تبعهم باحسان الي يوم الدين وبعد

فقد مرعلى هذه الامه المباركه منذ عصر قريب أمواج من الفتن كان من أشدها تيارات التغريب والغزو في الفكري لبلادهم وقد كان ذلك بعد الوهن والضعف الذي أصاب المسلمين والذي كان من نتائجه الطبيعيه سقوط الخلافه الاسلاميه ودخول مايسمى بالمستعمرين (المخربين) الذين حملوا لهذه الامه الكثير من البلايا والرزايا من مستشرقين ومبشرين(منصرين) وأفكار لم يكن لها مكان في بلاد المسلمين وكان من السهل جدا ترويج ونشر كل هذه الافكار فالمسلمون في هذا الوقت كانوا وللاسف جسدا لا روح فيه(بلا هويه) ومن المعلوم أن المهزوم دائما يكون منبهر بثقافه المنتصر وهكذا فقد تلقى الكثير من أبناء المسلمين هذه الافكار بصدر رحب وساعد على ذلك أيضا النظره التي كان ينظرها اولئك الى الغرب المستعمرعلى أنهم (الامم الراقيه) و(العالم المتحضر) وفي هذا الجو الانهزامي أصبح أمل أغلب شباب المسلمين وأسمى ما يطمحون اليه السفر لتلك البلاد التي تزدهر وتزهو بالعلم والثقافه والحريه وبدورهم كان المستعمرين يساندهم في ذلك حكام مخذولين يرسلون البعثات من هؤلاء الشباب ليحملوا تلك العلوم وهذه الثقافه الى بلادهم وبالفعل رجع هذا الشباب الى بلاده لكن لم يعد بالقيم والاخلاق التي تربى عليها بل رجعوا بقيم وأخلاق وافكار لا يعرفها أهل بلادهم وبالطبع كانت الاجواء قد هيئت لهم على أحسن الاحوال فأعدت لهم مواقع الصداره في الاعلام والتعليم والسياسه وأصبحوا أطفال الغرب المدللين وكان هؤلاء هم الاداة الأهم لنشر الافكاروالأراء الغربيه بما تحمله من سموم وحيل وشبهات وهذه الثله التى سميت بعد ذلك بالصفوه أو الطبقه المثقفه كانت ترى حسنا ماتراه أوروبا حسنا وترى قبحا ماتراه اوروبا قبيحا وبكل سهولة ويسراستطاع هؤلاء بمساندة أسيادهم في الغرب فرض أفكارهم على المجتمع فغربت مناهج التعليم وهمش دور الازهر وحرضت المراه على نبذ تعاليم الاسلام وترجمت كتب المستشرقين المليئه بالشبهات على الكتاب والسنه والطعن في سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم وتشويه التاريخ الاسلامي وربط تخلف المسلمين الحضاري بالتمسك بالاسلام
بدأت الامه الاسلاميه تفقد روحها وتذوب وسط هذه الامواج فاصبحوا يتبعون الاسلوب الغربي بدايه من طريقتهم في اللباس والطعام الى الزواج والاحتفالات الى الافكار والنظريات دون مرعاة لاوامر الشرع الحنيف
هكذامرت تلك الحقبه المظلمه من مطلع هذا القرن التي راجت فيه هذه الافكار المنحرفه والمذاهب الباطله حتى ان أعداء الاسلام ظنوا انه لا تقوم له قائمه وبهذه الطريقه دخلت على المسلمين (العلمانيه و الاشتراكيه والرأسماليه واليبراليه والديمقراطيه ..................الخ)
الى ان أظهر الله رجالا جدد بهم الدين وحمى بهم العقيده فظهرت الصحوه الاسلاميه في وسط هذا الجو الكئيب المعبأ بتلك الافكارالمسمومه فجعلهم الله سببا لاحياء الهويه الاسلاميه في قلوب الامه
وهذا دورلا ينفك عن كل مسلم ناهيك عن العلماء والدعاة وطلبة العلم والمصلحين أعني احياء هذه الهويه في قلوب المسلمين لاننا نرى في ايامنا هذه من بعض الشباب الذين ينتسبون للدعوه أسلوبا يدل على بوادر فقدان الهويه الاسلاميه من تحريف وتاويل للنصوص الشريعه لتتفق مع الافكارالمستحدث ه وفي مثل هؤلاء يقول د.محمد اسماعيل المقدم (إن هؤلاء الذين يذوبون في هوية غيرهم، ويبتغون عندهم العزة في الحقيقة أنهم يعودون مذمومين مخذولين من الفريقين، ويعاملهم الله بنقيض قصدهم) فهذا الذي يتنازل عن مبادءه ليرضى عنه الليبراليون والعلمانيون هو من أشد الناس خساره فلن يرضوا عنه ولن يرضى عنه الصف الاسلامي كما أنه بذلك يذوب ويكون سببا في ذوبان من حوله في هذه الاتجاهات والافكار لذلك يجب تذكير بعضنا لبعض بهذه المعاني واحيائها في القلوب وليعلم الجميع أن الركن الاعظم لهوية المسلم هي (العقيده الاسلاميه)
كما يقول د محمد اسماعيل المقدم: الهوية لها أركان عدة، لكن أهم أركانها على الإطلاق هو العقيدة، يليها التاريخ واللغة، فإذا تحدثنا عن الهوية الإسلامية نجد أنها مستوفية لكل مقومات الهوية الذاتية المستقلة، بحيث إن الهوية الإسلامية -بضم الهاء- تستغني تماماً عن أي لقاح أجنبي عنها، وتستعلي عن أن تحتاج إلى لقاح أجنبي يخصبها؛ فهي هوية خصبة تنبثق عن عقيدة صحيحة وأصول ثابتة رصينة تجمع وتوحد تحت لوائها جميع المنتمين إليها، وتملك رصيداً تاريخياً عملاقاً لا تملكه أمة من الأمم، وتتكلم لغة عربية واحدة، وتشغل بقعة جغرافية متصلة ومتشابكة.
فواجب على كل مسلم في هذه الازمنه التي تطل فيها الفتن برأسها أن يعتز بدينه وعقيدته وهويته
وأن نكون جميعا يدا واحده في مواجه كل من أراد تحريف وتشويه عقيدة الامه وأن نحرص على تلك الصحوه التي هى أمانه في أعناقنا والتي أبتلي وعذب من أجلها رجال
ولا نكون سببا لتمكين العلمانين والليبراليين الذين يريدون الانحراف بالامه عن المسار الصحيح .
ختاما نسأل الله عزوجل أن يوفق كل من اراد نصرة الاسلام والمسلمين وأن يخذل ويفضح كل من أراد الشر والسوء بالاسلام والمسلمين