بسم الله الرحمن الرحيم
المنافقون بين البارحة والليلة
قال الله تعالى ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون . اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعلمون . ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون . وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتهلم الله أنى يؤفكون . وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسمهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون . سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم والله لايهدي القوم الفاسقين ) من هذه الآيات نستخرج:
1- أن المافقين وإن اعلنوا انهم مؤمنون فهم كاذبون في قراراة نفوسهم
2وان أعمالهم وأقوالهم تكذب ذلك الزعم 2- أنهم يحلفون انهم مؤمنون ليدرأو عن أنفسهم حكم الله فيهم في الدينا فمن يدافع عنهم يوم القيامة ؟.
3- أنه مطبوع على قلوبهم والطبع على القلب التحجر وعدم قبول الهدى وهذه اعظم عقوبة في الدينا لهم
4- انهم يتأنقون في الملبس والقول حتى يخدعوا الناس لتمرير كفرهم وضلالهم وهذا هو واقعهم في كل زمان ومكان إلى يومنا هذا ولكنهم كالخشب المسندة التي لا حياة فيها ولا عقل لها ولا فهم ولا قبول لموعظة كالجماد .
5- أنهم هم العدو ،وصيفة التعريف"هم العدو " توضح أنهم اخطر الأعداء فكأنه لا عدو إلا هم ،فعداوتهم أخطر من عداوة الكفار الصرحاء لأن المنافقين يهدمون المجتمع المسلم والدولة المسلمة من داخلها ولأنهم يظهرون الإيمان ويستترون به ولكن أعمالهم وأقوالهم تخالف زعمهم الإيمان وتآمرهم مع الكفار الاخرين ضد اهل الإسلام واضح جلي في السابق واليوم ، وهذا واقعهم اليوم
6- أن الله يقاتلهم في كل موقع، فكيف يظهر المسلم لهم المودة أو يعلن دفاعه عنهم وعن حقهم في الرأي الذي هو العداء الصريح للإسلام والبغض الواضح للإيمان وأهله والمودة الخالصة للكفار وأقوالهم وأخلاقهم وأعمالهم والكره الشديد لأهل الإسلام والعمل لفتنة المسلمين عن دينهم والتسبب في إغواء الشباب والناشئة وتزيين الباطل لهم وتزيين أخلاق الكفار وعقائدهم العلمانية والليبرالية والديموقرباطية الكفرانية ودعواتهم الإجرامية إلى سفور والإختلاط والدعوة إلى إسقاط الأوامر الشرعية والأحكام الربانية في العلاقات بين الرجال والنساء تماما كما هو الحال عند الغربيين الذين لا يدينون دين الحق ، والدعوات إلى الحرية المطلقة من ضابط الإسلام لهدم العقيادة وضعضعة الإيمان والتشكيك في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والفقه والتاريخ الإسلاميين باسم الحرية وتحت مظلتها الليبرالية الكفرية .
6- أنهم يستكبرون على الحق وأهله حتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لقي منهم صنوف الأذى ، ولكنه تركهم حتى لايقال إن محمدا يقتل أصحابه.
7- وهذه مهمة جدا : أن الرسول صلى الله عليه وسلم وإن سكت عنهم فإنه لم يمكنهم من أي منصب ولا من أية وظيفة وهمشهم كل التهميش ، فليس لهم على المسلمين سلطان ولا رئاسة في أي موقع ولا تمكين لهم لينشروا باطلهم في اي موقع نشر مهما كان في ذلك الوقت كالخطبة والحديث في المجالس العامة واتخاهم خطباء يردون على الوفود ومن كان منهم شاعرا فسب الإسلام وشكك فيه اهدر دمه ، فليس للمنافقين ان يكون لهم أي موقع لنشر ضلالهم وإفكهم وتخريبهم لمجتمع المسلمين ودولته ، وهذا ما أغاظهم فأخذوا يدسون الدسائس ويسربون الشائعات حتى لم يسلم هو صلى الله عليه وسلم وعرضه منهم قاتلهم الله فإذا ووجهوا بجرائمهم واقوالهم ودسائسهم حلفوا بالله ما قلنا قال تعالى (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74) وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (78) الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِين َ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) . فتراهم في مقالاتهم ولقاءاتهم في القنوات وفي الإنترنت والإذاعات والمنابر الإعلامية كافة يؤكدون أنهم مسلمون وانهم هم من يمثل الإسلام الصحيح بينما العلماء والدعاة وكل من يطبق شريعة الله ويدعو إليها فمتطرفون متشددون رجعيون و ذلك ما كان يحدث في عهد النبوة حيث كان المنافقون يلمزون المطوعين في الصدقات أي المتطوعين في التصدق في سبيل الله يلمزونهم واللمز هو السب والطعن ، وكذا سبهم للصحابة رضي الله عنهم حين قالوا ( ما راينا مثل قرائنا هؤلاء أوسع بطونا واكذب ألسنة واجبن عند اللقاء ) نعم هذا ما قالوه في الصحابة أبطال الإسلام الذين بذلوا المال والولد والنفس في سبيل الله يقول عنهم المنافقون سلف منافقي اليوم هذا القول فقال الله تعالى فيهم قولا محكما إلى يوم القيامة يخزيهم ويبين موقعهم وحالهم إلى يوم القيام ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَا تُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) فلما نزلت هذه الأيات فيهم وهم في غزوة تبوك كانوا يتعلقون بذيل ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ويحلفون إنهم لم يقولوا إلا على سبيل الخوض واللعب والمزاح ، فكذبهم ونزل على نبيه قرآنا يفصحهم ، وبين الحق تعالى أن سبهم للصحابة واستهزاءهم بهم هو استهزاء بالله وآيته ورسوله (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ). فما أشبه الليلة بالبارحة .
علي التمني
أبها في 13/5/1432