احذروا! دعاةً على أبواب جهنم، وأئمةَ ضلالة

الحمد لله
إن الرجال في تاريخ الإسلام، أثناء صفائه ونقائة، في عهد النبوة والخلافة الراشدة؛ كانوا دعاةَ هدايةٍ للناس كافَّة، ينشرون الخير، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، يعبدون الله كما يحب الله، ويحسنون إلى خلق الله، شعارهم إذا جاهدوا (لا إكراه في الدين)، ودعوتهم إذا خالفهم الناس (لكم دينكم ولي دين)، يدعون إلى الخير، دعوتهم لتوحيد الله صافيةٌ، خالصةٌ من العقائد الزائغة، ودعوتهم لعبادة الله؛ نقيةٌ من شوائب البدع والخزعبلات، والآراءِ والأفكار والترهات، إنهم دعاة هداية، وأئمة هدى، لاتباعهم للهَدي والهُدى، وطاعتِهم لربهم سبحانه، ولنبيهم صلى الله عليه وسلم، وطاعةِ من بعدهم لهم، واتباع خَلَفِهم لمنهج سَلَفِهم، فسادوا العباد، وفتحوا البلاد.
هؤلاء من أطاعوا ربهم ولم يعاندوه، وقابلوا شريعة الله بالإقبال لا الإعراض، وسنةَ النبي صلى الله عليه وسلم بالاتباع لا الابتداع، فحُقَّ لهم أن يدخلوا في قوله سبحانه: {وَجَعَلْنَاهُم أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} (الأنبياء: 73). إنهم اليوم قلَّة قليلة مستضعفة، نسأل الله جل جلاله أن يَمُنَّ علينا بالصبر واليقين؛ حتى ننالَ الإمامة في الدين، قال سبحانه: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (السجدة: 24، 25). {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} (القصص: 5). {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَ ا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (الفرقان: 74).
أما من عاند ربَّ العالمين، وأعرض عن شرعه المبين، وخالف سيِّدَ المرسلين صلى الله عليه وسلم فهو من السالكين سبيلَ فرعون الذي قال:
{... يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُ مْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ } (القصص: 38- 42)
فأما الدعاة الذين على أبواب جهنم من المسلمين، وأئمةُ الضلالة من هذه الأمة؛ فقد أذكر السابقين منهم بالأسماء، وأصرح بالصفات، أمَّا المعاصرين منهم؛ فلن أذكرَهم إلا بالصفات لا بالأسماء، لأن ذلك قد يثير الفتن، ويورث القلوبَ العصبيةَ والبغضاءَ والإحن، وقد يرجع هؤلاء إلى الله ويتوبون. لهذا وغيرِه، وحتى لا تضيعَ النصيحةُ من التحذير منهم؛ سأذكر لكم الصفاتِ أو الأصنافَ التي تغني عن ذكر الأسماء، الصفاتِ الواردةَ في الكتاب والسنة، وما ثبت عن فقهاء الأمة.
فمن هذه الأصناف: ما ثبت عن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ، قال: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: «نَعَمْ!» فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ! وَفِيهِ دَخَنٌ»، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: «قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ»، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ! دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ؛ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: «نَعَمْ! قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُون َ بِأَلْسِنَتِنَا »، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ»، فَقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَامٌ؟ قَالَ: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ». متفق عليه([1])

فالصنف الأول: «قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ»، ["قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ" .. أَيْ: يَعْتَقِدُونَ "بِغَيْرِ سُنَّتِي" =فيتخذون منهجا غير منهجه صلى الله عليه وسلم، وشرعةً غير شرعته= "وَيَهْدُونَ" أَيْ: يَدُلُّونَ النَّاسَ "بِغَيْرِ هَدْيِي" أَيْ: بِغَيْرِ طَرِيقَتِي، وَيَتَّخِذُونَ سِيرَةً غَيْرَ سِيرَتِي "تَعْرِفُ مِنْهُ وَتُنْكِرُ" ... أَيْ: تَرَى فِيهِمْ مَا تَعْرِفُهُ أَنَّهُ مِنْ دِينه =صلى الله عليه وسلم=، وَتَرَى أَيْضًا مَا تُنْكِرُ أَنَّهُ دِينه..]([2])
إنهم الأئمة الذين لا يحكمون بكتاب ولا سنة: قال في (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح): [قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ .. لا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ"، أَيْ: مِنْ حَيْثُ الْعِلْمِ "وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي"، أَيْ: مِنْ حَيْثُ الْعَمَلِ، وَالْمَعْنَى: أَنَّهُمْ لا يَأْخُذُونَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ..].([3]) [وَالَّذِي يعرف مِنْهُم وينكر الأُمَرَاء بعده، وَمِنْهُم من يَدْعُو إِلَى بِدعَة أَو ضَلالَة كالخوارج وَنَحْوهم].([4])
ويدخل فيهم الدعاة على غير هَدي النبي صلى الله عليه وسلم، ومن لا يعترف بسنته ولا يسير في دعوته على طريقته، كالمبتدعة والروافض ونحوهم.

الصنف الثاني: دعاة على أبواب جهنم، قال ابن بطال: [هذا الحديث من أعلام النبوة، وذلك أنه (صلى الله عليه وسلم) أخبر حذيفةَ =رضي الله تعالى عنه= بأمور مختلفة من الغيب؛ لا يعلمها إلا من أُوحى إليه بذلك من أنبيائه الذين هم صفوةُ خَلْقِه، وفيه حجةٌ لجماعة الفقهاء في وجوب لزوم جماعة المسلمين، وترك القيام على أئمة الجَور، ألا ترى أنه (صلى الله عليه وسلم) وصفَ أئمة زمان الشرِّ فقال: "دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها"؟ فوصفهم بالجَور والباطل والخلاف لسنته؛ لأنهم لا يكونون دُعاةً على أبواب جهنم؛ إلا وهم على ضلال، ولم يقل فيهم "تعرف منهم وتنكر"، كما قال فى الأولين، وأمر مع ذلك بلزوم جماعة المسلمين وإمامِهم، ولم يأمر بتفريق كلمتهم وشقِّ عصاهم].([5])
[عن ابن سيرين قال: لما قتل عثمان، رضي الله عنه، أتيت أبا مسعود الأنصاري، فسألته عن الفتنة، فقال: (عليك بالجماعة، فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلالة، والجماعة حبل الله، وإن الذى تكرهون من الجماعة؛ هو خير من الذى تحبون من الفرقة)].([6]) قال النووي:
["دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمِ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا" قَالَ الْعُلَمَاءُ: هَؤُلاءِ مَنْ كَانَ مِنَ الأُمَرَاءِ يَدْعُو إِلَى بِدْعَةٍ أَوْ ضَلالٍ آخَرَ؛ كَالْخَوَارِجِ والقرامطة وَأَصْحَابِ الْمِحْنَةِ، =لعلهم المعتزلة في عهد المأمون وغيره=، وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ هَذَا؛ لُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامِهِمْ، وَوُجُوبُ طَاعَتِهِ وَإِنْ فَسَقَ وَعَمِلَ الْمَعَاصِيَ؛ مِنْ أَخْذِ الأَمْوَالِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَتَجِبُ طَاعَتُهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ].([7])
"دعاة على أَبْوَاب جَهَنَّم"، [أَي يدعونَ النَّاس إِلَى الْعَمَل بِمَا يولج فِيهَا].([8])
["نَعَمْ! دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ" ... أَيْ جَمَاعَةٌ يَدْعُونَ النَّاسَ إِلَى الضَّلالَةِ، وَيَصُدُّوهُمْ عَنِ الْهُدَى بِأَنْوَاعٍ مِنَ التَّلْبِيسِ، وَمِنَ الْخَيْرِ إِلَى الشَّرِّ، وَمِنَ السُّنَّةِ إِلَى الْبِدْعَةِ، وَمِنَ الزُّهْدِ إِلَى الرَّغْبَةِ.
جَعَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَعْوَةَ الدُّعَاةِ، وَإِجَابَةَ الْمَدْعُوِّينَ ؛ سَبَبًا لإِدْخَالِهِمْ إِيَّاهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَدُخُولِهِمْ فِيهَا، وَجَعَلَ كُلَّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ التَّلْبِيسِ؛ مَنْزِلَةَ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ "مَنْ أَجَابَهُمْ" أَيِ الدُّعَاةِ "إِلَيْها" ... يَعْنِي: إِلَى الضَّلالَةِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى =جهنم= "قَذَفُوهُ فِيها"، أَيْ: رَمَوْهُ وَصَارُوا سَبَبًا لِقَذْفِهِ فِي جَهَنَّمَ. قِيلَ: الْمُرَادُ بِالدُّعَاةِ مَنْ قَامَ فِي طَلَبِ الْمُلْكِ مِنَ الْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ، وَغَيْرِهِمَا مِمَّنْ لَمْ يُوجَدْ فِيهِمْ شُرُوطُ الإِمَارَةِ، وَالإِمَامَةِ وَالْوِلايَةِ، وَجُعِلُوا دُعَاةً عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ بِاعْتِبَارِ الْمَآلِ...، فَكَأَنَّهُمْ كَائِنُونَ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، دَاعِينَ النَّاسَ إِلَى الدُّخُولِ فِي ضِيَافَتِهِمْ; أَوْ لأَنَّ الْمُبَاشِرَ بِسَبَبِ شَيْءٍ، فَكَأَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِ دَاخِلٌ فِيهِ].([9])
دعاة على أبواب جهنم (صِفْهُمْ لَنَا يا رسول الله!) قَالَ: «نَعَمْ! قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُون َ بِأَلْسِنَتِنَا » ["من جلدتنا" أَي: من قَومنَا، وَمن أهل لِسَاننا وملتنا. وَفِيه: إِشَارَة إِلَى أَنهم من الْعَرَب، ... وَقَالَ القَاضِي: مَعْنَاهُ أَنهم فِي الظَّاهِر على مِلَّتِنا، وَفِي الْبَاطِن مخالفون، ..].([10])
[(يَا رَسُولَ اللَّهِ! صِفْهُمْ لَنَا)، أَيْ: إِنَّهُمْ مِنَّا أَوْ مِنْ غَيْرِنَا؟ قَالَ: "هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا"، أَيْ: مِنْ أَنْفُسِنَا وَعَشِيرَتِنَا، .. و.. أَهْلِ مِلَّتِنَا، ... ومِنْ أَبْنَاءِ جِنْسِنَا، ... "وَيَتَكَلَّمُو َ بِأَلْسِنَتِنَا " أَيْ: بِالْعَرَبِيَّة ِ، أَوْ بِالْمَوَاعِظِ وَالْحِكَمِ، أَوْ بِمَا قَالَ اللَّهُ وَقَالَ رَسُولُهُ، وَمَا فِي قُلُوبِهِمْ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ، يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم ْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ..]([11])
يا تُرى! هل سمَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذه الفتنة؟ وما المخرج منها؟ نعم! سماها فقال: «فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ، صَمَّاءُ، عَلَيْهَا دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ النَّارِ، فَإِنْ تَمُتْ يَا حُذَيْفَةُ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلٍ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتَّبِعَ أَحَدًا مِنْهُمْ». رواه أبو داود وحسنه الألباني. ([12]) ونسأل الله السلامة.

الصنف الثالث: "رِجَالٌ، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ" فعندما يرى الناس التغييرَ والتبديل، ويرون سنةً غيرَ سنةِ النبي صلى الله عليه وسلم، وهديًا غير هديه؛ يقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قَالَ: «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ»، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ! إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ».([13]) قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ [أَيْ: كَقُلُوبِهِمْ فِي الظُّلْمَةِ وَالْقَسَاوَةِ، وَالْوَسْوَسَةِ وَالتَّلْبِيسِ، وَالآرَاءِ الْكَاسِدَةِ، وَالأَهْوَاءِ الْفَاسِدَةِ "فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ".. أَيْ: فِي جَسَدِهِ،..].([14])
رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، لا يرحمون شيخا كبيرا، ولا طفلا صغيرا، ولا امرأة ولا عجوزا، يحبُّون أن يتسببوا في سفك الدماء وزهق الأرواح، ويتباكون على خذلان الناس لهم، وعدم نصرتهم إياهم، يثيرون الفتن، ويوقدون نارها، ويتفرجون ويستمتعون بنتائجها، قلوبهم قلوب الشياطين.

الصنف الرابع: أئمة الضلال، وجدال المنافقين بالكتاب:
عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيٌّ، أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا، وَإِمَامُ ضَلالَةٍ، وَمُمَثِّلٌ مِنَ الْمُمَثِّلِينَ ".([15]) عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي من الدجال؛ أئمة مضلين".([16]) وفي رواية عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةَ المُضِلِّينَ».([17])
قال المناوي: [(إنما أخاف على أمتي) أمة الإجابة، (الأئمة) أي شرَّ الأئمة (المضلين) المائلين عن الحق، المميلين عنه، والأئمة جمع إمام، وهو مقتدى القوم ورئيسهم، ومن يدعوهم إلى قول أو فعل أو اعتقاد، يحتمل أنه يريد أنه يخاف على عوامِّ أمّتِه جَور جميع أئمة الضلال؛ أئمةِ العلمِ والسلطان، فالسلطان إذا ضلَّ عن العدل، وباين الحقَّ؛ تبعه كافَّةُ العوام، خوفا من سلطانه، وطمعا في جاهه، والإمام في العلم قد يقع في شبهة، ويعتريه زلة، فيضل بهوى أو بدعة؛ فيتبعه عوامُّ المسلمين تقليدا، ويتسامح بمتابعة هوى، أو يتهافت على حطام الدنيا من أموال السلطان، أو يرتكبُ معصية؛ فيغترُّ به العوام، وفائدة الحديث تحذيرُ الإمام من الإمامة على ضلالة، وتخويفُ الرعية من متابعته على الاغترار بإمامته].([18])
وهذا ما يهدم الإسلام، ويؤدي إلى الخذلان في الدنيا، وإلى النيران في الآخرة، [عَن زِيَاد بن حدير قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: (هَلْ تَعْرِفُ مَا يَهْدِمُ الإِسْلامَ؟) قَالَ: قُلْتُ: لا. قَالَ: (يَهْدِمُهُ زَلَّةُ الْعَالِمِ، وَجِدَالُ الْمُنَافِقِ بِالْكِتَابِ، وَحُكْمُ الأَئِمَّةِ المضلين). رَوَاهُ الدِّرَامِي([19])
(هَلْ تَعْرِفُ مَا يَهْدِمُ الإِسْلامَ؟ أَيْ: يُزِيلُ عِزَّتَهُ، ..... (يَهْدِمُهُ زَلَّةُ الْعَالِمِ): أَيْ عَثْرَتُهُ بِتَقْصِيرٍ مِنْهُ، (وَجِدَالُ الْمُنَافِقِ): الَّذِي يُظْهِرُ السُّنَّةَ وَيُبْطِنُ الْبِدْعَةَ، (بِالْكِتَابِ) =أي بالقرآن=: وَإِنَّمَا خُصَّ لأَنَّ الْجِدَالَ بِهِ أَقْبَحُ، إِذْ يُؤَدِّي إِلَى الْكُفْرِ (وَحُكْمُ الأَئِمَّةِ الْمُضِلِّينَ): .. الْمُرَادُ بِهَدْمِ الإِسْلامِ؛ تَعْطِيلُ أَرْكَانِهِ الْخَمْسَةِ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ».. الْحَدِيثَ. وَتَعْطِيلُهُ إِنَّمَا يَحْصُلُ مِنْ زَلَّةِ الْعَالِمِ، وَتَرْكِ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ بِاتِّبَاعِ الْهَوَى، وَمِنْ جِدَالِ الْمُبْتَدِعَةِ ، وَغُلُوِّهِمْ فِي إِقَامَةِ الْبِدَعِ؛ بِالتَّمَسُّكِ بِتَأْوِيلاتِهِ مُ الزَّائِفَةِ، وَمِنْ ظُهُورِ ظُلْمِ الأَئِمَّةِ الْمُضِلِّينَ، وَحُكْمِ الْمُزَوِّرِينَ ، وَإِنَّمَا قُدِّمَتْ زَلَّةُ الْعَالِمِ لأَنَّهَا هِيَ السَّبَبُ فِي الْخَصْلَتَيْنِ الأَخِيرَتَيْنِ ،..]([20])
وورد أيضا: "غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَى أُمَّتي مِنَ الدَّجَّالِ؛ الأئمة المضلون".([21]) (إنما أخاف على أمتي أئمةً مضلين) أيِ الدَّاعِينَ إِلَى الْبِدَعِ وَالْفِسْقِ وَالْفُجُورِ.([22]) [(وحكم الأئمة المضلين) أي على وفق أهوائهم، وإكراهِهم الناس عليه؛ فالعلماء الزائغون عن الحق، والمنافقون المجادلون المبتدعون، وأمراء الجَور هم الذين يضعفون أركان الإسلام ويعطلونها بأعمالهم. ...]([23])
قال البحتري:([24])

وأمَّةٌ كان قُبْحُ الجَوْرِ يُسْخِطها ... دَهراً، فأصْبَحَ حُسْنُ العَدْلِ يُرْضيها.
******************
الحمد لله؛ إن من الوقاية من ذلك الاعتصامَ بالكتاب والسنة، وسلوكَ منهج سلف الأمة، ولزومَ جماعة المسلمين، والالتفافَ حولَ من ولاَّهُمُ اللهُ الحكيمُ العليمُ أمورَنا، واعتزالَ الفتن وأسبابَها، والفِرقَ وأهلَها، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة رضي الله تعالى عنه الذي قال: [(قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي =يارسول الله=) أَيْ: أَنْ أَفْعَلَ بِهِ فِيهِمْ (إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلكَ؟) أَيْ ذَلِكَ الزَّمَانُ قَالَ:
" تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ " أَيْ: طَرِيقَتَهُمْ، وَحُضُورَ جُمْعَتِهِمْ وَجَمَاعَتِهِمْ ، "وَ" =وتلزم= "إِمَامَهُمْ" أَيْ: وَرِعَايَةَ إِمَامِهِمْ، وَمُتَابَعَتَهُ مْ وَمُسَاعَدَتَهُ مْ، (قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ) أَيْ: مُتَّفِقَةٌ (وَلا إِمَامٌ؟) أَيْ: أَمِيرٌ يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَحْتَمِلُ فَقْدَهُمَا، أَوْ فَقْدَ أَحَدِهِمَا، (قَالَ:
"فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا")، أَيِ: الْفِرَقُ الضَّالَّةُ، الْوَاقِعَةُ عَلَى خِلافِ الْجَادَّةِ؛ مِنْ طَرِيقِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ،
("وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ") أَيْ: وَلَوْ كَانَ الاعْتِزَالُ بِالْعَضِّ، ... أَيْ: تَمَسَّكْ بِمَا يُصَبِّرُكَ، وَتَقْوَى بِهِ عَلَى اعْتِزَالِكَ، وَلَوْ بِمَا لا يَكَادُ يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ مُتَمَسَّكًا. ... أَيِ: اعْتَزِلِ النَّاسَ اعْتِزَالا لا غَايَةَ بَعْدَهُ، وَلَوْ قَنَعْتَ فِيهِ بِعَضِّ أَصْلِ الشَّجَرِ؛ افْعَلْ فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكَ، ("حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ") أَيْ: عَلَى مَا ذَكَرْتُ مِنَ الاعْتِزَالِ، أَوِ الْعَضِّ =على أصل شجرة=، أَوِ الْخَيْرِ. ..

=وبعد الكلام على من لا يحكِّمون كتابا ولا سنة؛ من ولاة أو دعاة، وعندما يقوم= ".. رِجَالٌ، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ" [أَيْ: كَقُلُوبِهِمْ فِي الظُّلْمَةِ، وَالْقَسَاوَةِ، وَالْوَسْوَسَةِ ، وَالتَّلْبِيسِ وَالآرَاءِ الْكَاسِدَةِ وَالأَهْوَاءِ الْفَاسِدَةِ ..؛ (قَالَ حُذَيْفَةُ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟) أَيْ: ذَلِكَ الْوَقْتُ، أَوْ مَا ذُكِرَ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، (قَالَ: "تَسْمَعُ") أَيْ: مَا يَأْمُرُكَ الأَمِيرُ، .. ("وَتُطِيعُ") فِيمَا لا مَعْصِيَةَ فِيهِ، ("الأَمِيرُ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأَخَذَ مَالَكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ ") ... إِلاَّ إِذَا أَمَرَكَ بِإِثْمٍ فَلا تُطِعْهُ، لَكِنْ لا تُقَاتِلْ، بَلْ فِرَّ مِنْهُ].([25])
دعاة على أبواب جهنم من بني جلدتنا: قال إمام الحرم المكي الشيخ سعود الشريم: [ولِمُسْتَفْهِمٍ أن يقول: كيف يكون بعض المسلمين دعاة على أبواب جهنم؟! فالجواب هو: أنهم كذلك ببثهم الفسادَ والانحراف، وإشاعةَ الفاحشةِ وما يثير الغرائز الكامنة، في مثل صورٍ فاتنة، أو مقالاتٍ تخدِش الحياءَ، وتبرز القَحَة، من خلال الصحافة مثلاً، أو في مجال التعليم؛ بزرع المبادئ الهدامة بين الطلاب، من خلال كوادر غير أمينة، أو من خلال مُنظِّري التطوير العلمي، في سائر البقاع، فيما يقدمونه من الحدِّ والتقليص لما يقوي صبغة الله في نفوس الطلاب: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} (البقرة:138). أو التقليل من شأن العلوم الدينية، في مقابل الحرص الدءوب على تكثيف ما عداها من علوم مادية أو رياضية، لا يحتاج إلى معظمها الذكي، ولا يستفيد منها البليد، أو في مجال أجهزة الرأي المنتشرة، مُقَمَّرةً كانت أو مُشَفَّرة؛ من التفنن في نشر الانحراف، ما بين حبٍّ وهوى، وفنونٍ ومجون، أو هدمٍ لأساساتٍ شرعيَّةٍ قررها الإسلام، كمحاربة تعدد الزوجات وتشويهِ صورته، أو التحضيضِ على أن يلاقيَ الخطيبُ مخطوبته في خلوةٍ محرمة، أو التعويدِ على إلفة الاختلاط بين الجنسين، ومن ثمََّ هذا سارقٌ؛ يعلمون الناس كيف يتخلص من عقوبة السرقة، وهذه زوجة خائنة؛ يصورون فكاكها من غيرة زوجها، بالتضليل عليه، وتلك زانية تشجع على الزنا بإشاعة طرق الإجهاض.

كلُّ هذه الصور -عبادَ الله!- إنما هي مشاهِدُ متكررةٌ، تُبَث على مدار اليوم والليلة، ولا يخلو منها قطرٌ أو لا يكاد.
فكم من مشهدٍ يبَثُّ على الملايين من المسلمين في كافة الأقطار، يشاهدونه بمرة واحدة؛ فإذا استقرَّ في وعيهم، وطافت به الخواطر والأفكار؛ سلبَهم القرارَ والوقار، فمثَّلوه ملايين المرات، بملايين الطرق، في ملايين الحوادث.
فلا تعجبوا حينئذٍ عباد الله إذا لم تجدوا:
إلا واضعاً كفَّ حائرٍ ** على ذقنٍِ أو قارعاً سنَّ نادمِ([26])
ومن ثم تستمرئها النفوس الضعيفة؛ رويداً رويداً، إلى أن تلِغَ من حَمَئِها وهي لا تشعر، فإذا ألفتها النفس؛ لم تكد تتحول عنها إلا في صعوبة بالغة، بعد لُؤىً وشدائد؛ ولكنها في الوقت نفسه؛ تفقد خصائصها التي تميزها، ثم تموع وتذوبُ وبعد ذلك:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام([27])
قال ابن القيم: وَأَنَّ الأَمْرَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:
إِذَا لَمْ يُغَبِّرْ حَائِطٌ فِي وُقُوعِهِ ... فَلَيْسَ لَهُ بَعْدَ الْوُقُوعِ غُبَارُ([28])
حتى تقع =النفس= في أتون الفتن، فتحترق بلا لهب.
والأمة المسلمةُ يجب أن تكون متبوعةً لا تابعة، وقائدةً لا منقادة، فالترك للتبعية؛ هو النجاةُ منها، ومستقبلُ المسلمين؛ يجب أن يُصْنَع في بلادهم، وعلى أرضهم، وداخلَ سياج الدين والشريعة، وعليهم جميعاً أن يكفُّوا عن أخلاق التسوُّلِ بكل صنوفه؛ سياسةً أو اقتصاداً، أو أخلاقاً ومقدرات، ويجبُ ألا نغترَّ بما نراه من زُخرف الحياة الدنيا وزينتِها، في أمَّةٍ قد تقطعت روابطها، وانفصمت عراها: {وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (طه:131).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
قد قلت ما قلت، إن صواباً فمن الله، وإن خطأ فمن نفسي والشيطان.
وأستغفر الله، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم].([29])

ألف بين كلماتها وجمع مادتها
أبو المنذر فؤاد يوسف أبو سعيد
13 ربيع الآخر 1432 هلالية
18 مارس 2011 شمسية

[1])) رواه مسلم (1847) وهذا لفظه، ونحوه البخاري (7084).
([2]) (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 8/ 3381) بتصرف
([3]) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3382)
([4]) عمدة القاري شرح صحيح البخاري (16/ 140)
([5]) شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 33).
([6]) شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 34)
([7]) شرح النووي على مسلم (12/ 237).
([8]) فتح الباري لابن حجر (1/ 117).
([9]) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3381، 3382)
([10]) عمدة القاري شرح صحيح البخاري (24/ 194).
([11]) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3382).
([12]) سنن أبي داود (4246).
([13]) مسلم (1847)
([14]) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3383).
([15]) مسند أحمد ط الرسالة (6/ 413، ح 3868). انظر الصحيحة ح (281)
([16]) السنة لابن أبي عاصم ومعها ظلال الجنة للألباني (1/ 47، ح 100). انظر الصحيحة ح (1582).
([17]) سنن أبي داود (4252) وسنن الترمذي ت شاكر (2229). وانظر المشكاة 5394، الصحيحة 1582.
([18]) فيض القدير (2/ 563)
([19]) مشكاة المصابيح (269) (صحيح).
([20]) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3388)
([21]) (أحمد) عن أبي ذر. ح (4165) في صحيح الجامع.
([22]) عون المعبود وحاشية ابن القيم (11/ 218)، تحفة الأحوذي (6/ 401).
([23]) مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (1/ 356).
([24]) فقه اللغة وسر العربية (ص: 276)
([25]) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3383).
([26]) نسبه في وفيات الأعيان (2/ 161) للشهرستاني في أول كتاب "نهاية الأقدام". وفي (4/ 274) من وفيات الأعيان قال:
ولم يذكر =أي الشهرستاني= لمن هذان البيتان، وقال غيره: هما لأبي بكر محمد بن باجة المعروف بابن الصائغ الأندلسي.
([27]) نسبه في النحو المصفى (ص: 689) لشعر المتنبي.
([28]) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (ص: 53).