تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: " خطورة الأفلام والمسلسلات الدينية على الإسلام والمسلمين "

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    33

    افتراضي " خطورة الأفلام والمسلسلات الدينية على الإسلام والمسلمين "

    " خطورة الأفلام والمسلسلات الدينية على الإسلام والمسلمين "

    بقلم : أحمد بوادي

    http://bawady.maktoobblog.com/565540...22/?postView=1

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :

    فهذا هو اسم الإسلام يُتَّخذُ لأرذل الأعمال ، وأقبحها ، وأشدها فساداً؛ على الدين وأهله ، باسم مسلسلات وأفلام الدين

    التي ينادي بها أصحابها ترويجاً لبضائعهم الرخيصة ، باغين بذلك عرض الحياة الدنيا ، زائغين عن الآخرة .

    فلقد سلك هؤلاء الناس طريقاً ذا اعوجاج يريدون به إيصال الناس إلى معرفة دين الإسلام مبتعدين كل البعد عن نهج سيد الأنام محمد  سالكين بذلك وسائلَ غيرَ شرعية للوصول إلى مطالب دنيوية ، صارفين الناس عن الصورة الحقيقية لهذا الدين من خلال هذه الأفلام ؛ مصوّرين لهم أن ما يحدث فيها هو الحق الذي لا لُبس فيه ، وأن ما يسمع من غيرهم وما لا يشاهد في أفلامهم هو الباطل .

    كيف لا يقال هذا ؛ والقائم على إخراج نصوص هذه الأفلام ؛ رجال دين ، وعلماء ، ومشايخ ؟! كيف لا يقال مثل هذا ؛ وهذا مسلسل ديني وتلك مسرحيّة إسلاميّة ،

    أيعقل أن يشاهَدَ على التلفاز حقائق كاذبة ؟!!

    كيف لا يقال هذا وهناك من علماء الدين ؟؟!!! قد افتوا بالجواز

    وقد اصبح التمثيل في عصرنا من مميزات الحياة المعاصرة، واصبحت له معاهدة وكلياته وخريجوه، وصار له عشاقه ومريدوه وغدت له صور شتى في المسرح وفي الافلام وفي المسلسلات وغيرها. كما غدا يطرق أبواب الحياة الفردية والاسرية والاجتماعية والسياسية والدولية وغيرها. وأمسى له تأثيراته الهائلة في حياة الناس ايجابا وسلبا . انتهى .

    هذه حجة من سيرفض قول الآخرين ولا يستجيب إلاّ إلى تلك البرامج من أفلام الدين لأنَّهم يرون أنَّ الحقّ ما يقوله ذلك الفيلم حتى يصل الأمر عند البعض إلى أن يأخذ الأحكام الشرعية من هذه الأفلام السينيمائية ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ .

    وحتى يكون المسلم على بينة من أمره فسأُبين فساد هذا الاعتقاد وأنه اعتقاد باطل وأن ما يشاهد في تلك الأفلام إنما هو الكذب والتضليل والحق ما قاله الآخرون من بطلان هذا التمثيل . وباللّه العصمة وعليه وحده التكلان .

    حكم التمثيل :

    لا بد أن تعلم أخي المسلم وفقني الله وإياك أنَّ التمثيل الذي يشاهد على شاشات التلفاز تمثيل محرم لا لُبس فيه ولا اختلاف .

    وكل من يقول بغير هذا فهو متهم بأخلاقه وحسن إسلامه لأنَّ هذا التمثيل قائم على السفور والمجون والكذب والتضليل ، وسأتكلم عن هذا -إن شاء الله –؛ وأمّا الاختلاف الواقع في حكم التمثيل ؛ فإنّما هو في التمثيل الذي لا يكون فيه الاختلاط ، والتعري ، والفسق ، والغناء ، والمجون ، و التمثيل الخالي من ارتكاب المعاصي ، والذنوب.

    القائمون على التمثيل :

    لا بد أن يعرف المسلم ؛ أن القائمين على هذه الأفلام إنّما هم يهود، ونصارى يريدون الكيد للإسلام والمسلمين ، ويشاركهم مسلمون ارتموا في أحضانهم ، ووقعوا في شباكهم ، تابعين لأفكارهم وآرائهم ، فلا يميزون بين حلال ولا حرام ، فتراهم يميلون نحو اليمين والشمال، غير عابئين بأحكام الإسلام منفذين ما يطلب منهم من الأدوار مخالفين بذلك شرع الله –عزّ وجلّ، فيمثّلون قصص الحب والغرام ؛ وكأن هذا من دين الإسلام ، فلا تفرقهم عن أسيادهم من الكفار نساءً كانوا أم رجالاً ، متبرجين ومتبرجات .

    فهل هؤلاء ممن يؤخذ منهم دين الإسلام ؟!!

    وقد ذكرهم واصفاً إياهم في كتابه النافع واقعنا المعاصر بصفات الانحلال والمجون فقال :

    «ورجال الفن ونساؤه الذين يقومون بدور الترويج والترفيه عن الجماهير كلهم بطبيعة الحال ـ من الذين انحلت اخلاقهم من قبل ، فكان الانحلال ذاته هو المؤهل الذي يؤهلهم لدخول عالم الفن! وهؤلاء قد جعلت منهم الصحافة «نجوماً)) و «أبطالاً)) يسعى الأولاد والبنات إلى تقليدهم والتشبه بِهم ، ولا يَكُفُ المجتمع عن التطلع إليهم ، والإشادة بهم، والتحدُّث عنهم ، والإهتمام بشأنهم .

    بل أصبحوا «الطبقة)) المرموقة التي تحظى بالاحترام وتحظى بالتقدير !

    فأي شيء بقي في حياة الناس لا تشكله أيدي المنسلخين من الدين ، الداعين إلى التغريب تحت عنوان من العناوين؟!))( ).


    فهل يُؤْخَذ الدين ممن هذا هو حالهم ووصفهم يا مسلمين ؟!!

    ومما يؤسف له أننا نرى في هذه الأفلام ممثلين وممثلات لا خلق لهم ولا خلاق يصورون الصحابة والصحابيات بأشخاصهم القذره فيظهر الممثل الكافر الذي أشرك بالله بدور هؤلاء الصحابة الكرام

    ثم نجد ممن ارتمى في أحضانهم ووقع في شباكهم من المسلمين يمثلون مثل تلك الأدوار متشبهين بالرسل والصحب الكرام فتراه يمثل بالأمس دور الحل والانحطاط بمشاهد الفسق والمجون ـ وما هذه المشاهد إلاّ الصورة التي يعبرون بها عن واقعهم الذي يعيشون فيه وإن لم يكن هذا حالهم لما رضوا فيه ثم يمثلون بعد ذلك دور الصحابة الأجلاّء الذين أثنى الله ـ عز وجل ـ عليهم في كتابه العزيز : {رضي الله عنهم ورضوا عنه} ( ).

    وقال عنهم صلى الله عليه وسلم : «من سب أصحابي ، فعليه أستغفر اللهأستغفر اللهأستغفر اللهأستغفر الله الله والملائكة ، والنّاس أجمعين ))( ).

    فكيف بمن ينتَقص من قدرهم بأن يتمثل بشخصهم ، كمثل هؤلاء الفسقة المجرمين.

    وقال صلى الله عليه وسلم : «لا تسبوا أحداً من أصحابي ، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ، ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه))( ).

    أم أن هؤلاء المنحرفين يطمعون في نيل شيء من صفات الصحب الكرام

    ولقد صدق الشاعر بقوله :

    ألم تر أنَّ السيف ينقص قدره ..... إذا قِيل إنَّ السيفَ أمضى مِن العصا

    فكيف إذا كان هذا الممثل يضع نفسه في ذلك الْجُحر ، الضيق ذلك المأزق الحرج مع الرسل والصحابة الكرام .

    ومما يزيد الطين بِلَّة أن نرى الممثلات الكاسيات ، العاريات، المائلات ، المميلات ؛ يمثلن أدورا الشريفات العفيفات الطاهرات الكريمات ، يمثلن قصص حياتهن وفيهنّ ما فيهن من البعد والابتعاد عن دين الله.

    بل البعض فرق في عدم جواز تمثيل العشرة المبشرون بالجنة والحسن والحسين

    وأجاز تمثيل غيرهم من الصحابة ؟؟!!!


    ولا اعلم على أي مستند أو أي ضابط قام هذا التأصيل بالتفريق

    فإن كان التمثيل لا ينقص من قدر الصحابة فما المانع من تمثيل الصديق وعمر وعثمان وعلي وحتى زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ؟؟!!! .

    وإن كان تمثيلهم ينقص من قدر هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم

    أو أنه عيب في حقهم فهل يباح الإنتقاص والمساس بغيرهم من الصحابة ؟؟!!! .



    فأي غيرة عند المرء المسلم ، وأي شعور بل وأي دين يدعيه هؤلاء يجعله ينظر إلى مثل هذه الجريمة الشنعاء بعينيه منشرحاً بها صدره ، بما يرى ويسمع ، أي غيره على الإسلام ، وأي دين عند هؤلاء يجعلهم ينظرون إلى من ظهرت بمشاهد الفسق والفجور تظهر بدور الشريفات العفيفات أمثال : أسماء بنت أبي بكر ، وهند بنت عتبة ، أو أم عميس ، أو أم مَرْثد ، وغيرهن من الصحابيات العفيفات الطاهرات .

    أم أن القلوب قست وأصبحت كالحجارة لا تفرق بين الأحياء ولا الأموات ، ولا بين الظلمات ولا النور ، ولا الظل ولا الحرور ، ولا بين الخلق والفجور ، ولا بين الصحابيات و العاهرات الماجنات .

    إن المسلم الحق الغيور لا يقبل لمثل هؤلاء أن يتمثلن بشخص احدى بناته أو زوجاته لقلة حيائهن ، وسوء أخلاقهن ، وكثرة فجورهن ذلك أن فيه مساساً لكرامتهن وعفافهن ، ذلكم أن التي تريد أن تتمثل بأشخاصهن فلا بد لها

    وأن تكون ولو أقل القليل في مستواهن الأخلاقي ، والديني بل والاجتماعي ، فكيف إذا كان لا خلق ولا دين فلا يقبل مثل هذا العمل ، للفارق الكبير بينهن فكيف إذا كان هذا التشبيه مع أطهر وأعف خلق الله ـ رضي الله عنهن وأرضاهن ـ فالفارق كبير كبير كبير …

    فأفيقوا أفيقوا يا مسلمين .

    محذورات شرعية في التمثيل

    لا اخفيكم مدى استغرابي وذهولي وحزني وأنا اقرأ للبعض ممن يبيح هذه الأفلام والمسلسلات اشتراطه لإباحتها بالضوابط الشرعية ؟؟!!! .

    وكأن قائل هذا الكلام لا يدري حال الواقع ، أو لم يطلع عليه ، أو لم يشاهد ما يجري من مصائب من جراء هذا التمثيل ،

    وحسن النية وسلامة الصدر في مثل هذه الأمور لا تصلح لأن الذي يعاملك يكيد للإسلام وأهله فينبغي على الداعية أن يكون حذرا في فتواه

    بل أشك أن مثل هذه الفتاوى للأسف الشديد قد تجعل من القول بإباحتها بتلك الضوابط مخرجا سهلا لمن يروج لها


    وكما لا يخفى الحال أن هؤلاء سيعمدون إلى بعض الأمور التي يعتقدون أنها شرعية أو يلبسون على المجتمع بذلك فيقارنوا هذه المسلسلات الدينية بأفلام العهر والمجون ويقولون انها تختلف عنها ولا يوجد فيها تبرج ولا غناء صاخب أو ماجن فيلبسونها ثوب الإسلام

    فالواجب على أهل العلم وطلابه أن لا يستغلوا في مثل هذه الأمور مع هؤلاء لأن حقيقتهم الممسوخة عن الإسلام وتعاليمه مفضوحة مكشوفة وأن لا يتركوا لهم أي مخرج مهما كان ضعيفا أو صغيرا قد يستغله هؤلاء بمكرهم

    فيجب التعامل معهم بحزم وقوة ، وأن ينظروا بعين بصيرة إلى حقيقة المجتمع الذي يعيشونه ويعلموا جيدا أن فتاواهم ستستخدم بإسلوب ماكر وخبيث لتمرير مخططاتهم ومآربهم الدنيوية

    وللننظر إلى بعض المخالفات الشرعية في تلك المسلسلات التي يسمونها إسلامية ؟؟!!!

    (شرك وكفر في الأفلام والمسلسلات بعذر التمثيل )

    يُقسم أهل العلم الشرك إلى قسمين :

    1ـ شرك أكبر : وهو مخرج من دين الإسلام .

    2ـ وشرك أصغر : لا يخرجه منه ولكن يستوجب الإثم والعقوبة ، وهذا الشرك الأصغر يقع فيه كثير من الناس - من حيث لا يشعرون ـ

    والبعض إذا بينت له ذلك يحتج عليك بنيته ، ويقول : أنا نيتي صادقة ولا أقصد

    هذا الشرك ، ويبقى على عمله والعياذ بالله ، وهذا أمر في غاية الخطورة على دينه

    فلقد قال صحابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت ، فقال : «أجعلتني لله نداً ؟!! بل ما شاء الله وحده))( )

    فهذا الصحابي ـ رضي الله عنه ـ قال مثل هذا الكلام ولا يقصده ، ولو كان قاصداً هذا الكلام لحل دمه ؛ ومع ذلك نهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    أحببت أن أضع هذه المقدمة أمام الكلام حتى لا يعترض معترض فيقول ما يحدث في الأفلام الدينية ليس مقصوداً وإنّما هو تمثيل وليس حقيقة ؛ فنكون قد أجبنا عليهم –كما ذكرت آنفاً - ،

    وزيادةً في البيان أقول إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرّم تحديث النّاس بالكذب لإضحاكهم بما يسمى عند العوام أنَّها (نكته) ؛

    لأنها كذب فقال صلى الله عليه وسلم : «ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب! ويل له ! ويل له ))( ) ومع أنَّ هذا لم يكن يقصد الكذب وإنّما هو إضحاك الناس ؛ فقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه في ذاته كذب .

    وهؤلاء الممثلون والممثلات تجدهم يعكفون عند الأصنام ، يسجدون لها ويدعونها ويقسمون بها

    بل ويطوفون حول مجسم يضعونه يمثلون أنه الكعبة وكل هذا شرك ولا يجوز وإن كانوا لا يقصدون .

    وأضف إلى ذلك سخريتهم من الرسول صلى الله عليه وسلم عند قيامهم بتمثيل أدوار المشركين
    لما يستلزم ذلك منهم لبيان حال المشركين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان المشركون يعاملونه ويسخرون منه بأبي وأمي هو صلى الله عليه وسلم وهذا من الكفر والعياذ بالله

    قال تعالى :

    ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) (التوبة:65،66)

    (وقد يقول قائل منهم أن هذا نقل للكفر وناقل الكفر ليس بكافر . )

    أقول :

    إن مثل هذا القول لا يصح لأن ناقل الكفر إنما يخبر الكفر عمن نقل عنه وهؤلاء يقومون بأنفسهم بعمل هذا الكفر ومثال ما نحن فيه يقول رجل أن المشركين كانوا يسخرون من الرسول صلى الله عليه وسلم ويقولون أقوالهم بذلك فهذا النقل منه جائز .

    أما أن يقوم شخص فيسخر من الرسول بأقواله وأفعاله وإذا سألناه ماذا تفعل قال أنا أمثل ما كان يفعله المشركون مع رسول الله .

    فهذا لا يصح فلم يأت الشرع ويبيح له أن يسخر من الرسول والصحابة ليمثل للناس كيف كانوا يسخرون منه صلى الله عليه وسلم

    فإن المرء منا ليتقطع فؤاده وهو ينقل الكفر

    بلسانه للحاجة أحيانا فكيف القيام بتمثيلها والنطق بها على لسانه وهو منشرح بها صدره ، فهل هؤلاء الممثلين وهم يمثلون تلك الأدوار مثلوها وقلوبهم تتألم وتتقطع لما كان من حال المشركين مع الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ أو كان همهم نجاح عملهم في هذا التمثيل وكم من المال سيجنون منه إن اتقن الرجل منهم مسبة الرسول !!!.

    فانظر إلى أين قادهم الجهل وحب الدرهم والدينار.

    وإن كان تعذرهم بأن هذا الفعل من التمثيل !!! فهل يجوز لهم أن يمثلوا دور صحابي أو جاهلي ارتكب جريمة الزنا أو شرب الخمر ؛ على أن يشرب الخمر حقيقة أو يزني حقيقة حتى يصح له التمثيل ؟؟!!! .

    وقائع تاريخية كاذبة

    لقد وصل الأمر من بعض هؤلاء الجاهلين المضلين من مفتين ومخرجين بأن يجعلوا من الكذب على الله ورسوله ربحاً مادياً لهم وذلك بتصوير أحداث كاذبة من التاريخ الإسلامي وعرضها على الناس .

    وما علم هؤلاء أن الكذب على الله ورسوله من أقرب الطرق إلى جهنم وبئس المصير ، وما علموا أن تشويه التاريخ الإسلامي بالحقائق الكاذبة من أكبر الجرائم في حق الأُمة ، ذلكم أنّ التاريخ هو الحضارة التي تبني عليها الأمة أمجادها فكيف إذا كان هذا التاريخ تاريخ أمة إسلامية تتعلق فيها أحكام الشريعة الإسلامية

    (وقد ذكر العلامة الألباني - رحمه الله – في ذلك كلاماً مفيداً في «سلسلته الصحيحة)) ، قال – رحمه الله - :

    «وقد يظن بعضهم أنَّ كلّ ما يروى في كتب التاريخ والسيرة أنَّ ذلك صارَ جزءاً لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي ، لا يجوزإنكار شيء منه ! وهذا جهلٌ فاضح ، وتنكرٌ بالغ للتاريخ الإسلامي الرائع، الذي يتميز عن تواريخ

    الأُمم الأخرى ؛ بأنه – هو وحده – الذي يملك الوسيلة العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح ، وهي نفس الوسيلة التي يُميَّز بها الحديث الصحيح من الضعيف ، ألا وهو الإسناد الذي قال فيه بعض السلف : لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء .

    ولذلك لما فقدت الأمم الأُخرى هذه الوسيلة العظمى ، امتلأ تاريخها بالسخافات والخرافات ، ولا نذهب بالقراء بعيداً فهذه كتبهم التي يسمونها بالكتب المقدسة ، اختلط فيها الحابل بالنابل فلا يستطيعون تمييز الصحيح من الضعيف ، مما فيها من الشرائع المنزلة على أنبيائهم ، ولا معرفة شيء من تاريخ حياتهم ، أبد الدهر ، فهم لا يزالون في ضلالهم يعمهون ، وفي دياجير الظلام يتيهون!

    فهل يريد منّا أولئك النّاس أن نستسلم لكل ما يقال : إنَّه من التاريخ الإسلامي .

    ولو أنكره العلماء ولو لم يرد له ذكر إلاّ في كتب العجائز من الرجال والنساء ؟! وأن نَكْفر بهذه المزية التي هي من أعلى وأغلى ما تميز به تاريخ الإسلام ؟!

    وأنا أعتقد أنَّ بعضهم لا تخفى عليه المزية ، ولا يمكنه أن يكون طالب علم [بله] عالماً دونها ، ولكنّه يتجاهلها ، ويغض النظر عنها ستراً لجهله بما لم يصح منه ، فيتظاهر بالغيرة على التاريخ الإسلامي ، ويبالغ في الإنكار على ما يعرف المسلمين ببعض ما لم يصح منه ، بطراً للحق ، وغمصاً للناس ، والله المستعان ))( ) ا.هـ

    وسأضرب أمثلة على بعض تلك الوقائع التاريخيه الكاذبة التي تشوه صورة الإسلام والتي تعرض في تلك الأفلام السينمائية المجرمة فمنها :

    ـ تلك المشاهد المخزية من :

    1ـ قصص الحب والغرام المجرمة

    التي تكون في أثناء تلك الأفلام وهم يصورون التاريخ الإسلامي على أنَّ هذه حقائق في هذا التاريخ ، ولمن ؟ !! لأفضل الخلق في تاريخ الأمّة الصحابة ، والتابعين

    فيكون العشق والحب والغرام بين الرجال والنساء مقبولاً بكل حبٍ واحترام ، كيف لا وقد كان في أفضل العصور وأحسنها على الإطلاق هكذا يدخلون إلى النفوس المريضة من الناس بحجة أن هذه الأفلام دينية . وهذه الطريقة التي يعلمها إبليس لأعوانه للتلبيس عليهم في أمر دينهم باسم الدين فقد جاء عن الحسن بن صالح رحمه الله أنه قال : ( إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير يريد به بابا من الشر ) . فالله المستعان

    2ـ نوم علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    وهذا مما لم يثبت بنص صحيح في السيرة النبوية ، وقد جاءت بروايات ضعيفة أن المشركين اجتمعوا وأرادوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وأن جبريل أخبره صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بأمرهم ، وأمره أن لا يبيتَ في فراشِه ، فجعل مكانه عليا رضي الله عنه

    3ـ وجود بيت العنكبوت على غار ثور

    الذي اختبأ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه ووجود حمامتين وحشيتين على فم الغار وقد باضت ثلاث بيضات))( ).

    بل إن عدم وجود مثل هذا البيت للعنكبوت والحمامة والبيض إنما يدل على كمال حفظ الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن الله قادر على حفظه بدونهما ، كيف يكون هذا وأبو بكر ـ رضي الله عنه ـ يقول لو أن أحدهم نظر أسفل قدميه لرآنا فكيف تجتمع هذه الرؤية مع وجود بيت العنكبوت والبيض .

    4ـ استقبال أهل المدينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالدفوف فرحاً بقدومه وإنشادهم من ثنيات الوداع طلع البدر علينا )

    ومن مثل هذه الحادثة غير الصحيحة استدل البعض على جواز استخدام الدفوف والأناشيد فلو نظرت إلى استدلالات هؤلاء لوجدتها استدلالات ضعيفة أو محرفة فهذه القصة لم تثبت من حيث السند والمتن ، أما المتن فقد ذكر ابن القيم بـ«الزاد)) أن ثنية الوداع إنما هي من جهة تبوك لا مكة وكانت عند رجوعه من تبوك أما من جهة السند فهو معضل كما قال الحافظ العراقي بـ«تخريج الاحياء )) ( ).

    5ـ قصة إسلام عمر ـ رضي الله عنه ـ

    التي فيها أنّه دخل على أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو –وكانا قد أسلما عندما علم بإسلامهما وكان عندهما خباب بن الأرت ومعه صحيفة فيها سورة : طه يُقرئهما إياها ـ ، فدخل عليهما وخبئا الصحيفة، وضربَ أخته ، ثم ندم على ذلك ، وطلب أن يقرأ الصحيفة ، فقالت له أخته : يا أخي ! إنك نجس على شركك وإنه لا يمسها إلاّ طاهر ، فقام واغتسل وقرأ منها ، وقال : ما أحسن هذا الكلام وانتهت الواقعة بإسلامه ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ( ).

    6 ـ لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر ما فعلت ))( ) )

    قوله هذا صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب انتشر مع عدم صحته

    7_ قصص تاريخية كثيرة

    لم تثبت صحتها لأصحابها كمثل قصة تقبيل عبد الله بن حذافة السهمي لرأس ملك الروم ، وإحراق طارق بن زياد للسفن وما إلى غير ذلك من القصص التي لم يصح سندها وهذا غيض من فيض

    ( اللباس : )

    ومن المخالفات الشرعية في تلك الأفلام ذلك اللباس الذي تلبسه تلك الغانيات في المسلسلات والأفلام عندما يمثلون دور الصحابيات والصالحات ؛ فيظن عوام الناس أنَّ هذا هو اللباس الشرعي الذي يجب أن تلتزم به المرأة المسلمة وهو لباس غير شرعي فبعض هذا اللباس تبدو فيه النساء كاشفات لسيقانهن ، أو لسواعدهن ،أوعن رؤوسهن ، وبملابس ضيقة قد زينت بالألوان والأشكال .

    فهم يُلبّسون على العوام فيعتقدون أنَّه اللباس الشرعي كما ذكرت . ولقد سمعنا بآذاننا ممن يحتج علينا يقول لنا : انظروا كيف كانت تلبس النساء في الماضي، عند مشاهدة العوام لتلك الأفلام .

    الموسيقى والغناء:

    يسمع في هذه الأفلام الموسيقى والغناء فيقول من يشاهد هذه الأفلام لو كانت الموسيقى حراماً لما سمعت في فيلم ديني ، وهؤلاء الصحابة والتابعون يسمعون الموسيقى والغناء . فهم يصورون للناس ذلك { يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلاّ أنفسهم} ( )، { ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين}( ).

    فالموسيقى والغناء محرمان في كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: { ومن الناس من يشتري لهْوَ الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لَهُم عذابٌ مُهين} ( ) . وقال صلى الله عليه وسلم : «ليكونن من أمتي أقوام يستلّحون الحر والحرير والخمر والمعازف))( ).

    التصوير :

    هذه الأفلام لا تخلو من التصوير ؛ بل جميع هذه الأفلام تصوير ، منه ما هو تصوير فوتوغرافي ، ومنه ما هو تصوير بالرسم ، ومنه ما هو تصوير بعمل التماثيل ، ، قال صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه -: «ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة))( ). وقال صلى الله عليه وسلم : « أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون))( ).

    وإن كان التصوير الفوتوغرافي محل خلاف وجدل واسع لكن المشكلة لا تتوقف هنا بل بعمل تماثيل وباسماء آلهة ويمثلون أنهم يعبدونها

    وكل هذا شرك بالله العظيم ، وهل التعذر بالتمثيل يبيح للإنسان أن يعصي الله بنفسه

    ( وكما نبهت آنفا :

    أن من أهل الجاهلية من كان يشرب الخمر ويزني

    فهل يباح أن يمثل الرجل دور أحدهم فيعمد إلى امرأة فيزني بها ، أو إلى كاس خمر فيشربه ؟؟!!! . )


    نصيحتي إلى إخواني المسلمين :

    أقول لكم هذه بعض المنكرات والضلالات في تلك الأفلام والمسلسلات حتى تعلم خطورة هذا الأمر العظيم وتجتنبوه .

    أكتب لكم هذا حتى تعلموا ما يخطط لكم الأعداء ، وما يخطط لهذا الدين للقضاء عليه والنيل من دعاته حتى يُبعدوا المسلمين عن الكتاب المبين وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم .

    ( أخي المسلم

    كن ممن يقبض على الجمر حتى تنال الأجر العظيم عند الله . كن من الغرباء الذين يصلحون وقت فساد الناس ، كن من الطائفة المنصورة القاهرة لعدوها الظاهرة على الحق …

    أخي المسلم :

    كن غيوراً على دينك مدافعاً عنه يقظاً لا يُأتي من قبلك ، ولاتكن إمعة تقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساء الناس أسأت

    أخي المسلم :

    اعرف دينك من كتاب ربك وسنة نبيك علما تتعلمه من العلماء العاملين، لا من الأفلام والمسلسلات القائم عليها من لا خلق لديهم ولا خلاق …

    وإليكم أيها الممثلون

    الضالون المضلون وعن نهج رب العالمين مبتعدون ألا تتقون الله ألا تخشوه وأنتم تقفون أمامه موقف الرفض والتحدي لأوامره ونواهيه ألا تتقون يوماً يجعل الولدان شيبا .

    ألا تتقون يوماً مقداره خمسون ألف سنة مما تعدون .

    ألا تتقون يوماً تذهل فيه كل مرضعةٍ عما أرضعت .

    ألا تتقون يوماً يكون الناس فيه سكارى وما هم بسكارى ، ألا تتقون عذاب ربكم .

    ألا تخيّلت نفسك أيّها الممثل ويا أيّتها الممثلة وأنتما تقفان أمام الله ؛ وهو سائلكم عمّا ارتكبتم من الذنوب والمعاصي ، من الإباحة والسفور ، والفجور، والرقص ، والغناء ، والمجون .

    قال تعالى : {وقفوهم أنهم مسئولون} ( ). وقال تعالى : {أفحسِبتُم أنّما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون} ( ).

    لا تكونوا من الذين قال الله عنهم .

    {ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نُرَدُ ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين} ( ).

    فاستغفروا الله وارجعوا إلى دينكم واستقيموا على الطاعة واعلموا أنّ العمر قصير والقبر موحش والعذاب أليم شديد ، والله ناظرٌ إليكم في السر والعلانية ولكن يؤخركم إلى يوم عظيم.

    {يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم} ( ).

    وقد قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : «إذا أراد الله بعبد خيراً عجل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد الله بعبد شراً أمسك عليه ذنوبه حتى يوافيه يوم القيامة)) ( ).

    ( وإليكم أيها المشايخ الضالون المضلون ، وعن نهج رب العالمين من الزائغين ، )

    نعم هكذا سماكم رسولكم الأمين محمد  : «إنما أخاف على أُمتي الأئمة المضلين))( ) فمع كونهم أئمة ولكن لا يقتدى بهم ولا يؤخذ من أقوالهم ولا ينظر إلى أفعالهم على أنها نافعة، فهم على ضلال كبير اتبعوا أهواءهم وشهواتهم وكثيرٌ منهم يعلمون ولكن للحق يعاندون .

    فإن كانوا لا يدرون فتلك مصيبةٌ أخرى كما قال الشاعر :

    إن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ .... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

    ( نقول لهؤلاء أنكم وقعتم في معاصٍ كثيرة بل وخطيرة فمنها : )

    أنكم غششتم المؤمنين ، فصورتم لهم وقائع تاريخية كاذبة ،

    ومن أعظم تلك الوقائع : تلك القصص الغرامية ،

    ثم استدللتم بأحاديث ضعيفة - في بعض الوقائع التاريخية - ،

    ثم قبلتم أن تكونوا شركاء في تلك الأفلام بمساعدتكم للمخرجين ، والمؤلفين ، والممثلين ؛ بإخراج النصوص التاريخية لهم ، فقد شاركتموهم وأقررتموهم على ماهم عليه من الوقوع في المعصية والرذيلة ، من ذلك :

    اختلاط الرجال بالنساء وظهورهن متبرجات ، وسماع الموسيقى والغناء وغير ذلك مما لا يخفى على أحد من الناس ، فلو لم يكن إلا هذا في تلكم الأفلام لكفى في المعصية والخذلان …

    فكيف لا تريدون مني أن أسميكم بأنكم أنتم أصحاب الضلال الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في الحديث .

    حتى تمثل فيكم قوله – تعالى- :

    {أفرأيت من اتّخذ إلههُ هواه وأضله الله على علم} ( )

    أخي المسلم

    إن دعوتي إليك أن تأخذ دينك من كتاب ربِّك وسنة نبيِّك محمد  ولا تكون عوناً لهؤلاء على العمل لهدم الدين .

    أخي في الله :

    اترك كل هؤلاء والتزم بدينك ، وصاحب من يعينك على ذلك من أهل

    التقوى ، وأهل الصلاح { فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} ( )

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
    وما ضرنا أنّا قليل وجارنا .... عزيز وجار الأكثرين ذليل
    تفضل بزيارة مدونتيhttp://bawady.maktoobblog.com

    /

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    142

    افتراضي رد: " خطورة الأفلام والمسلسلات الدينية على الإسلام والمسلمين "

    جزاك الله خيراً أخي الكريم أحمد بوادي

    ووالله الذي لا إله إلا هو ما أفسد بناتنا وأخواتنا إلا هذه المسلسلات والافلام التي لا تريد بالإسلام وأهله إلا شراً .

    ونهيب بعلماء الإسلام إلى الإنكار أشد الإنكار على المحطات ( التلفزيونية ) ، وتحذير ولاة امور المسلمين من هذه الفتن .

    نسأل الله أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
    ليس الفتى من يقول كان أبي *** إن الفتى من يقول ها أنا ذا .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •