تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الرد على زعم الملاحدة أن الله غير موجود لأنه لم ينتقم ممن يسبه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    إمبابة مصر
    المشاركات
    896

    افتراضي الرد على زعم الملاحدة أن الله غير موجود لأنه لم ينتقم ممن يسبه

    الرد على زعم الملاحدة أن الله غير موجود لأنه لم ينتقم ممن يسبه





    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .

    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .

    أما بعد :



    فيقول الملاحدة أن الله لم يستطع أن يوقف الشاعر حلمي سالم عن كتابة ونشر تلك القصيدة التي تسيء إلى ذاته الإلهية، رغم أنه قد أرسل خمسة آلاف من الملائكة المسومين لنصرة المسلمين، ولا يستطيع أن يرسل ملاكاً واحداً ليمنع هذا الشاعر من الإساءة إلية، أو حتى أن يقول له: لا تكتب هذه القصيدة، فلا يكتبها. وكل هذا الضعف لأنه غير موجود فلو كان موجودا لما لم ينتقم ممن يسبه .


    و الجواب عن سوء الأدب هذا أن عدم الانتقام و عدم الرد لا يستلزم عدم الوجود فما العلاقة بين عدم الرد و عدم الانتقام و بين الوجود ؟!!


    و من يريد الانتقام من شخص قد يؤخر انتقامه منه لأسباب عنده و من يريد الرد على شخص قد يؤخر رده لأسباب عنده فتأخير الانتقام و تأخير الرد ليس دليلا على عدم الانتقام فضلا عن عدم الوجود .
    و الله عز وجل يسمع من يسيء إليه و يَعلم أفعاله وتعديه ، و لكنه يمهله إلى أجل و إلى حين تنزل به العقوبة، فعند ذلك ينتقم منه فالله يمهل المتعدي الظالم إلى وقت و لا يهمله قال تعالى : ﴿ و َرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً ﴾[1] .


    والإملاء للظالم الكافر ليس إهمالاً له من المولى تعالى، بلَ هو إمهال فقط، ثم يأخذه الله أخذ عزيز مقتدر في الدنيا أو الآخرة قال تعالى : ﴿ و َلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ﴾[2] .


    و تأخير عقوبة الله للمسيء إليه مع إنعامه عليه ليزداد معصية إلى معصيته وشرا على شره قال تعالى : ﴿ و َلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾[3].


    و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا ، و إذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة »[4] و في هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن علامة إرادة الله الخيرَ بعبده معاجلته بالعقوبة على ذنوبه في الدنيا حتى يخرج منها و ليس عليه ذنب يوافي به يوم القيامة ؛ لأن من حوسب بعمله عاجلاً خفّ حسابه في الآجل ، و من علامة إرادة الشر بالعبد أن لا يجازى بذنوبه في الدنيا حتى يجيء يوم القيامة مستوفر الذنوب وافيها ، فيجازى بما يستحقه يوم القيامة .


    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات





    [1] - الكهف الآية 58
    [2] - إبراهيم الآية 42
    [3] - ال عمران الآية 178
    [4]- رواه الترمذي برقم في سننه رقم 2398

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: الرد على زعم الملاحدة أن الله غير موجود لأنه لم ينتقم ممن يسبه

    بارك الله فيك
    ايضا الانتقام منه دنيوي واخراخروي
    و َلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ﴾[2
    وربما تاب المسلم الظالم واسلم الكافر والملحد فاذا اسلما غفرلهما ماقد سلف وهذا من سعة رحمة الله وحلمه بعد علمه 2804بَاب لَا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
    قال الامام مسلم رحمه الله:

    2804 :حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّهُ يُشْرَكُ بِهِ وَيُجْعَلُ لَهُ الْوَلَدُ ثُمَّ هُوَ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ إِلَّا قَوْلَهُ وَيُجْعَلُ لَهُ الْوَلَدُ فَإِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْهُ

    قال النووي رحمه الله :قال صلى الله عليه وسلم : ( لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل ; إنه يشرك به ، ويجعل له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم ) قال العلماء : معناه : أن الله تعالى واسع الحلم حتى على الكافر الذي ينسب إليه الولد والند والله اعلم
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •