هذا جواب أسئلة سألينها قبوري جلد بناء على بحث قدمته له في تصور السلفيين للتوحيد - لعلي أنشره على المنتدى إن شاء الله - فوجه لي عليه أسئلة ثم أجبته عليها فوجه أسئلة على الأجوبة وهذه بعض إجابات ماسألني عنه أطرحها على هذا المنتدى ليصحح لي الإخوة ما أكون قد أخطأت فيه وليستفيد غيري بما وفقني الله فيه وليزيدني إخواني بمزيد جواب وإضافة ونفع بارك الله في الجميع
على أن يكون الجواب الأخير مني على أسئلة هذا القبوري باللون الأسود ، وجوابي الذي سألني عنه بالأخضر وكلامه هو بالأزرق ، والله المستعان
قولك : الإله هو المعبود
طيب وإذا لم يعبد لا يكون اله ؟
الجواب : نعم لا يكون إله
تعليق وسؤال : وعلي هذا فإن الله لم يكن اله قبل أن يخلق الخلق
إذ كيف يكون اله وهو لم يخلق من يعبده وكيف يكون اله ولا يوجد من يعبده
فلم يكن حين إذا أهلاًَ ليوصف بالإله ولم يصير اله إلا بعد أن خلق الخلق ليعبدوه
ولعل سبب خلقه لهم هو أن يعبدوه لترتفع منزلته ويصير اله !!!
أما أنا فأعتقد أن الله اله قبل الخلق وبعد الخلق وما خلق الخلق لحاجة بل هو غير محتاج
وهو علي ما كان قبل الخلق ولازال ..اله قادر قدير مقتدر غني عن العالمين كما كان .
قلت لك (أما الله فهو إله سبحانه لما اتصف به من صفات الألوهية الذاتية له سبحانه ، بخلاف من ليس فيه ذاك الكمال الذي يستحق معه أن يكون إلها فإنه لا يكون إله إلا بعد عبادة سفيه له )
ولم أقل ولا تلفظت به ولا يلزمني ماقلته (فلم يكن حين إذا أهلاًَ ليوصف بالإله )!!
بل هو سبحانه أهل كل مجد وحمد وبالتالي فهو سبحانه أهل لأن يوصف بالإله قبل خلق الخلق وبعد خلقهم .
فكما قدمت لك من قول ابن تيمية بأن الإله (هو المألوه ، والمألوه هو الذي يستحق أن يعبد ، وكونه يستحق أن يعبد هو بما اتصف به من الصفات التي تستلزم أن يكون هو المحبوب غاية الحب المخضوع له غاية الخضوع )مجموع الفتاوي 10/249 ، فبين رحمه الله أن الألوهية صفة ذاتية في الله تعالى كما أنه سبحانه سميع عليم قبل وجود خلق يسمعهم ، وقال رحمه الله ( الإله الذي تألهه القلوب وتخضع له وتذل له وتخافه وترجوه وتنيب إليها في شدائدها وتدعوه في مهماتها وتتوكل عليه في مصالحها ، وتلجأ إليه تطمئن بذكره وتسكن إلى حبه ، وليس ذلك إلا لله وحده ، ولهذا كانت – لا إله إلا الله – أصدق الكلام ) 13/201 ، فهو سبحانه بذلك إلها إذ قام به سبحانه ذاتيا ما تألهه به القلوب وتخضع له وتذل له سبحانه وتعالى ، وليس الكمال في وجود من يعبده وإنما الكمال في استحقاقه سبحانه العبادة ، وإلا فليس في عبادة وثن أو حجر أو شجر كمالا له في ذاته بمجرد عبادة سفيه له ، ولهذا يقال عنه حينذاك إله باطل إذ الخضوع المطلق لمن ليس أهلا له فيه وصف لذلك المخضوع له بصفات الألوهية ورفع له لهذا المقام بعمل العابد له مما جعلنا نقول عنه إلها باطلا أي ليس فيه مايرقيه لئن يكون إلها ، ولو كان الإله بمعنى المعبود عموما بحيث وجود معبودا له يصيره إلها لماجاز لنا نفي الألوهية عن تلك الآلهة المعبودة بالباطل .
فعلم مماسبق أن قولنا بأن الإله هو المعبود تفسير له باللازم ، بمعنى أن من عُبد فقد رفع لمرتبة الإله ، لأن الإله هو الذي يستحق أن يعبد .
وقد أوضحت ذلك صراحة في كلامي الذي أغفلته كما أغفلت الكثير من كلامي غيره (أما الله فهو إله سبحانه لما اتصف به من صفات الألوهية الذاتية له سبحانه ، بخلاف من ليس فيه ذاك الكمال الذي يستحق معه أن يكون إلها فإنه لا يكون إله إلا بعد عبادة سفيه له )
وعلى هذا فأين في كلامي مايفهم منه أن الله كان بحاجة لعبادة خلقه له ، بل هو إله سبحانه بغير حاجة لخلقه كما أنه سبحانه سميع بغير حاجة لخلقه كذلك وتأمل جيدا قول ابن تيمية (هو المألوه ، والمألوه هو الذي يستحق أن يعبد ، وكونه يستحق أن يعبد هو بما اتصف به من الصفات التي تستلزم أن يكون هو المحبوب غاية الحب المخضوع له غاية الخضوع )مجموع الفتاوي 10/249 تعرف ما أقوله لك .
ثم هل كان كل من ذكرتهم لك من العلماء مغفلون سطحيون لم يفطنوا لذلك الإشكال الذي تشكل به على ما أجمعوا على القول به من الإله هو المعبود ؟!
ولكن متى كان كلام العلماء موافقاً للهوى استدللت علينا بكلامهم ولو في معارضة صريح النصوص ، وإن كان كلامهم مخالفاً للهوى – ولو ورد عنهم بهذه الصراحة – ضربت به عرض الحائط ولم تأبه به لا لمخالفته الكتاب والسنة وإنما لمخالفته ماقام في عقلك من إشكالات لا حقيقة لها في الواقع .