تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: 15- تحقيق حديث: "يا حيُّ يا قيومُ، برحمتك أستغيث،..." للشيخ أبي الحسن السليماني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    56

    افتراضي 15- تحقيق حديث: "يا حيُّ يا قيومُ، برحمتك أستغيث،..." للشيخ أبي الحسن السليماني

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحلقة الخامسة عشر
    (بعض أذكار الصباح والمساء والثابت منها)
    قول رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لفاطمة رضي الله عنها: "ما يمنعكِ أن تسمعي ما أوصيكِ به؟ أن تقولي إذا أصبْحتِ وإذا أمسيْتِ: يا حيُّ يا قيومُ، برحمتك أستغيث، أَصْلحْ لي شأني كله، ولا تكِلْني إلى نفسي طرْفة عيْن".
    وفي رواية: "يا فاطمة، مالي لا أسمعك بالغداة والعشيِّ تقولين: يا حيُّ يا قيومُ، برحمتك أستغيث، وأصلح لي شأني كله، ولا تكلْني إلى نفسي".
    (أصل الحديث حسن لغيره – إن شاء الله تعالى- دون جملة: "طرفة عين")
    روي هذا من حديث أنس وأبي هريرة – رضي الله عنهما-:
    1- أما حديث أنس – رضي الله عنه-:
    فقد جاء من طريق زيد بن الحُباب أخبرني عثمان بن موهَب الهاشمي مولاهم، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لفاطمة... فذكره.
    أخرجه النسائي في "الكبرى" (6/147/برقم 10405) وفي "عمل اليوم والليلة" (ص381/برقم 570) والبزار في "البحر الزخار" (13/49/برقم 6368) والحاكم (1/545) وأبو الطاهر السلفي الأصبهاني في "المنتقى من مكارم الأخلاق للخرائطي" (ص196-197/برقم 466) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص27/برقم 48) وابن عدي في "الكامل" (4/1636) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/285-286/213) وفي "الشُّعب" (1/476/برقم 760)، (1/477/برقم 761) والضياء في "المختارة" (6/300/برقم 2319)، (6/301/برقم 2320)، (6/301/برقم 2321)، (6/301-302/برقم 2322) والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/407) كلهم من طريق زيد بن الحُباب به.
    والحديث قد عزاه الحافظ في "نتائج الأفكار" إلى ابن أبي الدنيا في "كتاب الذِّكْر" والمعمري في "اليوم والليلة".
    وهذا إسناد لا يُحتج به:
    1- أما زيد بن الحُباب، فهو ثقة إلا في حديث الثوري، ربما وهم فيه، وهذا ليس منه، والحافظ ترجمه بقوله: "صدوق يخطئ في حديث الزهري" وهو أرفع من ذلك، وعلى كل حال؛ فليس هذا الحديث مما يرويه زيد بن الحُباب عن الثوري، حتى نحتاج إلى مزيد تفصيل في حال زيد بن الحُباب.
    2- وأما عثمان بن موهَب، فقد اختلفت الرواية على زيد بن الحُباب في تسميته:
    أ- فهناك من سمّاه، عثمان بن موهَب، وهم الأكثر والأحفظ، وهم:
    * الحسن بن علي الحلواني أبو علي الخلال: ثقة حافظ مصنِّف.
    * وعبد الرحمن بن محمد بن سلام: لا بأس به.
    * وهارون بن عبد الله: ثقة.
    * وسلمة بن شبيب – من رواية البزار الحافظ عنه، ومن رواية كذا مجمع بن يحيى عنه، وهو صدوق أو أرفع- وسلمة نفسه ثقة.
    * والحسن بن الصباح – من رواية ابن أبي الدنيا الحافظ- عنه، والحسن: صدوق يهم.
    ب- وهناك من سمّاه: عثمان بن عبد الله بن موهَب، وهما:
    * سلمة بن شبيب الثقة، من رواية حاتم بن محبوب عنه، وهو ثقة، لكنه خالف البزار الثقة الحافظ، ومجمع بن يحيى، وهو لا بأس به، فالقول قولهما عن سلمة.
    * ورواه كذلك عن زيد الحسن بن الصباح – وهو صدوق يهم- من رواية ابن أبي الدنيا الحافظ عنه، وابنُ أبي الدنيا هو الذي روى الروايتين عن الحسن، فالاضطراب من الحسن.
    ومن نظر في ذلك: علم أن المحفوظ عن زيد بن الحباب هو رواية من سماه عثمان بن موهَب، لا عثمان بن عبد الله بن موهَب، ولذا فقد ذكر غير واحد من المصنفين في الرجال، في ترجمة عثمان بن موهَب: أنه غير عثمان بن عبد الله بن موهَب، وإن سكت بعضهم، أو أخطأ بعضهم فعدَّهما واحدًا، وجَعَله من نسبة الرجل إلى أبيه تارة، وإلى جده أخرى، إلا أن تصريح بعض العلماء بالتفرقة، وجعلهما في ترجمتين، واختلاف كلام أئمة الجرح والتعديل فيهما، فقد جاء في ترجمة عثمان بن موهَب: قال أبو حاتم: صالح الحديث، أما عثمان بن عبد الله بن موهَب فقد وثقه جماعة من الأئمة؛ كل ذلك يرجح أنهما اثنان ، وليسا واحدًا، والله أعلم.
    ج- وهناك من قال: "ابن موهَب"، ولم يذكر "عُثمان" فضلاً عن "ابن عبد الله بن موهَب" وهو أبو هاشم الرفاعي، وليس بقوي، بل ضعَّفه غير واحد.
    والخلاصة: أن الذي في السند هو "عثمان بن موهَب"، ولم يوثقه أحد من العلماء – فيما أعلم- إنما قال فيه أبو حاتم: صالح الحديث، وهذا القول عند أبي حاتم وغيره من أهل العلم يدل على أن الرجل لا يُحْتج به، ولا يليق تحسين الحديث بذاته – وهو من طريقه- بحجة أن أبا حاتم متعنت، فيقول هذا القول فيمن وثقه غير واحد من الأئمة!! لأننا يجوز لنا أن نذهب إلى هذا إذا كان هناك من خالف أبا حاتم، ورأينا الأكثر على توثيقه، أما ولم نقف إلا على قول أبي حاتم؛ فلابد من الرجوع إلى معنى هذا القول عنده، وبالرجوع إلى ذلك؛ نعلم أنه يطلقه فيمن لا يُحتج به، والله أعلم.
    3- وهذا الحديث قد حسنه الحافظ في "النتائج" (2/407) فقال: هذا حديث حسن غريب اهـ، وحسَّن سنده شيخنا الألباني – رحمه الله- في "الصحيحة" (1/1/449/برقم 227) ونقل تصحيح المنذري له، وكذا الهيثمي، ولا أعلم وجْهًا لهذا كله، وعثمان لم يرو عنه إلا زيد، ولم أجد فيه مدحًا يؤهله للاحتجاج به، والحافظ نفسه قال في "التقريب": "مقبول" وها هو يحسّن حديثه دون الإشارة إلى شاهد له، فالله أعلم.
    4- قال ابن عدي بعد إخراج الحديث: قال لنا ابن صاعد: وابن موهَب هذا هو عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهَب، حدّث عن أنس غير حديث اهـ. ولذلك ذكر ابن عدي الحديث في ترجمة عبيد الله بن عبد الرحمن – مع أن الذي في السند "ابن موهب" مهملاً دون تقييد- ثم قال: ولعبيد الله بن موهب غير ما ذكرتُ من الحديث، وهو حسن الحديث، يُكتب حديثه اهـ.
    وأنت خبير – من حاصل ما سبق- أن جميع الرواة عن زيد لم يقل أحد منهم: "عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهَب" وما في الرواية من تنصيص الثقات، وتسمية الرجل بعثمان مُقدَّمٌ على تفسير ابن صاعد، وإن يكن الأمر كما قال ابن صاعد؛ فهو ضعيف لا يُحتج به أيضًا.
    وهناك طريق أخرى لحديث أنس:
    أخرجها الطبراني في "الدعاء" (2/1286/برقم 1046) وفي "الأوسط" (4/43/برقم 3565) وفي "الصغير" كما في "مجمع البحريين" (8/42-43/برقم 4677):
    من طريق نصر بن علي, حدثنا سلمة بن حرب بن زياد الكلابي, حدثني أبو مدرك, حدثني أنس, قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في المسجد, حتى إذا طلعت الشمس؛ خرج رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- واتبعْتُه, فقال: "انطلق بنا حتى ندخل على فاطمة بنت محمد" فدخلنا عليها, فإذا هي نائمة مضطجعة, فقال: "يا فاطمة, ما يُنيمُك هذه الساعة؟" قالت: مازلتُ البارحة محمومة, قال: "فأين الدعاء الذي عَلَّمْتُكِ"؟ قالت: نسيتُه, قال: "قولي: ياحيّ يا قيوم, برحمتك أستغيث, أصلح لي شأني كله, ولا تكلني إلى أحد من الناس, ولا إلى نفسي طرفة عين".
    وهذا سند واهٍ:
    1- سلمة مجهول, هو وشيخه أبو مدرك, وقد قال الذهبي في سلمة: مجهول كشيخه اهـ وذكر الحافظ في "اللسان" أن ابن حبان ذكر سلمة في "الثقات", وقال الأزدي: ضعيف مجهول اهـ (4/115) فالذي يظهر أنه مجهول، ثم إن هذا المجهول قد روى عن أبي مدرك الذي لا يُعرف إلا من روايته عنه, فهذا توغُّلٌ في الجهالة, بل قال الحافظ في "اللسان" (9/159): ويُحتمل أن يكون – يعني أبا مدرك- الذي ذكره الدار قطني اهـ فإن يكنْه؛ فإنه متروك, لأن الدار قطني قال في أبي مدرك الذي قبل هذا: متروك اهـ.
    وعلى ذلك فهذا الشاهد واهٍ, ويُنظر هل من طريق أخرى تقوي حديث أنس أم لا؟
    2- حديث أبي هريرة – رضي الله عنه-:
    ولحديث أنس شاهد من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- من طريق أبي الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا الحسين بن سعيد بن سابور أبو موسى النجاد، حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، ثنا روح بن عبادة عن شعبة عن محمد بن جُحادة عن أبي حازم عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لابنته فاطمة: "يا فاطمة، ما لي لا أسمعك بالغداة والعشي تقولين:....." فذكره.
    أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/583) ترجمة الحسين بن سعيد بن سابور, برقم (4059) إلا أنه أخرجه أيضًا في (16/44) ترجمة هارون بن الحسين – وقيل: الحسن بن سعيد بن سابور- أبي موسى النجاد, برقم (7319) وفيه أن عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال: حدثنا هارون بن الحسين بن سعيد بن موسى النجاد إملاءً من حِفْظه في جوار أبي العباس بن سابور الدقاق, حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي به.
    وهذا سند لا يحتج به:
    1- أما الحسين بن سعيد, أو هارون بن الحسين بن سعيد – على اختلاف الرواة- فقد قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (7/199): بغدادي مستور, وذكر جماعة رووا عنه.
    وعندي أن الرجل أرفع من ذلك, وأن حاله قد عُرفت, وذلك لقول أبي الفضل الزهري: حدثنا... إملاءً من حفظه... اهـ فهذا يدل على أن الرجل ممن يحفظ, ويُملي رواياته من حفظه, ويكتب عنه أحد الحفاظ – وهو أبو الفضل الزهري- من روايته إملاءً, فكل هذا يدل على أنه يحتج به, بل لو قيل: ثقة؛ لما كان بعيدًا.
    2- لكن تبقى المشكلة في شيخه محمد بن عبد الله المخرمي, فلم أقف على من ترجمه, وإن يكن المترجَم في "اللسان" (7/261/برقم 7025) فقد نقل الحافظ عن ابن الصلاح أنه قال: غير مشهور اهـ، فيبقى الرجل على الجهالة, حتى يتضح أمره.
    ويبقى الكلام حول أهلية هذا الشاهد لتقوية حديث أنس به, وعندي: أنه لا بأس بتقوية حديث أنس بحديث أبي هريرة – إن شاء الله تعالى- دون جملة: "طرفة عين" فقد ذُكرتْ في حديث أنس, ولم تُذْكر في حديث أبي هريرة, هذا مع ما في النفْس من حرجٍ, والله أعلم.
    (تنبيه): رُوي بعض الحديث، لكن بدون ذِكْر الصباح والمساء، إنما جاء بلفظ: "دعوات المكروب: اللهم رحمتَك أرجو، فلا تكلْني إلى نفسي طَرْفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت".
    أخرجه أبو داود برقم (5090) بزيادة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (ص413/برقم 651) والطيالسي (ص117/برقم 869) وابن أبي شيبة (6/20/برقم 29145)، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3/250/برقم 970)، والبخاري في "الأدب المفرد" (1/368-369/برقم 701) مع زيادة، وأحمد (34/74-75/برقم 20430) مع زيادة، والطبراني في "الدعاء" (2/1278/برقم 1032) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص166/342) والبيهقي في "الدعوات" (ص123/برقم 163)، كلهم من طريق عبد الجليل بن عطية عن جعفر بن ميمون، حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال به.
    وهذا سند لا يُحتج به من أجل جعفر بن ميمون؛ صدوق يخطئ، ومع ذلك فليس في موضع الشاهد، والله أعلم.
    هذا, وقد جاء حديث: "يا حيُّ يا قيوم" مختصرًا, وبدون الشاهد – أي بدون ذكر الصباح والمساء- من حديث أنس وغيره:
    1- حديث أنس -رضي الله عنه-:
    أ- من طريق حفص بن غياث, حدثني إبراهيم - هو ابن طهمان- عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن أنس, قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يدعو: "يا حي يا قيوم" أخرجه النسائي في "الكبرى" (4/399/7682), (6/157/10448)وفي "عمل اليوم والليلة" (ص397/برقم 612) والطبراني في "الدعاء" (2/823/برقم91) وفي "الأوسط" (8/79/برقم 8021) والبيهقي في "الدعوات الكبير" (ص148) برقم(199) والضياء في "المختارة" (7/44-45/ برقم2440) , (7/45/2441) , (7/45-46/2442).
    وقد أخرجه ابن طهمان في "مشيخته" برقم (60)، لكن بدون ذكر "الحجاج"، ولعله سقط، والله أعلم.
    وهذا سند رجاله ثقات, وليس فيه غير عنعنة قتادة, وهو مدلس, والله أعلم.
    ب- ومن طريق المعتمر بن سليمان بن طرخان التيمي عن أبيه عن أنس, قال: كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: "أي حي, أي قيوم".
    أخرجه النسائي في "الكبرى" (4/399/7683) , (6/157/10449) وفي "عمل اليوم والليلة" (ص397/ برقم613) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/291/ برقم218) بلفظ: "...ياحي ياقيوم", والضياء في "المختارة" (6/155/برقم 2151) بلفظ: "... ياحي ياقيوم", (6/155/برقم 2152)، وهذا سند صحيح.
    جـ- ومن طريق أبي بدر شجاع بن الوليد عن الرُّجَيِّل بن معاوية أخي زهير بن معاوية عن الرقاشي - وهو يزيد بن عبد الله- عن أنس بن مالك, قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا كرَبَه أمر قال: "يا حي يا قيوم, برحمتك أستغيث".
    أخرجه الترمذي (5/497/ برقم3524)
    وهذا سند ضعيف من أجل الرقاشي, إلا أنه قد توبع على الجملتين, ولذا حسنه شيخنا الألباني - رحمه الله- في "تخريج الحكم الطيب" (ص117/برقم119).
    2- حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه-:
    من طريق عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي, حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهَب, عن إسماعيل بن عون بن عبيد الله بن أبي رافع عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه محمد بن عمر بن علي عن علي قال: لما كان يوم بدر؛ قاتلْتُ شيئًا, ثم جئتُ إلى رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنظر ما صَنَع, فجئتُ, فإذا هو ساجد يقول: "يا حي يا قيوم", ثم رجعتُ إلى القتال, ثم جئتُ, فإذا هو ساجد لا يزيد على ذلك, ثم ذهبتُ إلى القتال, ثم جئتُ, فإذا هو ساجد يقول ذلك, ففتح الله عليه.
    أخرجه النسائي في "الكبرى" (6/157/10447) وهو سند ضعيف من أجل عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب, فإنه ضعيف ليس بقوي, وشيخه ترجمه الحافظ بقوله: "مقبول", وكذا ترجم شيخ شيخه عبد الله بن محمد بقوله "مقبول", ولعله أرفع من ذلك.
    3- حديث ابن مسعود - رضي الله عنه-:
    من طريق النظر بن إسماعيل البجلى, حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي, حدثنا القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن ابن مسعود قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا نزل به هَمٌّ أوغَمٌّ قال: "ياحي ياقيوم, برحمتك أستغيث".
    أخرجه الحاكم (1/509) وقال: صحيح الإسناد, ولم يخرجاه, فتعقبه الذهبي في "التلخيص" فقال: قلت: عبد الرحمن لم يسمع من أبيه, وعبد الرحمن ومن بعده ليسوا بحجة اهـ.
    قلت: والراجح سماع عبد الرحمن من أبيه, فقد أثبته غير واحد، والمثبت مقدم على النافي.
    وقد أخرجه أبو علي التنّوخي في "الفرج بعد الشدة" (1/138-139,139) لكن دون ذكر "عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود" والد القاسم.
    وهذا سند ضعيف من أجل النضر وعبد الرحمن, وفيه علة أخرى:
    فقد رواه حفص بن غياث - وهو ثقة- عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم عن ابن مسعود قال: إن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان إذا نزل به الكرب قال: "ياحيُّ يا قيومُ, برحمتك أستغيث".
    أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1/288/215) وفي "الشُّعب" (1/258/برقم 10231).
    فحفصٌ الثقة رواه مرسلاً بين القاسم وجده ابن مسعود, فإنه لم يسمع منه, والنضر المضعَّف أسنده, فلاشك أن الإسناد منكر, ولعل الاضطراب من الضعيف الذي يدور عليه السند, وهو عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي.
    وقد قال البيهقي بعد إخراجه: "وقد قيل: عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود, وهذا - أي ما أخرجه هو من طريق حفص- مع إرساله أصح" اهـ والأمر كما قال – رحمه الله تعالى-.
    4- حديث أبي هريرة:
    كان رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا اجتهد في الدعاء؛ قال: "يا حيّ يا قيوم"
    أخرجه البيهقي في "الدعوات" (ص148/برقم 198) من طريق إبراهيم بن الفضل - وهو المحزومي- عن المقبري عن أبي هريرة به, وإبراهيم هذا متروك.
    وقد ضَعَّف الحديثَ من هذه الطريق وبهذا اللفظ شيخُنا الألباني - رحمه الله- في الضعيفة" (13/775/ برقم 6345) وقال: ضعيف جدًا اهـ.
    تلخيص لما تقدم:
    كتبه/ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
    دار الحـديث بمأرب
    28/محرم/1432هـ




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    336

    افتراضي رد: 15- تحقيق حديث: "يا حيُّ يا قيومُ، برحمتك أستغيث،..." للشيخ أبي الحسن السليماني

    بارك الله فيكم

  3. #3

    افتراضي رد: 15- تحقيق حديث: "يا حيُّ يا قيومُ، برحمتك أستغيث،..." للشيخ أبي الحسن السليماني

    بارك الله فيك شيخنا أبي الحسن وأرجو ألا تنسانا من صالح الدعاء يا أبا خالد

    لا حرمنا الله منك ولا من علمك الفياض

  4. #4

    افتراضي رد: 15- تحقيق حديث: "يا حيُّ يا قيومُ، برحمتك أستغيث،..." للشيخ أبي الحسن السليماني

    جزاك الله خيرا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي رد: 15- تحقيق حديث: "يا حيُّ يا قيومُ، برحمتك أستغيث،..." للشيخ أبي الحسن السليماني

    جزاكم الله خيرا
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    الحديث لا يرقى أن يكون حسنا ، بل كل طرقه لا يحتج بها.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    168

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مأرب مشاهدة المشاركة
    [CENTER][CENTER]
    2- لكن تبقى المشكلة في شيخه محمد بن عبد الله المخرمي, فلم أقف على من ترجمه, وإن يكن المترجَم في "اللسان" (7/261/برقم 7025) فقد نقل الحافظ عن ابن الصلاح أنه قال: غير مشهور اهـ، فيبقى الرجل على الجهالة, حتى يتضح أمره.
    [/RIGHT]
    تاريخ بغداد ت بشار (16/ 44)
    7319 - هارون بن الحسين وقيل الحسن بن سعيد بن سابور أبو موسى النجاد حدث عن: زيد بن أخزم الطائي، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، والسري بن عاصم الهمداني، وعلي بن عبدة التميمي.
    روى عنه: محمد بن مخلد، وأحمد بن جعفر ابن الخلال المقرئ، وأبو الفضل الزهري.
    (4608) -[16: 44] أخبرني الأزهري والتنوخي، قالا: حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: حدثنا هارون بن الحسين بن سعيد بن موسى النجاد، إملاء من حفظه في جوار أبي العباس بن سابور الدقاق، قال: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن جحادة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة: " ما لي لا أسمعك بالغداة ولا العشي تقولين: يا حي، يا قيوم، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي؟ ".
    تفرد برواية هذا الحديث هارون بن الحسين النجاد بإسناده، وكذا روى عنه ابن الخلال فسمى أباه الحسين، وأما ابن مخلد فسماه الحسن
    الأنساب للسمعاني (5/ 457)
    وأبو موسى هارون بن الحسين وقيل الحسن بن سعيد بن سابور النجاد: من أهل بغداد، حدث عن زيد بن أخزم الطائي، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي

    في تهذيب الكمال
    قال أبو بكر الباغندي: كان حافظا متقنا.
    وقال أبو العباس بن عقدة : سمعت نصر بن أحمد بن نصر، قال: كان محمد بن عبد الله المخرمي من الحفاظ المتقنين المأمونين
    وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتب أبي عنه، وهو
    صدوق ثقة سئل أبي عنه فقال: ثقة.
    وقال النسائي : ثقة
    وقال الخطيب في تاريخ بغداد كان من أحفظ الناس للاثر، وأعلمهم بالحديث
    وفي تهذيب التهذيب
    وقال النسائي في مشيخته كان أحد الثقات ما رأينا بالعراق مثله
    وروايته عن عبادة في
    صحيح ابن خزيمة (2/ 300)
    1358 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي و أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم وهذا حديث المخرمي ثنا روح بن عبادة ثنا شعبة و مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة : أنه قال : في صلاة الخوف تقوم طائفة وراء الإمام وطائفة خلفه فيصلي بالذين خلفه ركعة وسجدتين ثم يقعد مكانه حتى يقضوا ركعة وسجدتين ثم يتحولون إلى مكان أصحابهم ثم يتحول أصحابهم إلى مكان هؤلاء فيصلي بهم ركعة وسجدتين ثم يقعد مكانه حتى يصلوا ركعة وسجدتين ثم يسلم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    168

    افتراضي

    لما روى الحديث الخطيب علق على إثره بقوله تفرد به هارون
    تاريخ بغداد ت بشار (16/ 44)

    أخبرني الأزهري والتنوخي، قالا: حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: حدثنا هارون بن الحسين بن سعيد بن موسى النجاد، إملاء من حفظه في جوار أبي العباس بن سابور الدقاق، قال: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن جحادة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة: " ما لي لا أسمعك بالغداة ولا العشي تقولين: يا حي، يا قيوم، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي؟ ".
    تفرد برواية هذا الحديث هارون بن الحسين النجاد بإسناده، وكذا روى عنه ابن الخلال فسمى أباه الحسين، وأما ابن مخلد فسماه الحسن

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    168

    افتراضي

    * سلمة بن شبيب الثقة، من رواية حاتم بن محبوب عنه، وهو ثقة، لكنه خالف البزار الثقة الحافظ، ومجمع بن يحيى، وهو لا بأس به، فالقول قولهما عن سلمة.
    * ورواه كذلك عن زيد الحسن بن الصباح – وهو صدوق يهم- من رواية ابن أبي الدنيا الحافظ عنه، وابنُ أبي الدنيا هو الذي روى الروايتين عن الحسن، فالاضطراب من الحسن.
    في لأحاديث المختارة = المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما (6/ 300)2319 - أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي بها أن محمد بن إسماعيل الفضيلي أخبرهم أبنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ثنا محمد بن عمر بن حفصويه السرخسي أبنا أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي ثنا سلمة هو ابن شبيب ثنا زيد بن الحباب ثنا عثمان بن موهب مولى بني هاشم قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة ما يمنعك أن تسمعيني ما أوصيتك به أن تقولين إذا أصبحت وأمسيت يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    168

    افتراضي

    أما زيد بن الحُباب، فهو ثقة إلا في حديث الثوري، ربما وهم فيه، وهذا ليس منه، والحافظ ترجمه بقوله: "صدوق يخطئ في حديث الزهري" وهو أرفع من ذلك، وعلى كل حال؛ فليس هذا الحديث مما يرويه زيد بن الحُباب عن الثوري، حتى نحتاج إلى مزيد تفصيل في حال زيد بن الحُباب.
    زيد بن الحباب فيه كلام من غير روايته عن سفيان
    سؤالات أبي داود لأحمد (ص: 319)
    [ 432 ] قال [ سمعت أحمد قال ] زيد بن الحباب كان صدوقا وكان يضبط الألفاظ عن معاوية بن [ صالح ولكن كان كثير الخطأ ]


    قال ابن خلفون في كتاب الثقات: توفي سنة ثلاث أو أربع، وهو ثقة، قاله أبو جعفر السبتي وأحمد بن صالح المصري وزاد: كان معروفا بالحديث صدوقا إلا أنه كان يأنف أن يخرج كتابه فكان يملي من حفظه فربما وهم في الشئ،
    العلل ومعرفة الرجال (2/ 96)
    1680 - سمعته يقول كان رجل صالح ما نفذ في الحديث إلا بالصلاح لأنه كان كثير الخطأ قلت له من هو قال زيد بن الحباب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •