الموضوع: نظرات في سورة الإخلاص

بسم الله الرحمن الرحيم

نزلت سورة الإخلاص تبين التنزيه الواجب لله تعالى واجب الوجود ..

فقد جاء نفر من اليهود يسألون رسول الله عليه السلام عن ذات الله تعالى وماهيتها ..

فنزل قوله تعالى ينزه الله تعالى عن أن يحيط بها عقل أو أن يدركها بشر ..

فلا يعلم الله إلا الله .... كما بين الشيخ ابن تيمية .

يقصد ماهية الذات لا الصفات ..

وهذا ما جاء في اعتقاد السلف الصالح الطحاوية إذ جاء فيها ( أنه سبحانه لا تدركه الأفهام ولا تبلغه الأوهام .. ) .

لأن صفاته عز وجل معلومة المعنى غير معقولة الكيف كما بين الإمام مالك رحمه الله تعالى ..

ومن هنا ننطلق في بيان بعض معاني تلك السورة العظيمة التي هي ثلث القرآن ..

( قل هو الله أحد )

أي أنه سبحانه واحد في ذاته واحد في صفاته واحد في أفعاله .. ليس كمثله شيء .

( الله الصمد )

السيد الغني عن كل شيء الذي يحتاجه كل شيء .. فالمخلوقات كلها تنظر إليه بعين الحاجة .
فالصمد هو مكان جلوس العروس الذي ينظر إليه الجميع ..

( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )

فلا شبه له ولا عدل .

وكما جاء في عقيدة السلف الصالح الطحاوية ( لا يشبهه الأنام ) .

ومن كنوز وظلال قوله تعالى :- ( قل هو الله أحد الله الصمد )

أي أن الله يأمرنا أن نجعل شعار حياتنا الدعوة إلى الله تعالى .. فنعلم الناس صفات رب العالمين وفضله وواسع رحماته .. أن نسير سير الأنبياء ... وكل ذلك يؤخد من الآية الأولى ..

فمن التزم السير سير الأنبياء ( الآية الأولى ) كفاه الله همه وأعطاه سؤله ووسع له رزقه وكفاه دنيا وآخرة ( الآية الثانية ) .

نسأل الله أن يرزقنا الهداية وأن نسير سير الأنبياء دعاة مهديين هادين بالحكمة والموعظة الحسنة حتى يتوفانا وهو راض عنا سبحانه وتعالى .

والحمد لله رب العالمين .

بارك الله فيكم وكتب أجركم