تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قول الطحاوي رحمه الله في عقيدته : لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ، ما معناه ؟

  1. #1

    Lightbulb قول الطحاوي رحمه الله في عقيدته : لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ، ما معناه ؟

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله أما بعد:
    الجواب الشيخ سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله:
    أنَّ الجهات بالنسبة إلى المخلوق ست : قدام وخلف وفوق ، وتحت ويمين وشمال ، ومراد المصنف أن الله سبحانه لا يشبه خلقه في ذلك ولا في غيره من الصفات ، بل هو سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه عالٍ عليهم ، كما قال أعلم الخلق به صلى الله عليه وسلم : " أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ " [ رواه مسلم (2713) ] .
    هذا مراد المصنف رحمه الله ، ولكن ذكر الجهة والتحيز ونحوهما من الألفاظ المجملة ، كالجسم والجوهر والعرض ونحوهما فيما يتعلق بذات الرب وصفاته تعالى ، لا يجوز إطلاقه على الرب سبحانه ، لا نفيا ولا إثباتا ، عند أهل السنة والجماعة ، بل عندهم أنه تعالى لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الإمام أحمد رحمه الله : " لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ، لا يتجاوز القرآن والحديث " .
    ومثل هذه الألفاظ المجملة التي حقا وباطلا لا توجد ولا يوجد مثلها في كلام الربِّ سبحانه وتعالى ، ولا فيما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحدٍ من السلف الصالح المقتدى بهم في باب أسماء الرب سبحانه وتعالى وصفاته ، كما ذكر ذلك علماء السنة المقتدى بهم في هذا الباب ، كشيخ الإسلام وغيره ، وقد صرَّحوا بأن المتكلم بهذه الألفاظ ونحوهما فيما يتعلق بصفات الرب سبحانه مخطئ وإن كان قصده حسنا ، كما يقع ذلك في كلام كثير من المثبتين للصفات المتبعين للسلف الصالح .
    والله أعلم
    أبو المنذر السيوطي
    كل العلوم سوى القرآن مشغلة... إلا الحديث و علم الفقه في الدين
    العلم مـا كان فيه قال حدثنا...و ماسوى ذلك وسواس الشياطين

  2. #2

    افتراضي رد: قول الطحاوي رحمه الله في عقيدته : لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ، ما معناه

    قال الإمام الطحاوي رحمه الله: ((و تعالى عن الحدود و الغايات, و الأركان و الأعضاء و الأدوات, لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات)).
    قال الشيخ بن باز رحمه الله:
    ((و تعالى عن الحدود و الغايات )) هذا الكلام فيه إجمال قد يستغله أهل التأويل و الإلحاد في أسماء الله و صفاته و ليس لهم بذلك حجة لأن مراده رحمه الله تنزيه الباريء سبحانه عن مشابهة المخلوقات لكنه أى بعبارة مجملة تحتاج إلى تفصيل حتى يزول الاشتباه فمراده بالحدود يعني التي يعلمها البشر فهو سبحانه لا يعلم حدوده إلا هو سبحانه لأن الخلق لا يحيطون به علماً كما قال عز وجل في سورة طه ((يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون به علماً)) و من قال من السلف بإثبات الحد في الاستواء أو غيره فمراده حد يعلمه الله سبحانه و لا يعلمه العباد. و أما (الغايات و الأركان و الأعضاء و الأدوات) فمراده رحمه الله تنزيهه عن مشابهة المخلوقات في حكمته و صفاته الذاتية من الوجه و اليد و القدم و نحو ذلك فهو سبحانه, موصوف بذلك لكن ليست صفاته مثل صفات الخلق و لا يعلم كيفيتها إلا هو سبحانه, و أهل البدع يطلقون مثل هذه الألفاظ لينفوا بها الصفات بغير الألفاظ التي تكلم الله بها و أثبتنها لنفسه حتى لا يفتضحوا و حتى لا يشنع علهم أهل الحق. و المؤلف الطحاوي رحمه الله لم يقصد هذا المقصد لكونه من أهل السنة المثبتين لصفات الله, و كلامه في هذه العقيدة يفسر بعضه بعصاً و يصدق بعضه بعضاً و يفسر مشتبهه بمحكمه.
    و هكذا قوله: (لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات) مراده الجهات الست المخلوقة و ليس مراده نفي علو الله و استوائه على عرشه لأن ذلك ليس داخلاً في الجهات الست بل هو فوق العالم و محيط به و قد فطر الله عباده على الإيمان بعلوه سبحانه و أنه في جهة العلو و أجمع أهل السنة و الجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه و على آله و سلم و أتباعهم بإحسان على ذلك و الأدلة من الكتاب و السنة الصحيحة المتواترة كلها تدل على أنه في العلو سبحانه فتنبه لهذا الأمر العظيم أيها القاريء الكريم و اعلم أنه الحق و ما سواه باطل و الله ولي التوفيق.
    كل العلوم سوى القرآن مشغلة... إلا الحديث و علم الفقه في الدين
    العلم مـا كان فيه قال حدثنا...و ماسوى ذلك وسواس الشياطين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •