السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البصير
وهو اسم تكرر وروده في القرآن الكريم في مواضع تزيد على الأربعين ،منها قوله تعالى :{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }،وقوله تعالى :{ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }.
والبصير:أي:الذي يرى جميع المبصرات ،ويبصر كل شيء وإن دقّ وصغر،فيبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة الصمّاء في الليلة الظلماء، ويرى مجاري القوت في أعضاءها ،و يبصر ما تحت الأرضين السبع كما يبصر ما فوق السماوات السبع،ويرى تبارك وتعالى تقلبات الأجفان،وخيانات العيون .
ولقد أحسن من قال :
يا من يرى صفَّ البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى مناط عروقها في نحــــرها والمخَّ من تلك العظام النحّل
امنن عليّ بتوبة تمحـــــــــو بـــها ما كان مني في الزمان الأول
ثم إن لهذا الاسم العظيم مقتضياته من الذلّ والخضوع ودوام المراقبة والإحسان في العبادة والبعد عن المعاصي والذنوب .
قال ابن رجب-رحمه الله-: (( راود رجل امرأة في فلاة ليلًا ،فأبت،فقال لها:ما يرانا إلا الكواكب،قالت:فأ ن مكوكبُها؟!)) أي:ألا يرانا. قال تعالى :{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } وكفى بهذا زاجرًا و رادعًا.
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر