السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القوي المتين
وقد جاء اسم الله (القوي) في عدة مواضع من القرآن الكريم ،منها قوله تعالى :{ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ } .
واسم الله (المتين) لم يرد إلا في موضع واحد مقرونًا بوصف الله بأنه ذو القوة ،قال الله تعالى :{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }.
ومعنى (المتين ) :أي:شديد القوة ،ومعنى (القوي): أي:الذي لا يعجزه شيء ،ولا يغالبه غالب ،ولا يرد قضاءه راد،ينفذ أمره و يمضي قضاؤه في خلقه ،يعزّ من يشاء،ويُذلّ من يشاء ،وينصر من يشاء ،ويخذل من يشاء ، فالقوة لله جميعا ،لا منصور إلا من نصره ،ولا عزيز إلا من أعزه، قال الله تعالى :{ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ} .
هذا وإن إيمان العبد بهذا الاسم يثمر فيه انكسارًا بين يدي الله وخضوعًا لجنابه وخوفًا منه سبحانه ولجوءًا إليه وحده ،وحسن توكل عليه ،واستسلامًا لعظمته ،وتفويض الأمور كلها إليه ،والتبرؤ من الحول والقوة إلا به .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر