توسع البعض في إطلاق المصطلحات على بعض أهل العلم " العصرانية "مثلا
هذه فائدة من كتاب "حقيقة اللبيرالية وموقف الإسلام منها " لشيخنا عبدالرحيم السلمي حيث قال :

توسع البعض في إطلاق مصطلح " العصرانية "إلى درجة كبيرة , حيث أصبح البعض يطلقه على

بعض العلماء والدعاة والفقهاء الذين لديهم آراء واجتهادات جزئية يرون فيها تجديدا يوافق حاجة الواقع ا
لمعاصر , وقد يكون في بعضها زلات غير مقبولة ولا تدخل في أطار الاجتهاد المشروع , وأرى أنه

ينبغي التحرز عند إطلاق الأسماء والأحكام على الأشخاص والمؤسسات وعدم الجمع بين الأمور

المختلفة في وعاء واحد ؛ لأن الله تعالى أمر بالعدل كما قال تعالى : {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا } وإطلاق

الأوصاف والأحكام دون حجة أو بينة مجانب للعدل الذي أمر الله تعالى به .

فإنه لا يجوز لأحد أن يقرن بين الملاحدة أو أهل البدع والضلالة وبين علماء اجتهدوا وأخطأوا في بعض

الآراء حتى لو كان هناك مشابهة أحيانا لقول مبتدع ما دام أن العالم في أصوله ومجمل أقواله

موافق للسنة وملتزم بها والواجب الاعتماد على المنهج العلمي الدقيق في توصيف القول ولوازمه

والحكم عليه بالمنهج الشرعي دون إفراط أو تفريط , ومعرفة الفرق بين ما ينافي أصول الدين أو

قواعده الكلية , وبين الاجتهادات المحتملة للصواب والخطأ.

وأهل السنة والجماعة هم أرحم الخلق بالخلق , وأهل الإنصاف والعدل والالتزام التام بالكتاب

والسنة قولا وفعلا , ولهذا تتحاكم إليهم الطوائف والفرق فيما يقعون فيه من خلاف , ويحكمون بينهم

بما أمر الله تعالى به لا بالأهواء و الآراء الخالصة أو الحزبية الضيقة.
ص 480