الفوائد المنتخبة من كتاب / أسماءُ الله وصفاته في معتقد أهلِ السنة والجماعة، للشيخ الدكتور/ عمر بن سليمان الأشقر.
(1) قوله تعالى ( وللهِ الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه وسيجزون ما كانوا يعملون ) هذه الآية تقرر ثلاثة خطوط : (أ) إثبات ما أثبته الحق من أسمائه الحسنى، وما دلت عليه الأسماء من صفات (ب) ثمرة هذا العلم، وهو دعاؤه بأسمائه (ج) معرفة خط الانحراف الذي يتمثل في الإلحاد بأسمائه، ثم اجتنابه واجتناب أهله.
(2) التعرف على الله بأسمائه وصفاته عن طريقِ العقل = مدحضةٌ مزَلة، يقول ابن بدران ( فإن قلنا –صفاته تعلم- بطريق العقل وقفنا موقفَ الحائر؛ لأننا نرى العقلاء قد اضطربوا اضطرابًا شديدًا، فبعضهم ادّعى الإثنينية، وآخرون ادّعوا التثليث، وقوم ادّعوا الإلحاد، وكل هذا من أوصاف المخلوق، ولا يليق بواحد منها أن يكون من أوصاف الخالق) العقود الياقوتية، مختصرا.
(3) العلمُ بالأسماء والصفات أحد ركني التوحيد، ويدخل تحت ( التوحيد القصدي الإرادي ).
(4) العلم بأسماء الله وصفاته أشرف العلوم، يقول ابن العربي (شرف العلم بشرف المعلوم، والباري أشرف المعلومات، فالعلم بأسمائه أشرف العلوم).
(5) اختار الشيخ الأشقر أنّ معنى ( من أحصاها دخل الجنّة ) أي: حفظها، قال ابن حجر ( قال النووي: قال البخاري وغيره من المحققين: معنى أحصاها حفظها، هو الأظهر ثبوتا لنصه في الخبر) وهكذا فسرها البخاري.
(6) التشبّه بأخلاقِ الله، أو التخلّق بأخلاقِ الله = وهذه العبارة مأخوذ من قول الفلاسفة : ( الفلسفة التشبّه باللهِ على قدرِ الطاقة) وهذا المنحى غيرُ سديد لأمور:
الأول: أن الأخلاق للهِ، أما فيما يتعلّق بالله فيُقال( صفاتُه ) الثاني: الفلاسفة متناقضون، فتحقيق مذهبهم نفي الصفات عن الله عزوجل، فكيف يدعون إلى التشبّه بصفاتِ الله، وهم ينفونها عن اللهِ، الثالث: من صفاته ما يمنع من إطلاقها على العباد، كالمتكبر والعظيم، فالصواب: علينا أن نتخلق بالأخلاق التي أمرنا اللهُ ورسوله التخلق بها، ونبتعد عن الأخلاق التي نهينا عن التخلق بها.
(عجبا للشيخ لم يجز اللفظة، ثم جوز ذكرها مقيدا !)
(7) ذكر الشيخ الأشقر جملةَ ما عدّه العلماء من أسماء الله تعالى، وتبلغ (290) اسمًا، وساقها الشيخ لتُعلم فقط، ولكن كثيرًا منها لا يمت إلى "أسمائه" بصلة.
= القواعد والضوابط التي تحدّد في ضَوئها أسماء الباري جلّ وعلا
المطلب الأول: الاقتصار في عدّها على الكتاب والسنة الصحيحة، فخرج منها ( الأبد، الأمد، البرهان، البالي، البارّ، الثابت، الدائم، الرشيد، السالم، الشفيع، القديم، الكائن، المنير، البادي، المذكور، الصبور) والسبب: أن أسماء الله توقيفية.
المطلب الثاني: ليس كل ما أخبرتْ به النصوص فهو من أسمائه تبارك وتعالى؛ لأن الأخبار يُتوسع فيها ما لا يُتوسع في الأسماء، فخرج مما جاء سبيل الإخبار ( كثير العفو، قابل التوبة، فالق الحب والنوى، محب المؤمنين ومبغض الكافرين، فعّال لما يريد، منعم، متفضل مكرم، مقلّب القلوب، الموجود، الشيء).
المطلب الثالث: لا يجوز أن يُشتق لله أسماء من صفاتِه وأفعاله، فخرج (الجائي، المطعم، المسقي، الكاتب، القاضي، المؤيد، المبتلي، الباعث، الباقي، العادل، الفاتح، القيام، العدل، المضل، الفاتن، الماكر) مما أخذ من قوله تعالى ( وجاء ربُّك ... )(كتب ربّكم ...)(والله يقضي بالحق)(أيدك بنصره)(يطعمني ويسقين)(ونبلوكم ..)، وخالف ابنُ العربي فجعلَ المشتقّ من أسمائه، ولا دليل!
المطلب الرابع: لا يجوز أن يسمى الله جلا وعلا بالأسماء المذمومة، أو ما تشعر بالذم، فخرج( العاجز، الخائن، الفقير، المخادع، الماكر، الفاتن، السّخط، المنتقم) أو ما تنقسم إلى كمال ونقص كـ ( الزارع، الماهد، الآتي، المريد، المتكلم، الفاعل، الفعال، المبرم).
المطلب الخامس: لا يجوز أن تنقص عدّة أسمائه عن تسعة وتسعين اسما ( وفي الضابط خلاف مشهور ).
المطلب السادس: كل اسمٍ لا يقبل أن يُدعى به، فليس اسمًا من أسمائه، فلا يقال ( يا دهر! ) لكن يدعى بصفاته وأفعاله.
المطلب السابع: لا يدخلُ في أسماءِ الله ما كان من صفاتِ أفعاله، مثل (شديد العقابـ، سريع الحساب، شديد المحال).
المطلب الثامن: لا يخرجُ من أسماء الله ما تغاير لفظُه، واتفق معناه، فلا يجعل " القدير القادر المقتدر " اسما واحدا، بل ثلاثة، وفي بعضها خصوصيّة على الآخر ليست فيه.
المطلب التاسع: لا يجوز استثناء الأسماء المضافة من دائرة أسماء الله الحسنى إذا وردت في الكتاب والسنة، إذ لا حجة لهؤلاء؛ إلا أنّ هذه الأسماء المضافة!، وحسبنا أن نعلم أن أعظم أسماء (وأقول: ليسا اسمًا) الباري ( تباركَ وتعالى ) لم يرد في القرآن إلا مضافًا.
المطلب العاشر: صحةُ تعبيدِ أسماءِ العباد بأسماء الله، فلا يجوز أن ينادى بـ " عبد الزارع، عبد القاضي ".
المطلب الحادي عشر: الأسماءُ الجامدة ليست من أسمائه؛ لأنّ أسماءَ اللهِ أعلامٌ وأوصافٌ، وعليه فـ " الدهر، الأبد، الأمد " أسماء للزمن، وأما حديث " أنا الدهر ... " فمعناه : أنا صاحبُ الدهر، لأنه يبعدُ أن يكونَ المقلَّب هو المقلِّب.
المطلب الثاني عشر: لا يدخل في أسمائه ما بدأ بـ " ذو "، وما أضيفت إليه ذو، فثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما أضيف منها إلى صفةٍ من صفاتِ الباري، وهذا نوعان: (1) أن تكون لهذه الصفات أسماء تدل عليها صرّحت به النصوص، وهي : ذو القوة، ذو الرحمة (2) صفات ليس لها أسماء تدل عليها الكتاب والسنة.
القسم الثاني: ما أضيف إلى فعل من أفعال الباري وهو اسم واحد (ذو عقاب أليم).
القسم الثالث: ما أضيف إلى بعض مخلوقاته، وهو اسمٌ واحد (ذو العرش).
المطلب الثالث عشر: ما جاء على صيغة أفعل التفضيل، فما جاءَ منصوصًا عليه من غير إضافة فهو من أسمائه مثل " الأعلى، الأكرم " أما ما جاء على صيغة أفعل التفضيل، وهو مضاف فليس من أسمائه تعالى على الأرجح ( أرحم الراحمين، أحكم الحاكمين، خير الفاصلين) وللدلالة على هذا المعنى يصحّ أن يصاغ من الصفات الثابتة للرب تبارك وتعالى، أسماء على صيغة أفعل التفضيل، وإن لم ترد في الكتاب والسنة، مثل: الأعظم، الأقوى، الأقرب، الأكبر.