قال الشيخ سفر في شرح الطحاوية:


وما كَانَ للأنبياء فهو أيضاً لأتباع الأنبياء، فلو قيل لأحدنا -مثلاً-
من هو الخليفة الذي عذب الإمام أحمد؟
أو من هو قائد الشرطة أيام الإمام أَحْمَد؟
ومن هو الوالي الذي طرد البُخَارِيّ وأخرجه وآذاه؟!
لما عرف هذه الأسماء إلا من تخصص وقرأ
بل لو قيل لأحدنا: من العلماء الذين كانوا في زمن شَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ يناظرونه
ووشوا به إِلَى السلطان فسجن من أجلهم؟!
لما عرفهم أحد إلا من تخصص في التاريخ
لكن الإمام أَحْمَد أظهره الله ونصره، حتى عرفه الخاصة والعامة
وعرفوا أنه كَانَ صادقاً، وأنه عَلَى الحق.
وكذلك الإمام البُخَارِيّ، والإمام شَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى
الذي أصبح يعرفه أكثر الْمُسْلِمِينَ الآن في العالم، وقد ظهرت دعوته، وانتشرت كتبه
وقد مات وهو
سجين وحيد في القلعة، لا يملك أي شيء، حتى أنهم جردوه من قلمه
فمن كَانَ عَلَى الحق فإن الله -عَزَّ وَجَلَّ- ينصره ويؤيده ولو بعد حين
ومن كَانَ عَلَى الباطل ونسبه إِلَى الله، وافترى الكذب عَلَى الله، وابتدع في دين الله ونسبه إليه،
فإن الله -عَزَّ وَجَلَّ- يفضحه ويخزيه، ويظهر للعالمين كذبه وزيف ما ادعاه وبطلانه، ولو بعد حين.

قلت: وأما من عرف واشتهر من الظلمة وأهل الجور والفجرة
والمبتدعة والزنادقة فإنه لا يذكر في الغالب إلا مع الطعن واللعن
اقرأ في ذلك قوله تعالى:[تبت يدا أبي لهب وتب]
وهذه سير الحجاج والحلاج وابن درهم وأشباههم
قد وشحت بصنوف المثالب والمخازي
عليهم من الله ما يستحقون.