تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مقالات حول مصطلح الدولة المدنية للشيخ سعد البريك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    227

    Lightbulb مقالات حول مصطلح الدولة المدنية للشيخ سعد البريك

    الدولة المدنية
    12-12-2010 07:51

    ''الدولة المدنية'' اصطلاح أثار حفيظة جملة من الإصلاحيين والمشتغلين بالسياسة وأخذت مفرداته المتفرعة عنه حيزا في قاموس دعاة التغيير مثل اصطلاح: ''المجتمع المدني'' واصطلاح '' مؤسسات المجتمع المدني'' ونحوها!! لكن بالرجوع إلى أصل اصطلاح ''الدولة المدنية'' وسياقها السياسي في يومنا هذا ..في بلدنا هذا، نجد أن هذا الاصطلاح (الدولة المدنية) هو مطاطي ينكمش في أحسن حالاته ليحاكي الغرب في كثير من مناهجه السياسية في الحكم مع الحفاظ على بعض الخصوصيات ويتمدد ليصل إلى أصل استعماله:دولة علمانية صرفة، تنهج في حكمها الليبرالية البواح!! وبين هذا المعنى وذاك يتلون ويتشكل في قوالب عدة.. كلها تمثل مرحلة ما قبل الدولة العلمانية الصرفة! ويقولون بل هي دولة الحقوق ..وهذا كل ما تعني العبارة من معنى!! وقولهم هذا لا يخلو من حالتين : أولاهما: حيدة تكتيكية لتمرير الأجندة والتغرير بالأمة (والضحك على الذقون) و(التنصل من المساءلة السياسية ) . وثانيهما:جهل فادح بهذا المصطلح الوافد . فأما إن كانت الأولى هي الواقع وهي فعلا الواقع فإنا نذكر من قالها بأوجز كلام: إن لهذه الدولة بل لهذه الأمة أعينا لا تنام!! وخصوصية لا تحيد عنها. وإن كانت الثانية: فنذكره: بأن ''من تطبب وهو جاهل فهو ضامن'' ..ونحذره من الضمان على مداواة هموم الأمة بالسموم!! ''إن الدولة التي ينص دستورها علي دين رسمي لها ليست دولة مدنية .. بل هي دولة دينية ''هكذا عرفها علماني في مقال منشور على (الحوار المتمدن). ويقول أيضا في المقال نفسه: ''من المقولات التي تتنافي مع أي منطق وعقل أن تحتوي دساتير دول مفروض أنها دولا مدنية نصوصا تقول أن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام أو غيره'' فالدولة المدنية نقيض للدولة الدينية. كما جاء في بيان ''لجنة دعم الديمقراطية'' الذي لخص دراسات لثلاثين باحثا ومفكرا متخصصا عراقيا لوضع المحاور الأربعة للدستور العراقي ومنها محور الدولة المدنية ...والعراق اليوم بدستوره الحالي حالة عملية ''فريدة'' للدولة المدنية !!! لمن يعتبر!! ويجادل بعضهم في أن الدولة المدنية هي دولة قائمة على منظومة متنوعة من المؤسسات السياسية والنقابية والاجتماعية والخدمية والاقتصادية تؤمن مشاركة الشعب في المشاركة السياسية عبر الأحزاب والجمعيات والنقابات والانتخابات ونحو ذلك...وبغض النظر عن مسألة الأحزاب والانتخابات يبدو هذا ملهماً للسائرين على طريق الإصلاح فمن ذا الذي لا يحب أن تزدهر المشاريع الخدمية وأدواتها؟؟!!فكلن ا حولها ندندن!!!..لكن الإلهام ينقلب إلى ذعر شديد حينما ندرك أن أغلب من ينادي بهذه المؤسسات يملك أجندة تغريبية علنية تحارب شرع الله وسنة رسوله وتدوس على الخصوصيات الثوابت بالعامية والفصحى! وأنها مشبوهة الصلة بدوائر غربية لطالما صرحت بأن هذه المؤسسات (الخدمية ) تخدمها بالدرجة الأولى كما جاء في مقال نشره مكتب إعلامي تابع لوزارة الخارجية الأمريكي وعرض على الكونغرس يكشف البعد السياسي للمطالبة بهذه المؤسسات جاء فيه:''على المجتمعات المدنية أن تكون مزدهرة. فالمنظمات الخاصة، والأحزاب السياسية، والاتحادات العمالية، ومجموعات المصالح، والنوادي، وغيرها، تخلق حاجز اصطدام هاما بين الأفراد والدولة. فهذه المنظمات توفر موقع لجوء للذين يعتقدون أن السياسة القائمة ليست في مصلحتهم.'' وقال باري لوينكرون، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، في حديث مع مراسل نشرة واشنطن بتاريخ 3 نيسان/إبريل2006 : إن الولايات المتحدة أطلقت مؤسستين لرعاية الإصلاح في منطقة الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا، هما ''مؤسسة من أجل المستقبل'' التي تدعم المجتمع المدني، و''الصندوق من أجل المستقبل'' الذي يدعم الاستثمارات!!..هل وصلت الفكرة الآن؟! الدولة المدنية نقيض لاجتماع أهل العقل والحل والعقد والشورى على إمام واحد ولو كان هو خليفة المسلمين وملك شرعي ولو كان ببيعة شرعية وحاكما بالشريعة ولا مكان فيها للشريعة طبعا لأن الدولة المدنية نقيض للدولة الدينية الحاكمة بالشرع ..فهي قائمة على فلسفة الديمقراطية وإلغاء مفهوم الدين من الممارسة السياسية وهو ما يعني إلغاء البيعة الشرعية والطاعة والحكم بالشريعة وفي النهاية يكون الهدف من الدولة المدنية وكذلك (مؤسسات المجتمع المدني بالمواصفات الليبرالية) هو: 1- إحداث معارضة تشكل قوة ضغط وتهديداً للقيادة في البلاد العربية. 2- توظيف هذه المعارضة في ابتزاز القيادة السياسية وتحجيم دورها الريادي والقيادي سواء كانت مملكة أم رئاسة. إن المساهمة الفعالة في تأسيس مؤسسات ترعى الحقوق وفق احترام الخصوصيات الدينية والسياسية وبمنأى عن إملاءات القوى الأجنبية لهو مطلب طيب وهم شريف يحمله كل صاحب عقيدة نقية ومبدأ رصين لكن هذا الإصلاح والتنظير والتأطير في مسيرة التغيير الهادف لا بد أن يكون مراعيا لأصالة الاصطلاح فكلنا نحمل هذا الهم ومنخرطون في مسيرته وهو سبيلنا ''إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب'' ولكن الإصلاح الذي ننشده هو تحت مظلة الولاء الواضح لله ورسوله وكتابه وأئمة المسلمين وعامتهم..وبلغة أصيلة واضحة تأبى أن تنجر لقاموس مشحون بمعاني حمالة ومناقضة للمفهوم الأصيل للإصلاح... وأما بالنسبة للذين يوظفون اصطلاح الدولة المدنية وما يتفرع عنها بحسن نية فعليهم أن يتمعنوا في قالب العبارة ومعناها فإن المباني قوالب المعاني وقد بان معناها...أو على الأقل عليهم أن يؤكدوا على ما تعنيه لديهم بعبارة صريحة وأن يتبرؤوا مما تعنيه لدى الغرب وأتباعه..فلا مشاحة في الاصطلاح ما دام لا ضرر منه أما وقد بان ضرره ففيه مشاحة..وأما الذين أدركوا مدلولاتها التي تصل إلى حد وتحطيم أسس الولاء (البيعة) وهم يدركون أنهم ينفذون أجندة مشروع أجنبي فهؤلاء سيلغيهم التاريخ.. وما لشباكهم المدسوسة في الخفاء من صيد! أفلا تبصرون

    http://www.saadalbreik.com/Sad/artic...ion=show&id=70


    -------------------------------------------------

    بين الدولة المدنية والدولة البيزنطية
    12-12-2010 07:49

    من المسلّمات المنطقية أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره وعلى ضوء هذه المقدمة المنطقية أود في هذا المقال أن أجلي بعض الحقائق لعله يزول اللبس وينتهي الجدل.. فالدولة المدنية كما قلت ..مفهومها يتمدد وينكمش وذلك هو المتداول بين الأوساط السياسية والفكرية وما في ذلك الوسط من تضارب في توظيف هذا المفهوم لغة واصطلاحا!! وحينما قلت بأنه مصطلح نشأ في الغرب ونما وترعرع في الثقافة الغربية منذ خروجه من رحم فلسفة علم الاجتماع..وحتى تغلغله في الواقع السياسي...على مدى زمن طويل.. فذلك إشارة إلى أنه (مستورد) ..أي (صناعة غربية). وحينما قلت بأن هناك من يستعمله بحسن نية...(أي بغض النظر عن مضمونه المقصود في الغرب وهو التضاد مع الدولة الدينية) فذلك يعكس صورة واقعية وليست خيالية...وهي أنه يوجد من المفكرين والكتاب من يستعملون هذا المصطلح بحسن نية لا بمضمونه الغربي..ويتجوزون في أصل نشأته الغربية ودعوتهم بصريح العبارة لتجاوز عيوب الصناعة الغربية في هذا المصطلح ولذا قلت : (وأما بالنسبة للذين يوظفون اصطلاح الدولة المدنية وما يتفرع عنها بحسن نية فعليهم أن يتمعنوا في قالب العبارة ومعناها فإن المباني قوالب المعاني وقد بان معناها...أو على الأقل عليهم أن يؤكدوا على ما تعنيه لديهم بعبارة صريحة وأن يتبرؤوا مما تعنيه لدى الغرب وأتباعه) هل بعد هذا الوضوح وضوح. والقول بأن هناك من يستعمل هذا المصطلح ليكرس مفهومه الغربي في المجتمع أعني بذلك الليبراليين والعلمانيين والمتأثرين بمناهجهم وذلك بشهادة سادتهم عليهم وقد سقت بعضها في مقال سابق نشر في جريدة الوطن. وأزيد عليها قول أحد العلمانيين وهو د. خالد يونس خالد : (الدولة المدنية الدستورية لا تكون إلاّ في أجواء الديمقراطية الليبرالية والحرية والعلمانية..إذن السبيل إلى الدولة المدنية هي الديمقراطية الليبرالية.) كما جاء في ورقة قدمها الكاتب إلى مؤتمر الدولة المدنية ضمن سلسلة مؤتمرات دعم الديمقراطية في العراق التي عُقدت في لندن خلال الفترة 24-31 يوليو/تموز 2005. ولا يفوتني هنا أن أذكر أن العراق( الدولة المدنية الجديدة) يمثل في نظر الاحتلال أنموذجا للتغيير السياسي في المنطقة .. !!!! ولا غرابة أن يطل علينا هذا اللفظ...في المنطقة إذ لا غنى لمشروع الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا عنه!! والإصرار على أن الدولة المدنية - على إطلاقها- متفقة مع جوهر الإسلام هو قول يرده الواقع والوثائق والحقائق إلا إذا كان القائل به قد سمعه من تحت الأرض بموهبة لم يبلغها غيره من العالمين فهذا شأن آخر فيكون أشبه بمن قال عنه الشاعر العربي القديم: يخافتن بعض المضغ من خشية الردى وينصتن للسمع انتصات القناقــن والقنقن: بكسر (القافين) هو المتفرد بمعرفة الماء تحت الأرض. الموضوع إذن ليس هو انتقاء مفكر أو اثنين أو عالم أو اثنين في القاهرة أو الرباط أو باريس أو غيرها..يقولون ان الدولة المدنية يمكن أن يحكمها الإسلام ويمكن أن تحكم فيها الشريعة..فقولهم هذا لا يمثل خبراً..وليس فيه جديد بالمفهوم الصحفي!!! لأنهم يدخلون تلقائيا في زمرة من يوظفون اصطلاح الدولة المدنية خارج سياقه الأصلي ( ربما بحسن النية) كما أشرت إليه في مقالي (الدولة المدنية) فلا جديد إذن في هذا التوظيف ما دمنا قد تكلمنا عليه ..وهذا ليس هو صميم الموضوع.. صميم الموضوع هو : هل ليس هناك من يقول بأن الدولة المدنية نقيضة للدولة الدينية..وأنها لا يمكن أن تسود فيها الشريعة حاكمة على المجتمع..وهل هي عند هؤلاء هي روح الإسلام وجوهره.....نريد تحقيقا أو تقريرا ( احترافيا) موضوعيا في هذه النقطة لا غيرها.. التحقيق (الاحترافي الموضوعي) ...لن ينجح في إثبات ذلك إلا إذا استطاع إبادة الليبراليين والعلمانيين من الوجود..وحرق مقالاتهم وكتبهم..وتدمير مواقعهم الإليكترونية...و شرطتهم المصورة والمسموعة..وأورا ق مؤتمراتهم. وتفكيك خلاياهم وأحزابهم وشبكاتهم..أو إذا انقرضت الليبرالية والعلمانية كما انقرض الماموس بعد العصر الجليدي.... كل ذلك حتى لا ينقل عنهم أنهم يقولون بأن الدولة المدنية هي نقيض الدولة الدينية وأن معناها أن لا مكان للدين في السياسة!!..وما دام هذا مستحيلا فلا حيلة إلا أن يحيد التحقيق نفسه عن الموضوع ويخوض في نقاط جانبية لا تمثل جوهر الموضوع المتنازع عليه..وهو ما يعني انه لا يمثل تحقيقا صحفيا لسبب بسيط وهو أنه يفتقد أخص خصائص التحقيق الصحفي وهو الموضوعية والواقعية....!! نشرت جريدة (الوطن) مشكورة حوارات على مدى أيام استكمالا لموضوع الدولة المدنية..هذه الحوارات أخذت شكل تحقيق صحفي يسعى لتغطية الموضوع..نقلت فيه نقولاً لمجموعة من الباحثين يقررون فيها أن الدولة المدنية يمكن أن تحكم بالشريعة..لكن تلك الحوارات لم تشتمل على نقل واحد لباحث واحد يقرر أن لا أحد في (الدنيا) يقول بأن الدولة المدنية تناقض الدولة الدينية ولا مكان فيها للحكم بما انزل الله!!. كما ادعاه (غيري)..كما لم تشتمل تلك الحوارات على رأي من يقولون بأن الدولة المدنية هي نقيض للدولة الدينية وهم عموم الليبراليين والعلمانيين العرب من المفكرين والسياسيين والباحثين والكتاب!!! ولو اشتملت على رأي هؤلاء لاستحقت صفة الموضوعية فعلا..ولدي قائمة بأسمائهم من السياسيين والمفكرين والمثقفين والزعماء لا تسعها جريدة كـ( الوطن) كلها وليس صفحة منها أو صفحتين، والقارئ سيتساءل باستغراب: كيف غاب هؤلاء عن التحقيق؟!! ''. فالمفكرون الذين تكلموا في تلك الحوارات أثبتوا حقيقتين واضحتين هما : الأولى: أن مصطلح (الدولة المدنية ) غربي المنشأ وهذا قرره أستاذ الفلسفة الغربية محمد عابد الجابري في التحقيق نفسه حيث قال: ''إذا عدنا إلى مفهوم ما يمكن أن نسميه الدولة المدنية يجب أن نعي أولا أن هذا مفهوم مترجم ومعرب من الثقافة الغربية الحديثة''..ومعنى ذلك أن مصطلح الدولة المدنية (صناعة غربية) وهو ما قررته في مقالي الدولة المدنية واستنكره (غيري) . الثانية: أن مصطلح الدولة المدنية جدلي متنازع في فهمه (وهو ما أثبته التحقيق نفسه) وهو ما يعني أن هناك فريقا آخر له رأي آخر في مفهوم الدولة المدنية يخالف فكر من تناولهم التحقيق وهو ما يعني شيئان غاية في الأهمية : الأول: أن هناك من يقول بأن الدولة المدنية نقيض الدولة الدينية وهو رد ( تضمنه التحقيق ) على (غيري) الذي تعجب من ذلك ونفاه جهلا بواقع الأمر فقد نقلت جريدة الوطن في تلك الحوارات عن عبد العزيز الخضر قوله: ان تشكل هذا المفهوم (أي الدولة المدنية) في الأصل جاء ليلغي ويقصي فكرة الدولة الدينية.) الثاني:أن الموضوعية تقتضي أن تشتمل الحوارات على أقوالهم ليقف القارئ على السجال كما هو في الشارع العربي وإذا اعتبرنا تلك الحوارات تحقيقا أو تقريرا (بالمفهوم الصحفي المهني)...فليس من الموضوعية في تحقيق صحفي أن يتناول قضية جدلية يسوق فيها آراء في دائرة رأي واحد دون الرأي الآخر المناقض لتلك الآراء كلها لا سيما وهو الأغلب فهذا لن يحقق الهدف من التحقيق الجاد!!.والقارئ نفسه بطبيعة الحال سيتساءل: وأين الحوارات مع الليبراليين الذين ذكر نقولاتهم الدكتور سعد؟!!...والقاعدة أن التقرير أو التحقيق العاري عن الموضوعية لا وزن له ...لكنني لا أتصور أن يغيب عن جريدة (الوطن) ذلك..وربما في برنامجها اعتبار هذا الجانب وأتطلع أن تنشر رأي هؤلاء في القريب في إطار استكمال الموضوع!! هذا من جهة ومن جهة أخرى ان الإجماع الذي لا يمكن لأحد تجاوزه قائم على أن مصطلح الدولة المدنية غربي المنشأ ..وإن العقول السليمة كافة تقرر أن السبق الاصطلاحي يعني السبق في المضمون ..فمفهوم الدولة المدنية عرفه الغرب لغة واصطلاحا دراسة وتطبيقا بمضمون ثابت هو : أن الدين لا يمكن أن يحكم!!! وهو المعنى الحرفي للدولة المدنية في الغرب والشرق عند العلمانيين والليبراليين....إ ذن فمن أصر على أن يوظف هذا المصطلح (الدولة المدنية) فهو يوظف في الحقيقة اصطلاحا غربيا فيه مشاحة ..وحتى تزول المشاحة يجب أن يحرر هذا المصطلح من معانيه النقيضة للثوابت وأولها (تحكيم الشريعة) . وماذا عليهم هؤلاء الذين تبهرهم مصطلحات (صناعة غربية) ذات مضامين مناقضة - في أصلها- لأنفس الثوابت الإسلامية..لو اهتموا بجوهر الإصلاح مع الإبقاء على الاعتزاز بالمصطلحات الأصيلة التي تعكس الانتماء الحقيقي الواضح (كالدولة الإسلامية) ...أليست صفة الإسلام للدولة كافية شافية شاملة لكل معاني التطور والحضارة والرقي والتنمية والتقدم ألم يأت الإسلام بما يحقق المصالح الدنيوية للفرد والمجتمع في الدنيا والآخر بكل ما تتضمنه لفظة المصالح من معاني الحقوق والتطور والرقي والعيش الكريم... أليس تطور العالم اليوم قائم على أكتاف مخترعين مسلمين أليست هذه حقيقة قررتها قبل أيام مؤسسة بريطانية عرضت أعمال المخترعين المسلمين عبر التاريخ وأن حضارة الغرب (المدنية) قائمة على نتاج حضارة الشرق (الإسلامية) وعالة عليه...ألم تنجح المملكة العربية السعودية في توحيد شعبها تحت مظلة الإسلام (وليس الفدرالية التي تقررها الدولة المدنية - كحالة العراق)... ألم تنجح وهي دولة رائدة في العالم الإسلامي في تحقيق طفرات في التنمية على كل المستويات في وقت قياسي مع حفاظها على خصوصياتها وأصالة تسميتها (سأفرد لها حلقة خاصة قادمة إن شاء الله) وسبقت دولا عدة قطعت شوطا في الانجرار نحو التمدن الأعوج باسم الدولة المدنية. وكما قال الدكتور عمارة في التقرير نفسه( أما نحن عندما كانت الحاكمية للإسلام وللشريعة كنا سادة الدنيا وأئمة العالمين ولم نتخلف ولم نتراجع إلا بعد أن تراجعت الشريعة عن الحاكمية.) إننا قد نتنزل في تقبل مصطلح حمال لكن ليس قبل تحريره ...وإن مصطلح الدولة المدنية إذا كان من يوظفه يقول بأنني أعني به : (أن الحكم فيها للكتاب والسنة في كل شيء.) والتشريع والسلطات مستمدة منهما ) فنقول له إن الدولة المدنية التي تنعتها بهذا النعت عندنا هي الدولة الإسلامية ..وفي وصف الإسلامية غنية عن المدنية ....واصطلاحك -بهذا المعنى - خلاف الأدق والأحق والأولى...ونخشى إذا فتح الباب أن تتشعب المسألة فيطالب هذا بدولة مدنية وآخر بدولة حداثية وآخر بدولة عقلانية.وآخر بدولة بيزنطية..وكلها مشاريع أقرب إلى الغموض منها إلى الوضوح!! قال تعالى: (هو سمّاكم المسلمين). وأما المحاولات اليائسة لأسلمة العلمانية أو علمنة الإسلام فأعد بالرجوع إليها في مواضيع قادمة

    http://www.saadalbreik.com/Sad/artic...ion=show&id=68

    -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

    وغيرها كثير في موقعه حفظه الله .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    227

    افتراضي رد: مقالات حول مصطلح الدولة المدنية للشيخ سعد البريك

    هل ننتظر من العلمانية تحريراً للمصطلحات
    مشاهدات[87] اضيف بتاريخ[2008-05-06]
    الحاجة إلى ''تحرير المصطلحات'' أصبحت ضرورة ملحة في ظل الفوضى الاصطلاحية التي أصبحت صبغة واضحة في كثير من أشكال الخطاب الليبرالي بكل أنواعه . ودعوتنا إلى ''تحرير المصطلحات '' ليس دعوة إلى تقييد حرية التعبير وتكميم الأفواه بقدر ما هي دعوة إلى تأصيل الاصطلاح وتنقيته من المعاني الدخيلة التي لا تخدم الأهداف النبيلة للإصلاح والتطوير والتنمية. في الآونة الأخيرة أطلت علينا مقالات كثير من المتأثرين بالمسلك العلماني وهي تصول وتجول في أوسع مساحة إعلامية تمتلكها اليوم..باصطلاحات مريبة غريبة بعضها متطرف في الغموض وبعضها الآخر مشحون بالتغريب وبعضها تعرف منه وتنكر !! وكلها تشترك في الحيدة عن قاموسنا الأصيل في التغيير والإصلاح والنصح وكأن لغة الضاد ضاقت أصالتها بما رحبت على أقلام العلمانية الوافدة!! وكأن تاريخنا لم يشهد من قبل منعطفات اجتماعية في الإصلاح والتحول السياسي والاجتماعي مع أننا أمة الإسناد وصناعة التاريخ!..ربما تجور العبارة على الفكرة في زلة غير معتادة! ولا ننكر أن القلم الأدبي يعتريه أحيانا من فرط الإغراق في الوصف واندماج الشعور مع التعبير ما يصل بنشوته إلى حد السكر.. فينطق عن الهوى!..وكذلك الشاعر في القصيدة يصنع ..!! وليس عن هؤلاء نتحدث !!إنما الحديث هنا عن أصحاب القلم (الليبرالي) الذين يصوغون به الخطاب الفكري المشحون بالمفاهيم السياسية التي تعكس أجندة واضحة في التغيير!! كخطابهم-مثلا- في معالجة القضايا الحقوقية والسياسية والدينية في مجتمعنا! ففي القضايا الحقوقية نسمع مثلا عن مصطلح -حرية المرأة السعودية- أو الحرية بشكل عام كبند أساسي في أجندة المشروع التغريبي ولنا في إطار الدعوة إلى تحرير المصطلحات أن ندعو أصحاب المشروع ماذا تقصدون بالحرية؟ وما مفهومها بالتحديد ؟ ما حدودها؟ وما ضوابطها ؟ وما مرجعيتها الفعلية؟ وهل لله ورسوله صلى الله عليه وسلم من قول في رسم تلك الحدود والضوابط؟ وفي القضايا السياسية نسمع مثلا عن الدعوة ''للدولة المدنية'' فيتبادر إلى ذهن القارئ العادي أن الذي يحكمنا ربما هو العسكر باعتبار أن ما ليس بمدني هو عسكري! وبالتالي فالحاجة ماسة لاستحداث دولة مدنية بدلا من الدولة العسكرية!! وهذا مغاير للواقع تماما !!... أم هي الدولة اللادينية أو المعزولة في حياتها وشئونها عن الدين!!.. فنحتاج إذن ممن انجرفوا في إغراق الصحف بهذه المفاهيم الوافدة لـتأطير الدول أن يحرروا هذا المصطلح المركب مع أننا على يقين أن تحريره من الصعوبة بمكان لأن معناه استفاض في قاموس المنظمات الحقوقية العالمية التي تجعل الإقرار بالدين للدولة مناقضا لمدنية الدولة!! وفي القضايا الدينية نجد مصطلح ''التطرف'' يتسع عند العلمانيين لكل ذي سمت إسلامي ! لا فرق بين معتدل ومتشدد ولا بين غال ومتزن! وكأن الالتزام بالدين والسلوك والأخلاق وطلب العلم الشرعي والدعوة إلى الله بالحكمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتربية الشباب المسلم في حلقات تحفيظ القرآن والحلقات العلمية والدورات الشرعية في الهواء الطلق وتحت السمع والبصر كلها أصبحت من معالم التطرف والإرهاب!! فكم تجرأت أقلام علمانية بعد أن تنصلت من الحياء في سلوكها ومن الموضوعية في كتاباتها..على الدعاة والعلماء والجمعيات الخيرية والحسبة!فمن لم تتهمه زورا بالتطرف ..اتهمته بتقديم الدعم اللوجستي له!! والمساهمة في نشره!! مستفيدة من المناخ الدولي المشحون!! في إطار خطاب تحريضي مقصود لن يغفره التاريخ! هذه كانت نماذج على سبيل التمثيل لا الحصر!! ولا تزال أنغام اصطلاحات كثيرة ترقص على طربها أقلام المبهورين بليبرالية أمريكا! مثل مصطلح '' الخصوصية السعودية'' '' النموذج الغربي'' و ''الثورة السلمية'' و''العلمانية'' و''الليبرالية''.. لكن المصطلح الذي نحتاج من هؤلاء إلى تحديده وتحريره بوضوح هو مصطلح ''الاستعمار...وال بعية'' فلا نرى لهذا المصطلح وجودا في قاموس المشروع العلماني وربما بتوضيحه وتحريره تنفك العقدة برمتها وينكشف الغم!! إن الحاجة إلى تحرير المصطلحات ليست مشكلة من ابتلوا بالاندهاش بالنموذج الغربي بل الاندهاش نفسه هو المشكلة...ففي غمرته انكمش الاعتزاز بالقيم والخصوصيات بما فيها الخصوصيات الاصطلاحية التي تعكس الخصوصيات برمتها!! فهل ننتظر قريبا من دعاة المشروع التغريبي كتابا يشرح المصطلحات ويحدد المعاني ويزيل اللبس ويحدد المقاصد والمواقف ليقولوا :''على رسلكم إنها صفية''!! ولا يبقون مذبذبين بين احتمالات المصطلحات لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ..لأن لحن القول بات أوضح صريح العبارة ولأن القناع ما عاد يخفي حقيقة المعالم ...أفلا تعقلون!

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •