تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 18 من 18

الموضوع: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

  1. #1

    افتراضي إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    قال أهل العلم في شرحهم لحديث احفظ الله يحفظك , حفظ العبد لربه يعني القيام بحقوقه وفعل أوامره واجتناب نواهيه وأما حفظ الله للعبد فله وجهين:
    الوجه الأول هو حفظ الله للعبد في دينه بأن يحفظه من الشبهات المضلة ومن الشهوات المحرمة وأن يثبته على الصراط المستقيم , وتفسير حفظ الله للعبد بهذا الوجه وهذه الصورة لا خلاف بين أهل العلم بحملها عليه والواقع يؤكد ذلك.
    الوجه الثاني وهو المشكل والذي فيه إشكال عندي هو أنه حفظ الله للعبد في مصالح دنياه في بدنه وأهله وماله وولده ونحو ذلك وهذا الحفظ غير محصور على المؤمنين بل يشترك فيه الكفار والفساق إلا أنه في حق المؤمنين هو من باب الجزاء لهم والوعد لهم بهذا الحفظ ماداموا يحفظونه بالاستقامة على دينه وأما الكفار والفساق فالله عز وجل يحفظهم لكن بلا وعد منه فقد يسلبهم هذا الحفظ في أي وقت وذلك أنه لم يعدهم بشيء .
    الإشكال الذي أتمنى منكم أن تتفاعلون معي وتحاولون كشفه عني: هو أن تفسير حفظ الله للعبد بالوجه الثاني غير صحيح إذ كيف نجمع بين قوله عليه الصلاة والسلام : "احفظ اللهيحفظك" على مفهوم أن الحفظ يشمل الحفظ الدنيوي ، وبين أنهُ سُحِرْ وقد شجًََت رباعيتهيوم أحد وهناك من أهل العلم من يقول: إنه قتل بالشاة المسمومة؟ وكذلك ما ورد عن بنيإسرائيل أنهم قتلوا أنبياءهم مع أنهم يحفظون الله بالاستقامة علىطاعته وكذلك مقتل عثمان وعمر وهو يصلي ومقتل الحسين وسعيد بن جبير على يد الحجاج وغيرهم كثير؟
    أنا أعلم أن ما يصيب أولياء الله إنما هو لرفعة درجاتهم ولكن سؤالي دقيق وهو لماذا أصابهم ما أصابهم وقد وعدهم الله بحفظه أم أن تفسير أهل العلم بالحفظ الدنيوي تفسير خاطيء وإن قال به من قال.
    وعموماً الذي يظهر لي أن المراد بحفظ الله للعبد هو حفظه في دينه مطلقاً وحفظه في مصالح دنياه باستثناء بعض الأقدار المؤلمة التي عاقبتها إلى خير وفلاح يقيناً أي بمعنى أدق أن المراد بحفظ الله للعبد في دنياه هو أن يقضي الله الخير للعبد حيث كان ثم يُرضيه به، وإن كان في قالب ضراء فينظر العبد القاصر بخفايا الأمور ومآلاتها، وأن تكون العاقبة له ولو بعد حين وبهذا التفسير يزول الإشكال.
    الرجاء من إخواني الأعضاء تعليقهم على ما ذهبت إليه .
    ولمزيد من الفائدة فقد بحثت هذه المسألة قبل فترة وقد جعلتها على هيأة سؤال وجواب وسأوافيكم بها قريباً إن شاء الله.

  2. #2

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    لمزيد من الفائدة فقد بحثت مسألة قريبة من المسألة المطروحة قبل فترة وقد جعلتها على هيأة سؤال وجواب وهاهي بين يديكم .
    السؤال: قرأت كثيراً عن التوكل، ولكن عندي شبهات أرجو كشفها، وهي: هلالتوكل يرد المقدور؟ وهل التوكل يؤدي إلى وقوع المقدور حسب ما يريد العبد؟ وهل معنىالحسب والكفاية في قوله تعالى: ومن يتوكل على الله فهو حسبه"، وقوله: "أليس اللهبكاف عبده" أن يقضي الله الخير للعبد حيث كان ثم يُرضيه به، وإن كان في قالب ضراء فينظر العبد القاصر بخفايا الأمور ومآلاتها، وأن تكون العاقبة له ولو بعد حين كما قالتعالى: "والعاقبة للمتقين"؟ وكيف نجمع بين قوله عليه الصلاة والسلام : "احفظ اللهيحفظك"، وقوله تعالى: "والله يعصمك من الناس" وبين أنهُ سُحِرْ وقد شجًََت رباعيتهيوم أحد وهناك من أهل العلم من يقول: إنه قتل بالشاة المسمومة؟ وكذلك ما ورد عن بنيإسرائيل أنهم قتلوا أنبياءهم مع أنهم يحفظون الله بالاستقامة علىطاعته؟
    الجواب:
    الحمد لله والصلاة والسلامعلى رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فالتوكل وغيره من الأسبابالشرعية كالدعاء وتقوى الله تعالى والاستغفار، مما يُستدفع به المقدور المكروه،ويُستجلب به المقدور المحبوب، بل هو من أعظم أسباب ذلك، قال الشيخحافظ حكميفي (معارج القبول): ليس في فعل الأسباب ما ينافي التوكل مع اعتمادالقلب على خالق السبب، وليس التوكل بترك الأسباب، بل التوكل من الأسباب وهو أعظمهاوأنفعها وأنجحها وأرجحها. اهـ.
    وفي (زاد المعاد) لابن القيم: القدر يُدفع بعضه ببعض، كما يُدفع قدر المرض بالدواء، وقدر الذنوب بالتوبة، وقدر العدو بالجهاد، فكلاهما من القدر ... والله يلوم على العجز ويحب الكيس ويأمر به، والكيس هو مباشرة الأسباب التي ربط الله بها مسبباتها النافعة للعبد في معاشه ومعاده، فهذه تفتح عمل الخير. وأما العجز فإنه يفتح عمل الشيطان. اهـ.
    وقال في (مدارج السالكين): من صدق توكله على الله في حصول شيء ناله. اهـ.
    ومن الوقائع النبوية في دفع المكروه بصدق التوكل على الله تعالى ما رواه جابر بن عبد الله قال: قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب بن خصفة، فجاء رجل منهم يقال له غورث بن الحارث حتى قام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف فقال: من يمنعك مني؟! قال: الله عز وجل. فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من يمنعك مني؟ قال: كن خير آخذ. قال: أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال: لا، ولكن أعاهدك على أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلى سبيله فأتى قومه فقال: جئتكم من عند خير الناس. رواه البخاري ومسلم وأحمد واللفظ له.
    وفي ذلك نزل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {المائدة: 11}
    قال ابن كثير: يعني: من توكل على الله كفاه الله ما أهمه، وحفظه من شر الناس وعصمه. اهـ.
    ومن ذلك أيضا رد النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر حين قال له في الغار أثناء الهجرة: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا. فقال صلوات الله وسلامه عليه: ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما. متفق عليه.
    وفي ذلك نزل قوله تعالى: إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {التوبة: 40}.
    ويدل على عموم هذا المعنى الآيتان اللتان ذكرهما السائل، قوله تعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ {الزمر: 36}
    قال البغوي يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم، وقرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي: (عباده) بالجمع يعني: الأنبياء عليهم السلام، قصدهم قومهم بالسوء كما قال: (وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه)(غافر: 5) فكفاهم الله شر من عاداهم. اهـ.
    وقوله سبحانه: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق: 3}
    قال العلامة ابن عاشور في (التحرير والتنوير): وجملة { إن الله بالغ أمره } في موضع العلة لجملة { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } ، أي لا تستبعدوا وقوع ما وعدكم الله حين ترون أسباب ذلك مفقودة، فإن الله إذا وعد وعداً فقد أراده، وإذا أراد الله أمراً يسر أسبابه. ولعل قوله: { قد جعل الله لكل شيء قدراً } إشارة إلى هذا المعنى ، أي علم الله أن يكفي من يتوكل عليه مهمَّه فقدر لذلك أسبابه كما قدر أسباب الأشياء كلها، فلا تشكوا في إنجاز وعده، فإنه إذا أراد أمراً يسر أسبابه من حيث لا يحتسب الناس وتصاريف الله تعالى خفية عجيبة. اهـ.
    وهنا لابد من التنبيه على أن تحقيق هذا الوعد الكريم لا يعلم كيفيته وموعده إلا الله، فلا يُقال: كيف ولا متى ؟ ولكن يوقن بذلك وينتظر الفرج ويرضى بتدبير الله له، ولهذا خُتِمت الآية بما ختِمت به، قال السعدي: { فهو حسبه } أي: كافيه الأمر الذي توكل عليه به، وإذا كان الأمر في كفالة الغني القوي العزيز الرحيم، فهو أقرب إلى العبد من كل شيء، ولكن ربما أن الحكمة الإلهية اقتضت تأخيره إلى الوقت المناسب له؛ فلهذا قال تعالى: { إن الله بالغ أمره } أي: لا بد من نفوذ قضائه وقدره، ولكنه { قد جعل الله لكل شيء قدرا } أي: وقتا ومقدارا، لا يتعداه ولا يقصر عنه اهـ.
    ووعود الله الكريمة للمؤمنين تتحقق بالطريقة التي تتفق مع الحكمة من الخلق، وهي الابتلاء والامتحان، والتمييز والتمحيص.
    وأما الجمع بين قوله تعالى: وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ {المائدة:67} وحديث: "احفظ الله يحفظك"، وبين ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم في بدنه من بلاء، فقال ابن عادل في (اللباب): الجواب أن قوله تعالى: (والله يعصمك من الناس) المراد به عصمة القلب والإيمان لا عصمة الجسد عما يرد عليه من الأمور الحادثة الدنيوية، فإنه عليه السلام قد سحر وكسرت رباعيته ورمي عليه الكرش والثرب وآذاه جماعة من قريش اهـ.
    وقال أحد أهل العلم عن ذلك ما نصه : نظراً لشدة عداوة الكفار للنبي صلى الله عليهوسلم، وكثرتهم وقوتهم، وحرصهم على قتله صلى الله عليه وسلم والتخلص منه بكل وسيلةاتخذ النبي صلى الله عليه وسلم الحرس في بداية الأمر كما تُمليه السنن الكونيةوالطبيعة البشرية.. فلما نزل عليه قول الله تبارك وتعالى: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ {المائدة: 67}. ترك الحرسفلم يصل إليه عدوّ بقتل ولا أسر ولا قهر.. مع كثرة الأعداء وكثرة محاولاتهم،والأمثلة على ذلك كثيرة ثابتة فمنها محاولةعمير بن وهب وصفوان بن أمية، ومحاولةعامر بن الطفيل وأربد بن قيس، ومحاولةبني قينقاع، ومحاولة اليهودية التي أهدت للنبي r ذراع الشاة المسمومة،وهي ثابتة في كتب السنة، ولكن الله سبحانه وتعالى عصمه من تلك المحاولات ومن غيرها. وقد استشكل بعضهم أن اليهودسحروه ووضعوا له السم وأن قريشاً شجوه وكسروا رباعيته... ولا إشكال في ذلك، فماأصابه صلى الله عليه وسلم من الآلام والأذى ... في سبيل الله إنما هو لرفع درجاتهوتعظيم أجره عند الله تعالى، وليتأسى به الدعاة والعلماء المصلحون .. من بعده. فالله سبحانه وتعالى ضمن لهالعصمة والسلامة من القتل والأسر وزوال العقل وتلف الجملة.. حتى يبلغ رسالته ويكملدينه. وأما عوارض الأذى فلا تمنععصمة الجملة، ولم تكن تهم النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان الذي يهمَه هو الخوفمن القضاء على شخصه قبل أن يبلغ رسالة ربه. وعندما أكمل الله الدين لعباده وأتم عليهم نعمته بكمال تشريعهوأصبح رجال الإسلام الذين تعهدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالتربية قادة قادرينعلى حمل الدين وتبليغه أجرى الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم سنته الماضية فيخلقه، كما قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُالْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ {آلعمران: 185}. وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يحس بأن مهمته في هذه الحياة قد انتهت،وأنه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده... فأشار إلىذلك في حجة الوداع عندما خطب في تلك الجموع الحاشدة، فبين لهم شرائع الإسلام وأوصاهم وصية مودع.. وقال: لعلي لا ألقاكم فيموضعي هذا بعد عامي هذا !. فلم يكن موته صلى الله عليه وسلم فجأة ولا بسبب قتل أو اغتيالوإنما كانت موتة طبيعية بسبب الحمى والصداع الذي كان من أسبابه آثار تلك الأكلةالمسمومة التي تناولها بخيبر، فلم تؤثر عليه في ذلك الوقت، فقاد الجيوش بعد ذلكودخل المعارك الكبرى وانتصر فيها، وفاوض الأعداء، واستقبل الوفود، ومارس حياتهالعاديةاليوميةبصورة طبيعية حتى وافاه الأجل المحتوم بصورة طبيعية. وتأثير السم عليه بعد ذلك عندنهاية الأجل إنما هو لرفع درجاته وعلو منزلته عند الله تعالى، ولينال بذلك مقامالشهداء. وبهذا نعلم أنه لا تعارض بينعصمة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، وبين ما لقيه صلى اللهعليه وسلممن الأذى.
    وقال الشيخ ابن باز عن نفس هذا الإشكال ما نصه ما يلي: لم يترتب على ذلك شيء مما يضر الناس أو يُخل بالرسالة أو بالوحي، والله جل وعلا عصمه من الناس مما يمنع وصول الرسالة وتبليغها، أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء فإنه لم يعصم منه عليه الصلاة والسلام, بل أصابه شيء من ذلك, فقد جرح يوم أحد, وكسرت البيضة على رأسه, ودخلت في وجنتيه بعض حلقات المغفر, وسقط في بعض الحفر التي كانت هناك, وقد ضيقوا عليه في مكة تضييقا شديدا, فقد أصابه شيء مما أصاب من قبله من الرسل, ومما كتبه الله عليه, ورفع الله به درجاته, وأعلى به مقامه, وضاعف به حسناته, ولكن الله عصمه منهم فلم يستطيعوا قتله ولا منعه من تبليغ الرسالة, ولم يحولوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلم. اهـ. والله أعلم.
    وأما وقع للأنبياء والأولياء من أنواع الابتلاء لايُقال أنه من ضعف التوكل ، ولا يدل على نقصه عندهم ؛ بل التوكل عقيدة سابقة للمخوف يريدها الله من العبد ، ومن منافعها أن تكون عونا له على تحمل ما يحذره ويخافه ، وما يقع بعد ذلك منه إنما هو ابتلاء وامتحان ، أو كفارة ورفع درجة ، تزيد الإيمان والتقوى ؛ قال تعالى : "ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما". والله أعلم .

  3. #3

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    هل من إضافة يا أخوة .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    36

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    اعلم اخي الكريم حفظك الله ان السحر الذي اصاب النبي صلى الله عليه وسلم وكذا تأثره بالسم لا ينافي حفظ الله له وهذه الامور التي اصابته هي بقضاء الله وقدرته الا ترى ان هذه الامور مقدرة على العبد منذان كان في بطن امه وما اصابه صلى الله عليه وسلم من السحر وغيره فيه اثبات لبشريته وانه يوعك كما يوعك غيره قال تعالى ( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضراً الا ماشاءالله) فالسحر من الضر وكذا السم وغيره اذن هذه امور قدرها الله وكتبها على نبيه فلا علاقة لها بحفظ الله لنبيه الذي قال اني أوعك كما يوعك الرجل منكم اوكما قال عليه الصلاة والسلام فالاعراض التي تصيب الانسان شيء والحفظ شيء فلا ملازمة بينهما عند من أمعن النظر فيهما ثم ان اعظم شيء يحفظه الله للانسان هو الدين فاذا حفظ الله للمرإ دينه فقد حفظ له كل شيء.

  5. #5

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    جزاك الله خيراً .

  6. #6

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    يرفع للفائدة.

  7. #7

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    قلتُ الحفظ حفظان , الأول حفظ الدين من الشبهات المضلة ومن الشهوات المحرمة وهذا الحفظ مطلق لكل من حفظ الله بالتزام شرعه .
    الثاني حفظ مقيد بالمصلحة والحكمة من الخلق وهو الحفظ الحسي أي حفظ الأهل والنفس والمال .
    وبهذا يزول التعارض .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    211

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    هناك الاصل و الاستثناء , فالاصل هو حفظه في دنياه و دينه لكن من حكمة الله و حتى يبقى هذا الايمان هو الايمان بالغيب جعل استثناءات ليضل بعدله من يشاء و يهدي بفضله من يشاء
    هذا فهمي و الله اعلم

  9. #9

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    هل من أحد لديه إضافة على ماتقدم ؟

  10. #10

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    يُرفع للفائدة , ولمن يريد الإضافة كذلك.

  11. #11

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    هذه تعليقات بعض الأخوة من منتدى التوحيد وضعتها هنا لمزيد من الفائدة:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخت مسلمة مشاهدة المشاركة
    كِلا الوجهين صحيح , إنما كان استشكالك أخي لعدم معرفة وإدراك الحكمة من كل مقدور قدره الله , فقد قرّر الواقِع والمُشاهدة أنّ الكثير من أهل البلاء كانوا ممن ينطبق عليهم ( إحفظ الله ) في كل أمورهم وتفاصيل حياتهم , فهل يُقال أنهم فاتهم الحفظ ولم يَنطبِق عليهم المعنى ؟ لا بالطبع , فهذه حكمة وهذه حكمة , والمؤمن بالذّات همّهُ ومرمى عينهُ وقرّتها هي الدار الآخرة , فكان من حفظ الله له أن يرزقه مايُنقّيه من شوائب الإثم والمعصية ليلقى ربّهُ مبرءاً من كل عيب فيستحق ماتمنّى وماعاش عليه , وخطأ تقديرنا لما هو وماهو شر لنا يتأتّى من عدم معرفتنا بما أُخفي لنا من حكمة هي لنا خير دوماً وإن بدت غير ذلِك , فقد قال ابن مسعود عليه رضوان الله : "إن العبد ليهمّ بالأمر من التجارة أو الإمارة فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه، فإني إن يسرته له أدخلته النار فيصرفه الله عنه، فيظل يتطير، يقول: سبقني فلان، دهاني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل .."
    ومن نوع حفظ الله للعبد علمه سُبحانه بمايُصلحه ويُقرّبه وعلمه بما يُغويه ويطغيه , فيرزقه بحفظه له كل مايُقرّبه من الجنّة والمغفرة وتكفير الذنوب وهذا خيرُ حفظٍ يأمله مؤمنٌ مسلم , فإن علم من الإنسان أنه سيصلُح دينه بالبلاء كان حفظاً بتحقيق فعل الشرط , وإن علم أنه يصلُح بالعافية فهو كذلِك ...إنّما يقيناً فهو محفوظٌ من الله بكل ماتحمِل كلمة الحفظ من معنى بالتأكيد إنما نجهل الحِكَم ومن هنا ظهرَ الإستشكال ... والله أعلى وأعلم



  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    133

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    55

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    كِلا الوجهين صحيح , إنما كان استشكالك أخي لعدم معرفة وإدراك الحكمة من كل مقدور قدره الله , فقد قرّر الواقِع والمُشاهدة أنّ الكثير من أهل البلاء كانوا ممن ينطبق عليهم ( إحفظ الله ) في كل أمورهم وتفاصيل حياتهم , فهل يُقال أنهم فاتهم الحفظ ولم يَنطبِق عليهم المعنى ؟ لا بالطبع , فهذه حكمة وهذه حكمة , والمؤمن بالذّات همّهُ ومرمى عينهُ وقرّتها هي الدار الآخرة , فكان من حفظ الله له أن يرزقه مايُنقّيه من شوائب الإثم والمعصية ليلقى ربّهُ مبرءاً من كل عيب فيستحق ماتمنّى وماعاش عليه , وخطأ تقديرنا لما هو وماهو شر لنا يتأتّى من عدم معرفتنا بما أُخفي لنا من حكمة هي لنا خير دوماً وإن بدت غير ذلِك , فقد قال ابن مسعود عليه رضوان الله : "إن العبد ليهمّ بالأمر من التجارة أو الإمارة فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه، فإني إن يسرته له أدخلته النار فيصرفه الله عنه، فيظل يتطير، يقول: سبقني فلان، دهاني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل .."
    ومن نوع حفظ الله للعبد علمه سُبحانه بمايُصلحه ويُقرّبه وعلمه بما يُغويه ويطغيه , فيرزقه بحفظه له كل مايُقرّبه من الجنّة والمغفرة وتكفير الذنوب وهذا خيرُ حفظٍ يأمله مؤمنٌ مسلم , فإن علم من الإنسان أنه سيصلُح دينه بالبلاء كان حفظاً بتحقيق فعل الشرط , وإن علم أنه يصلُح بالعافية فهو كذلِك ...إنّما يقيناً فهو محفوظٌ من الله بكل ماتحمِل كلمة الحفظ من معنى بالتأكيد إنما نجهل الحِكَم ومن هنا ظهرَ الإستشكال ... والله أعلى وأعلم
    أنا أميل إلى هذا الرأي

  14. #14

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    يُرفع للفائدة , ولمن يريد الإضافة كذلك.

  15. #15

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    أجاب الأخ الفاضل وطالب العلم عبد الجليل مبرور العضو المتميز في ملتقى بداية المجتهد على نفس الإشكال بمايلي :
    الجواب عن الإشكال :
    هو أن الله يحب أن يعبد بالشكر والصبر، وأن يُحمد على السراء والضراء، وهذا هو التمحيص.
    لقوله تعالى : ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) إظهارا للصادق من الكاذب.

    وسأنقل كلاما جميلا لابن تيمية في ذلك ، حيث يقول رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى :

    "وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ صَاحِبُ لِوَاءِ الْحَمْدِ وَأُمَّتُهُ هُمْ الْحَمَّادُونَ الَّذِينَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ . وَالْحَمْدُ عَلَى الضَّرَّاءِ يُوجِبُهُ مَشْهَدَانِ :
    أَحَدُهُمَا : عِلْمُ الْعَبْدِ بِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ مُسْتَوْجِبٌ لِذَلِكَ مُسْتَحِقٌّ لَهُ لِنَفْسِهِ ؛ فَإِنَّهُ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَأَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ . الْخَبِيرُ الرَّحِيمُ .

    وَالثَّانِي : عِلْمُهُ بِأَنَّ اخْتِيَارَ اللَّهِ لِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ اخْتِيَارِهِ لِنَفْسِهِ كَمَا رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَغَيْرِهِ عَنْ { النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَقْضِي اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ قَضَاءً إلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدِ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ إنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ } فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ كُلَّ قَضَاءٍ يَقْضِيهِ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ الَّذِي يَصْبِرُ عَلَى الْبَلَاءِ وَيَشْكُرُ عَلَى السَّرَّاءِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ . قَالَ تَعَالَى : { إنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } وَذَكَرَهُمَا فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ . فَأَمَّا مَنْ لَا يَصْبِرُ عَلَى الْبَلَاءِ وَلَا يَشْكُرُ عَلَى الرَّخَاءِ فَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ الْقَضَاءُ خَيْرًا لَهُ .

    وَلِهَذَا أُجِيبُ مَنْ أَوْرَدَ هَذَا عَلَى مَا يُقْضَى عَلَى الْمُؤْمِنِ مِنْ الْمَعَاصِي بِجَوَابَيْنِ .
    أَحَدُهُمَا : أَنَّ هَذَا إنَّمَا يَتَنَاوَلُ مَا أَصَابَ الْعَبْدَ لَا مَا فَعَلَهُ الْعَبْدُ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى { مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ } أَيْ مِنْ سَرَّاءَ { وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ } أَيْ مِنْ ضَرَّاءَ . وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } أَيْ بِالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً } وَقَالَ تَعَالَى : { إنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا } فَالْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ يُرَادُ بِهَا المسار وَالْمَضَارُّ وَيُرَادُ بِهَا الطَّاعَاتُ وَالْمَعَاصِي .

    ( وَالْجَوَابُ الثَّانِي أَنَّ هَذَا فِي حَقِّ الْمُؤْمِنِ الصَّبَّارِ الشَّكُورِ . وَالذُّنُوبُ تُنْقِصُ الْإِيمَانَ فَإِذَا تَابَ الْعَبْدُ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَقَدْ تَرْتَفِعُ دَرَجَتُهُ بِالتَّوْبَةِ . قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : كَانَ دَاوُد بَعْدَ التَّوْبَةِ خَيْرًا مِنْهُ قَبْلَ الْخَطِيئَةِ فَمَنْ قُضِيَ لَهُ بِالتَّوْبَةِ كَانَ كَمَا قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : إنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَيَدْخُلُ بِهَا النَّارَ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَيَدْخُلُ بِهَا الْجَنَّةَ ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ يَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَتَكُونُ نُصْبَ عَيْنِهِ وَيَعْجَبُ بِهَا وَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَتَكُونُ نُصْبَ عَيْنِهِ فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ إلَيْهِ مِنْهَا وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ }
    وَالْمُؤْمِنُ إذَا فَعَلَ سَيِّئَةً فَإِنَّ عُقُوبَتَهَا تَنْدَفِعُ عَنْهُ بِعَشَرَةِ أَسْبَابٍ :
    أَنْ يَتُوبَ فَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِنَّ التَّائِبَ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ . أَوْ يَسْتَغْفِرُ فَيُغْفَرُ لَهُ أَوْ يَعْمَلُ حَسَنَاتٍ تَمْحُوهَا فَإِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ . أَوْ يَدْعُو لَهُ إخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ وَيَسْتَغْفِرُو نَ لَهُ حَيًّا وَمَيِّتًا . أَوْ يَهْدُونَ لَهُ مِنْ ثَوَابِ أَعْمَالِهِمْ مَا يَنْفَعُهُ اللَّهُ بِهِ أَوْ يَشْفَعُ فِيهِ نَبِيُّهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . أَوْ يَبْتَلِيهِ اللَّهُ تَعَالَى فِي الدُّنْيَا بِمَصَائِبَ تُكَفِّرُ عَنْهُ أَوْ يَبْتَلِيهِ فِي الْبَرْزَخِ بِالصَّعْقَةِ فَيُكَفِّرُ بِهَا عَنْهُ . أَوْ يَبْتَلِيهِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ مِنْ أَهْوَالِهَا بِمَا يُكَفِّرُ عَنْهُ . أَوْ يَرْحَمُهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .

    فَمَنْ أَخْطَأَتْهُ هَذِهِ الْعَشَرَةُ فَلَا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى فِيمَا يَرْوِي عَنْهُ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { يَا عِبَادِي إنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوفِيكُمْ إيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ } .
    إلى أن قال رحمه الله تعالى :
    وَالنَّاسُ " أَرْبَعَةُ أَقْسَامٍ " :
    مِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ فِيهِ صَبْرٌ بِقَسْوَةِ .
    وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ فِيهِ رَحْمَةٌ بِجَزَعِ .
    وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ فِيهِ الْقَسْوَةُ وَالْجَزَعُ .
    وَالْمُؤْمِنُ الْمَحْمُودُ الَّذِي يَصْبِرُ عَلَى مَا يُصِيبُهُ وَيَرْحَمُ النَّاسَ .


    وقال في مكان آخر :
    وَمَا يُصِيبُ الْعَبْدَ مِنْ النِّعَمِ فَاَللَّهُ أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْهِ وَمَا يُصِيبُهُ مِنْ الشَّرِّ فَبِذُنُوبِهِ وَمَعَاصِيهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } وَقَالَ تَعَالَى : { مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ } أَيْ مَا أَصَابَك مِنْ خِصْبٍ وَنَصْرٍ وَهُدًى فَاَللَّهُ أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْك وَمَا أَصَابَك مِنْ حُزْنٍ وَذُلٍّ وَشَرٍّ فَبِذُنُوبِك وَخَطَايَاك وَكُلُّ الْأَشْيَاءِ كَائِنَةٌ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ وَخَلْقِهِ فَلَا بُدَّ أَنْ يُؤْمِنَ الْعَبْدُ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ وَأَنْ يُوقِنَ الْعَبْدُ بِشَرْعِ اللَّهِ وَأَمْرِهِ .

    وقال أيضا :
    وَمَا يُصِيبُ الْإِنْسَانَ إنْ كَانَ يَسُرُّهُ : فَهُوَ نِعْمَةٌ بَيِّنَةٌ . وَإِنْ كَانَ يَسُوءُهُ : فَهُوَ نِعْمَةٌ مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ يُكَفِّرُ خَطَايَاهُ . وَيُثَابُ بِالصَّبْرِ عَلَيْهِ . وَمِنْ جِهَةِ أَنَّ فِيهِ حِكْمَةٌ وَرَحْمَةٌ لَا يَعْلَمُهَا { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } . وَقَدْ قَالَ فِي الْحَدِيثِ { وَاَللَّهِ لَا يَقْضِي اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ قَضَاءً إلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ . إنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ . وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ } .
    وَإِذَا كَانَ هَذَا وَهَذَا : فَكِلَاهُمَا مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ . وَكِلْتَا النِّعْمَتَيْنِ تَحْتَاجُ مَعَ الشُّكْرِ إلَى الصَّبْرِ .
    أَمَّا نِعْمَةُ الضَّرَّاءِ : فَاحْتِيَاجُهَا إلَى الصَّبْرِ ظَاهِرٌ .
    وَأَمَّا نِعْمَةُ السَّرَّاءِ : فَتَحْتَاجُ إلَى الصَّبْرِ عَلَى الطَّاعَةِ فِيهَا .

  16. #16

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    هل من إضافة أو تعليق؟

  17. #17

    افتراضي رد: إشكال كبير في شرح حديث احفظ الله يحفظك.أين أهل العلم الجهابذة؟

    خلاصة الكلام :
    الحفظ حفظان , الأول حفظ الدين من الشبهات المضلة ومن الشهوات المحرمة وهذا الحفظ مُطلق لكل من حفظ الله بالتزام شرعه .
    الثاني الحفظ الحسي أي حفظ الأهل والنفس والمال وهو الأصل والغالب ومُقيد بالمصلحة والحكمة من الخلق والاستثناء ابتلاء العبد بما عاقبته أحسن , ومن منافع التوكل على الله وحفظ الله في حال تقدير المكروه على العبد لحكمة يعلمها الله أن يكون التوكل والاستعانة بالله عوناً له على تحمل ما يحذره ويخافه حتى يكون المقدور خفيف الوقع عليه ويملأ قبه بالرضا عنه سبحانه وعن تدبيره وأن يثبته على الصراط المستقيم بعدم الجزع والاعتراض بل يكون البلاء إليه أحب إليه من رفعه لقوة تسليمه وإيمانه بحكمة ونصح ربه كماسُئِلَ بَعْضُ التَّابِعِينَ عَنْ حَالِهِ فِي مَرَضِهِ ، فَقَالَ : أَحَبُّهُ إِلَيْهِ أَحَبُّهُ إِلَيَّ .
    ومن هذا الباب ماوردنا عن بلال بن رباح رضي الله عنه حين كان يعذب من قبل قريش بعد إعلان كلمة التوحيد وكان يعذب في رمضاء مكة حيث إنه سُئل كيف صبرت يابلال؟ قال: مزجت حلاوة الإيمان بمرارة العذاب فطغت حلاوة الإيمان على مرارة العذاب فصبرت .
    وأقتبس هنا كلاماً جميلاً للدكتور بدر عبدالحميد هميسة إذ يقول فيه (ابن تيميه - رحمه الله- يدخل سجن القلعة ويغلق عليه الباب، فيبرز بلسم الحياة في تلك اللحظة -أعني الإيمان- فيقول: (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ) ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أنَّى رُحت فهي معي لا تفارقني، حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة. إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، إنها جنة الإيمان.
    المحبوس من حبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه، والله لو بذلت ملء القلعة ذهبًا ما عدل ذلك عندي شكر نعمة الحبس، وما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير، اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، حاله:
    أنا لست إلا مؤمنًا *** بالله في سري وجهري
    أنا نبضة في صدر هذا *** الكون فهل يضيق صدري
    يقول تلميذه [ابن القيم] -رحمه الله-: وعلم الله ما رأيت أحدًا أطيب عيشًا منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والتنعم، وما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق ومع ذلك فهو من أطيب الناس عيشًا وأشرحهم صدرًا، وأقواهم قلبًا، وأسرُّهم نفسًا، تلوح نظرة النعيم على وجهه، وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض أتيناه؛ فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحًا وقوة وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها. راجع : بلسم الحياة : 5 وما بعدها .انتهى)
    وبهذا التقرير يزول التعارض .

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    166

    افتراضي

    ورد في موقع الإسلام سؤال وجواب:
    104825: الجمع بين آية ( والله يعصمك من الناس ) وموته صلى الله عليه وسلم بالسم:


    كيف نوفق بين الآية ( والله يعصمك من الناس ) أي : من القتل ، وبين الحديث الذي ترويه عائشة في صحيح البخاري ( يا عائشة ، ما أزال أجد الم الطعام الذي أكلت بخيبر ، فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم ) ؟





    الحمد لله
    أولاً:
    نص الآية : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) المائدة/ 67 .
    نص الحديث :
    قالت عَائِشَةُ رضى الله عنها : كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِى مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ : يَا عَائِشَةُ ، مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِى أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ ، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِى مِنْ ذَلِكَ السَّمِّ . رواه البخاري ( 4165 ) .
    " الطعام " : هو الشاة المسمومة .
    " أوان " : وقت ، وحين .
    " أبهَري " : عرق مرتبط بالقلب ، إذا انقطع مات الإنسان .
    وأصل القصة :
    عَنْ أَنَسٍ أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ ، فَأَكَلَ مِنْهَا ، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ : أَرَدْتُ لأَقْتُلَكَ ، قَالَ : مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكِ . رواه البخاري ( 2474 ) ومسلم ( 2190 ) .

    ثانياً:
    يجب أن يَعلم المسلم أنه ليس ثمة تعارض بين نصوص الوحي ، وما يظنه بعض الناس من وجود تعارض بين نصوص الوحي بعضها مع بعض : فهو تعارض في ظاهر الأمر بالنسبة له ، وليس تعارضاً في واقع الأمر ، ولذا فإن علماء الإسلام الراسخين لا يعجزهم – بفضل الله وتوفيقه – من بيان أوجه التوفيق بين ما ظاهره التعارض بالنسبة لمن يرى ذلك ممن يخفى عليه وجه الجمع بين تلك النصوص .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
    لا يجوز أن يوجد في الشرع خبران متعارضان من جميع الوجوه ، وليس مع أحدهما ترجيح يقدم به .
    " المسودة " ( 306 ) .
    وقال ابن القيم - رحمه الله - :
    وأما حديثان صحيحان صريحان متناقضان من كل وجه ليس أحدهما ناسخاً للآخر : فهذا لا يوجد أصلاً ، ومعاذ الله أن يوجد في كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا يخرج من بين شفتيه إلا الحق .
    " زاد المعاد " ( 4 / 149 ) .
    وقال ابن القيم - رحمه الله – أيضاً - :
    فصلوات الله وسلامه على مَن يصدّق كلامُه بعضه بعضاً ، ويشهد بعضه لبعض ، فالاختلاف ، والإشكال ، والاشتباه إنما هو في الأفهام ، لا فيما خرج من بين شفتيه من الكلام ، والواجب على كل مؤمن أن يَكِلَ ما أشكل عليه إلى أصدق قائل ، ويعلم أن فوق كل ذي علم عليم .
    " مفتاح دار السعادة " ( 3 / 383 ) .
    وقال الشاطبي – رحمه الله - :
    كل مَن تحقق بأصول الشريعة : فأدلتها عنده لا تكاد تتعارض ، كما أن كل مَن حقق مناط المسائل : فلا يكاد يقف في متشابه ؛ لأن الشريعة لا تعارض فيها البتة ، فالمتحقق بها متحقق بما في الأمر ، فيلزم أن لا يكون عنده تعارض ، ولذلك لا تجد ألبتة دليلين أجمع المسلمون على تعارضهما بحيث وجب عليهم الوقوف ، لكن لما كان أفراد المجتهدين غير معصومين من الخطأ : أمكن التعارض بين الأدلة عندهم .
    " الموافقات " ( 4 / 294 ) .
    وقد برز طوائف من العلماء يتحدون من يزعم وجود تعارض بين نصوص الوحي ؛ ومنهم الإمام ابن خزيمة رحمه الله حيث كان يقول – كما في " تدريب الراوي " ( 2 / 176 ) - : " لا أعرف حديثين متضادين ، فمن كان عنده فليأتني به لأؤلف بينهما " .

    ثالثاً:
    ما ذكره الأخ السائل مما ظاهره التعارض بين قوله تعالى ( والله يعصمك من الناس ) مع قوله صلى الله عليه وسلم ( وهذا أوان انقطاع أبهري ) وأنه مات بالسم الذي وضعه له اليهود : فليس بينهما تعارض – بتوفيق الله - ؛ لأن " العصمة " في الآية هي : العصمة من الفتنة ، ومن الضلال ، ومن القتل قبل تبليغ الرسالة ، وكل ذلك قد تحقق له صلى الله عليه وسلم ، وقد عصمه ربه تعالى من كل ذلك ، ولم يمت صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن أبلغ رسالة ربه تعالى ، وقد قال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً ) المائدة/ من الآية 3 ، وقد ذكر بعض العلماء معنى لطيفاً ها هنا ، وهو أن الله تعالى أبى إلا أن يجمع لنبينا صلى الله عليه وسلم بين النبوة والشهادة .
    وقد عصم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم من كفار قريش عندما أرادوا قتله في مكة ، وعصمه ربه من القتل في المدينة فيما حضره من غزوات ، بل وحتى محاولة اليهود قتله بالسم : فإن الله تعالى قد عصمه منها ، فأخبرته الشاة أنها مسمومة ، ومات الصحابي الذي كان معه ، وأكل منها – وهو بِشْر بْن الْبَرَاء بْن مَعْرُور - ولم يمت صلى الله عليه وسلم ، ولا يخالف هذا وجوده أثر ذلك السم ، واعتقاده أنه سيموت بسببه ، وما قاله صلى الله عليه وسلم ليس فيه أن السم هو سبب موته ، بل فيه أنه يشعر به ، وأنه قد يكون هذا هو الموافق لانتهاء أجله .
    وبكل حال : فإن العصمة من القتل هي فيما كان قبل تبليغ رسالة ربه ، ولم يمت صلى الله عليه وسلم إلا وقد أبلغها على أكمل وجه ، وسياق الآية يدل على ذلك ، حيث أمره ربه تعالى بتبليغ الرسالة ، وأخبره أنه يعصمه من الناس .
    ومما يدل على ذلك أيضاً : قوله صلى الله عليه وسلم لليهودية ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكِ ) بعد أن أخبرته أنها أرادت قتله ، وهو نص إما في عصمته من القتل بالسم حتى فارق الدنيا ، أو هو نص في ذلك قبل تبليغ الرسالة .
    وخلاصة الكلام : أنه إما أن يُقال بأن النبي صلى الله عليه سلم عُصم من القتل بالسم – كما سيأتي في كلام ابن كثير والنووي وغيرهما - ، وقد أوحى الله بوجود السم فيها ، وهذا من عصمته له ، أو يقال : إن العصمة هي في أثناء التبليغ لرسالة الإسلام ، ولا ينافي ذلك وقوع القتل بعد التبليغ لها – كما سيأتي في كلام القرطبي وابن حجر والعثيمين - ، وأن الله تعالى جمع بذلك القتل لنبينا صلى الله عليه وسلم بين النبوة والشهادة ، وجعل ذلك تذكيراً لنا على الدوام بعداوة اليهود لنا ولديننا .
    وهذه بعض أقوال علماء الأمة فيما ذكرناه ، وهو يوضح المقصود إن شاء الله .
    1. قال ابن كثير – رحمه الله - :
    ومِن عصمة الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم : حفْظُه له من أهل مكة ، وصناديدها ، وحسَّادها ، ومُعَانديها ، ومترفيها ، مع شدة العداوة ، والبِغْضة ، ونصب المحاربة له ليلاً ، ونهاراً ، بما يخلقه الله تعالى من الأسباب العظيمة بقَدَره ، وحكمته العظيمة ، فصانه في ابتداء الرسالة بعمه أبي طالب ، إذ كان رئيساً مطاعاً كبيراً في قريش ، وخلق الله في قلبه محبة طبيعية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا شرعيَّة ، ولو كان أسلم لاجترأ عليه كفارها وكبارها ، ولكن لما كان بينه وبينهم قدر مشترك في الكفر ، هابوه ، واحترموه ، فلما مات أبو طالب نال منه المشركون أذى يسيراً ، ثم قيض الله عز وجل له الأنصار ، فبايعوه على الإسلام ، وعلى أن يتحول إلى دارهم - وهي المدينة - ، فلما صار إليها حَمَوه من الأحمر والأسود ، فكلما همَّ أحد من المشركين وأهل الكتاب بسوء : كاده الله ، ورد كيده عليه ، لما كاده اليهود بالسحر : حماه الله منهم ، وأنزل عليه سورتي المعوذتين دواء لذلك الداء ، ولما سم اليهود في ذراع تلك الشاة بخيبر : أعلمه الله به ، وحماه الله منه ؛ ولهذا أشباه كثيرة جدّاً ، يطول ذِكْرها .
    " تفسير ابن كثير " ( 3 / 154 ) .
    2. وقال النووي – في شرحه لحديث الشاة المسمومة - :
    فيه بيان عصمته صلى الله عليه و سلم من الناس كلهم ، كما قال الله : ( والله يعصمك من الناس ) وهي معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سلامته مِن السم المهلك لغيره ، وفي إعلام الله تعالى له بأنها مسمومة ، وكلام عضو منه له ، فقد جاء في غير مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الذراع تخبرني أنها مسمومة ) .
    " شرح مسلم " ( 14 / ص 179 ) .
    3. وقال ابن الجوزي – رحمه الله – :
    قوله تعالى : ( والله يعصمك من الناس ) قال ابن قتيبة : أي : يمنعك منهم ، وعصمة الله : منعه للعبد من المعاصي ، ويقال : طعام لا يعصم ، أي : لا يمنع من الجوع .
    فان قيل : فأين ضمان العصمة وقد شُجَّ جبينه ، وكسِرت رَباعيته ، وبولغ في أذاه ؟ : فعنه جوابان :
    أحدهما : أنه عصمه من القتل ، والأسرِ ، وتلفِ الجملة ، فأمّا عوارض الأذى : فلا تمنع عصمة الجملة .
    والثاني : أن هذه الآية نزلت بعدما جرى عليه ذلك ؛ لأن " المائدة " من أواخر ما نزل .
    " زاد المسير " ( 2 / 397 ) .
    4. وقال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
    أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء : فإنه لم يُعصم منه عليه الصلاة والسلام , بل أصابه شيء من ذلك , فقد جُرح يوم أحد , وكُسرت البيضة على رأسه , ودخلت في وجنتيه بعض حلقات المغفر , وسقط في بعض الحفر التي كانت هناك , وقد ضيقوا عليه في مكة تضييقاً شديداً , فقد أصابه شيء مما أصاب من قبله من الرسل , ومما كتبه الله عليه , ورفع الله به درجاته , وأعلى به مقامه , وضاعف به حسناته , ولكن الله عصمه منهم فلم يستطيعوا قتله ، ولا منعه من تبليغ الرسالة , ولم يحولوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ ، فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلم .
    " فتاوى الشيخ ابن باز " ( 8 / ص 150 ) .
    5. وقال القرطبي - رحمه الله - :
    ليس في الآية ما ينافي الحراسة ، كما أن إعلام الله نصر دينه وإظهاره ، ما يمنع الأمر بالقتال ، وإعداد العدد .
    " المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم " ( 6 / 280 ) .
    6. وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله - بعد أن ساق كلام القرطبي هذا - :
    وعلى هذا فالمراد : العصمة من الفتنة ، والإِضلال ، أو إزهاق الروح ، والله أعلم .
    " فتح الباري " ( 6 / 82 ) .

    رابعاً:
    من الشواهد العملية على عصمته صلى الله عليه وسلم من القتل قبل تبليغ الرسالة :
    عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ فَأَدْرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ سَيْفَهُ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا ، قَالَ : وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْوَادِي يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ رَجُلاً أَتَانِي وَأَنَا نَائِمٌ فَأَخَذَ السَّيْفَ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي فَلَمْ أَشْعُرْ إِلا وَالسَّيْفُ صَلْتًا فِي يَدِهِ ، فَقَالَ لِي : مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟ قَالَ : قُلْتُ : اللَّهُ ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَةِ : مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟ قَالَ : قُلْتُ : اللَّهُ ، قَالَ : فَشَامَ السَّيْفَ فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ ثُمَّ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
    رواه البخاري ( 2753 ) ومسلم ( 843 ) .
    وفي رواية : فقال : يا محمد من يمنعك مني ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله يمنعني منك ، ضع السيف ، فوضعه .
    قال النووي:
    ففيه بيان توكل النبي صلى الله عليه وسلم على الله ، وعصمة الله تعالى له من الناس ، كما قال الله تعالى ( والله يعصمك من الناس ) .
    " شرح مسلم " ( 15 / 44 ) .
    والله أعلم
    .




    الرَّد على الزَّنادقة والجهمية لللإمام أحمد بن محمد بن حنبل:
    http://www.ajurry.com/vb/attachment....8&d=1370176387

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •