رجع الشّيخُ الدّارقطنيُّ عن قوله
أو
الكلام على حديث أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا:"ذلك صريح الإيمان"
جاء في "علل الدارقطني" ج8/ص19-20 س(1382):
وسُئِل عَن حَدِيثٍ يَروِيهِ أَبُو سَلَمَة، عَن أَبِي هُرَيرة، قال أُناسٌ مِن أَصحابِ
رَسُولِ الله :
يا رَسُول الله، إِنّا نَجِد فِي أَنفُسِنا أَشياء ما نُحِبُ أَن نَتَكَلَّم بِها، وإِنّ لَنا ما
طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ ، قال: ذَلِك صَرِيحُ الإِيمانِ.
فَقال: يَروِيهِ مُحَمد بن عَمرٍو، واختُلِف عَنهُ:
- فَرَواهُ عِيسَى بن يُونُسَ عَن مُحَمدِ بنِ عَمرٍو ، عَن أَبِي سَلَمَة ، عَن أَبِي
هُرَيرةَ.(1)
- وَخالَفَهُ الفَضْلُ بن مُوسَى فَرَواهُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمْرٍو ، عَن أَبِي سَلَمَة
مُرسَلاً. (2)
قِيل لَهُ : قَدِ اتَّفَق يَزِيدُ بنُ هارُون (3)، ومُحَمّدُ بنُ عُبَيدٍ المُحارِبِيُّ (4)،
وأَسباطٌ (5)، وعَبدُ الرَّحِيمِ بن سُلَيمان (6) مَع عِيسَى بنِ يُونُس عَلَى
رِوايَتِهِم ، عَن مُحَمدِ بنِ عَمرٍو، عَن أَبِي سَلَمَة ، عَن أَبِي هُرَيرة مَرفُوعًا،
فَلِمَ حَكَمت لِلفَضلِ بنِ مُوسَى بِالصَّوابِ ؟
فَرَجَع الشَّيخُ عَن ذَلِك، وقال: المُسنَد أَصَحُّ، ولا نَحكُمُ لِلفَضلِ بنِ مُوسَى
عَلَى هَؤُلاَءِ. انتهى
قلتُ: ورواهُ مثلهم عبدةُ بن سليمان (7)، ومحمّدُ بنُ بشر بن الفرافصة العبديّ (8)
____________
الهوامش:
(1) أخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(776):"حدّثنا
إسحاق –هو ابن راهويه-، أنا عيسى بن يونس"
(2) لم أجده ؟!!
(3) أخرجه البزّار في مسنده(7955)، والسرّاج في "حديثه-رواية
الشحامي"(926):"حدّث نا زياد بن أيوب حدثنا يزيد بن هارون".
(3)،(4) أخرجهُ أحمد في "المسند"ج15/رقم(9694):"حدّثنا محمّد بن عبيد،
ويزيد"
(5) لم أجده ؟!!
(6) أخرجهُ أبو يعلى في "المسند"(5923):"حدّثنا أبو همّام، حدّثنا عبد
الرحيم"
(7) أخرجهُ هنّاد بن السري في "الزهد" (949):"حدثنا عبدة"
والبخاريّ في "الأدب المفرد"(1284): "حدّثنا محمّد بن سلام، قال: أخبرنا
عبدة"
(8) أخرجهُ ابن أبي عاصم في "السنة"(674) وأبو يعلى في "المسند"(5914)
كلاهما:" ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا محمّد بن بشر" -وعن أبي يعلى
رواه ابن حبان(145)-
أقول:
- الشيخُ رحمهُ الله لم يصرّحْ في أول الجواب بتصحيح الوجه المرسل على
الوجه المسند ..واكتفى بذكر المسند، ثم أعقبهُ بالمرسل فدلّ ذلك على تعليل
المسند بالمرسل، وتصحيح الوجه المرسل عليه - وكذلك يصنعون-
وهو ما فهمه الحافظ البرقاني؛ فلذلك راجعه في ترجيحه وتصويبه،فقال له :
" فَلِمَ حَكَمت لِلفَضلِ بنِ مُوسَى بِالصَّوابِ ؟؟ "
فرجع الشيخُ إلى قول تلميذه لما رأى أن الصّواب معه.
ورجوع العالم إلى الحق عند ظهوره يدل على وفرة عقله ورفعة قدره.
رحم الله الإمام الدّارقطني وجزاه الله عن الإسلام خيرا.
هذا..ومنْ وجدَ ما لم أجدْهُ ، أوْ وجدَ زيادةً على ما وجدتُهُ، فليسارع
إلى كَتْبِهِ أمام رقمه بارك الله فيه.
والحمد لله رب العالمين