الحمد لله وكفى ...


إن من أعظم دلائل الهداية بين كل من يدعي الحق والصلاح ، والتوجيه والإصلاح هو الاعتصام بالقرآن والحرص عليه والتواصي به ، لأن هذا القرآن جعله الله الحجة الباقية ، والمعجزة الخالدة لرسوله _ عليه وآله وصحابته الصلاة والسلام _ فتجد الفرقة الناجية من أبرز دلائلها أنها جعلت الكتاب والسنة هي المصدر الأول من خصائصها فإذا هي قائمة على الاهتمام بهما حفظا وتحفيظا ، وتمسكا وتمسيكا ، ونشرا وانتشارا ... فإذا البيوت تصدح بالقرآن ، والمساجد تُزين فيها حلقاتٌ لتحفيظ القرآن ، وقنواتهم تستظيف أجيال القرآن ...

وعلى النقيض من ذلك من يزعم أنه وحزبه هم أهل الحق ، والداعين إلى الحق والمتمسكين بالحق .. فإذا القرآن هو آخر اهتماماتهم لا يكاد نرى لهم ولأتباعهم أي همة لهذا القرآن ، بل نجد العكس من ذلك فإذا دور عباداتهم ليس للقرآن اهتمام وتقدير ، ولا حِفظ وتقرير ... بيوتاتهم منه خواية ، واجتماعاتهم عنه لاهية ، فأصبحت عقائدهم ومطالبهم بالجملة فاسدة لاغية ..

لأن القرآن كما قال الله عنه " يهدي للتي هي أقوم " وجعل الذين يُمسكون بالكتاب هم أهل الصلاح فقال سبحانه : " والذين يُمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين " فكل صاحب دعوة يتأمل في هذا الكتاب الذي جعله الله شرفا لمن أنزله عليهم فأمر بالتمسك به فقال عز من قائل : " فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم * وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون "

فمن كان قلبه وفكره ينطلق ويمتلأ بأن يوافق ما جاء به القرآن ، هل يستوي بمن كان يخالف القرآن .. ما لهم كيف يحكمون ؟؟!!

من كان قلبه بالقرآن يحفل فسوف ينضح بالتوفيق والسداد ، ومن كان قلبه يتحشرج بالهوى والعصيان فسوف ينضح يالخيبة والفساد ..

فحسبكموا هذا التفاوت بيننا ... فكل إناء بالذي فيه ينضح


فهنيئا لمن كان له الكتاب قائدا ودليلا فاللهم اجعل القرآن لنا قائدا وهاديا ... واجعلنا ممن يتلوه حق تلاوته على الوجه الذي يرضيك عنا ...



أخوكم : فرحان الدهمشي العنزي ...