لاتَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) ..النور

ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ..

كم من منح شقت غبارها من أرحام المحنات ..

ولو لم يكن ثمة منحة غير تباين الصفوف لكفى ...

ففي الأزمات تنكشف الأوجه الزائفات ،

ويتبين الثاكل من المستأجر ،
والباكي من المتباكي ،
والنقي من المكدر ،
والصافي من المعكر ،
والصادق من الكاذب ،
والمؤمن من المنافق ،
والموحد من المشرك .

فلكم كان الجماهير يموتون أمام من يظنوهم على الحق فانقشع لهم الحق واليوم يموتون من أجل الحق ، وأهل التزوير تباينوا .

فلطالما تغنت الجماهير بالمقاومة وخائنها وحماس وحركة التوحيد وجبهة العمل الإسلامي وغير ذلك من أشباه الهر الحقير الذي تعددت مسمياته ،
واليوم تبين لكل ذي لب أن المنافقين بعضهم أولياء بعض ، فهاهم اليوم حماس والمقاومة وحركة التوحيد وجبهة العمل الإسلامي وغيرهم في أحضان الأسد الذي يقتل المسلمين ليلا ونهارا سرا وجهارا ،
وتبين أن كلام العليم الخبير في أمثال هؤلاء لم يكن ليخطئهم :
ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون .
وليتبين بيانا يفينيا أن الله أرحم بنا من أمهاتنا ، وأن حكمة الله لو اجتمع لها حكماء الأرض لعجزوا أن يبينوا عشر معشار حسنها ودقتها وأن الظلم كله منتفٍ عنها .

أليس من نفحات الحكمة والرحمة الإلهية أن يموت البعض وقلوبهم مبغضة لأدعياء الدين خير لهم من العيش ثم الموت على فراش الراحة والدعة وفي قلوبهم حب لمن يسوقهم ليقذفهم في جهنم من أمثال تجار الدين المذكورين آنفا ؟

أليس من الحكمة نزول بعض العذاب فيكون ذلك سبب لرجوع الناس إلى الحق زرافاتٍ ووحدانا !
وَلَنُذِيقَنَّه ُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)السجدة

أليس في تولي أدعياء الدين لملل الكفر ومظاهرتهم على الموحدين لخير تنبيه ورادع لمن زعم موالاة أهل الزندقة والعلمنة بدعوى المصلحة أو الأقيسة الفاسدة كالرب الذي يعبد من دون الله " ارتكاب أخف الضررين " !! فانبرى كل من لا يعلم الضار من النافع ليحدد للجماهير ما ينفعهم فيفتات على الله وعند التحقيق تجدها مصالح نفعية دنيوية حقيرة هو أول مستفيد منها :
يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) الروم

فلا تدري يا تبعي التنعم والحرير أن يحل بك ما حل بمن زعم الإصلاح بدعوى المقاومة والممانعة وهو اليوم كما كان أمس في مصاف المفسدين في الأرض .
ذلك بأنهم : اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) الأعراف ..
ولا تدري أن تكون بهذا الدعوى ممن قال العليم فيهم :
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِين َ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) الكهف .

أليس قد نسخ الجهاد ليس من الواقع فحسب بل نسخ عند البعض من حديث نفسهم واليوم يساقون إلى الجهاد والكثير تتوق نفسه إلى ما وصلوا إليه ؟

أما كانت تشمئز نفوسهم من ذكر الدعوة السلفية واليوم عرفوا رغم أنوفهم أنها الدعوة المحمدية الحقة لما عاينوا من ثبات أهالها وواقعيتهم .

أما كانت تشمئز نفوسهم إذا دعي الله وحده ويستبشرون إذا دعي على قبر خالد والأولياء واليوم لا يستغيثون إلا بالله وقد علموا أنه وحده الضار النافع ولا يملك لهم أحد من قطمير .

أَريحي الهوى يا أمَّ شَمْعٍ ومِشْعَل ****على كلِّ قبرٍ دارسٍ أو مُجَلَّلِ

فلستُ بِراجٍ قبرَ مَنْ كنتُ زائراً **** أقبرَ وَلِيٍّ كان أم قبرَ مُرْسَلِ

فَمَنْ يَرْجُ أو يَنْزِلْ بِمَيْتٍ فإنَّما **** رَجائي بِحَيٍّ لا يموتُ ومَنْزِلي

فيا راجياً غَوْثَ الرِّفاعيِّ دَهْرَهُ **** متى جاءَ غَوْثٌ مِنْ تُرابٍ وجَنْدَلِ

فلو كان غَيَّاثاً لما احتاجَ حُفْرَةً **** تَقيهِ وُحوشاً إنْ تَنَلْ منهُ تَأكُلِ

فَدَعْ مَيِّتاً يحتاجُ لِلقبرِ واستغِثْ **** بِحَيٍّ كريمٍ مُنْعِمٍ مُتَفَضِّل


ويا أيُّها الرّاجي حُسَيْناً لِكَرْبةٍ **** أترجو لِكَرْبٍ مَنْ أُصيبَ بِكَرْبَلِ


فَلَوْلا حُسَينٌ كان يَمْلِكُ نَجْدَةً **** لَأنْجَدَ نَفْساً منهُ في ضَنْكِ مَنْزِلِ


فَدَعْ كَرْبَلِيّاً واستَغِثْ بِمُهَيْمِنٍ **** بِهِ الكَرْبُ يُمْحى والبَلِيّاتُ تَنْجَلي


ويا أيُّها الرّاجي عَلِيّاً لِقُوَّةٍ **** أتَرجو القُوى مِمَّنْ تَقَوّى بِجَحْفَلِ


فلو كان يَسْتَغْني عنِ الجُنْدِ ساعةً **** لما ظَلَّ يشكو منهمُ كلَّ تِنْبَلِ

فما لِعَلِيٍّ لَمْ يَلِ البَأْسَ وَحْدَهُ **** وما لِعَلِيٍّ وَحْدَهُ الحربَ لَمْ يَلِ

وما لِعَلِيٍّ لَمْ يَقِ القتلَ نفسَهُ **** بِعاقِبةٍ جارَتْ عليهِ بِمَقْتَلِ

فَخَلِّ ضعيفاً دونَ حولٍ وقُوَّةٍ **** وبِاسْمِ القَوِيِّ الحقِّ سَبِّحْ وحَوْقِلِ

ويا راجياً عيسى لِرِزْقٍ ومَأْكَلٍ **** متى كان عيسى فَيْضَ رِزْقٍ ومَأْكَلِ


فها هُوَ عيسى يسألُ اللهَ ربَّهُ **** كما جاءَ في إنجيلِ عيسى المُنَزَّلِ

هُوَ القائلُ ارزقنا كَفافاً إلهَنا **** فَما لَكَ عن رزّاق عيسى بِمَغْفَلِ

فَدَعْ سُؤْلَ عَبْدٍ ليس يَمْلِكُ رِزْقَهُ **** وَأَمِّلْ بِرَبٍّ فوقَ سُؤْلِ المُؤَمِّلِ

وَيا مَنْ يُرَجّي المصطفى لِبَلائِهِ **** لقد سِرْتَ ضِدَّ المصطفى فَتَمَهَّلِ


فَما المصطفى كَرْبَ العبادِ بِكاشفٍ **** ولا المُصطفى حالَ الورى بِمُحَوِّلِ


فَلَوْ كانَ منهُ الأمرُ كانَ شَفى ابنَهُ **** وألقى الهدى في قلبِ عَمٍّ مُضَلَّلِ


فلا تَدْعُوَنَّ المصطفى وَادْعُ قادراً ***** بِكافٍ ونونٍ مِنْهُ هَمُّكَ يَنْجَلي

هُوَ اللهُ رَبُّ الكونِ والكونُ عَبْدُهُ **** فلا تَسْألَنَّ العبدَ واللهَ فَاسْألِ


هُوَ اللهُ مولانا لهُ المُلكُ وَحْدَهُ ***** وليسَ لِغَيْرِ اللهِ حَبَّةُ خَرْدَلِ

*************
قصيدة لشيخنا خليل سليمان حيدرية حفظه الله والتي قال لي عنها أنه يرجوا بها الجنة  

وقد يقول قائل أين النجاة اليوم وما المانع من التقوي بخط علماني لندفع به شر الزحف الصفوي بما فيه من مؤيدين من منافقي بني جلدتنا من أدعياء الحركات والجبهات وغيرهم ؟
أقول أن الجواب لا يملكه لا مصباح ولا غيره بل هو من كلام أحكم الحاكمين الذي فيه النجاة وفيه البيان والهدى والبصيرة فإن قبلت فأنت عبد الله وإن أعرضت فليس ثمة إلا عبادة الهوى وإليك النجاة والهدى والبيان من كلام الرحمن :
فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113)
فيا عبد الله تأْمَل النصر ولسان حالك في ركونٍ إلى الذين ظلموا وقد صرح هالكهم أن القانون يعلو ولا يعلى عليه .
فيا مريد النصرة وأنت من الناقمين على أدعياء المقاومة والممانعة لن تنصر وأنت تفتات على الله ورسوله ، إرحم نفسك ومن تدعو واكفر بمن تركن إليهم وادعُ الجماهير إلى ذلك فتكون ممن استقام وتاب فتتحقق لك المعية : فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ، فإن أبيت وأعرضت فاعلم أنك من الطغاة وفيك من الطغيان بحسب إعراضك : ولا تطغوا .. وأفظع من هذا كله أنك مهدد لا من الموالاة ولا من المعارضة بل من الجبار جل جلاله : إنه بما تعملون بصير ..
وأقسم بالله غير حانث أنك غير منصور فربي أصدق القائلين : ثم لا تنصرون .
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد ..
كتبه مصباح الحنون
23 ربيع الأول 1433