الصهيونية:
برزت على مر التاريخ حركات مدمرة غرضها نشر الظلم والفساد على أوسع نطاق في العالم، وقد ركزت اهتمامها على الإسلام والمسلمين لإفسادهم والقضاء عليهم عبر وسائل خبيثة، ومؤامرات مبيتة، وخطط محبوكة، وقد وصلوا من خلال هذه الوسائل إلى كثير من أهدافهم، في حين كان الطرف المسلم منشغلا بملذاته وشهواته، من غير تفطن وتيقظ إلى خطر الأعداء ومؤامراتهم، فضاعت البلاد، وقتل العباد، وانتهكت الأعراض، وسلبت الثروات، على مرأى ومسمع من القريب والبعيد، فلله الأمر من قبل ومن بعد.
ومن هذه الحركات البالغة الخطورة الحركة الصهيونية، وهي الحركة التي نريد أن نلقي عليها نظرة عامة لبيان خطورتها، وحقدها على الإسلام والمسلمين.
_تعريف الصهيونية:
هي حركة سياسية عنصرية متطرفة ترمي إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين تحكم من خلالها العالم كله، واشتقت الصهيونية من اسم جبل صهيون بالقدس حيث تطمع الصهيونية أن تشيد فيه هيكل سليمان، وتقيم مملكة لها تكون القدس عاصمة لها، وقد ارتبطت الحركة الصهيونية بشخصية الصحفي اليهودي النمساوي: تيودور هرتزل، الذي يعد الداعي الأول للفكر الصهيوني في العصر الحديث.
_مؤسسوا الحركة الصهيونية:
للصهيونية العالمية جدور تارخية فكرية وسياسية نجملها كالتالي:
_حركة الموكابين: كانت قبل الميلاد، وأول أهدافها العودة إلى صهيون وبناء هيكل سليمان.
_حركة باركوخبا: (118)م (138)م أثار هذا اليهودي الحماس في نفوس اليهود وحثهم على التجمع في فلسطين وتأسيس دولة يهودية فيها.
_حركة دافيدروبين وتلميذه صولمون ملوخ: (1501)م (1532)م.
وقد حث اليهود على ضرورة العودة لتأسيس ملك إسرائيل.
_حركة مونشه بن إسرائيل: (1604)م (1654)م وهي النواة الأولى التي وجهت خطط الصهيونية وركزتها على أساس استخدام بريطانيا لتحقيق أهداف الصهيونية.
_حركة سبطاي زيفي: 1626)_(1676م ادعى أنه مسيح اليهود المخلص لهم فأخذ اليهود يستعدون للعودة إلى فلسطين إلا أنه مات.
_حركة رجال المال التي تزعمها روتشيلد وموسى منتيفيوري: وكانت تهدف إلى إنشاء مستعمرات يهودية في فلسطين كخطوة أولى لامتلاك الأرض، ثم إقامة دولة اليهود.
وفي سنة: (1882)م إثر مذابح اليهود في روسيا قامت حركة يهودية عنيفة تهدف إلى إرجاع اليهود إلى فلسطين.
_الصهيونية الحديثة:
وهي الحركة المنسوبة إلى تيودور هرتزل الصحفي اليهودي النمساوي1860)_(1904م وهدفها الأساسي الواضح قيادة اليهود إلى حكم العالم بدءا بإقامة دولة لهم في فلسطين، وقد فاوض السلطان عبد الحميد الثاني بهذا الخصوص بمحاولتين لكنه أخفق، عند ذلك علمت اليهودية العالمية على إزاحة السلطان، وإلغاء الخلافة الإسلامية.
وقد قام هرتزل أول مؤتمر صهيوني عالمي سنة: (1897)م ونجح في تجميع يهود العالم حوله، كما نجح في جمع دهاة اليهود الذين صدرت عنهم أخطر مقررات في تاريخ العالم، وهي: بروتوكولات حكماء صهيون، المستمدة من تعاليم كتب اليهود المحرفة التي يقدسونها، ومن ذلك الوقت أحكم اليهود تنظيماتهم، وأصبحوا يتحركون بدقة ودهاء وخفاء لتحقيق أهدافهم التدميرية التي أصبحت نتائجها واضحة.
وقد جاء في هذه البروتوكولات مايلي:
_السيطرة على العالم كما وعدهم إلههم يهوه، والمنطلق لذلك هو إقامة حكومتهم على أرض الميعاد التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات.
_يرون أن أقوم السبل لحكم العالم هو إقامة الحكم على أساس التخويف والعنف.
_يدعون إلى تسخير الحرية السياسية من أجل السيطرة على الجماهير.
_يقولون لقد انتهى العهد الذي كانت فيه السلطة للدين، السلطة اليوم للذهب، فلا بد من تجميعه في قبضتنا بكل وسيلة لتسهل سيطرتنا على العالم.
_لابد من إغراق الأمميين_غير اليهود_ في الرذائل بتدبيرنا عن طريق من نهيؤهم لذلك من أساتذة وخدم وحاضنات ونساء وملاهي.
_سنسيطر على الصحافة تلك القوة الفعالة التي توجه العالم نحو ما نريد.
_لابد من توسيع الثقة بين الحكام والشعوب، وبالعكس ليصبح السلطان كالأعمى الذي فقد عصاه ويلجأ إلينا لتثبيت كرسيه.
_لابد من إشعال نار الخصومة الحاقدة بين كل القوى لتتصارع وجعل السلطة هدفا مقدسا تتنافس كل القوى للوصول إليه، ولابد من إشعال نار الحرب بين الدول بل داخل كل دولة عند ذلك تضمحل القوى، وتسقط الحكومات، وتقوم حكومتنا العالمية على أنقاضها.
_سنتقدم إلى الشعوب الفقيرة المظلومة في زي محرريها ومنقذيها من الظلم، وندعوها إلى الانضمام إلى صفوف جنودنا من الاشتراكيين والفوضويين والشيوعيين والماسونيين، وبفضل الجوع سنتحكم في الجماهير ونستخدم سواعدهم لسحق كل من يعترض سبيلنا.
_لابد أن نفتعل الأزمات الاقتصادية لكي يخضع لنا الجميع بفضل الذهب الذي احتكرناه.
_لابد أن نهدم دولة الإيمان في قلوب الشعوب، وننزع من قلوبهم فكرة وجود الله، ونحل محلها قوانين رياضية ومادية لأن الشعب يحيى سعيدا هنيئا سعيدا تحت راية دولة الإيمان، ولكن لا ندع للناس فرصة المراجعة، يجب أن نشغلهم بشتى الوسائل وبذلك لا يفطنوا لعدوهم في الصراع العالمي.
_سنعمل على وجود مجتمعات منحلة مجردة من القيم والأخلاق متحجرة المشاعر ناقمة أشد النقمة على الدين والسياسة، ليصبح رجاؤها الوحيد تحقيق الملاذ المادية، وحينئذ يصبحون عاجزين عن كل مقاومة، فيقعوا تحت أيدينا صاغرين.
_سنولي عناية كبرى للرأي العام إلى أن نفقده الرأي السليم، ونشغله حتى نجعله يعتقد شائعاتنا حقائق ثابتة، ونجعله غير قادر على التمييز.
_استنتاج:
تعد هذه البنود من أخطر ما سطرته يد هذه المنظمة الإرهابية، وقد حاول الصهاينة التبرؤ منها ودحرها بشتى الوسائل فلم يفلحوا في ذلك، وهي تنم عن دراسة محكمة لواقع الشعوب والحكام، بغية السيطرة عليهم، وتسخيرهم لصالحهم، فيستتب لهم الأمر، ويحكموا العالم بأسره، حسب ما يتطلعون إليه.
ومن نظر في هذه البروتوكولات نظرة متأمل وأسقطها على الواقع المعاش لاسيما واقع العرب والمسلمين يقف لا محالة على أن جانبا كبيرا منها قد تحقق فعلا على أرض الواقع، ومن ثم دانت لهم كثير من البقاع وعلى رأسها أرض فلسطين.
نسأل الله تعالى أن يهيئ للمسلمين أمر رشد يعز فيه أهل طاعته، ويذل فيه أهل معصيته، وأن يمن عليهم بقادة عادلين يرجعون إليهم عزهم ومجدهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.
وكتبه: رشيد الزات عفا الله عنه.