تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الشرح المعين لـفهم الأربعين – الحديث 2

  1. #1

    افتراضي الشرح المعين لـفهم الأربعين – الحديث 2

    نص الحديث :
    عن عُمرُ بنُ الخطاب صلى الله عليه وسلم أيضاً قال : ( بينما نحنُ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ ، إذْ طَلَعَ علينا رَجلٌ شديدُ بَياضِ الثِّيابِ . شديدُ سوادِ الشَّعَرِ . لا يُرَى عليه أَثَرُ السََّفَرِ . ولا يَعرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ . حتى جلسَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم . فأَسْنَدَ رُكبتيهِ إلى رُكبتيهِ . وَوَضعَ كَفَّيهِ على فخِذَيهِ . وقال : يا محمدُ ! أخبرني عن الإسلامِ ؟ فقالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : [ الإسلامُ أَن تَشهدَ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمداَ رَسُولُ اللهِ . وتُقيمَ الصلاةَ . وتُؤُتِيَ الزَّكَاةَ . وتَصومَ رمضَانَ . وتَحُجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إِليهِ سَبيلاً ] قال : صدَقْتَ . قال : فعجبْنا لَهُ يَسأَلُهُ ويُصَدِّقُهُ .
    قال : فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : [ أن تُؤْمنَ باللهِ ، وملائِكَتِهِ ، وكُتُبَهِ ، ورُسُلِهِ ، واليومِ الآخِرِ . وتُؤْمنَ بالقَدَرِ خيرهِ وشَرِّهِ ] قال : صَدَقْتَ .
    قال : فأَخبرني عن الإحسانِ؟ قال: [ أنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ . فَإِنْ لم تَكُنْ تَرَاهُ ، فإِنَّهُ يَرَاكَ ] .
    قال : فأخبرني عن الساعةِ ؟ قال : [ ما المَسئُولُ عنها بأَعْلَمَ من السَّائِلِ ] .
    قال : فأخبرني عن أمَارَتِهَا ؟ قال : [ أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا . وأنْ تَرى الحُفَاةَ العُرَاةَ ، العَالَةَ ، رِعَاءَ الشَّاءِ ، يَتطاوَلُونَ في البُنْيَانِ ] .
    قال : ثُمَّ انطلقَ . فَلَبثْتُ مَليَّـاً . ثُمَّ قال لي : [ يا عُمَرُ ! أَتَدْرِي مَن السَّائِلُ ؟ ] قُلتُ : اللهُ ورَسُولُهُ أَعْلَمُ . قال : [ فإنَّهُ جِبْريلُ . أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ] ) رواه مسلم .

    نبذة مختصرة عن رواي الحديث :
    تقدم شيء من ترجمته في الحديث الأول .

    * منزلة الحديث :
    قال القرطبي رحمه الله : ( هذا الحديث يصلح أن يقال له أم السنة ، لما تضمنه من جمل علم السنة )
    وقال القاضي عياض رحمه الله : ( إن علوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه ) .
    وقال النووي رحمه الله : ( هو أصل الإسلام ) .
    وقال ابن دقيق العيد رحمه الله : ( فهو كالأمِّ للسنة ، كما سُمِّيت الفاتحة أم القرآن ، لما تضمَّنته من جمعها معاني القرآن ) .
    وقال ابن رجب رحمه الله : ( وهو حديث عظيم يشتمل على شرح الدِّين كلِّه ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في آخره : " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " بعد أن شرح درجة الإسلام ودرجة الإيمان ودرجة الإحسان ، فجعل ذلك كلَّه ديناً ) .

    شرح الحديث :
    قوله : ( بينما نحنُ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ ) .
    هذه عادة الصحابة رضي الله عنهم أنهم يتحلقون حول نبيهم عليه الصلاة والسلام ليستفيدوا من هديه ، وليأخذوا من سنته . وغالب هذه الجلسات إنما تكون في المسجد .
    قوله : ( إذْ طَلَعَ علينا رَجلٌ شديدُ بَياضِ الثِّيابِ . شديدُ سوادِ الشَّعَرِ . لا يُرَى عليه أَثَرُ السََّفَرِ . ولا يَعرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ ) .
    هذه أربع صفات وصف بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا الرجل الذي طلع عليهم :
    1- صفتان تعودان إلى ذاته .
    2- صفتان تعودان إلى حاله وقرينتها .
    أما الصفتان اللتان تعودان إلى ذاته ، قال : ( شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ) .
    فثيابه بيضاء ، وبياضها أيضاً ليس بياضاً عادياً بل بياضٌ شديد .
    أما شعره فإنه شديد السواد .
    ولذلك ذكر هاتين الحالين لأنهما حالانِ غريبتان أن تجتمع هاتان الصفتان : " بياضٌ في الثياب ، وسوادٌ في الشعر " .
    أما الصفتان اللتان تعودان إلى حاله وقرينتها ، قال : ( لا يُرى عليه أثرُ السفر ، ولا يعرفه منَّا أحد ) .
    قوله : ( لا يُرى عليه أثرُ السفر ) .
    لأن المسافر تدرك حاله بأشياء منها :
    1- إما بتعب .
    2- أو اتساخ ثياب .
    3- أو أشياء يحملها ، لا يحملها إلا المسافر .
    المهم أنه نفى أن يكون عليه أثر السفر .

    وقوله ( ولا يعرفه منَّا أحد ) .
    فالحاضرون لا يعرفون هذا الرجل ، وهذا الجزم من عمر رضي الله عنه باعتبار غالب الظن ، وقرينة وجوه الحاضرين .

    قوله : ( حتى جلسَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم . فأَسْنَدَ رُكبتيهِ إلى رُكبتيهِ ) .
    يعني جلس هذا الرجل جلوس مقابلة ، حتى أسند ركبتيه – أي : ركبتي نفسه – ، إلى ركبتيه – أي : إلى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم - . إذاً هي مقابلة قريبة ، ومواجهة مباشرة .

    قوله : ( وَوَضعَ كَفَّيهِ على فخِذَيهِ ) .
    أي : وضع هذا الرجل كفيه هو على فخذي نفسه . ← وهو الصواب هنا .
    وقيل غير ذلك ...
    ووضع الكفين على الفخذين فيه إشارة إلى تلهفه للكلام الذي سوف يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم . كأنه الآن مستو فز ، أو قريباً من هذه الهيئة ليبين أنه متشوق ، ومتشوف إلى الكلام الذي سيقوله له النبي صلى الله عليه وسلم .

    قوله : ( قال : يا محمدُ ! ) .
    هنا بدأت المحاورة من هذا الرجل الغريب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه المحاورة تشتمل على خمسة أسئلة مهمة جداً فلننتبه إليها جيداً .
    وهنا لم يقل هذا الرجل ( يا رسول الله ) : ليوهم أنه أعرابي .
    لأن الأعراب ينادون النبي صلى الله عليه وسلم باسمه العلم ( أي : محمد ) ، وأما أهل الحضر فينادونه بوصف النبوة أو الرسالة عليه الصلاة والسلام .

    قوله : ( أخبرني عن الإسلام ؟ ) .
    هذا هو السؤال الأول من هذه المحاورة .
    قوله : ( الإسلامُ أَن تَشهدَ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمداَ رَسُولُ اللهِ . وتُقيمَ الصلاةَ . وتُؤُتِيَ الزَّكَاةَ . وتَصومَ رمضَانَ . وتَحُجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إِليهِ سَبيلاً ) .
    فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام بأعمال الجوارح الظاهرة من القول والعمل .
    وأول ذلك ( الشهادتان ) ← وهو القول ، أي : عمل اللسان .
    ثم ذكر ( الصلاة والزكاة والصوم والحج ) ← وهي منقسمة على النحو التالي :
    1- ( الصلاة والصوم ) ← هذا عمل بدني .
    2- ( الزكاة ) ← هذا عمل مالي .
    3- ( الحج ) ← وهو مركبٌ منهما فهو عملٌ بدني مالي .
    ولتعلم أنه صلى الله عليه وسلم إنما ذكر هنا أصول أعمال الإسلام التي ينبني الإسلام عليها ، وهي الأركان كما سيأتي في حديث ابن عمر رضي الله عنهما .
    وفي قوله ( أن تشهد ... ) .
    دليلٌ واضح على أنه لا بد من الشهادة ، والشهادة إنما تكون باللسان .
    فلو أن إنساناً اعتقد ( أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ) لكن لم يشهد بهذا ، أي : لم ينطق بها ، ولم يتلفظ بها . فنقول : لا يصح منك الأمر ، لا بد أن تشهد ، وأن تتكلم بهاتين الكلمتين . إلا المعذور – كالأخرس مثلاً - فإنه يكتفي بما يستطيعه ..
    وسيأتي مزيد تفصيل للشهادتين في الحديث الذي يليه إن شاء الله تعالى .

    قوله : ( وتُقيمَ الصلاةَ ) .
    الصلاة في اللغة : الدعاء . وشاهد ذلك قوله تعالى { وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ } ( التوبة: 103 ) . أي أدع لهم .
    وفي الشرع : فهي التعبد لله تعالى بأقوال وأفعال معلومة ، مفتتحة بالتكبير، ومختتمة بالتسليم
    وهي واجبة على كل مسلم مكلف إلا حائضا ونفساء .
    ودليل ذلك كتاب الله عز وجل ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإجماع المسلمين على ذلك إجماعاً قطعياً معلوما بالضرورة من الدين .
    أما الكتاب : فقوله تعالى { إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا } ( النساء: 103 ) .
    ومن السنة : فقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما بعث معاذ رضي الله عنه إلى اليمن فقال له [ بُني الإسلام على خمس ] رواه البخاري ومسلم ،،، وذكر منها (وإقام الصلاة) .
    وأما الإجماع : فإنه لم ينكر أحد من أهل القبلة ممن ينتسبون إلى الإسلام فرضها حتى أهل البدع يقرون بفرضها .

    قوله : ( وتُؤُتِيَ الزَّكَاةَ ) .
    الزكاة لغة : الزيادة والنماء .
    وفي الشرع : فهي قدر واجب شرعاً في أموال مخصوصة لطائفة مخصوصة .
    وهي واجبة بالكتاب والسنة .
    أما الكتاب فقوله تعالى { وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاة } ( البقرة : 43 ) .
    وأما السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم : [ بُني الإسلام على خمس ] السابق ،،، وذكر منها (وإيتاء الزكاة) .

    قوله : ( وتَصومَ رمضَانَ ) .
    الصيام لغة : الإمساك . ودليله قوله تعالى عن مريم { فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا } ( مريم : 26 ) . فقولها ( صوماً ) : أي إمساكا عن الكلام .
    وفي الشرع : هو التعبد لله بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .
    وصيام رمضان واجب بنص كتاب الله تعالى ، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
    أما الكتاب فقوله تعالى { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ } ( البقرة : 183 ) .
    وجه الدلالة : من قوله ( كتب ) : أي فرض .
    وأما السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم : [ بُني الإسلام على خمس ] السابق أيضاً ،،، وذكر منها (صوم رمضان) .

    قوله : ( وتَحُجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إِليهِ سَبيلاً ) .
    الحج لغة : القصد .
    وشرعاً : هو التعبد لله بقصد مكة والمشاعر لأداء المناسك على ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    والحج واجبٌ بنص كتاب الله عز وجل ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
    أما كتاب الله فقوله تعالى { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا } ( آل عمران : 97 ) .
    وجه الدلالة : في قوله تعالى { وَلِلَّهِ عَـلَى النَّاسِ } . والتقدير : ولله فرضَّ على الناس .
    وأما السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم : [ بُني الإسلام على خمس ] السابق كذلك ، وذكر منها ( وحجُ البيت ) .

    قوله : ( صدَقْتَ ) . أي : أخبرت بالحق .

    قوله : ( قال : فعجبْنا لَهُ يَسأَلُهُ ويُصَدِّقُهُ ) .
    القائل : هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه . ووجه العجب : أن السائل عادةً يكون جاهلاً . والمصدّق يكون عالماً ، فكيف يجتمع هذا وهذا ! .

    قوله : ( قال : فأخبرني عن الإيمان ؟ ) .
    هذا هو السؤال الثاني من هذه المحاورة .
    قوله : ( أن تُؤْمنَ باللهِ ، وملائِكَتِهِ ، وكُتُبَهِ ، ورُسُلِهِ ، واليومِ الآخِرِ . وتُؤْمنَ بالقَدَرِ خيرهِ وشَرِّهِ ) .
    فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بالاعتقادات الباطنة ، وهي ستة أركان .
    قوله ( أن تؤمن بالله ) .
    الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور هي :
    1- الإيمان بوجود الله تعالى .
    2- الإيمان بربوبيته .
    3- الإيمان بإلوهيته .
    4- الإيمان بأسمائه وصفاته .
    قوله ( أن تؤمن بملائكته ) .
    الملائكة : هم عالم غيبي ، خلقهم الله تعالى من نور ومنحهم الانقياد التام لأمره ، والقوة على تنفيذه ، وهم عدد كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى .
    والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور هي :
    1- الإيمان بوجودهم .
    2- الإيمان بمن علمنا منهم باسمه ( كجبريل عليه السلام ) ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالاً .
    3- الإيمان بمن علمنا صفاتهم كصفة جبريل فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن له ستمائة جناح قد سَدَّتْ الأفق .
    4- الإيمان بمن علمنا أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله مثال ذلك :
    ( أ ) / جبريل الأمين على وحي الله إلى الأنبياء والرسل .
    ( ب ) / ميكائيل الموكل بالقطر والنبات .
    ( ج ) / إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق .
    ( د ) / ملك الموت ( ولم يحدد اسمه ) الموكل بقبض الأرواح عند الموت.
    ( هـ ) / مالك وهو الملك الموكل بالنار .
    ( و ) / رضوان وهو الملك الموكل بالجنة .
    ( ز ) / الملائكة الموكلين بالأجنة في الأرحام إذا تم الإنسان أربعة أشهر في بطن أمه .

    وقوله : ( أن تؤمن بكتبه ) .
    الكتب : جمع كتاب ، بمعنى مكتوب .
    والمراد بها هنا : الكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله رحمة للخلق وهداية لهم ليصلوا بها إلى سعادتهم في الدنيا والآخرة .
    والإيمان بالكتب يتضمن أربع أمور هي :
    1- الإيمان بأن نزولها من عند الله حقاً .
    2- الإيمان بما علمنا اسمه منه باسمه :
    ( أ ) كالقرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
    ( ب ) التوراة التي أنزلت على موسى عليه الصلاة والسلام .
    ( ج ) الإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه الصلاة والسلام .
    ( د ) الزبور الذي أوتيه داود عليه الصلاة والسلام .
    وأما من لم نعلم اسمه منها فنؤمن به إجمالاً .
    3- تصديق ما صح من أخبارها كأخبار القرآن وأخبار ما لم يبدل أو يحرّف من الكتب السابقة .
    4- العمل بأحكام ما لم ينسخ منها و الرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها .

    قوله : ( ورسله ) .
    والرسل : جمع رسول بمعنى مرسل أي مبعوث بإبلاغ شيء .
    والمراد به هنا : من أوحي إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه .
    وأول الرسل نوح عليه الصلاة والسلام ، وآخرهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .
    والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور هي :
    1- الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى : ( فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع قال تعالى { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ } ( الشعراء : 105 ) . مع العلم أنهم لم يكذبوا إلا نوحاً عليه الصلاة والسلام .
    2- الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه وأما من لم نعلم اسمه منهم فنؤمن به إجمالاً .
    3- العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم وهو خاتمهم محمد  المرسل إلى جميع الناس .
    4- تصديق ما صح عنهم من أخبارهم .

    قوله : ( واليوم الآخر ) .
    هو يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء .
    وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده ، حيث يستقر أهل الجنة في منازلهم ، وأهل النار في منازلهم .
    والإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور هي :
    1- الإيمان بالبعث .
    2- الإيمان بالحساب والجزاء .
    3- الإيمان بالجنة والنار ، وأنهما المآل الأبدي للخلق .
    ويلحق به الإيمان بكل ما يكون بعد الموت من :
    ( من فتنة القبر بسؤال الملكين للعبد ، وما يحصل فيه للعبد من عذاب أو نعيم ) .

    قوله: ( و تؤمن بالقدر خيره وشره ) .
    القدر بفتح الدال : ( تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته ) .
    والإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور هي :
    1- الإيمان بأن الله تعالى علم بكل شيء جمله وتفصيلاً أزلاً وأبداً .
    2- الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ .
    3- الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى .
    4- الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بدواتها وصفاتها وحركاتها .
    ( والإيمان بالقدر على ما وصفناه ، لا ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله الاختيارية وقدرة عليها ، وكذلك لا يمنح العبد حجة على ما ترك من الواجبات أو فعل المعاصي ) .
    * والإيمان بالقدر له أربع مراتب هي : ( العلم ، والكتابة ، والمشيئة ، والخلق ) .
    وقد نظمها بعضهم بقوله :
    عِلْمٌ كِتابةُ مولانا مشيئَتُهُ *** وخَلْقُهُ وهو إيجادٌ وتكوينُ

    قوله : ( و تؤمن بالقدر خيره وشره ) .
    لو تأملت هذه الجملة لوجدت أن الكلام لم يأتِ على سياقه الأول حيث يفترض أن يقال : ( وبالقدر خيره وشره ) ، لكنه قال ( وتؤمن بالقدر ) .
    فهنا أعاد الفعل ( تؤمن ) وأبدى بعض الشراح في هذا نكته لطيفة حيث قال : ( إن في هذا إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاختلاف بالقدر والتنازع فيه ) .
    ولذلك أول بدعة نشأة في الأمة الإسلامية هي بدعة القدرية ، وأن أول من قال بالقدر هو : " معبد الجهني " وأن ذلك كان بالبصرة في أواخر عهد الصحابة رضي الله عنهم .
    ودليل ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن يحيى بن يَعمر قال : ( كان أول من قال في القَدَر بالبصرة مَعْبَد الجُهَنيُّ ) .
    إذاً كأن الحديث يقول لك : ( انتبه فلا بد بعد كل هذا أن تؤمن بالقدر الذي سوف يختلف فيه الناس ، وسوف تنشأ فرقة تنفي هذا القدر ) .

    * مسألة : كيف تجمع بين قول النبي صلى الله عليه : [ وتؤمن بالقدر خيره وشره ] ، وبين قوله صلى الله عليه وسلم : [ والخير كله في يديك والشرُ ليس إليك ] رواه مسلم ؟ .
    1- الشر لا ينسب إلى الله عز وجل ، ولا يُنسب إلى تقديره .
    2- لكن الشر يُنسب إلى ما أقدره الله تعالى ، ويُنسب إلى ما أوجده الله تعالى .
    فالقدر الذي هو فعل الله تعالى كله خير .
    فكل ما فعل الله تعالى فهو خير ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : [ والشر ليس إليك ] . ولكن قد يكون شرٌ في مقدور الله تعالى ، يعني في الذي قدره الله تعالى .
    * مثال توضيحي يحصل به البيان إن شاء الله :
    ( إنسانٌ انكسرت رجله ) . فهذا بقدر الله تعالى قطعاً .
    1- فإذا نظرنا إلى انكسار رجله فنقول : ( إن هذا شر ) لأنها إذا انكسرت فسوف يتعطل الإنسان . هذا شرٌ بالنسبة لهذا الإنسان الذي انكسرت رجله . بالنسبة للمفعول الذي هو الانكسار .
    2- لكن بالنسبة لفعل الله تعالى ، ففعله سبحانه عينُ الحق ، وعينُ الخير . وفي هذا الكسر فوائد ، وفيه حكم ، وفيه أشياء كثيرة لا تخطر على بالك .
    * إذاً بالنسبة لفعل الله تعالى ( كسر رجل فلان ) هذا نقول عنه خير . لأن الله لا يقدر إلا الخير .
    لكن بالنسبة لهذا الرجل ، نقول : ( هذا شر ) لكنه شرٌ نسبي ، يعني فاته أشياء لكن ليس معنى هذا أنه تعس في دنياه وآخرته ، لكنه شرٌ نسبي .
    وعلى هذا فقس ...
    1- إن نظرت أن الشر إلى أنه مفعولٌ لله فإن هذا يكون فيه الشر ، فالشر في مفعول الله .
    2- وإن نظرت إلى فعل الله تعالى فالشر ليس إليه .
    هذه مسألة واضحة عند التأمل ، ويتضح بها الجمع بين الحديثين .

    * مسألة : هل الإسلام والإيمان هما شيءٌ واحد ؟ أو هما مختلفان ؟ .
    قال ابن رجب رحمه الله : ( إذا أُفرد كلٌ من الإسلام والإيمان بالذكر ، فلا فرق بينهما حينئذٍ ، وإن فُرق بين الاسمين كان بينهما فرقٌ .
    * والتحقيق في الفرق بينهما :
    أن الإيمان : هو تصديق القلب ، وإقرارُهُ ومعرفته .
    والإسلام : هو استسلامُ العبد لله وخضوعه ، وانقياده له ، وذلك يكون بالعمل .
    فيكونُ حينئذٍ المرادُ بالإيمانِ : جنسَ تصديقِ القلبِ ، وبالإسلامِ : جنسَ العمل ) .

    قوله : ( قال : فأخبرني عن الإحسان ؟ ) .
    هذا هو السؤال الثالث من هذه المحاورة .
    قوله : ( أنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ . فَإِنْ لم تَكُنْ تَرَاهُ ، فإِنَّهُ يَرَاكَ ) .
    الإحسان : ضد الإساءة .
    وهو أن يبذل الإنسان المعروف ويكف الأذى .
    فأهل الإحسان هم خواص أهل الإيمان ، كما أن أهل الإيمان هم خواص أهل الإسلام فإن أهل الإحسان كَّملوا عبادة الله إلى أن وصلوا إلى حد المراقبة .
    وفي هذا الحديث أشار إلى مقامين هما :
    الأول : مقام الإخلاص .
    وهو أن يعمل العبد على استحضارِ مشاهدة الله تعالى إياه ، وإطلاعه عليه ، وقربه منه .
    لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله وإرادته بالعمل .
    الثاني : مقام المشاهدة .
    وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله بقلبه .
    وهو أن يتنور القلب بالإيمان ، وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان .
    وهذا هو حقيقة مقام الإحسان المشار إليه في حديث جبريل عليه السلام ويتفاوت أهلُ هذا المقام فيه بحسب قوة نفوذ البصائرِ .

    قوله : ( قال : فأخبرني عن الساعةِ ؟ قال : ما المَسئُولُ عنها بأَعْلَمَ من السَّائِلِ ) .
    هذا هو السؤال الرابع من هذه المحاورة .
    والمسئول عنها : هو النبي صلى الله عليه وسلم . والسائل : هو هذا الرجل (الغريب) الشديد بياض الثياب الشديد سواد الشعر .
    والمعنى : إن كنت تجهلها فأنا أجهلها ، ولا أستطيع أن أخبرك به ، لأن علم الساعة مما اختص الله تعالى به ، قال الله تعالى { يسألكُ الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله } ( الأحزاب : 63 ) .

    قوله : ( قال : فأخبرني عن أمَارَتِهَا ؟ قال : أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا . وأنْ تَرى الحُفَاةَ العُرَاةَ ، العَالَةَ ، رِعَاءَ الشَّاءِ ، يَتطاوَلُونَ في البُنْيَانِ ) .
    هذا هو السؤال الخامس والأخير من هذه المحاورة .
    أي : علامات قربها . فذكر له النبي صلى الله عليه وسلم علامتان تدلان على قرب وقوعها .
    قوله : (أ َنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا ) . وفي رواية : ( ربها ) .
    هذه هي العلامة الأولى .
    الأمة : أي الرقيقة المملوكة .
    ربها : أي سيدها .
    ربتها : أي سيدتها .
    والمعنى : أن الإماء يكثرن في آخر الزمان ، ثم يطأ السيد هذه الأمة فتأتي بولدٍ منه ، والولد يتبع أباه ، يعني يكون حراً ، وأُمه أمة مملوكة ، فيكون سيداً لها ، ورباً لها ،وابن السيد سيد .
    قوله : ( وأنْ تَرى الحُفَاةَ العُرَاةَ ، العَالَةَ ، رِعَاءَ الشَّاءِ ، يَتطاوَلُونَ في البُنْيَانِ ) .
    هذه هي العلامة الثانية .
    الحفاة : أي ليس لهم نعال .
    العراة : أي ليس لهم ثياب تستر أجسادهم .
    العالة : أي الفقراء الذين ليس عندهم دنيا .
    رِعاء الشاة : يعني أن مهمتهم أنهم يرعون الغنم .
    يتطاولون في البنيان : أي تركوا شياههم وأقبلوا على الدنيا يتطاولون فيها .
    وهذا التطاول قد يكون حسياً ، وقد يكون معنوياً .
    * أما التطاول الحسي : فيكون التطاول برفع البنيان الأدوار المتعددة .
    * وأما التطاول المعنوي : فيكون بزخرفتها وتشيدها ، فهي ليست رفيعة .
    ومحصلة الإشارة إلى أن الساعة يقرب قيامها عند انعكاس الأمور بحيث يصير المربى مربياً ، والسافل عالياً .
    قال القرطبي : ( المقصود الإخبار عن تبدل الحال ، فاستولى أهل البادية على الأمر ، وتملكوا البلاد بالقهر ، فتكثر أموالهم وتنصرف همومهم إلى تشييد البنيان والتفاخر به ، وقد شاهدنا ذلك في هذه الأزمان ) .

    قوله : ( قال : ثُمَّ انطلقَ . فَلَبثْتُ مَليَّـاً . ثُمَّ قال لي : [ يا عُمَرُ ! أَتَدْرِي مَن السَّائِلُ ؟ ] قُلتُ : اللهُ ورَسُولُهُ أَعْلَمُ . قال : [ فإنَّهُ جِبْريلُ . أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ] ) .

    قوله : ( قال : ثُمَّ انطلقَ . فَلَبثْتُ مَليَّـاً ) .
    يعني بقيت مدة طويلة . قيل : ثلاثة أيام ، وقيل أكثر ، وقيل أقل .
    قوله : ( ثُمَّ قال لي : يا عُمَرُ ! أَتَدْرِي مَن السَّائِلُ ؟ ) .
    القائل : هو النبي صلى الله عليه وسلم .
    يحتمل ان يكون سؤاله في نفس المجلس ، ويحتما أن يكون سؤاله في يوم آخر وقت آخر بعد انقضاء المجلس حيث وجد النبي صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله عنه فيما بعد وسأله .

    قوله : ( فإنَّهُ جِبْريلُ ) .
    الإشارة هنا إلى شيء معلوم بالذهن ، أي : هذا جبريل . لكنه جاء بهذه الصيغة ، أي : صيغة السؤال والجواب لأنه أمكن في النفس وأقوى في التأثير .

    قوله : ( قُلتُ : اللهُ ورَسُولُهُ أَعْلَمُ ) .
    أي : فَوَكَلَ العلم إلى الله ورسوله . لأنه لا يعرف . ونستفيد منه أن الإنسان يكل علم ما لا يعلمه إلى الله ورسوله .

    * مسألة : هل تكل العلم إلى الله ورسوله في كل شيء ؟ .
    أما أن تكل العلم إلى الله فهذا في كل شيء ، ولا إشكال فيه .
    وأما أن تكل العلم إلى رسوله ، أي أن تقول : ( الله ورسوله أعلم ) ففيه قولان :
    1- قالوا : يقال هذا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، أما بعد وفاته فيقال : ( الله أعلم ) لأن النبي قد انتقل من هذه الدار إلى الرفيق الأعلى ، فيوكل العلم إلى الله سبحانه وتعالى .
    2- قالوا : فيه تفصيل :
    أ / أما ما يتعلق بالشريعة فيعبر عنه بالواو :
    لأن ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من الشرع كالذي صدر من الله تعالى كما قال تعالى { من يطع الرسول فقد أطاع الله } ( النساء : 80 ) .
    ب / وأما الأمور الكونية القدرية فلا يعبر عنها بالواو :
    فلا يجوز أن يُقرن مع الله أحدٌ بالواو أبداً ، لأن كل شيء تحت إرادة الله تعالى ومشيئته .
    * مثال ذلك :
    1- فإذا قال قائل : هل ينزل المطر غداً ؟ .
    فهذا يقال فيه : ( الله أعلم فقط ) . لأنه أمرٌ كوني والرسول  ليس عنده علمٌ منها .
    2- وأما إن قال : هل يحرم صوم العيدين ؟ .
    وأنت لا تعرف ، جاز للإنسان أن يقول : ( الله ورسوله أعلم ) .
    لأن حكم الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمور الشرعية حكم الله تعالى .

    * مسألة : هل يشمل هذا المسائل المستجدة ( النوازل ) ؟ .
    نعم ، لك أن تقول : ( الله ورسوله أعلم ) ، لأنها وإن كانت غير موجودة بذاتها ، لكنها موجودة بعموم النصوص التي تتناولها منعاً ، أو إباحة . إذاً هي لها أصلٌ في الشرع .

    * ذكر بعض ما يستفاد من الحديث :
    هذا الحديث فوائده لا حصر لها ، ولكن نذكر بعضها من باب الاختصار ليفهم المقصد من الحديث ...
    1- في الحديث دليل على تمثل الملائكة بأي صورة شاءوا من صور بني آدم كقوله تعالى { فتمثل لها بشراً سوياً } ( مريم : 17 ) .
    2- في الحديث دليل على أن الجلوس على الركبة أقرب إلى التواضع والأدب .
    3- في الحديث دليل على أن إيصال الركبة بالركبة أبلغ في الإصغاء وأكمل في الاستئناس .
    4- في الحديث دليل على استحباب الدنو من العالم والقرب منه .
    5- في الحديث دليل على أن حسن السؤال من أسباب تحصيل العلم .
    6- في الحديث دليل على أن أركان الإسلام التي يقوم عليها خمسة .
    7- في الحديث دليل على أن أركان الإيمان التي يقوم عليها ستة .
    8- في الحديث دليل على أن الإسلام غير الإيمان . فالإسلام هو الأعمال الظاهرة . والإيمان هو الأعمال الباطنة .
    9- في الحديث دليل للإحسان ركن واحد .
    10- في الحديث دليل على أن هذه الدنيا زائلة .
    11- في الحديث دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب .
    12- في الحديث دليل على أنه لا يدري أحد متى الساعة ، وقد استأثر الله بعلمها ، فلم يطلع على ذلك ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً .
    13- في الحديث دليل على أن القيامة لها علامات تسبق وقوعها ... وذكر منها هنا في الحديث علامتان .
    14- في الحديث دليل على أن العالم مهما بلغ علمه فإنه قاصر إلى علم الله عز وجل .
    15- ينبغي لمن حضر مجلس علم، ورأى أن الحاضرين بحاجة إلى معرفة مسألة ما، ولم يسأل عنها أحد، أن يسأل هو عنها ـ وإن كان هو يعلمها ـ لينتفع أهل المجلس بالجواب .
    16- في الحديث دليل على أن أسافل الناس يصيرون رؤساءهم ، وتكثر أموالهم حتى يتباهون بطول البنيان وزخرفته وإتقانه .
    17- في الحديث دليل على أن فساد الزمن بين يدي الساعة ، حيث تضعف الأخلاق، ويكثر عقوق الأولاد ومخالفتهم لآبائهم فيعاملونهم معاملة السيد لعبيده .
    وتنعكس الأمور وتختلط ، حتى يصبح أسافل الناس ملوك الأمة ورؤساءها، وتسند الأمور لغير أهلها، ويكثر المال في أيدي الناس، ويكثر البذخ والسَّرف، ويتباهى الناس بعلو البنيان، وكثرة المتاع والأثاث، ويُتعالى على الخلق ويملك أمرهم من كانوا في فقر وبؤس، يعيشون على إحسان الغير من البدو والرعاة وأشباههم .
    18- في الحديث دليل على أن السؤال الحسن يسمى علماً وتعليماً ، لأن جبريل عليه السلام لم يصدر منه سوى السؤال ومع ذلك فقد سماه معلماً ، وقد اشتهر قولهم (السؤال نصف العلم) .
    والله أعلم .

    الخميس : 27 / 1 / 1433هـ .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    65

    افتراضي رد: الشرح المعين لـفهم الأربعين – الحديث 2

    الله أعط أخانا خيرا كثيرا علي مجهوده الكبير في تقديم حديث رسول الله صلي الله عليه و سلم
    و ليسمح لي أخي بأن أقوم بمشاركته مع أصدقائي علي الفيس بوك و جوجل بلس

    تقبل تحيتي و خالص مودتي

    جعلك الله من عباده المخلصين و أهله و خاصته الذين هم أهل القرآن

  3. #3

    افتراضي رد: الشرح المعين لـفهم الأربعين – الحديث 2

    جزاك الله خيراً اخي ( أبو مريم عاطفح ) على مرورك الكريم الذي شرفتني به ..
    ولا مانع من نشر الخير ولك أجر ما نشرت لينتفع به الغير ..
    أسأل الله تعالى ان يخلص لنا ولكم الأعمال ..
    بارك الله فيك .

  4. افتراضي رد: الشرح المعين لـفهم الأربعين – الحديث 2

    جزاك الله خيرا ونتابع معكم هذا الخير

    أسأل الله لنا ولكم القبول

    ==

  5. #5

    افتراضي رد: الشرح المعين لـفهم الأربعين – الحديث 2

    جزاك الله خيراً اخي ( أبو عبدالله القاضي ) على مرورك الكريم الذي شرفتني به ..
    أسأل الله تعالى ان يخلص لنا ولكم الأعمال ..
    وان ينفعني بمتابعتكم للشرح ..
    بارك الله فيك .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •