تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: قبل أن يُذبح المنهج

  1. #1

    افتراضي قبل أن يُذبح المنهج




    قبل أن يُذبح المنهج


    الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبى بعده ، و بعد :

    اولا :هو سبيلٌ واحد :


    قال الله عز و جل :
    ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ( الانعام : 153) .

    روى احمد و النسائى و غيرهما جميعا عن عبد الله بن مسعود قال :
    خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ، فقال : " هذا سبيل الله " ، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ، ثم قال : " وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه " ، ثم تلا : ( وأن هذا صراطي مستقيما ) إلى آخر الآية .

    و ذكر الطبري في كتاب ( آداب النفوس ): بسنده ...عن معمر عن أبان أن رجلا سأل عبد الله بن مسعود : ما الصراط المستقيم ؟ قال: تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه وطرفه في الجنة ، وعن يمينه جواد وعن يساره جواد ( جمع : جادة ، و هو الطريق ) ، وثَمَّ رجال يدعون من مرَّ بهم فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة ، ثم قرأ ابن مسعود: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً} . نقلا من تفسير القرطبى

    وروى ابن بطة فى الإبانة الكبرى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال ( 165 ) :
    أيها الناس إنه لا عذر لأحد بعد السنة فى ضلالة ركبها حسبها هدىً ، و لا في هدىً تركه حسبه ضلالة ، فقد بُيِّنت الأمور ، و ثبتت الحجة ، و انقطع العذر .

    و عند ابن بطة ايضاً عن عبد الله بن مسعود أنه قال ( 189 ) :
    يجيء قوم يتركون من السنة مثل هذا ( يعنى : مَفْصِل الأنملة ) فإن تركتموهم جاءوا بالطامة الكبرى .

    وروى الإمام محمد بن نصر المروزى فى السنة عن عبد الله بن مسعود أنه قال ( 81 ) :
    إنكم اليوم على الفطرة ، و إنكم ستُحدثون ، و يحدَثُ لكم ، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالهدى الأول .

    و قال شيخ الاسلام ابن تيمة كما في مجموع الفتاوى : ( 4/57 ) :

    وَعَامَّةُ هَذِهِ الضَّلَالَاتِ إنَّمَا تَطَرُّقُ مَنْ لَمْ يَعْتَصِمْ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ كَمَا كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقُولُ : كَانَ عُلَمَاؤُنَا يَقُولُونَ : الِاعْتِصَامُ بِالسُّنَّةِ هُوَ النَّجَاةُ " وَقَالَ مَالِكٌ " السُّنَّةُ سَفِينَةُ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ " . وَذَلِكَ أَنَّ السُّنَّةَ وَالشَّرِيعَةَ وَالْمِنْهَاجَ : هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ الَّذِي يُوَصِّلُ الْعِبَادَ إلَى اللَّهِ . وَالرَّسُولُ : هُوَ الدَّلِيلُ الْهَادِي الْخِرِّيتُ فِي هَذَا الصِّرَاطِ . اهـ

    و قال شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف و أصحاب الحديث صـ 297 :
    العلم هو السنة ، و الجهل هو البدعة .

    ثانيا : { وَمَا رَبُّكَ بظلام لّلْعَبِيدِ } [ فصلت : 46 ] :


    قال الله تعالى :
    { فَلَمَّا زَاغُواْ أَزَاغَ الله قُلُوبَهُمْ } [ الصف : 5 ]

    قال الشيخ العثيمين فى تفسيره ( 6/82 ) :

    ولذلك يجب أن يُعلم أن من أشد عقوبات الذنوب أن يعاقب الإنسان بمرض القلب والعياذ بالله ، فالإنسان إذا عوقب بهلاك حبيب أو فقد محبوب من المال ، فهذه عقوبة لا شك ، لكن إذا عوقب بانسلاخ القلب فهذه العقوبة أشد ما يكون. يقول ابن القيم :
    والله ما خوفي الذنوب فإنها لعلى طريق العفو والغفران ، وإنما أخشى انسلاخ القلب من تحكيم هذا الوحي والقرآن ، هذا هو الذي يخشاه الإنسان العاقل ، أما المصائب الأخرى فهي كفارات وربما تزيد العبد إيماناً. اهـ

    و فى الحلية ( 8455 ) عن عطاء بن أبى رباح قال :
    بلغنا أن الشهوة و الهوى يغلبان العلم و العقل و البيان .

    وروى أبو نعيم فى الحلية عن أبى الحسين بن هند الفارسي قال : ( 15559 ) :
    المتمسك لكتاب الله هو الملاحظ للحق على دوام الأوقات ، و المتمسك بكتاب الله لا يخفى عليه شيء من أمر دينه ، بل يجري فى أوقاته على المشاهدة لا الغفلة ، فيأخذ الأشياء مَعْدنِها و يضعها فى مَعْدنِها .

    و قال الإمام الشافعي كما فى الحلية (13337 ) :
    ما أوردت الحق و الحجة على أحد فقبلها منَّي إلا هبته و اعتقدت مودته ، و لا كابر أحد على الحق و دفع الحجة الصحيحة إلا سقط من عيني و رفضته .

    و روى الخطيب فى الفقيه و المتفقه ( 1150 ) عن إياس بن معاوية أنه قال :
    إن البناء إذا بُني على غير أُسِّ لم يكد يَعتدل . و الأُس : الأصل

    و قال الحسن البصرى كما عند أبو نعيم فى الحلية ( 1825 ) :
    إن العالم يرى الفتنة و هي مقبلة ، و يراها الجاهل و هي مدبرة .


    ثالثا : اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله .

    روى الخطيب البغدادي فى ( الفقيه و المتفقه ) عن ابن عباس قال ( 380 ) :
    تمتع النبي صلى الله عليه و سلم ( أي : في مناسك الحج ) فقال عروة بن الزبير : نهى أبو بكر و عمر عن المتعة ، فقال ابن عباس : أراكم ستهلكون !! أقول : قال النبى صلى الله عليه و سلم و تقولون : أبو بكر و عمر . ( و فى رواية ) : هذا الذي أهلككم ، و الله ما أرى الإ سيعذبكم .

    فقال عروة : هما و الله كانا أعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و أتبع لها منك .

    قال الخطيب : قد كان أبو بكر و عمر على ما وصفهما به عروة ، إلا أنه لا ينبغي أن يُقَلَّدَ أحدٌ فى ترك ما ثبتت به سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم .

    و روى ابن عبد البر عن الإمام مالك أنه قال : ( 980 ) :
    إنما أنا بشر أخطئ و أصيب ، فانظروا في رأيي ، فكلما وافق الكتاب و السنة فخذوا به ، و كلما لم يوافق الكتاب و السنة فاتركوه .

    و عند أبو نعيم فى الحلية ( 4007 ) : كان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يوماً جالساً فغطى رأسه ، ثم اضطجع فبكى ، فقيل له : ما يبكيك ؟! قال :
    رياء ظاهر ، و شهوة خفية ، و الناس عند علمائهم كالصبيان في حجور أمهاتهم ، ما أمروهم به ائتمروا ، وما نهوهم عنه انتهوا . اهـ

    و عن صالح بن مهران كما فى الحلية أنه قال ( 15726 ) :
    كل صاحب صنعة لا يقدر أن يعمل في صناعته إلا بآلة ، و آلة الإسلام العلمُ ، و إذا رأيت العالم لا يتورع في علمه فليس لك أن تأخذ منه .

    و سُئل سفيان الثوري فى الحلية ( 9315 ) :
    أيُّ شيء شر ؟! قال : اللهم غَفراً ، العلماء ـ أي : إذا فسدوا .

    و روى ابن أبي شيبة في المصنف في كتاب الفتن عن حذيفة بن اليمان قال : ( 38725 ) :
    إن أخوف ما أخاف عليكم أن تؤثروا ما ترون على ما تعلمون ، و أن تضلوا و أنتم لا تشعرون .

    و عند ابن أبى شيبة فى المصنف ( 38498 ) و صححه الحاكم فى المستدرك عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال :
    إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا ، فلينظر فإن كان رأى حلالا كان يراه حراما فقد أصابته الفتنة ، وإن كان يرى حراما كان يراه حلالا فقد أصابته .

    و عن ابن مسعود رضى الله عنه كما عند الدارمي ( 193 ) : قال :
    كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير ، إذا ترك منها شيء قيل : تركت السنة ، قالوا : ومتى ذلك ؟ قال : إذا ذهبت علماؤكم ، وكثرت جهلاؤكم ، وكثرت قراؤكم ، وقلت فقهاؤكم ، وكثرت أمراؤكم ، وقلت أمناؤكم ، والتمست الدنيا بعمل الآخرة ، وتفقه لغير الدين .

    و روى ابن أبي شيبة فى المصنف من كتاب الفتن ، عن هلال بن خبَّاب قال ( 38361 ) :
    سألت سعيد بن جبير : ما علامة هلاك الناس ؟! قال : إذا هلك علماؤهم . اهـ

    و لهلاك العلماء وجوه :
    أولها : موتهم ، كما فى حديث قبض العلم بقبض العلماء وهو فى الصحيحين .
    و الوجه الثانى : أن يشتروا بآيات الله ثمناً قليلا ً ، و يشتروا الدنيا بالاخرة ، فيهلك الناس بهلاكهم .
    و الوجه الثالث : إذا حادوا بالناس عن المنهج القويم و الصراط المستقيم الذي كان عليه سلفنا الكرام ، و قالوا بآرائهم و قدّموها على قول الصحابة ومن تبعهم بإحسان من الأئمة ، فابتدعوا في الدين ما ليس منه .


    و أخيرا : جماعة واحدة لا جماعات :

    روى أحمد فى المسند ( 21607 ) ، و ابن خزيمة فى صحيحه ( 1486 ) عن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : عليك بالجماعة ، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية .

    و عند ابن ماجة بسند صححة الالبانى ( 3989 ) عن عوف بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، فواحدة في الجنة ، وسبعون في النار ، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة ، فإحدى وسبعون في النار ، وواحدة في الجنة ، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة في الجنة ، وثنتان وسبعون في النار ، قيل : يا رسول الله من هم ؟ قال : الجماعة .
    و فى رواية : سئل صلى الله عليه و سلم عن صفة هذه الجماعة فقال : ما أنا عليه وأصحابي .
    يقول العلامة بكر أبو زيد في حكم الانتماء ألى الفرق و الأحزاب : صـ 107 :
    الاسلام مبني على الوحدانية ، فالرب الخالق المعبود واحد ، و الرسول واحد ، و القبلة و احدة ، و الحق واحد ، فالدعوة إلى ذلك واحدة بسبيل واحدة ، و المسلمون حزب واحد ، قال تعالى : { أولئك حِزْبُ الله أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ المفلحون } ( المجادلة : 22 ) . اهـ
    قلت :
    و معلوم أن تعدد السبل بتعدد الأحزاب حلٌّ لعُرى الجماعة ، و تبديد للسبيل إلى سُبل بينهما من الاختلاف و الاضطراب ما هو معلوم ، و لهذا يتوجب على اهل هذه الجماعة التماس طريق سلفهم الصالح حتى يعودوا بالمسلمين مرة اخرى الى الخلافة الراشدة بعيدا عن اهواء الناس من تلك الحزبيات و البدع .

    أخرج أحمد فى المسند ( 18406 ) و صححه الشيخ الالباني فى الصحيحة ( 5 ) عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج ـ يعنى : طريق ـ النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا ـ أي : وِراثيا ـ فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا جبرية ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة ، ثم سكت .

    فلن تعود الامة الى الخلافة الراشدة ، و الحكم بشريعة الرحمن الا بالتماس منهاج النبوة ، و الثبات عليه ، و الايمان انه لا سبيل سواه ، و التبرء من المناهج المخالفة له التى يُزين لها شياطين الانس و الجنِّ .

    فنسأل الله بكرمه و لطفه الثبات حتى الممات ، و أن يتوفانا على الامر العتيق .

    و صلى الله على محمد و على اله و صحبه و سلم .

    جمع و ترتيب
    وليد بن سعد

  2. #2

    افتراضي رد: قبل أن يُذبح المنهج

    للفائدة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    976

    افتراضي رد: قبل أن يُذبح المنهج

    مقال جميل ولي ملاحظة حول استعمال كلمة الذبح في المعاني ارى ان يكون ذلك مما يستقيم معه المعنى بتؤيل قريب نعم جاء في حديث من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين لان الذبح بالسكين اريح في الذبح وقيل المراد من الحديث هو من ذبح لاذبحا يقتله بل يجعله لا حيا ولاميتا امعانا في العذاب والترهيب كما جاء في قول بعض السلف ذبح العلم على افخاذ النساء ومعناه هو الانشغال بالاهل لا بواجب او مندوب بانه سبب لضياع العلم والتعلم وكل ما اشرنا اليه مقرون بقرينة وتؤيل قريب ولو استعملت كلمة ضياع او ضعف ونحوهما في المنهج او الهدف لكان اوفق والله اعلم بالصواب زادك الله حرصا ...

  4. #4

    افتراضي رد: قبل أن يُذبح المنهج

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو صهيب وليد بن سعد مشاهدة المشاركة

    [CENTER]



    الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبى بعده ، و بعد :

    قلت :
    و معلوم أن تعدد السبل بتعدد الأحزاب حلٌّ لعُرى الجماعة ، و تبديد للسبيل إلى سُبل بينهما من الاختلاف و الاضطراب ما هو معلوم ، و لهذا يتوجب على اهل هذه الجماعة التماس طريق سلفهم الصالح حتى يعودوا بالمسلمين مرة اخرى الى الخلافة الراشدة بعيدا عن اهواء الناس من تلك الحزبيات و البدع .

    أخرج أحمد فى المسند ( 18406 ) و صححه الشيخ الالباني فى الصحيحة ( 5 ) عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج ـ يعنى : طريق ـ النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا ـ أي : وِراثيا ـ فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا جبرية ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة ، ثم سكت .

    فلن تعود الامة الى الخلافة الراشدة ، و الحكم بشريعة الرحمن الا بالتماس منهاج النبوة ، و الثبات عليه ، و الايمان انه لا سبيل سواه ، و التبرء من المناهج المخالفة له التى يُزين لها شياطين الانس و الجنِّ .

    فنسأل الله بكرمه و لطفه الثبات حتى الممات ، و أن يتوفانا على الامر العتيق .

    و صلى الله على محمد و على اله و صحبه و سلم .

    نسأل الله العافية ، و ان يُكرمنا بالثبات حتى الممات

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •