تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حديث: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاثَةَ نَفَرٍ الْجَنّة!!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي حديث: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاثَةَ نَفَرٍ الْجَنّة!!!

    "إِنَّ اللَّهَ عز وجل يُدْخِلُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: الْمَيِّتَ، وَالْحَاجَّ عَنْهُ، وَالْمُنَفِّذَ ذَلِكَ".

    هذا الحديث مما تفرد به (أبو مشعر نجيح بن عبد الرحمن) وإن كان صدوقاً في نفسه؛ إلا أنه ضعيفٌ لين الحديث، له مناكير، ترك الرواية عنه الأئمة الأعلام وهابوها، واختلط في أخرة وتغير تغيراً شديداً، عن (محمد بن المنكدر)، عن (جابر بن عبد الله رضي الله عنه) يرفعه.

    ثم هو يروى عن أبي مشعر من طريقين:
    (الطريق الأول): يرويه (إسحاق بن بشر البلخي) الكذاب الوضّاع.
    أخرج حديثه:
    - الحارث بن أسامة في مسنده كما في البغية رقم (352)، والمطالب رقم (1154).
    - ابن عدي في الكامل (1/557) ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/219) عن (إسحاق بن إبراهيم السختياني) لم أعرفه.
    - أبو الشيخ في طبقاته رقم (489) عن (صالح بن سهل) مجهول الحال والعين.
    - الطبراني في مكارمه رقم (145) عن (عمر بن حفص السدوسي).
    وقد وهم في إسحاق هذا الإمام البيهقي رحمه الله؛ حيث جعله (إسحاق بن عيسى بن الطباع) وليس هو حديثه بالمره.
    أخرجه واهماً فيه رحمه الله في الكبرى (5/179) والشعب رقم (4123) عن (علي بن الحسن الدرابرجردي).
    إلا أنه في الشعب قد ألمح إلى أنه لم يتأكد من ذلك؛ كما فعل في الكبرى؛ فقال: (أظنه ابن عيسى).. وهذا أولى منه رحمه الله.
    وقد التقط هذا الوهم وفرح به السيوطي في (اللآلئ المصنوعة 2/110) وتعقب به حكم الإمام ابن الجوزي عليه بالوضع؛ وما علم أنه هو رحمه الله المتعقب؛ فقال:
    (أخرجه البيهقي في سننه واقتصر على تضعيفه، وفي شعب الإيمان قال: أنبأنا أبو طاهر الفقيه، أنبأنا أبو بكر القطان، حدثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى، حدثنا إسحاق أظنه ابن عيسى، حدثنا أبو معشر به.
    وأخرجه أيضا من طريق ابن عدي: حدثنا المفضل بن محمد الجندي، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا عبد الرزاق، عن أبي معشر به).
    فكأنه يشير إلى أنه من طريق البيهقي الموهوم، وطريق عبد الرزاق المنكر الشاذ = يتقوى وينجبر.. وهيهات هيهات هذا. وسيأتي مزيد بيان إن شاء الله.

    (الطريق الثاني): يرويه (عبد الرزاق).
    أخرج حديثه:
    - ابن عدي في الكامل (8/318) ومن طريقه البيهقي في الشعب رقم (4123) بسندٍ فيه (الفضل بن محمد الجندي) يهم كثيراً في الأسانيد؛ يلقيها إلقاءً هكذا.. تفرد عن عبد الرزاق بهذا.. وهو والطريق قبله غير محفوظين كما أشار إلى ذلك ابن عدي رحمه الله.

    وقد وقفت على متابعة لهذا الحديث يرويها الحارث بن أسامة في مسنده كما في البغية رقم (353) والمطالب رقم (1154).. بسندٍ تالفٍ ليس بشيء.. قال:
    (حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن إبراهيم بن شعيث المدني يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم... )فذكره.

    قال ابن الجوزي: (هَذَا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، والمتهم بِهِ: إِسْحَاق بْن بِشْر، وَهُوَ فِي عداد من يضع الحديث).. وأعله به الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام.
    وقال ابن القيسراني في [ذخيرة الحفاظ 5/2782]: (رواه إسحاق بن بشر الكاهلي، عن أبي معشر المديني، عن محمد بن المنكدر، عن جابر. وإسحاق هذا كذاب).

    فالخلاصة: أن هذا الحديث كذبٌ لا يصح ولا يثبت ولا يجوز الاحتجاج به.. ومن اقتصر على تضعيفه فقد تساهل.

    ثم وقفت على شاهدين له:
    (الأول): من حديث أنسٍ رضي الله عنه.
    أخرجه كلٌ من:
    - البيهقي في الكبرى (5/179) بسندٍ فيه (أحمد بن محمد الخسروجردي) ضعيفٌ ليس من أهل الرواية ولا كرامة؛ ذكره الحاكم رحمه الله في تاريخ نيسابور؛ وقال: (حدث عن جماعة من أئمة المسلمين أشهد بالله أنه لم يسمع منهم).
    - وابن شاهين في الترغيب رقم (329) بسندٍ فيه (محمد بن حسن الموصلي) كذابٌ وضاع.
    ناهيك عن المجهول الآخر الذي لا يعرف حالاً ولا عيناً والذي عليه مدار هذا الطريق (زياد بن سفيان)!!

    ووجدت أن السيوطي في (اللآلئ المصنوعة 2/110) قد نقل طريقاً آخر متابعاً لحديث أنس رضي الله عنه السابق مما يرويه الإمام الدار قطني _ ولم أقف عليه في شيء من كتبه أو في شيء من الكتب المسندة _ فقال:
    (قال الدارقطني: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن سليمان بن فارس، حدثنا الحسن بن العلاء البصري، حدثنا مسلمة بن إبراهيم، حدثنا هشام بن سعيد، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس قال قال رسول الله: "حجة للميت ثلاث: حجة للمحجوج عنه، وحجة للحاج، وحجة للوصي").
    وهذا سندٌ واهٍ مسلسلٌ بالمجاهيل الذين لا يعرفون وغيرهم؛ قال العلامة المعلمي:
    (في سنده (الحسن بن علاء البصري) لعله الحسن بن علاء بن القاسم المذكور في اللسان، وفوقه رجلان لم يتبين لي أمرهما، وفوقهما (سعيد، عن قتادة، عن أنس) والظاهر أن سعيداً هو ابن أبي عروبة وهو ثقة. لكنه اختلط قبل موته بمدة طويلة، وهو مع ذلك كثير التدليس كما في التقريب، وقتادة كثير التدليس).

    (الثاني): من حديث عليّ رضي الله عنه.
    ورد في مسند الإمام زيد ص (215).. ولا تعليق على هذا الشاهد!!!!!

    فالخلاصة: أن هذا الحديث بمتابعاته وشواهده = حديثٌ موضوع لا يصح ولا يثبت ولا يحتج به.

    مما علقته أثنا قراءتي لثبت العلامة الأهدل (النفس اليماني ص43).
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: حديث: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاثَةَ نَفَرٍ الْجَنّة!!

    بارك الله فيك أخي الفاضل السكران التميمي، طوّلتَ الغيبة فنرجوا أن يكون المانع خيراً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    (الطريق الثاني): يرويه (عبد الرزاق).
    أخرج حديثه:
    - ابن عدي في الكامل (8/318) ومن طريقه البيهقي في الشعب رقم (4123) بسندٍ فيه (الفضل بن محمد الجندي) يهم كثيراً في الأسانيد؛ يلقيها إلقاءً هكذا.. تفرد عن عبد الرزاق بهذا.. وهو والطريق قبله غير محفوظين كما أشار إلى ذلك ابن عدي رحمه الله.
    الإمام المفضل بن محمّد بن إبراهيم الجندي المقرئ، أبو سعيد اليمني محدّث مكّة (ت308هـ)
    ما كان إلاّ ثقةً مأموناً !! وهم في رواية حديثٍ واحدٍ.. فكان ماذا ؟؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: حديث: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاثَةَ نَفَرٍ الْجَنّة!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    طوّلتَ الغيبة فنرجوا أن يكون المانع خيراً
    الصّواب: نرجو

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    108

    افتراضي رد: حديث: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاثَةَ نَفَرٍ الْجَنّة!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
    الصّواب: نرجو
    الصواب : نرجوا .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •