السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الغني
وقد ورد هذا الاسم في ثمانية عشر موضعًا من القرآن ،قال تعالى :{ وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ } ،وقال تعالى :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }.
فهو تبارك وتعالى الغني بذاته ،الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات ،لكماله وكمال صفاته التي لا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه .
ومن كمال غناه أنه لا تنفعه طاعة الطائعين،ولا تضره معصية العاصين ،فلو آمن أهل الأرض كلهم جميعا ما زاد ذلك في ملكه شيئا،ولو كفروا جميعا لم ينقص ذلك من ملكه شيئا .
فمن عرف ربه بهذا الوصف العظيم عرف نفسه،من عرف ربه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق ،ومن عرف ربه بالقدرة التامة عرف نفسه بالعجز التام ،ومن عرف ربه بالعز التام عرف نفسه بالمسكنة التامة ،ومن عرف ربه بالعلم التام والحكمة عرف نفسه بالجهل ،وعلم العبد بافتقاره إلى الله الذي هو ثمرة هذه المعرفة هو عنوان سعادة العبد وفلاحه في الدنيا والآخرة .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر