تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: قول ابن جبرين "لا تجد في القرن الرابع والخامس والسادس من هو على مذهب السنة إلا مستخف"

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    45

    افتراضي قول ابن جبرين "لا تجد في القرن الرابع والخامس والسادس من هو على مذهب السنة إلا مستخف"

    السلام عليكم ورحمة الله

    قد أشكل علي كثيرا كلام الشيخ ابن جبرين الذي قاله في مقدمة شرحه لكتاب لمعة الاعتقاد، فهو بعد ذكر أسماء الكتب التي ألفت في رد أصحاب التعطيل ككتاب "التوحيد" لابن خزيمة و"الرد على الجهمية" للإمام أحمد وكتاب "السنة" لابنه عبد الله و"الرد على الجهمية" و"الرد على بشر المريسي" كلاهما للدارمي وكتب أخرى.. فيقول الشيخ بعد هذا (ص 14 و 15):

    "ومع كثرة هذه الكتب مما ذكرنا، وغيرها كثير، لما انقضى القرن الثالث آخر القرون المفضلة أميتت هذه الكتب مع الأسف، وأصبحت مخزونة لا يعترف بها ولا تُقرأ، ولا تُدرَّس إلا نادرًا وبصفة خفية، وتمكن مذهب الأشاعرة ومذهب المعتزلة أيما تمكن... وكادت السُّنة وكُتبها أن لا يكون لها ذكر، بل كاد مذهب الإمام أحمد أن يضمحل، ولم يبق أحد عليه إلا قلة.

    وفي آخر القرن الرابع وأول القرن الخامس بدأ يظهر مذهب الإمام بسبب القاضي أبي يعلى رحمه الله ... وألف رسالة فيما يتعلق بصفة العلو وأملاها على تلامذته، ولما كتبها وأملاها أقيمت عليه الدنيا، وأنكر عليه أهل زمانه، وقالوا: القاضي أبو يعلى ممثلٌ، القاضي مشبه، وكادوا يسعون في إبعاده وعزله...

    ولا شك أن هذا دليل على غربة السنة في تلك القرون؛ القرن الرابع والقرن الخامس وما بعدهما، وبالتتبع لهذه القرون: الرابع والخامس والسادس وأغلب السابع لا تجد فيها من هو على مذهب السنة إلا من هو مستخفٍ، ولو كان حنبليًّا..."

    انتهى كلامه رحمه الله

    ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله" وهو حديث متواتر..

    فكيف يكون أهل الإثبات من هذه الطائفة وهم على قول الشيخ ابن جبرين كادوا أن يختفوا وأن "السُّنة وكُتبها كادت أن لا يكون لها ذكر" وأنها "أصبحت مخزونة لا يعترف بها ولا تُقرأ ولا تُدرَّس إلا نادرًا وبصفة خفية" مع أنه جاء في الحديث أن الطائفة الناجية قائمة على إظهارها للحق؟

    أليس في قول الشيخ أنه "لا تجد في القرن الرابع والخامس والسادس من هو على مذهب السنة إلا من هو مستخف" طعن في علماء في هذه القرون بأنهم لم يكونوا على مذهب أهل السنة؟ وأن العقيدة الظاهرة في هذه القرون كانت خلاف ما ذهب إليه أهل الإثبات؟ لأن الرسول وصف الطائفة بأنها ظاهرة على الحق، فكيف لثلاثة القرون اختفوا أهل الإثبات إن كانوا من هذه الطائفة؟

    أرجو التوضيح بارك الله فيكم..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: قول ابن جبرين "لا تجد في القرن الرابع والخامس والسادس من هو على مذهب السنة إلا مس

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيكم.
    القرون المفضلة كانت القرون الزاهرة بالعلم والمعرفة، ولها الأفضلية على غيرها.
    إلا أن الحالة السياسية وانتشار البدع لها أثر عظيم لا يمكن دفعه. سواء في القرون المفضلة أو ما بعدها.
    ومثال ذلك المحنة العظيمة التي حدثت مع فتنة القول بخلق القرآن.
    وحمل الناس على القول بذلك، وصبر الإمام أحمد في الفتنة.
    وكذلك لوجود دول عاتية طاغية في التاريخ الإسلامي، فكان لهذا تأثير بالغ في حياة الأمة.
    وكذلك انتشار البدع، وهي على درجات، ولكن أسوء هذه البدع انتشارًا، البدع الكلامية، والتصوف. وقد شنع المعطلة على أهل الحق، ورموهم بالتجسيم وسموهم حشوية ومشبهة ومجسمة لينفروا الناس عن الحق.
    وهذه البدعة استحوزت على بعض البلدان، وكان لها تأثير بالغ. حتى إن الكثير من أهل السنة تعرضوا للإيذاء في دين الله بسبب هؤلاء المبتدعة.
    وأهل الحق ظاهرين بالحق، لأنه لا يمكن لمبتدع أن يعلو أبدا.
    لذا استخدموا طرق التشنيع عليهم لإسكات الحق.
    وهذا لا يتعارض مع الحديث، لأن المخالف لم يظهر بالحق، وإنما بالتشنيع، والظهور هو ظهور الحق على الباطل بالدليل والحجة من القرآن والسنة.
    والله أعلم.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: قول ابن جبرين "لا تجد في القرن الرابع والخامس والسادس من هو على مذهب السنة إلا مس

    بارك الله فيكم أخي أسامة على ردكم

    ولي بعض التعليقات عليه لو سمحتم.

    أما فتنة القول بخلق القرآن فكان أئمة أهل السنة يظهرون مخالفتهم له ولذلك فُتنوا وسُجنوا وعُذبوا وهذا يكفي في إظهار الحق، فعلمنا أنه كانت هناك طائفة تظهر الحق بمخالفة بدعة القول بخلق القرآن.

    ولكن الذي أفهم من كلام الشيخ ابن جبرين أنه لم يكن أحد يظهر مخالفته لبدعة التعطيل... لماذا؟ لماذا لثلاثة قرون لم توجد طائفة من الأئمة يدافعون عن الحق طوال هذه القرون بشكل علني وبشكل مستمر؟ ولا يكفي اعتقاد الحق في النفوس دون إظهاره لأن هذا لا يدخل في قوله عليه الصلاة والسلام "ظاهرين على الحق"..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسـامة مشاهدة المشاركة
    وأهل الحق ظاهرين بالحق، لأنه لا يمكن لمبتدع أن يعلو أبدا.
    لذا استخدموا طرق التشنيع عليهم لإسكات الحق.
    وهذا لا يتعارض مع الحديث، لأن المخالف لم يظهر بالحق، وإنما بالتشنيع، والظهور هو ظهور الحق على الباطل بالدليل والحجة من القرآن والسنة.
    والله أعلم.
    فهل هذا يعني أنه يمكن أن يموت الحق لمئات السنين ولا يظهره أحد طول هذه الفترة؟ حتى ولو استخدم المبتدعة وسائل التشنيع لإماتة الحق فإنه لا يمكن على قول الرسول أن يموت الحق ولو لمدة قصيرة من الزمن.. فأين كانوا أهل الحق ظاهرين بالحق وكيف علوا أهل البدعة لأكثر من ثلاث مائة سنة؟

    هو هذا الإشكال أجده في قول الشبخ ابن جبرين.

  4. افتراضي رد: قول ابن جبرين "لا تجد في القرن الرابع والخامس والسادس من هو على مذهب السنة إلا مس

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كلام الشيخ رحمه الله يحتمل أمرين :
    الأوَّل : أنَّه مِن المبالغات المرفوضة بالأدلة المنطقية والنقلية عبر النظر في التاريخ .
    الثاني : أنَّه محمولٌ على التغليب لا العموم ، وهذا الذي أفهمهُ مِن كلام الشيخ ..

    ولتقريب الصورة ، أنقل ما قيل في ترجمة الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي رحمه الله تعالى ، فقد روي أنَّه كان شديد الإنكار ، وقد كانت بينه وبين الأشاعرة الكثير مِن المناظرات والتنافرات ، حتى كادوا يقتلوه ، قال عنه الحافظ الذهبي في السير نقلاً عن الضياء :
    ( سمعتُ الإمام عبد الله بن أبي الحسن الجُبَّائي بأصبهان يقول : أبو نُعَيم قد أخذَ على ابن مَندة أشياءَ في كتاب "الصحابة" ، فكان الحافظ أبو موسى يشتهي أن يأخذ على أبي نُعَيم في كتابهِ الذي في الصحابة فما كان يجسر ، فلمَّا قدِمَ الحافظ عبد الغني أشار إليه بذلك ، قال : فأخذَ على أبي نعيم نحوًا مِن مئتين وتسعين موضعًا ، فلمَّا سمِعَ بذلك الصدر الخُجَندِي طلب عبد الغني وأرادَ هلاكَهُ ، فاختفى .
    وسمعتُ محمود بن سلامَة يقول : ما أخرجنا الحافظ مِن أصبهان إلاَّ في إزار ، وذلك أن بيتَ الخُجَندي أشاعرة ، كانوا يتعصبون لأبي نعيم ، وكانوا رؤساء البلد ... ) أهـ .

    وقد كان للحنابلة تأييد ونفوذ وصيت ، كما للأشاعرة ، ولم يكونوا مستخفين أبدًا ، بل الملوك ترضيهم وتتعاطف معهم كثيرًا .. وفي ترجمة الحافظ نفسه رحمه الله ، قال الذهبي :
    ( قال الضياء : رأيتُ بخط الحافظ : والملكُ العادِلُ اجتمعتُ بهِ ، وما رأيتُ منهُ إلاَّ الجميل ، فأقبل علي وقام لي ، والتزمني ، ودعوتُ له ثم قلتُ : عندنا قصور هو الذي يُوجِبُ التقصير ، فقال : ما عندك لا تقصير ولا قصور ، وذكرَ أمرَ السُّنَّة ، فقال : ما عندك شيءٌ تُعابُ به لا في الدين ولا الدنيا ، ولابد للناسِ مِن حاسدين ) أهـ .
    فهاهو الملك يُثني على الإمام الحافظ .. وفي موضعٍ آخر قال الذهبي نقلاً عن الضياء :
    ( وسمعتُ سُليمان الأسعردي يقول : بعث الأفضلُ ابنُ صلاح الدين إلى الحافظ بنفَقَةٍ وقمحٍ كثير ، ففرَّقهُ كله ) أهـ .

    والعلم عند الله .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,858

    افتراضي رد: قول ابن جبرين "لا تجد في القرن الرابع والخامس والسادس من هو على مذهب السنة إلا مس

    بارك الله فيك. وفي الفاضل صالح الجبرين لإثرائه المسألة.
    وأضيف بأن هناك خلاف شديد ومعلوم بين أهل السنة والمبتدعة، وترأس أهل السنة الحنابلة وترأس المبتدعة الأشاعرة، وكان بينهما مناظرات كثيرة طوال هذه الحقبة التاريخية التي تحدث عنها الشيخ.
    ولكن كان للمبتدعة تأثير سياسي من قبل السلطان في بعض الأماكن الحيوية ومنها مصر، ولا يعني ذلك أن أهل السنة ماتوا ولم يكن لهم أثر. ولا يفهم ذلك من كلام الشيخ رحمه الله، والتاريخ يشهد على ذلك.
    وإنما كان هناك إيذاء كبير يتعرض له أهل السنة، حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية سجن عدة مرات ومات في السجن بسبب كيد هؤلاء المبتدعة.
    ونظير ذلك على الواقع كثير.
    وهناك أماكن كثر فيها الحنابلة فأنكروا على المبتدعة إنكارًا شديدًا، حتى كان من الصعب على المبتدع أن يعيش في أماكن يكثر فيها أهل السنة.
    وهذا باختلاف المكان والحالة السياسية والظروف الاجتماعية إلى غير ذلك. فكان انتشار البدع يكثر في مكان ويقل في آخر، ويؤذى أهل السنة في مكان وهم في مأمن في مكان آخر.
    وقد يتغير الحال مع تغير الحاكم في المكان نفسه.. كما في محنة الإمام أحمد.
    والله أعلم.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  6. #6

    افتراضي رد: قول ابن جبرين "لا تجد في القرن الرابع والخامس والسادس من هو على مذهب السنة إلا مس


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: قول ابن جبرين "لا تجد في القرن الرابع والخامس والسادس من هو على مذهب السنة إلا مس

    كلام الشيخ رحمه الله ربما صدر فقط غياب ذهني ربما ...فهو معارض بكلام غيره من العلماء المؤرخين ..و الوقائع التاريخية مؤكدة للعكس..اذ ما زال اهل السنة على افتراقهم ظاهرين على الأشاعرة و الكلابية و المعتزلة و ان كان كما يقول الشيخ في تناقض..لكن الخال على العكس مما يقول اذ كان الأشعري و المعتزلي هو المستخف و لا يصرح الا بما يوافق اهل السنة ..و قيام اتباع ابن خزيمة على الكلابية مشهور في القرن الرابع و اختفاء هؤلاء منهم..و قيام البربهاري على الأشاعرة ايضا مشهور و كذلك تخفي هؤلاء ..و قيام ابن حامد و الاسفرايني على الباقلاني ايضا مشهور و تحفي الباقلاني و اتباعه ايضا مشهور..و رفع الأمر الى المقتدر ايضا مشهور...و قيام اهل السنة على ابن فورك و تحفي هذا الأخير ايضا مشهور...و قيامهم على الشيرازي و القشيري ايضا مشهور و تحفي هؤلاء و ذهابهم للحج معروف و ان كانت من هنا بدأت تتعادل الكفة بسبب الفتنة و تفرق المسلمين و دروس علم النقل و الحديث و بدأت تتقوى كلمة الجهمة من خلال تسترها بالاعتزال و التمشعر حتى افضت بالأشاعرة في قرن ابن خطيب الري الى الاعتزال بل و الى الفلسفة بعيدا عما كان عليهم سلفهم...هناك نعم يصح ما اطلقه الشيخ بن جبرين رحمه الله على اهل السنة و بدأ تحفي اهل السنة و مطاردتهم..بعد شيوع التجهم الصريح بل و تخفي الأشاعرة ممن كان على اعتقاد اهل السنة الأوائل في الجملة...فالمسأل فيها تحرير ربما ضاق مقام الشيخ عنه في مقدمته
    من أجمل ما قرأت في الحب:
    "وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته"

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: قول ابن جبرين "لا تجد في القرن الرابع والخامس والسادس من هو على مذهب السنة إلا مس

    يا أبا أسامة لماذا تدخل ابن تيمية رحمه الله في هذا فالشيخ ابن جبرين قال "وأغلب السابع" ولم يقل "وجميع السابع" لأنه ظهر ابن تيمية ودافع عن أهل الإثبات وأظهر الحق بخلاف من سبقه من الحنابلة فإنهم لم يظهروا الحق بل تأثروا بشيوخهم الذين كانوا أشاعرة كما قال الشيخ..

    فحتى ولو أقمع السلطان الظالم والحكومة الظالمة هذه الطائفة الظاهرة للحق فلا يجوز له أن تسكت ولا يجوز لكتب السنة أن تموت كما قاله الشيخ أيضا أنها ماتت..

    ثم لاحظوا أيها الإخوة أنه جاءت كلمة "طائفة" في الحديث.. فهل يكفي أن يكون واحد هنا أو هناك يعلن ويدافع عن الحق ثم يأتي الآخر بعد وقت طويل ويقوم بنفس الشيء؟ فهذا إظهار الحق بشكل متقطع وليس بشكل مستمر كما قال الرسول "لا تزال طائفة من أمتي" يعني بدون زوال أي لحظة من الزمن..

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    السنة قد تخفى في بعض الأوقات؛ لقلة العاملين بها وتسلط السلاطين عليهم، وهذا لا يعني جبن علماء السنة؛ لأن قلتهم وكثرتهم أمر خارج عن إرادتهم.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  10. #10

    افتراضي

    وجود الطائفة المنصورة لا ينافي غربة الحق في آخر الزمان فهم قلة وكونهم منصورة أي بالحجة لا أن الغلبة دائما لهم

    وأبو يعلى رجل مشؤوم من الكلابية أصحاب الكلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •