تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: بين الفِكرة والصرخة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    84

    افتراضي بين الفِكرة والصرخة

    ورود الأفكار إلى الأذهان يتسابق كزخ المطر سرعةً، وإن أردت أن تشبهها بشيء ءاخر سريع فهو وقع الرصاص في بعض بقاع الأمة الإسلامية ،، -ليس هذا موضوعنا -

    الفكرة عندما ترد عليك زائرة فالواجب ضيافتها، فتسقيها من دمك وتَرويها من فِكرك ، فإن آنست منها رُشدا أحللتها عقلك وإن عجرفت لها ماتت في قبور العقل الباطن .

    وإن كانت زائرة حيِيّة روّضتها حتى تعافس أخواتها فيظهر لك رونقها أو عُوارها .
    فتجلس مع ذويك وتكشف لهم عن وجه فكرتك وتجلّيها لهم جلاء العروس فمن الناس من يقابل الفكرة بالفكرة ومنهم يجابهك بالصراخ وأنت بين هذا وذاك .

    وهذا ظاهرة قديمة فالأطروحات لا تكاد تخلو من هذين الرجلين .
    والمنطِق المتحضِّر والمبدأ المتمدِّن لا شك أنه مع الرجل الأول، وما ذاك إلا أنه يشعر بشعورك ويحاكي نغمة عقلك ويسايرك الركب ، فأنت من نعمة إلى نعمة ، فهو إما أن يقويك على فكرتك ويهذِّبها لك تهذيبا ، فيقطع فضولها ويزيِّن أطرافها ، وإما أن يزيد خُصلة على خُصلات فكرتك حتى تروق .

    ولذا سن العلماء المذاكرة والمناظرة في العلم لأنها أفكار تنقّح ومبادئ تصحح، حتى إن بعضهم طلع الفجر عليه وهو مع أخيه على حاله؛ استلذاذا بما هو فيه وتحليا بما يشتهيه .

    هذا المعدِن نادر ليس ندرة الكبريت الأحمر ولكنه عزيز الوجود ، وفي هذا الآن في عصر اتسع التواصل فيه صار كلٌ يبدي رأيه ويزعم أنه أبو عنتر فتعجب من ردود الأفعال ومن المقولات الغرائب ، فالإنصاف ندر وقلَّ ، وفهم الكلام بمجمله وتفصيله عزيز ورَدُّه وقلبه وبيان مشكله أعز وأعز .

    فأنت بين موافق ومخالف ..
    والأول على أحوال
    فأحسنها أنه فقه كلامك واستحسنه وهو أهل لذلك , أو وافقك لأنه عرفك ، أو لاشتراكك وإياه في منظومة واحدة أو جماعة معينة ، أو لأنك أصل وهو فرع ، أو عدم فهمه لما قلت جعله يهز رأسه وأذنيه ويلين جانبه ، فستر بموافقتك على نفسه .

    وأما المخالف فالأمور السابقة الذكر ضدها تجعله لك مخالفا .
    فالصنف الأول الذي فهم الكلام وخالف لا غبار عليه ،
    وأما البقية فتلك المصيبة .
    وهؤلاء هم الصرخاء الذين يصرخون في وجه ما تقول ويظنون أن هذا رد عليك وإفحام .
    هذه الزمرة لا كثرها الله تطفوا على السطح عند يسمعون دويا فيرتفعون بصوته ، ويذهبون بذهابه ، وعلى قدر الدوي يكون الصراخ .

    فمن نعم الله عليك أن يقابلك الأول سواء أكان موافقا أم مخالفا .
    ولكن كيف تميز بين هذه الأنواع وكيف تتعامل مع الذين لا يجيدون سوى الصراخ في الملتقيات أو الندوات ؟
    هل إهمالك لهم سبيل ؟
    أو أن الرد عليهم أحيانا يُجدي ؟

    ولا مِرية أن كلا السبيلين منهج وطريق متبّع .
    فإذا رأيت أن إخماد نار الخصم بالإهمال فلا تحكّه على جربه ودعه يموت بحتفه ويجدع مارن أنفه بكفه بل ولا تكلف نفسك إلقامه حجرا .. لأن غير ذلك يرفعه .

    وإن طرح شبهة قد تنطلي على فئة فادحض شبهته من غير التفات إليه أو مع التفات إن التزم .. فمن رمى الشباك ظفر بالورود والأشواك .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    الدار البيضاء. المغرب
    المشاركات
    299

    افتراضي رد: بين الفِكرة والصرخة

    أحسنتَ أخي فما أكثر هؤلاء .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    84

    افتراضي رد: بين الفِكرة والصرخة

    أحسن الله إليكم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •