السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرؤوف
وقد ورد هذا الاسم في عشر آيات من القرآن الكريم .
و ((الرأفة ) كما قال ابن جرير –رحمه الله-: ((أعلى معاني الرحمة ،وهي عامة لجميع الخلق في الدنيا ،ولبعضهم في الآخرة )). وهم أولياؤه المؤمنون ،وعباده المتقون .
هذا ؛وإن من القواعد المفيدة التي قررها أهل العلم في باب فقه أسماء الله الحسنى أن ختم الآيات القرآنية بأسماء الله الحسنى يدل على أن الحكم المذكور فيها له تعلق بذلك الاسم الكريم الذي ختمت به الآية ،وتأمل ذلك من أعظم ما يعين العبد على فقه أسماء الله الحسنى .
من ذلك قول الله تعالى :{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ }[آل عمران : 30] .
وهذا يفيد أن الله سبحانه مع شدة عقابه وعظم نكاله فإنه رؤوف بالعباد ،ومن رأفته بهم أن خوّف العباد وزجرهم عن الغي والفساد ، ليسلموا من مغبتها ،ولينجوا من عواقبها ،فهو جل وعلا رأفة منه ورحمة سهّل لعباده الطرق التي ينالون بها الخيرات ورفيع الدرجات ،ورأفة منه ورحمة حذّر عباده من الطرق التي تفضي بهم إلى المكروهات .
ومن ذلك قوله تعالى :{ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَ ا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر : 10] ،وهذا من رحمة الله ورأفته بعباده المؤمنين أن أوثق بينهم عقد الإيمان ورابطة الدين و وشاج التقوى،وجعل اللاحق منهم محِبًّا للسابق ،داعيا له بكل خير ،فما أسناها من عطية ،وما أجلها من منة تفضّل بها مولانا الرؤوف الرحيم .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر