عندما تعوز الطّغاة الحيلة ويفتقد الجبابرة المبرّر الواضح والمعقول لتصرّفاتهم الإجراميّة الرّعناء، يهربون إلى الأمام بتوسّل منطق التّفكير بالمؤامرة لاسيما وأنّ هناك أكثر من مشجب يسعف في مثل هذا التّحجّج اللّئيم، فهناك المعارضة العميلة للطّامعين، وهناك إيران المدّ الصّفويّ اللّعين، وهناك إسرائيل زعيمة المعتدين، وهناك أمريكا وكر المتربّصين، وهناك وهناك...، وهم يحسبون أنّ الشّعب جوقة مغفّلين ذاكرتهم مثقوبة، وعلى قاعدة: ((بالتّكرار يتعلّم الحمار)) يجنّدون أبواق الدّعاية لمنطقهم العليل، فيسخّرون كعادتهم زمر الوشاة والمتـزلّفين، وحشود المهلّلين والمصفّقين، وفلول المباحث وكتائب المجرمين، وجميع من يفتقد للاعتزاز ولا يسعى إلاّ إلى التّقرّب من ذوي النّفوذ ليس حبّا في الوطن وإنّما سعيا إلى المصلحة الشّخصيّة وإلى الاغتناء السّريع عملا بوصفة: ((من هنا تؤكل الكتف))، فالحمد لله أن هلّت بشائر الخير بتجدّر الوعي في صفوف أبناء هذه الأمّة، وانكشفت سوءة هذه الأنظمة الجبانة العميلة بانكشاف سياساتها الفاشلة التي حتى المحتلّ لم يعد يستطيع دعمها علانية كما كان الحال سابقا، الحمد لله أن جعل ما يشهده العالم من أحداث موعظة للمتفكّرين، وبشرى بقرب الفرج للمؤمنين، ومقدّمة لموعود ربّ العالمين بالغلبة للطّائفة المنصورة بقيادة أمير المؤمنين الإمام المهديّ عليه السّلام وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطّاهرين