عن ابن عباس«رضي الله عنه» قال: إن في الجنة نهر يقال له البيدخ عليه قباب من ياقوت تحته حور ناشئات، يقول أهل الجنة انطلقوا بنا إلى البيدخ فيجيئون فيتصفحون تلك الجواري، فإذا أعجب رجلا منهم جارية مس معصمها فتبعته.
عن ابن عباس«رضي الله عنه» قال: إن في الجنة نهر يقال له البيدخ عليه قباب من ياقوت تحته حور ناشئات، يقول أهل الجنة انطلقوا بنا إلى البيدخ فيجيئون فيتصفحون تلك الجواري، فإذا أعجب رجلا منهم جارية مس معصمها فتبعته.
أخي الحبيب الأنسب لسؤالك أن تضعه في ملتقى الحديث وعلومه
أما جوابه فأقول و بالله التوفيق :
هذا الأثر رواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة فقال : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهَرًا يُقَالُ لَهُ : الْبَيْدَخُ، عَلَيْهِ قِبَابُ الْيَاقُوتِ، تَحْتَهُ جَوَارٍ نَابِتَاتٌ، يَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ : انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْبَيْدَخِ، فَيَجِيئُونَ فَيَتَصَفَّحُون َ تِلْكَ الْجَوَارِيَ، فَإِذَا أَعْجَبَتْ رَجُلًا مِنْهُمْ جَارِيَةٌ مَسَّ مِعْصَمَهَا ، فَتَبِعَتْهُ وَنَبَتَتْ مَكَانَهَا أُخْرَى " وراه أبو نعيم في صفة الجنة أيضاً
والأثر رجاله ثقات وسنده متصل إلا أن الزهري لا يروي عن ابن عباس إلا بواسطة فلم يذكر المزي ابنَ عباسٍ فيمن سمع منهم الزهري ولم يذكره في تلاميذ ابن عباس وكذا في السير للذهبي أيضاً في ترجمة الزهري
فلذا لا يصح لانقطاعه بين الزهري وابن عباس وإن كان سماع الزهري من ابن عباس ممكن فقد توفي ابن عباس وعمر الزهري قرابة 16 سنة وكلاهما سكن المدينة ولعل هذا السبب الذي جعل بعض المعاصرين يقول : إسناده موقوف جيد .
إلا أن الأقرب –والله أعلم- هو عدم صحة سماع الزهري من ابن عباس لأنك لو تتبعت رواية الزهري عنه تجدها بواسطة .
هذا الأثر أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة(1/91)وأبو نعيم الأصبهاني في صفة الجنة(2/167) كلاهما عن سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به.
وهذا الإسناد منقطع لأن الزهري لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنه كما قال ذلك ابن عبد البر،انظر فتح المغيث (1/133) وغيره.
لكن لا عليك يا أخي فقد روى الشيخان عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قَالَ اللهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنِ)
وتأمل قوله عليه الصلاة والسلام(وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ)نسأل لنا ولكم من فضله...
أخي أبا عزام
قولك
(والأثر رجاله ثقات)
خالد بن خداش
قال عنه الإمام الذهبي في الكاشف( ضعفه علي وقال أبو حاتم صدوق )،وقال الحافظ في التقريب(صدوق يخطىء)
وأحسنت أبا عزام في استخدام قرينة (إدخال الوسائط) في نفي السماع.
وفقنا الله وإياكم جميعا
أحسنت أخي استدراك صحيح وقد زاغ بصري أثناء البحث في ترجمته فجزاك الله خيرا وزادني الله وإياك علما وعملا به .
ومع ذلك فسبب الضعف هو ما أشرت إليه من الانقطاع بين الزهري وابن عباس أما خالد بن خداش فحسن الحديث ومن الأكمل والأولى أن أبين ذلك بالاستثناء ولا أطلق لفظ ( رجاله ثقات ) ولكن زاغ بصري كما سبق .
جزاكم الله خيرا ووفقنا الله واياكم الى الجادة
أخطأتم جميعًا حتى حبيبي العطاب في البحث عن الصحّة بمعايير علم الحديث !؟
إنّما الأثر في موضوع يقال للأثر فيه إنه صالح للاعتبار ! و كفى !
قولك (أخطأتم جميعا ) خطأ لما يلي :
1. ليس من الأدب أن تقول لإخوانك (أخطأتم ) بلا حجة ولا مستند لأنك لا تخاطب عواماً بل حتى العامي الأولى أن تبين له حجتك ومستندك .
2. تقول (إنّما الأثر في موضوع يقال للأثر فيه إنه صالح للاعتبار)
لو كان لديك علم بالحديث لما قلت ذالك على وجه الاستدراك لأن تعبيرنا بكونه ( منقطع ) أدق من هذا التعبير - كما لا يخفى على من لديه علم بالحديث - لأن التعبير بقول (صالح للاعتبار ) ليس فيه تحديد الخلل في السند هل هو لنزول درجة أحد الرواة عن الضبط المعتبر في السند الحسن ؟ أو لانقطاع يسير في السند بين تابعي وصحابي مثلا ؟ كما هو واقع في هذا الأثر أو لغيره .
فإذا قلنا (منقطع ) حددنا العلة والخلل في السند بل حددنا مكان الانقطاع فقلنا (بين الزهري وابن عباس ) فهذا لا يستدرك .
لو قلت مثلا : ( هذا السند منقطع كما قال اخواني وأضيف -أي خلوصي- أن مثل هذا الانقطاع يسير فيصح أن يعتبر به ) لكان لقولك وجه
أما أن تزعم أننا أخطأنا في معايير علم الحديث وأخطأنا في الحكم عليه فإما أن تبين هذا الخطأ بالحجة والبرهان أو تسكت ولا تضيع وقت إخوانك بالرد .
الحديث كما قالا منقطع الاسناد
لكن له شاهد صحيح بمعنى قريب يتحدث عن النهر , مرفوعاً عن أنس بن مالك
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا ، فربما رأى الرجل الرؤيا فيسأل عنه إذا لم يكن يعرفه ، فإذا أثنى عليه معروف كان أعجب لرؤياه إليه فأتته امرأة فقالت : يا رسول الله ، رأيت كأني أتيت فأخرجت من المدينة فأدخلت الجنة فسمعت وجبة انفتحت لها الجنة فنظرت ، فإذا فلان ابن فلان وفلان ابن فلان فسمعت اثني عشر رجلا ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث سرية قيل ذلك فجيء بهم ، عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم فقيل : اذهبوا بهم إلى نهر البيدخ أو البيدج ، فغمسوا فيه فخرجوا ووجوههم كالقمر ليلة البدر فأتوا بصحفة من ذهب فيها بسر ، فأكلوا من ذلك البسر ما شاءوا فما يقبلونها من وجه إلا أكلوا من الفاكهة ما أرادوا وأكلت معهم ، فجاء البشير من تلك السرية فقال : أصيب فلان وفلان حتى عد اثني عشر رجلا ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة ، فقال : رؤياك فقصتها وجعلت تقول جيء بفلان وفلان كما قال "
ذكره ابن القيم في حادي الارواح 176 وقال : اسناده على شرط مسلم
وصححه السيوطي في البدور السافرة (425)
وصححه الالباني في تخريج الموارد (1513)
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7\178 : رجاله رجال الصحيح
وقال الشيخ مقبل الوادعي :صحيح على شرط مسلم ( الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين ) (51)